حينما رأى الصديق العزيز محمد بوخزار صورة الشاعر عبدالوهاب البياتي رفقة صديقنا وزميل الدراسة أحمد الطريبق ، كتب التدوينة التالية ملقيا أضواء جديدة على زيارة الشاعر الذائع الصيت إلى المغرب:
زيارته الاولى للمغرب بدعوة من اتحاد كتاب المغرب اثناء رئاسة الاستاذ عبد الكريم غلاب ومحمد برادة نائب الرئيس والعربي المساري كاتب عام . زار " ابو علي" عددا من المدن المغربية حيث لقي حفاوة وترحيبا. اذكر اني والاستاذ محمد بنشريفة رافقناه الى مطار النواصر حيث عاد الى القاهرة
استثارت تدوينته ذكريات عزيزة مشتركة ، فكتبت التدوينة التالية : أنت تعلم ياصديقي سي محمد ، أننا كنا من المعجبين بالبياتي شاعرا ومناضلا ، وقارئي دواوينه الأولى "ملائكة وشياطين " و " أباريق مهشمة " زمن كلية آداب ظهر المهراز بفاس سنوات الستين ، وكان الصديق أحمد الطريبق من بيننا من قراء شعر الرواد آنذاك : البياتي - السياب - نازك - فدوى طوقان - نزار ، فضلا عن أساتذتنا الشعراء : أحمد المجاطي - محمد الخمار الكنوني - محمد السرغيني- إبراهيم السولامي. كان الصديق الطريبق بدأ كتابة محاولاته الأولى وهو تلميذ بطنجة ، و أذكر انه حدثني عن لقائه بعبدالله كنون في بيته ، وعرض عليه بعض قصائده ،وأنه أحرز على جائزة شعرية على إحدى قصائده العمودية على ما أذكر. أما "أبو علي " ، فكان من الشعراء المعاصرين الذين قرأنا لهم جل دواوينه التي كانت تنحاز إلى القضايا التي كانت تشغلنا في تلك المرحلة " أشعار للأطفال والزيتون " - "سفر الفقر والثورة " .. وكنا أيضا إلى جانب إعجابنا بشعره ، منبهرين بشخصيته وحياته غير المستقرة ،فهو متنقل من منفى إلى منفى لا يعرف الركون والاطمئنان في بلد واحد ، ربما باحثا عن مأوى يجد فيه ما يطمح إليه من حياة ينعم فيها بالكرامة والحرية ، هاربا من الاستبداد ... وكان هو من عرفنا بالشاعر ناظم حكمت الذي كان من أشد المعجبين به. الصورة التي نشرتها كانت هدية من صديقي أحمد ، وظللت أحتفظ بها ضمن أوراقي إلى الآن . أما أيام فاس فكانت تمثل زمن الشعر ، وليس زمن الرواية حسب ما روج له جابر عصفور فيما بعد . فقد كان زملاؤنا يقرؤون الشعر ويقترفونه ، وقد أصدر بعضهم باكورة أعمالهم الشعرية آنذاك : " الحب مهزلة القرون " لمحمد عنيبة الحمري و " أشواك بلا ورد " لزميلنا المرحوم محمد بن دفعة " أما أستاذنا إبراهيم السولامي ، فأصدر قبلهما ديوانه الجميل " حب " ، كما أذكر أن الشاعر محمد بنيس ، أصدر باكورة الشعرية بعد ذلك بعنوان " أول الكلام " . إنها ذكريات عزيزة عصية على النسيان أثارتها تلك الصورة التاريخية للشاعرين البياتي والطريبق.
الدكتور عبد الجبار العلمي
زيارته الاولى للمغرب بدعوة من اتحاد كتاب المغرب اثناء رئاسة الاستاذ عبد الكريم غلاب ومحمد برادة نائب الرئيس والعربي المساري كاتب عام . زار " ابو علي" عددا من المدن المغربية حيث لقي حفاوة وترحيبا. اذكر اني والاستاذ محمد بنشريفة رافقناه الى مطار النواصر حيث عاد الى القاهرة
استثارت تدوينته ذكريات عزيزة مشتركة ، فكتبت التدوينة التالية : أنت تعلم ياصديقي سي محمد ، أننا كنا من المعجبين بالبياتي شاعرا ومناضلا ، وقارئي دواوينه الأولى "ملائكة وشياطين " و " أباريق مهشمة " زمن كلية آداب ظهر المهراز بفاس سنوات الستين ، وكان الصديق أحمد الطريبق من بيننا من قراء شعر الرواد آنذاك : البياتي - السياب - نازك - فدوى طوقان - نزار ، فضلا عن أساتذتنا الشعراء : أحمد المجاطي - محمد الخمار الكنوني - محمد السرغيني- إبراهيم السولامي. كان الصديق الطريبق بدأ كتابة محاولاته الأولى وهو تلميذ بطنجة ، و أذكر انه حدثني عن لقائه بعبدالله كنون في بيته ، وعرض عليه بعض قصائده ،وأنه أحرز على جائزة شعرية على إحدى قصائده العمودية على ما أذكر. أما "أبو علي " ، فكان من الشعراء المعاصرين الذين قرأنا لهم جل دواوينه التي كانت تنحاز إلى القضايا التي كانت تشغلنا في تلك المرحلة " أشعار للأطفال والزيتون " - "سفر الفقر والثورة " .. وكنا أيضا إلى جانب إعجابنا بشعره ، منبهرين بشخصيته وحياته غير المستقرة ،فهو متنقل من منفى إلى منفى لا يعرف الركون والاطمئنان في بلد واحد ، ربما باحثا عن مأوى يجد فيه ما يطمح إليه من حياة ينعم فيها بالكرامة والحرية ، هاربا من الاستبداد ... وكان هو من عرفنا بالشاعر ناظم حكمت الذي كان من أشد المعجبين به. الصورة التي نشرتها كانت هدية من صديقي أحمد ، وظللت أحتفظ بها ضمن أوراقي إلى الآن . أما أيام فاس فكانت تمثل زمن الشعر ، وليس زمن الرواية حسب ما روج له جابر عصفور فيما بعد . فقد كان زملاؤنا يقرؤون الشعر ويقترفونه ، وقد أصدر بعضهم باكورة أعمالهم الشعرية آنذاك : " الحب مهزلة القرون " لمحمد عنيبة الحمري و " أشواك بلا ورد " لزميلنا المرحوم محمد بن دفعة " أما أستاذنا إبراهيم السولامي ، فأصدر قبلهما ديوانه الجميل " حب " ، كما أذكر أن الشاعر محمد بنيس ، أصدر باكورة الشعرية بعد ذلك بعنوان " أول الكلام " . إنها ذكريات عزيزة عصية على النسيان أثارتها تلك الصورة التاريخية للشاعرين البياتي والطريبق.
الدكتور عبد الجبار العلمي