البحر هو البحر. مثلما كان و مثلما سيظل. هامد كالدهور المقبورة. متأهب كمارد ينتظر انعتاقه. امتداد و حدود. زرقة. ملوحة. و شتى انواع الحياة. ثم ذلك الحوار اللامتناهي المشكل من مد و جزر كانه يبحث من خلاله هدهدته على مساعدة الكوكب على استعداة هدوئه . او يبحث على وضع الحياة في منأى من اندفاع الانسان الذي قد يحول الكوكب الذي اعاره زرقته الى مجرد غبار متناثر سابح في فضاء كون لا يحد.
مع كل ذلك، فهذا البحر مستكشف، و لم تعد له من أسرار تجعله مبهما. هدوؤه و غضباته. اسراره و خفاياه. انضباطه و نرفزاته. لكن المشكلة في البحار الأخرى. بحار منفلتة من سلطة الثبات و الألوان. لا تحصرها خريطة و لا تنضبط لمفاتيح. بل و تفشل في ضبطها العيون، لتدرك فقط بالأبصار.
لا تبحثي بعيدا . إنها داخلك و داخلي، و داخل كل إنسان. فكل اسان بحر و كل بحر إنسان. لذلك جهزي منظارك و افتحي نافذة على ذاتك. وابلغيني أن كنت تستطيعين رصد الشط الاخر الذي اشرقت فيه الشمس عليك اول مرة. و ان كان لك ذاكرة فيل و منظار عنقائي، تتبعي ما احدثته رجة هبوطك على الكوكب من مد امواج أعلنت ميلاد قارة جديدة في وجدان من أحبوك و من وسع قدومك افق عالمهم.
لن اطلب منك عد الالتواء و تحديد كثافة المنحنيات و انت تستدعين حواسك و ذاكرتك لتتشكل و تتعلم كيف تعلم. و كيف تنسج الخيوط لبناء البصيرة و التبصر. الحس و الحواس. كيف تتعلمين المشي من السقوط. و الامل من الألم. كيف تحفظين إيحاءات الوجوه و الملامح. ثم كيف تطفئبن توهج احتفاء الاخرين بك لتجعلي شمس وجودك و حدها مصدر دفئك. كيف يمتلكك الشوق لكشف مساحات العمر الواقعة خلف الافق الذي ينتصب قبالتك للحد الذي تصير فيه هوايتك هي أن لا تعيشي الا ما لم يعش. و رؤية إلا ما لم ير... لن اسألك عن مذاق حليب الأم . و لا عن ما كانت تفعله بك لمسة و تمريرة حنونة من يد الاب. و لن اطلب منك استعادة مشاعرك و انت تتسلمين هداياك الطفولية و لا ماذا كانت تفعل بخيالك و الزهو الذي كانت تصنعه. و لن اطلب منك أن تعددي الوجوه التي مرت بك و لا بما اوحى لك كل واحد منها. كما لن اطلب منك ان تقدري الثقل الذي كانت ترزح تحته وسادتك جراء الاحلام التي كانت تستوطن رأسك. لن اسألك عن اللحظات الطفولية و حجم انفعالاتها . الاجواء الاسرية و العائلية. احتفاليات المحيط.....
كل هذا و غيره لو قدر لخريطة ان تمثله فكم با ترى سيكون مقاسها؟.. و كم من الالوان و المفاتيح سيتطلبه الامر من اجل تجسيدها؟
هذا عن الطفولة فقط، فماذا لو تطلب الامر بسط مساحات اخرى من وقائع العمر؟
هو البحر الاعمق على الاطلاق. اما البحر الاخر، فسيظل وفيا لزرقته. لمده و جزره. للحظات هدوئه و انفعاله. لاعبا الدور نفسه. منه تبتدئ الحياة، و اليه ستنتهي.
مع كل ذلك، فهذا البحر مستكشف، و لم تعد له من أسرار تجعله مبهما. هدوؤه و غضباته. اسراره و خفاياه. انضباطه و نرفزاته. لكن المشكلة في البحار الأخرى. بحار منفلتة من سلطة الثبات و الألوان. لا تحصرها خريطة و لا تنضبط لمفاتيح. بل و تفشل في ضبطها العيون، لتدرك فقط بالأبصار.
لا تبحثي بعيدا . إنها داخلك و داخلي، و داخل كل إنسان. فكل اسان بحر و كل بحر إنسان. لذلك جهزي منظارك و افتحي نافذة على ذاتك. وابلغيني أن كنت تستطيعين رصد الشط الاخر الذي اشرقت فيه الشمس عليك اول مرة. و ان كان لك ذاكرة فيل و منظار عنقائي، تتبعي ما احدثته رجة هبوطك على الكوكب من مد امواج أعلنت ميلاد قارة جديدة في وجدان من أحبوك و من وسع قدومك افق عالمهم.
لن اطلب منك عد الالتواء و تحديد كثافة المنحنيات و انت تستدعين حواسك و ذاكرتك لتتشكل و تتعلم كيف تعلم. و كيف تنسج الخيوط لبناء البصيرة و التبصر. الحس و الحواس. كيف تتعلمين المشي من السقوط. و الامل من الألم. كيف تحفظين إيحاءات الوجوه و الملامح. ثم كيف تطفئبن توهج احتفاء الاخرين بك لتجعلي شمس وجودك و حدها مصدر دفئك. كيف يمتلكك الشوق لكشف مساحات العمر الواقعة خلف الافق الذي ينتصب قبالتك للحد الذي تصير فيه هوايتك هي أن لا تعيشي الا ما لم يعش. و رؤية إلا ما لم ير... لن اسألك عن مذاق حليب الأم . و لا عن ما كانت تفعله بك لمسة و تمريرة حنونة من يد الاب. و لن اطلب منك استعادة مشاعرك و انت تتسلمين هداياك الطفولية و لا ماذا كانت تفعل بخيالك و الزهو الذي كانت تصنعه. و لن اطلب منك أن تعددي الوجوه التي مرت بك و لا بما اوحى لك كل واحد منها. كما لن اطلب منك ان تقدري الثقل الذي كانت ترزح تحته وسادتك جراء الاحلام التي كانت تستوطن رأسك. لن اسألك عن اللحظات الطفولية و حجم انفعالاتها . الاجواء الاسرية و العائلية. احتفاليات المحيط.....
كل هذا و غيره لو قدر لخريطة ان تمثله فكم با ترى سيكون مقاسها؟.. و كم من الالوان و المفاتيح سيتطلبه الامر من اجل تجسيدها؟
هذا عن الطفولة فقط، فماذا لو تطلب الامر بسط مساحات اخرى من وقائع العمر؟
هو البحر الاعمق على الاطلاق. اما البحر الاخر، فسيظل وفيا لزرقته. لمده و جزره. للحظات هدوئه و انفعاله. لاعبا الدور نفسه. منه تبتدئ الحياة، و اليه ستنتهي.