مررت بأب مصري يقول لإبنه الشاب بعنف:
- اللي باعك بيعو...اللي باعك بيعو..
والود يعيط بحرقة...
...
كدت أن اعطيه بالشلوت وأقول له:
- قوم يا عجل...
قوم اوقف وانت بتكلمني
قوم اوقف بص لي وفهمني...
...
والمصريون شعب فيه رومانسية وفظاظة .. فهو يجمع النقيضين وانت تظن كل الظن أن لا تلاقيا...
...
ولو كنا نبك على كل فقد لملأنا الأرض دموعا..ولكن هل في ذلك ما يجدي؟
...
وقد بكى امرؤ القيس ونادى صديقيه وأحسبهما القلب والعقل ليبكيا معه فقال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وكذا فعل عنترة ثم
...
انتقل لفرسه مدحا ليخفي خفة القلب تحت فروسية القتال فهو الجامع بين قمة العنف وقمة الحب وذلك كان عندهم من شيم الرجولة...
وكان عندنا أيضا فقد قال الشاعر أبو صلاح وغناه كرومة:
بنخوض الرماح لو كان تزيد أو تقل
ونهاب من ضمير الأهيف المنفقل
بنقابل المدافع بالثبات والعقل
ونهاب سيف عيونو اللمعو يبرق صقيل
.
.
فلا يبكي الرجال من الفقد..وعبرت زقاقا ضيقا رأيت فيه فتاة حسناء تنشر الغسيل على شرفة شقتها القديمة في مصر القديمة...فألقيت نظرة متمعنة في هذا التجلي الذي زينه الشيطان في عيون الرجال..وتذكرت أن هذا التجلي الجمالي خدعة غرستها الطبيعة في ذكور الحيوانات كافة..فكم من ديك نفش ريشه ونصب عرفه وهو يرى دجاجة عابرة وكذا الأمر بين ذكور العلاجم وإناثها والعظاءات والأسود واللبؤات..الخ...فأشحت بنظري لأتجاوز الغريزة وقطعت جسرا صغيرا يفصل بين مصر القديمة ويفضي إلى ميدان الجيزة بعد العبور بسينما فاتن حمامة...التي لم أدخلها أبدا..وقد قيل لي أن هناك سينما في الجيزة بجنيهين ولكنك بمجرد أن تدخلها فلا أحد سيطلب منك الخروج بعد ذلك حيث يجوز لك أن تظل قابعا تشاهد الأفلام حتى صباح اليوم التالي...ولأن الانسان يستخف ببخس الأشياء وإن كانت قيمة في جوهرها فقد زهدت عن الذهاب إلى تلك السينما...
وفاتن حمامة ظلت تمثل أعظم أدوار الحب في شبابها وخاصة مع حبيبها ميشيل شلهوب أو عمر الشريف الذي ترك اليهودية وأسلم ليتزوجها ثم هاجر وترك كل الأديان وعاش وحيدا وعاد وحيدا ومات كأبي ذر الغفاري...وحيدا...
.
.
.
وكل البشر يبحثون عن الحب..ويقال أن هرمون الأوكسيتوسين هو المسؤول عن هذه الاستجابة العصبية ، فكأنما الإنسان مجرد آلة إن زاد فيها شيء أدت غرضا وإن نقص انقلبت تؤدي غرضا آخرا...فالقتلة والمجرمون تنقصهم هرمونات العاطفة الإنسانية والعشاق المدلهون تزيد فيهم هذه الهرمونات...فكما أن هناك هتلر والبغدادي فهناك جميل وروميو ...أليس ذلك بالشيء العجيب!!!
.
.
وفي مصر تتعلم الكثير ففيها البؤس وفيها السلام...وفيها الحب وفيها المقت...وفيها العنف وففيها الرومانسية .. وفيها البلادة وفيها الرقي...وفيها النساء الجميلات وفيها غير ذلك..
.
.
وكان شتاء وكان صيف..
