في خضم هذا الأسبوع ظهرت تدوينات تطالب بمقاطعة منتوجات الصين على خلفية معاملة الصين لإقليم شينجيانغ المسلم، في المغرب جاء ذلك مباشرة بعد دعوة مثيلة لمقاطعة منتوجات تركيا، كان رد فعل تركيا هو تصريح يساوم في قضية الصحراء بينما رد فعل الصين كان هو: زوروا مقاطعة شينجيانغ لتطلعوا بأعينكم على الواقع هناك ودعوا الآلة الإعلامية المزيفة للغرب ، تمخض الجدل في الأمر لتخرج تدوينات للعلن لرفاق وأصدقاء زاروا بالفعل المنطقة واقروا بان ليس هناك تمييز عنصري ضد مسلمي شنجيانغ ويتمتعون بحكم ذاتي ولهم اولوية في الاستفادة من الخيرات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة واكثر من ذلك ليسوا هم الأقلية الوحيدة في الإقليم، ثم جاءت الطامة الكبرى حين علم الجميع بأن المنطقة تحظى باهتمام أمريكي واسع ثم بعد ذلك ظهرت الخلفيات وهي مؤرخة تاريخيا: لم تهتم امريكا إلا بتحرير المناطق ذات اهمية اقتصادية بيترودولارية ودائما تمزجها مع منظومتها الليبيرالية : قضية الشيشان في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فجأة ظهر في الغرب أنصار للتاريخ وللقوميات وحق تقرير المصير، في سوريا ظهرت أمريكا محررة لسوريا من داعش لكن ظهرت فقط في مناطق غنية ايضا بخيراتها الطبيعية ذات نفس الطابع البيترودولاري واظهرت اهمية قصوى لمساندتها لحق تقرير مصير جزء من الكرد وليس قضية الكرد كشعب تتوزعه عدة دول
يعني توظف حقا مشروعا لشعب معين وتحدده جغرافيا ليصلح آلية تخدم أهدافها، وبشكل عام، حيث يوجد بئر نفط توجد امريكا، توجد كألات حرب وقواعد جاهزة او كعقارب سامة تحمي البئر، لكن المثير في الأمر هو: لماذا الإخوان المسلمين وحدهم هم من يهتم بقضايا مسلميهم ؟ يبدو الأمر وجيهيا : "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص" وحين ينادي المسلم باضطهاد مسلم في بلد ما آخر ولو على وجه الزيف يبدو الأمر مجملا كإدانة لصمت الرأي العام الدولي: صمت حول زيف معين بينما الحقيقة ان الراي العام الدولي ليس كما يبدو في مخيلة الإخواني ، فالراي العام الدولي هذا لا يهتم أصلا بقضايا ذات توظيف إييولوجي يخدم آلية معينة ولا هو يهتم بقضية بئر أجوف بيترولي ، بل بالفعل يثير قضايا ذات قيمة إنسانية محضة كقضية السود بجنوب إفريقيا، قضية السود بأمريكا نفسها، قضية شعوب تنحرها آلة الحرب الإمبريالية، قضية فلسطين بكونها قضية شعب وليس قضية إسلام او عرب، قضية الحريات في الدول نفسها التي تحميها عقارب أمريكا، قضية لاجئين بسبب الحروب والمجاعات وهلم جرا، وبشكل عام قضايا إنسانية لا حضور فيها لخلفيات اقتصادية او سياسية
الأمر الآخر: كل زخم لتحريك رأي عام على أساس قاعدة دينية هو أمر فاشل بالضرورة، لانه امر من خارج التاريخ، تديين المشكلات الإنسانية (أقصد أي دين) هو في الحقيقة إطالة لمشكلتها وهو في نفس الوقت عملية ميزية لوضع خاص يعلب الرأي العنفي، إنهم يفسدون الوعي بالمواطنة الحقة المبنية على أساس مدني، قضية فلسطين هي قضية حق لشعب وليست قضية قدس كرمز ديني، كونها قضية قدس تزكي الصراع الديني بين اليهود والمسيحيين والمسلمين بينما وجودها كقضية حق لشعب يحدد المشكلة على انها قضية استيطان واحتلال مستمر (هكذا يتعاطى الراي العام معها) هي حق للناس في تلك الأرض وليست حق دين او حق جنس معين بل حق مواطنة ، حق ناس يشتركون بشكل مدني في المجال والأرض والعمل، من هنا أيضا فالمهاجر باعتباره شخص مدني، وليكن من أي جنس كان، يجب ان يتمتع بكل الحقوق المدنية باعتباره ينتمي أو يعيش في مجال معين وارض معينة ويعمل فيهما . إن تمييز دولة معينة على أساس ديني او عرقي بأغلبية معينة هو نفي لحق المواطنة ، هو ميز عنصري .
