رياض الصالح الحسين - الآنسة " س"..

أنا صديق الآنسة "س"
ذات الشَعر الخرنوبي الخفيف
"س" التي يركض في شَعرها حصان هائج
و ساقية أنين
تبيع (الشيكلس) في المحطات حتى الغروب
و تعود إلى بيتها بصدر معبأ بالليل و النجوم
و الأحلام اليابسة و قصاصات الجرائد
و "س" التي اكتشفت قبل أيام أن فورستر
يفرم ألسنة الأطفال الافريقيين
و يصدّرها معلبة إلى القارات الخمس-
نامت في فراشي البارحة
بعد أن نفضتْ عن شعرها الخرنوبي الخفيف
ستَّ مدرعات محطمة
و حقلاً من الذرة الصفراء
"س" المملكة المفتوحة للجميع
بجسدها المتين و قلبها الطيب كالدراق-
سألتني مرة بخبث: ما الأرض؟
قلتُ: "الأرض جرح متوهج و دم غزير
و ألم مرتبك"
و عندما كان العمال الموسميون
يبنون بأعضائهم شاليهات لبورجوازيي المدن
سألتني مرة ثانية بخبث أشدّ و هي ترسم
بإصبعها الأنيق على الرمل تفاحة معطوبة:
ما الأرض؟
قلتُ: "الأرض سرير تنام فوقه امرأة ميتة
و بجانبها يبكي رجل بائس"
و في اللحظة التالية
و مثل أي شيء آخر
تنشقت "س" الغبار الأسود الذي تفرزه
سيارات تملكها ثيران بقرون ذهبية،
و أضافت: إذن، ما الفرق بين
السرير و الجرح!؟
(لقد دفعتُ ثمن السرير جرحًا
و ثمن الجراح حاضرًا قتيلاً
و لم أستطع أن أشتري لـ "س" زهرة لوتس
أو اسوارة بلاستيكية
بعملة عمري المحطم
فماذا يقول السيد كارتر الذي يتبرع كل يوم
بعشرة سنتمترات من دمه لأحد قرود حديقة حيوانات تكساس؟
و أنا صديق الآنسة "س"
ذات الشعر الخرنوبي الحفيف
التي تتعفن تحت لسانها ليمونة من الأسئلة
البسيطة و المخيفة
انتظرتها على السطح
فجاءت بقميص مطعون بالنجوم و الأحلام اليابسة
و كان عليّ أن أقبّلها
و أعتقد بأنني فعلت ذلك بشكل جيد.
أعلى