زهير بهنام بردى - بقليل من البصر امشي..

مع أن كل شيء مضى الآن . الحاضر الذي سوف يمضي . والذاكرة تتدلى كمفاتيح على باب . واليد بذهول في المحطات تلوح للغيوم . وهي تمضي مسرعة إلى الأفق البعيد
..............
بقليل من البصر . ثمة أمكنة أعبرها . والشوارع عكازي . بقليل من الحديث
اجلس في مقهى . وبيدي كتاب . لا يبصرني . وأنا اسقط على الأرض من الألم . وأوحال الجسد . وعتب الكلمات
.................
تحت سلم الضوء . استهلك وحدي حياتي . عصافير الرغبة تطير من بناية قديمة . وتنقر يدي المعروقة وصوت ارتطامي بمياه البالوعة يكسر مرايا حريتي . وأنا تحت سلم الضوء . ارفع عريي إلى السماء
.................
بقميص ابيض وأصابع حمرادخل سباق بخت . الملائكة أيضا كانوا معي
خرجت للبحث عن موتى جدد طوعا معهم . وكنت اسعي إلى وفرة بختي الكثير . وكنت أقرا معهم أيضا شيئا وارنم كضفدع . تقول الأزهار الصغيرة في حديقتي . وهي تتبادل نخب الجمال . إن الملائكة حملوني أنا معهم
وكنت أول من اختاروه للموت. لبشاعة صوتي
...............
كان بودي أنا الطازج . منذ حاضر أجدادي . أن اترك نظرتي . في الليل قليلا . تتمشى في فضاءك الرحيب . ربما أردت على الأقل بالتأكيد . المرور من بصيص دفء . إلى جسدك الخرافي . لأرمي شباكي . قريبا من محار ضوءك . خرج من الماء يمشي إلى . ورماني فوق هاوية . لاجمع في الليل رمادي
............
شاهقة جدا كلماتي . والوصول إليها . إن أردت تسلقها . احذر أن تذهب
فالطريق إليها . مليئة بالزجاج
............
قريبون من الورد. برعشات يد نحو أنثى . بعيدون عن الفراشة . ويتوقون للماء والهواء والليل . لكن حين يخرجون من القبر . في نوبات الاستراحة
يحملون الورد برغبة عشاق . إلى الفراشات . الموتى ( وهم في ترتيب جسدي آخرمن يسمح لهم به في فترات الاستراحة) وقد قذفتهم الحياة إلى فناءات اختارتها لهم بلا ماء وهواء وليل . إلى القبر قذفتهم قريبا من الورد البري . وبعيدا عن فراشات رغباتهم
...............
الندى في مدخل الحديقة. كأنه أنفاس كلمات . في شفرة الأساطير
................
هش هذا المساء . برداء كثير الضوء . ابتسامتي هشة أيضا . وأنا انظر إلى طريق يحاذي الشط يمر وحيدا . تحت نافذتي الفارعة الطول والفارغة مني . هشة رغبتي تجلس في زاوية البيت . وتراقب نعاسي يشخر في سريري المكسور. هشة ككلس الحائط هذه الذاكرة . تسقط رمادا من جرة فخار
............
سواد هائل على زجاجة قدحي هذا الليل . بإطراء عذب ادفعه الى مجهول
سواد مذاب في الفضاء . يتقرب إلى أصابعي . وكلما رفعت نخب . من لوعته السواد . يذوب في بياض قدحي . فاقذف على روحه الزرقاء الكلام
واقذفها كأخطاء في بئر . مذاب في فراديس قدحي . سواد كزخارف عري أنثى . يذوب في شمعة . انقشها زخارف في قدحي
..............
الآن مرت بعوضة . مغموسة ببقايا نبيذ وفتات قمامة . وجلست على حرف الحب . ثم استقرت في سين السلام . كانت تنظر لي وتبتسم . وترشف من بياض لافتاتي . وبعد أن قبلتني مرة . شعرت بهياج لاذع . فغادرت تبحث عن بعوض من الماء . يطفيء لهيبا شب في جسدها
...................
هذيان أثناء عناق . يفتك بالكلمات . هذيان الرطوبة أسفل الجسد . أدمنته ذهابا وإيابا . كأني نخل يشهق في التراب



أعلى