يختلف مفهوم القومية في الدول العربية عنها في الدول الغربية (وهذا أيضا مجال لنقاش لا ينتهي، فوضع الهنود الحمر في أمريكا في محميات معينة أمر خاضع للجدل يخالف سياسة الإدماج الحضاري: الإنسان ليس حيوان مفترس ليوضع في محمية والحال في أمريكا هو ان انسنة المشكلة من خلال الاحتفاظ بثقافة معينة لشعب معين في محمية معينة مثير للجدل باعتبار إشكالية الحق في الإندماج الثقافي، بمعنى أن الإعتراف بثقافة شعب بغض النظر عن اختلافها وطابعها فهي ليست مضرة لكي توضع في محمية : وضعها في محمية يجعلها متحفا خاصا للسائحين بينما المطلوب هو مشاركتها من خلال تبادل القيم، إن وجودها في محمية (متحف إنساني) مخل لوجودها الفعلي كثقافة وقيم قائمة مجمد انتشارها)، الإختلاف هذا أساسه فهم معين، القومية الغربية الحداثية تعني وضع الناس في مجالها، كن ما شئت من اي جنس شئت، من أي دين شئت، بما انك تعيش في ارض معينة، تعمل بها، تسكن بها، تدفع حقوق المواطنة بها فانت مواطن قومي لذلك البلد، هذا هو معيار المواطنة، ليس معيار اقلية او اكثرية: ان تكون نيجيريا في الأندلس لا يحق لهم أن يضعوك في محمية، في المغرب نناقش وجود عرب وامازيغ، والحقيقة اننا نخوض في صراع وهمي على قاعدة انتماء يحتقر مواطنتنا: راي إيديولوجي يريد ان يضع الآخر في محمية، في المغرب هناك مواطن مغربي احدهم معرب والآخر امازيغي، المعرب يريد أن يتحف الأمازيغي والعكس بالعكس والطامة الكبرى حين يتدخل الديني (كثير من اصدقائي الأوربيون يعتقدون ان إيران عربية، وحتى في كتاب لنيتشة: الإسلام هو توركيا وهم بدو عرب ). حقيقة الصراع في المغرب هو بين برجوازية كولونيالية نافذة تهيمن وفقراء غير مهيمنين، بورجوازية كولونيالية حرباء تظهر تارة كانها مفرنسة (فرنسية او بقايا فرنسا في المغرب) أو كانها اندلسية عربية (بقايا المتأندلوسيين) الأولى تدافع عن الفرنسية والثانية تدافع عن العربية بينما الحقيقة انهما معا مسيطريتان على الوضع في لعبة تبادل الأدوار ، في الخطوط العامة لدينا صراع بين الأمازيغ والعرب ، في الحقيقة هناك صراع بين برجوازيين تمثلوا إما الفرنسية أو العربية وفقراء مهمش كل شيء فيهم بما فيه لغتهم اليومية، صراع برجوازي يعيشه الفقراء نصرا لهذا او ذاك ليس نصرا لذاتهم ، تصوروا !!
