جعفر الديري - الحياة بعيون أطفال فلسطين.. معرض صور فوتوغرافية

كتب - جعفر الديري

جمع المصور البحريني عقيل الموسوي، في معرضه "حياتنا بعيوننا"، مجموعة من الصور لمشاهد من الحياة في المخيمات الفلسطينية، قام بالتقاطها أطفال فلسطين في مخيمات لبنان.

المعرض جاء ضمن مشروع المصور الصغير في صالة الرواق للفنون التشكيلية بالعاصمة المنامة، عاكسا لملامح من الحياة التي يعيشها فلسطينيو الشتات والمتوزعين على أكثر من مخيم في لبنان.

يقول المبادر والمنسق لهذه التجربة عقيل الموسوي "بدأ هذا المشروع بفكرة كان القصد منها زيارة فلسطين ولكن نظرا لعدم الحصول على ترخيص بذلك، اتجهت الى المخيمات الفلسطينية في الجمهورية اللبنانية، وكنت أحمل فكرة مشوشة غير مكتملة، ولكن رؤيتي للمصاعب التي تكتنف حياة الفلسطينيين، وتلمسي لحجم المآسي آمنت بأن نقل الصورة من قبل الفلسطينيين أنفسهم يكون أبلغ في التأثير، ولم أجد أفضل من الأطفال للقيام بهذه الخطوة، فاخترت مجموعة منهم وقمت بتدريبهم على كيفية التقاط الصورة، ومنحتهم الحرية في اختيار المشاهد، وكانت دهشتي عظيمة حينما حمضت الصور فوجدتها صورا رائعة التقطت بعفوية، وهو الأمر الذي دعاني لزيارة أكثر من مخيم، واهداء أطفالها مجموعة أخرى من الكاميرات، الأمر الذي خلق حالة من التنافس بين الأطفال ليتبادلوا الكاميرات فيما بينهم تحت اشراف مدرسيهم، والنتيجة زيادة عدد الصور الى 270 صورة، مما دفعني لتحويلها الى مشروع بعنوان المصور الصغير، قمت بعرضه أولا في بيروت بقاعة اليونسكو، واليوم يعرض بصالة الرواق، ولي أمل بعرضه في أكثر من عاصمة، والذي أرجو من خلاله تسليط الأضواء على واقع الحياة الفلسطينية، وزيادة الوعي به من أجل تضامن حقيقي مع الشعب الفلسطيني".

ويضيف الموسوي "أتصور أن هذه التجربة رائدة، فأن يقوم أطفال المخيمات أنفسهم بالتقاط الصور فذلك شيء جديد، فأثناء تجوالي والتقائي بالناس هناك وتعليمي الأطفال كيفية التصوير، لمست أن هذه الطريقة جديدة على أهل المخيمات، فالحاصل أن المصورين يقومون بالتقاط الصور ثم يذهبون، وذلك بعكس ما قمت أنا به، فمن الطبيعي أن تكون الصور هنا أكثر تنوعا وتحظى بتفهم وتشجيع من قبل الآباء والأمهات، ولا أعلم الا مؤسسة خيرية انجليزية واحدة تدعى save the children ، قامت باختيار صور قام بها أطفال فلسطين وعرضتها ليوم واحد فقط، هذا الأمر يدعوني الى التفكير باصدار كتاب يوثق لكل هذه الأعمال، والى اعادة التجربة مع أطفال من دول عربية وأجنبية أخرى، وهو ما أنويه حاليا مع أطفال العراق، كما أنني بصد عرضه في ألمانيا وفرنسا، وذلك جراء التشجيع الذي وجدته من قبل الزوار".

وعن الفئة العمرية المختارة لهذه المعرض يقول "لقد اخترت طلاب المرحلة الابتدائية الذين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة، فطلاب المدارس الابتدائية وحدهم الذين ليس لهم لون سياسي، فهم وحدهم الذين لا يزالون أطفالا على عفويتهم، فهم الأقدر اذا على التقاط مشاهد من حياتهم بحسب ما تصوره لهم بساطتهم".

وحول تجربة الأطفال المعاقين أوضح الموسوي"أن تجربة المعاقين في هذا المعرض تجربة جميلة وان كانت لم ترسم بالصور المتقنة، لأنهم قاموا بالتصوير دون تدريب، ولكنها مع ذلك تظل تجربة من واقع الحياة، تحكي الكثير من جوانب المخيمات، التي أستطيع القول أنها حياة في غاية الصعوبة، وربما وجد زائر هذا المعرض جوانب متشابهة مع حياة أسر كثيرة في البحرين، ولكن حياة المخيمات ليست حياة القرى البحرينية فالى جانب مشاهد الحياة اليومية صعوبة المعيشة تضاف البطالة وقلة الأعمال والتشرد عن الوطن وكلها علامات لهذه البؤس".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى