عبد الرحيم جيران - أريـ.......ــــج..

أريج ظَنُّ الخزامى
لحظةَ مساءٍ..!
أنا هنا قرب الموقد
أُرتِّق غدا لا يأتي،
لا تبحثي عن ظلّي،
الشمس تخطئ قامتي دوما،
أقبلي فحسب،
من هناك ..!
عنواني- هنا-
محطات ارتحال دائم
لا أغيره إلا لكي يظل كما هو..
أما ساعتي فضبطتها على وميضٍ
من عطرك يتسلَّل من كوّة
في جدارٍ لم يُبْنَ أبدا..
أقبلي كما أنت يسبقك حلمي..!
لا تتردَّدي..!
لعلّك تعلِّمينني
كيف أخطو ثانية،
أستردُّ ألعابيَ
ودفاتريَ القديمة،
وأرسم وجهَ أمّي
كما رأيتُني فيه لأول مرّة،
وأنا أعود من المدرسة
أخبِّئ في محفظتي الجلديّة
ضحكَ الرسوم وحكاياها..
أنا هنا في محبسي
جملةٌ بين قوسين،
حرِّريني منّيَ..!
لعلّي أشبه الأصوات
تتدحرج في حنجرة الزمن
مثل كرياتٍ من زجاج
أملأ بها جيبي،
أو أشبه العصافيرَ
تفرُّ من فخاخي الخجولة،
وقد أدركت نواياي،
لعلّي أبني في ظهيرة لا تنتهي
قصريَ الجديدَ،
من رمال لها لون بشرتي،
وأملأه بأميرات من الشرق،
وأكون شبيها بي
لي صفات الماء
يغازل بنات الشمس
يغتسلن في الأنهار وُقَيْتَ الغروب.
أقبلي،
لعلك تُعيدين إليّ فراشاتي،
فتنبئني بكنوزها الدفينة
في رأسي،
تعيدين إليّ ورقي الدّوار،
تلامسه الريح
فترقص له،
لعلك ترشدينني إلى
بيتنا القديم،
ومخبئي تحت الدرج،
ومذياعي الصغير،
والصور اللاصقة،
وكل شيء ضاع من ذاكرتي..
أقبلي،
في أي وقت تشائين،
كما المطر
يرقن على زجاج نافذتي قصيدته الأولى،
لعلي أُفيق مثل بذرة
من بيات أصفر قد طال.........
أعلى