سأعود إلى مشكلة الإخوان وقد بينت أن مشكلة قضايا معينة لا تحدد لا بالدين ولا بالعرق بل بالثقافة الإنسانية : مقاطعة عفوية نابعة من حس وطني لمنتوجات توركيا بالمغرب بسبب غياب الكفاءة في التبادل التجاري حيث توركيا تستفيد من الوضع أكثر من المغرب ، آل شاه تركيا طرح تهديدا من خلال مساومته في الصحراء بينما الصين لم تطرح أي تهديد بل محورت المشكلة حول قضية الصراع التجاري الصيني الامريكي ونبهت إلى الامر ، في هذا السياق هل الإخوان يمثلون ما دأب كل شخص يتهمهم باعتبارهم آلية إمبريالية أمريكية من خلال طرح مقاطعة للمنتوجات الصينية على اعتبار أن شعب إقليم شينجيانغ ليس كله مسلم كما يبدوا وان الإضطهاد إذا حصل لا يمس فقط المسلمين؟
يعني توظف حقا مشروعا لشعب معين وتحدده جغرافيا ليصلح آلية تخدم أهدافها، وبشكل عام، حيث يوجد بئر نفط توجد امريكا، توجد كألات حرب وقواعد جاهزة او كعقارب سامة تحمي البئر، لكن المثير في الأمر هو: لماذا الإخوان المسلمين وحدهم هم من يهتم بقضايا مسلميهم ؟ يبدو الأمر وجيهيا : "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص" وحين ينادي المسلم باضطهاد مسلم في بلد ما آخر ولو على وجه الزيف يبدو الأمر مجملا كإدانة لصمت الرأي العام الدولي: صمت حول زيف معين بينما الحقيقة ان الراي العام الدولي ليس كما يبدو في مخيلة الإخواني ، فالراي العام الدولي هذا لا يهتم أصلا بقضايا ذات توظيف إييولوجي يخدم آلية معينة ولا هو يهتم بقضية بئر أجوف بيترولي ، بل بالفعل يثير قضايا ذات قيمة إنسانية محضة كقضية السود بجنوب إفريقيا، قضية السود بأمريكا نفسها، قضية شعوب تنحرها آلة الحرب الإمبريالية، قضية فلسطين بكونها قضية شعب وليس قضية إسلام او عرب، قضية الحريات في الدول نفسها التي تحميها عقارب أمريكا، قضية لاجئين بسبب الحروب والمجاعات وهلم جرا، وبشكل عام قضايا إنسانية لا حضور فيها لخلفيات اقتصادية او سياسية
الأمر الآخر: كل زخم لتحريك رأي عام على أساس قاعدة دينية هو أمر فاشل بالضرورة، لانه امر من خارج التاريخ، تديين المشكلات الإنسانية (أقصد أي دين) هو في الحقيقة إطالة لمشكلتها وهو في نفس الوقت عملية ميزية لوضع خاص يعلب الرأي العنفي، إنهم يفسدون الوعي بالمواطنة الحقة المبنية على أساس مدني، قضية فلسطين هي قضية حق لشعب وليست قضية قدس كرمز ديني، كونها قضية قدس تزكي الصراع الديني بين اليهود والمسيحيين والمسلمين بينما وجودها كقضية حق لشعب يحدد المشكلة على انها قضية استيطان واحتلال مستمر (هكذا يتعاطى الراي العام معها) هي حق للناس في تلك الأرض وليست حق دين او حق جنس معين بل حق مواطنة ، حق ناس يشتركون بشكل مدني في المجال والأرض والعمل، من هنا أيضا فالمهاجر باعتباره شخص مدني، وليكن من أي جنس كان، يجب ان يتمتع بكل الحقوق المدنية باعتباره ينتمي أو يعيش في مجال معين وارض معينة ويعمل فيهما . إن تمييز دولة معينة على أساس ديني او عرقي بأغلبية معينة هو نفي لحق المواطنة ، هو ميز عنصري .