فرأيت ذلك حسن...
- اللي باعك بيعو...اللي باعك بيعو..
والود يعيط بحرقة...
...
كدت أن اعطيه بالشلوت وأقول له:
- قوم يا عجل...
قوم اوقف وانت بتكلمني
قوم اوقف بص لي وفهمني...
...
والمصريون شعب فيه رومانسية وفظاظة .. فهو يجمع النقيضين وانت تظن كل الظن أن لا تلاقيا...
...
ولو كنا نبك على كل فقد لملأنا الأرض دموعا..ولكن هل في ذلك ما يجدي؟
...
وقد بكى امرؤ القيس ونادى صديقيه وأحسبهما القلب والعقل ليبكيا معه فقال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وكذا فعل عنترة ثم
...
انتقل لفرسه مدحا ليخفي خفة القلب تحت فروسية القتال فهو الجامع بين قمة العنف وقمة الحب وذلك كان عندهم من شيم الرجولة...
وكان عندنا أيضا فقد قال الشاعر أبو صلاح وغناه كرومة:
بنخوض الرماح لو كان تزيد أو تقل
ونهاب من ضمير الأهيف المنفقل
بنقابل المدافع بالثبات والعقل
ونهاب سيف عيونو اللمعو يبرق صقيل
.
.
فلا يبكي الرجال من الفقد..وعبرت زقاقا ضيقا رأيت فيه فتاة حسناء تنشر الغسيل على شرفة شقتها القديمة في مصر القديمة...فألقيت نظرة متمعنة في هذا التجلي الذي زينه الشيطان في عيون الرجال..وتذكرت أن هذا التجلي الجمالي خدعة غرستها الطبيعة في ذكور الحيوانات كافة..فكم من ديك نفش ريشه ونصب عرفه وهو يرى دجاجة عابرة وكذا الأمر بين ذكور العلاجم وإناثها والعظاءات والأسود واللبؤات..الخ...فأشحت بنظري لأتجاوز الغريزة وقطعت جسرا صغيرا يفصل بين مصر القديمة ويفضي إلى ميدان الجيزة بعد العبور بسينما فاتن حمامة...التي لم أدخلها أبدا..وقد قيل لي أن هناك سينما في الجيزة بجنيهين ولكنك بمجرد أن تدخلها فلا أحد سيطلب منك الخروج بعد ذلك حيث يجوز لك أن تظل قابعا تشاهد الأفلام حتى صباح اليوم التالي...ولأن الانسان يستخف ببخس الأشياء وإن كانت قيمة في جوهرها فقد زهدت عن الذهاب إلى تلك السينما...
وفاتن حمامة ظلت تمثل أعظم أدوار الحب في شبابها وخاصة مع حبيبها ميشيل شلهوب أو عمر الشريف الذي ترك اليهودية وأسلم ليتزوجها ثم هاجر وترك كل الأديان وعاش وحيدا وعاد وحيدا ومات كأبي ذر الغفاري...وحيدا...
.
.
.
وكل البشر يبحثون عن الحب..ويقال أن هرمون الأوكسيتوسين هو المسؤول عن هذه الاستجابة العصبية ، فكأنما الإنسان مجرد آلة إن زاد فيها شيء أدت غرضا وإن نقص انقلبت تؤدي غرضا آخرا...فالقتلة والمجرمون تنقصهم هرمونات العاطفة الإنسانية والعشاق المدلهون تزيد فيهم هذه الهرمونات...فكما أن هناك هتلر والبغدادي فهناك جميل وروميو ...أليس ذلك بالشيء العجيب!!!
.
.
وفي مصر تتعلم الكثير ففيها البؤس وفيها السلام...وفيها الحب وفيها المقت...وفيها العنف وففيها الرومانسية .. وفيها البلادة وفيها الرقي...وفيها النساء الجميلات وفيها غير ذلك..
.
.
وكان شتاء وكان صيف..
فرأيت ذلك حسن...