محمد مهدي الجواهري - لقد أسرى بيَ الأَجلُ

لقد أسرى بيَ الأَجلُ، و طُولُ مَسيرةٍ مَلَلُ
و طُولُ مَسيرةٍ من دون غايٍ مَطمحٌ خَجِلُ
على أنّي – بأن يَطوي غدٌ طُولَ السُّرى – وَجِلُ
تَمَاهل خَطوُهُ صَدَداً، و عُقبى مَهلِهِ، عجل
و خُولِطَ سيره جَنَفاً، كما يتقاصر الحَجَلُ
اقول و رُّبما قول ٍيُدّلُ به و يُبتهلُ
ألا هل تُرجِعُ الأحلام ما كُحِلت به المُقَلُ؟
و هل ينجاب ُعن عينّي ليلٌ مُطبِقٌ أَزَلُ
كأن نجومه الأحجار في الشطرنج ِتنتقلُ
يُساقط بعضها بعضا ً، فما تنفّك تقتِتلُ
ألا هل قاطعٌ يصلُ لما عيّت به الرُّسُلُ؟
و يا أحبابي الأغنين من قَطعوا و من وَصلوا
و من هم نُخبةُ اللّذاتِ عندي حين تُنتَخَلُ
هُمُ إذّ كلُّ من صافيت مذخورٌ و منُتحلُ
سلام ٌ كله قُـبَلُ ، كأنَّ صميمها شُعَلُ
و شوقٌ من غريبِ الدارِ أعيت دُونَه السُّبُلُ
مُقيمٌ حيث يضطرب المُنى و السعي و الفشل
و حيث يُعارك البلوى ، فتلويه و يعتدل
و حيث جبينه يَبَسٌ ، و حيث جِنَانه خَضِلُ
و إذ نَضُبت أفاويقُ الصِّبا فهباتها وَشَلُ
سلام ٌ من أخي دَنَفٍ تناهت عِندَهُ العِلَلُ
وحيد ٌغير ما شَجَن ٍ بلوح الصدرِ يعتملُ
و ذكرى مُرةٌ حَليَِت بها أيامنا الأُوَلُ
وحيدٌ بالذي غنى و ساقَ يُضرَبُ المَثلُ
و فيما قال من حَسَنٍ وسِيءٍ يكثُرُ الجَدَلُ
سلاماً أيها الثاوونَ إنّي مُزمِعٌ عَجِلُ
سلاماً أيها الخالونَ إنّ هَواكُمُ شغلُ
سلاماً أيها النّدمَاء ، إنّي شاربٌ ثَمِلُ
سلاماً أيها الأحباب ، إنّ محبة ً أَملُ
سلاماً كُلّه قُبَل ، كأَنَّ صَميمَها شُعَلُ
أعلى