يختلف مفهوم القومية في الدول العربية عنها في الدول الغربية (وهذا أيضا مجال لنقاش لا ينتهي، فوضع الهنود الحمر في أمريكا في محميات معينة أمر خاضع للجدل يخالف سياسة الإدماج الحضاري: الإنسان ليس حيوان مفترس ليوضع في محمية والحال في أمريكا هو ان انسنة المشكلة من خلال الاحتفاظ بثقافة معينة لشعب معين في محمية معينة مثير للجدل باعتبار إشكالية الحق في الإندماج الثقافي، بمعنى أن الإعتراف بثقافة شعب بغض النظر عن اختلافها وطابعها فهي ليست مضرة لكي توضع في محمية : وضعها في محمية يجعلها متحفا خاصا للسائحين بينما المطلوب هو مشاركتها من خلال تبادل القيم، إن وجودها في محمية (متحف إنساني) مخل لوجودها الفعلي كثقافة وقيم قائمة مجمد انتشارها)، الإختلاف هذا أساسه فهم معين، القومية الغربية الحداثية تعني وضع الناس في مجالها، كن ما شئت من اي جنس شئت، من أي دين شئت، بما انك تعيش في ارض معينة، تعمل بها، تسكن بها، تدفع حقوق المواطنة بها فانت مواطن قومي لذلك البلد، هذا هو معيار المواطنة، ليس معيار اقلية او اكثرية: ان تكون نيجيريا في الأندلس لا يحق لهم أن يضعوك في محمية، في المغرب نناقش وجود عرب وامازيغ، والحقيقة اننا نخوض في صراع وهمي على قاعدة انتماء يحتقر مواطنتنا: راي إيديولوجي يريد ان يضع الآخر في محمية، في المغرب هناك مواطن مغربي احدهم معرب والآخر امازيغي، المعرب يريد أن يتحف الأمازيغي والعكس بالعكس والطامة الكبرى حين يتدخل الديني (كثير من اصدقائي الأوربيون يعتقدون ان إيران عربية، وحتى في كتاب لنيتشة: الإسلام هو توركيا وهم بدو عرب ). حقيقة الصراع في المغرب هو بين برجوازية كولونيالية نافذة تهيمن وفقراء غير مهيمنين، بورجوازية كولونيالية حرباء تظهر تارة كانها مفرنسة (فرنسية او بقايا فرنسا في المغرب) أو كانها اندلسية عربية (بقايا المتأندلوسيين) الأولى تدافع عن الفرنسية والثانية تدافع عن العربية بينما الحقيقة انهما معا مسيطريتان على الوضع في لعبة تبادل الأدوار ، في الخطوط العامة لدينا صراع بين الأمازيغ والعرب ، في الحقيقة هناك صراع بين برجوازيين تمثلوا إما الفرنسية أو العربية وفقراء مهمش كل شيء فيهم بما فيه لغتهم اليومية، صراع برجوازي يعيشه الفقراء نصرا لهذا او ذاك ليس نصرا لذاتهم ، تصوروا !!
سأعود إلى مشكلة الإخوان وقد بينت أن مشكلة قضايا معينة لا تحدد لا بالدين ولا بالعرق بل بالثقافة الإنسانية : مقاطعة عفوية نابعة من حس وطني لمنتوجات توركيا بالمغرب بسبب غياب الكفاءة في التبادل التجاري حيث توركيا تستفيد من الوضع أكثر من المغرب ، آل شاه تركيا طرح تهديدا من خلال مساومته في الصحراء بينما الصين لم تطرح أي تهديد بل محورت المشكلة حول قضية الصراع التجاري الصيني الامريكي ونبهت إلى الامر ، في هذا السياق هل الإخوان يمثلون ما دأب كل شخص يتهمهم باعتبارهم آلية إمبريالية أمريكية من خلال طرح مقاطعة للمنتوجات الصينية على اعتبار أن شعب إقليم شينجيانغ ليس كله مسلم كما يبدوا وان الإضطهاد إذا حصل لا يمس فقط المسلمين؟