يستهدف الحجاب الجسد كوعاء للكينونة , وكشكل للأقامة على الأرض , متسللا إلى العقل والوجدان , مساهما في تشكيل صورة محددة عن الذات , تستدخل وتستبطن حتى تصبح إحدى المكونات الشخصية , وباستهدافه شمولية الجسد الأنثوي يعبر الحجاب كعلامة عن أيدولوجيا متكاملة تتعلق في آن معا بالنظرة إلى هذا الجسد , وعلاقته بالجسد الآخر , وعلاقتهما معا بمنظومة أخلاقية معيارية تقوم على تشيئ جسد المرأة وتأثيمه وتبرئة الرجل .
كما تقوم هذه المنظومة الأخلاقية على التباس تجاه رغبات المرأة فهي شهوانية , فاتنة ومفتنة وتسأل عن افتتان الرجل بها , وعن افتتانها به , وهو براء من الإفتتان ومحاذيره , وعليها وحدها أن تتخذ التدابير الوقائية للحيلولة دون هذه الفتنة التي لا تتأكد هذه المرة سوى بإشهار عفتها بالحجاب , وبتقديس التقاليد والأعراف التي ترسم لها الوسائل اللازمة للوقاية من الفتنة . من دون إشراكها بالفهم والتفسير وبالقرار , وهذه الأعراف والتقاليد والمفاهيم والقوانين ترسم وتحدد كل تفاصيل حياة النساء ومساراتها تحت عنوان الوقاية من الفتنة والحرص على العفة , فما هي مقومات هذه الرؤية التي تؤول إلى الحجاب وتستقر من دونه لأنها تتعلق بالذهنيات أتجسدت بالحجاب أم لا ؟
في منظور أنصار الحجاب يعتبر إخفاء الجسد أو إلغاء معالمه ظاهرة المدخل إلى عالم الروح مفترضين أن الحجاب الذي يخفي الجسد أو يبعد تأثيره عن ذهن الآخرين , يؤدي تلقائيا إلى مزيد من الروحانية في فكرة المرأة وسلوكها , إلا أن الإنطلاق من إزدواجية الروح والجسد كماهيتين منفصلتين والدعوة إلى إلغاء الجسد للسمو بالروح قد تؤدي إلى نقيضها , وإلى نتائج معكوسة تتساوى بين التحجيب والسفور والتبرج المفرطين كما يستنتج أحدهم :
(إن عملية حجب الجسد يفترض أنها صون له عن طريق نقله إلى مستوى الأشياء الخافية عن الأعين أو الأشياء غير المرغوب فيها , وأحيانا متغيرة , إذا حكمنا على الأمور في ضوء بعض مظاهر التحجب التي تؤدي إلى تشويه مقصود ومتعمد لأية صورة جمالية للمرأة , والمفروض أن عملية التحجب هذه ترفع الجسد فوق مستوى السفور الذي يبتذله ويفتتن في إظهاره للآخرين وعرضه عليهم لأغراض أقل خطرا من انتزاع إعجابهم به , ومع ذلك , فإن العلاقة بين الحجاب الكثيف وأشد أنواع السفور تطرفا , أعني السفور المتبرج أقوى مما نظن , فهما معا وجهان : أحدهما سلبي والآخر أيجابي , لعملة واحدة , أما هذه العملة الواحدة التي يشترك فيها الحجاب والسفور المتطرفان فهي تأكيد أهمية الجسد والإصرار على أنه موضوع دائم للرغبة ومصدر دائم للأغواء) .
وهكذا لا يكف دعاة إنصاف المرأة عن التشكيك في صحة نظرية الحجاب موازين بينه وبين التبرج المفرط , معتبرين وبشكل مفارق المتاجرة بجسد المرأة في وسائل الإعلام والإعلان وفي الموضة , الوجه الآخر للحجاب , القائم على تعزيز الجانب الأيروتيكي , هذه النظرة الأيروتيكية البحتة إلى كينونة المرأة وعتها زين الدين واجتهدت لتشذيبها وتصويبها
كما تقوم هذه المنظومة الأخلاقية على التباس تجاه رغبات المرأة فهي شهوانية , فاتنة ومفتنة وتسأل عن افتتان الرجل بها , وعن افتتانها به , وهو براء من الإفتتان ومحاذيره , وعليها وحدها أن تتخذ التدابير الوقائية للحيلولة دون هذه الفتنة التي لا تتأكد هذه المرة سوى بإشهار عفتها بالحجاب , وبتقديس التقاليد والأعراف التي ترسم لها الوسائل اللازمة للوقاية من الفتنة . من دون إشراكها بالفهم والتفسير وبالقرار , وهذه الأعراف والتقاليد والمفاهيم والقوانين ترسم وتحدد كل تفاصيل حياة النساء ومساراتها تحت عنوان الوقاية من الفتنة والحرص على العفة , فما هي مقومات هذه الرؤية التي تؤول إلى الحجاب وتستقر من دونه لأنها تتعلق بالذهنيات أتجسدت بالحجاب أم لا ؟
في منظور أنصار الحجاب يعتبر إخفاء الجسد أو إلغاء معالمه ظاهرة المدخل إلى عالم الروح مفترضين أن الحجاب الذي يخفي الجسد أو يبعد تأثيره عن ذهن الآخرين , يؤدي تلقائيا إلى مزيد من الروحانية في فكرة المرأة وسلوكها , إلا أن الإنطلاق من إزدواجية الروح والجسد كماهيتين منفصلتين والدعوة إلى إلغاء الجسد للسمو بالروح قد تؤدي إلى نقيضها , وإلى نتائج معكوسة تتساوى بين التحجيب والسفور والتبرج المفرطين كما يستنتج أحدهم :
(إن عملية حجب الجسد يفترض أنها صون له عن طريق نقله إلى مستوى الأشياء الخافية عن الأعين أو الأشياء غير المرغوب فيها , وأحيانا متغيرة , إذا حكمنا على الأمور في ضوء بعض مظاهر التحجب التي تؤدي إلى تشويه مقصود ومتعمد لأية صورة جمالية للمرأة , والمفروض أن عملية التحجب هذه ترفع الجسد فوق مستوى السفور الذي يبتذله ويفتتن في إظهاره للآخرين وعرضه عليهم لأغراض أقل خطرا من انتزاع إعجابهم به , ومع ذلك , فإن العلاقة بين الحجاب الكثيف وأشد أنواع السفور تطرفا , أعني السفور المتبرج أقوى مما نظن , فهما معا وجهان : أحدهما سلبي والآخر أيجابي , لعملة واحدة , أما هذه العملة الواحدة التي يشترك فيها الحجاب والسفور المتطرفان فهي تأكيد أهمية الجسد والإصرار على أنه موضوع دائم للرغبة ومصدر دائم للأغواء) .
وهكذا لا يكف دعاة إنصاف المرأة عن التشكيك في صحة نظرية الحجاب موازين بينه وبين التبرج المفرط , معتبرين وبشكل مفارق المتاجرة بجسد المرأة في وسائل الإعلام والإعلان وفي الموضة , الوجه الآخر للحجاب , القائم على تعزيز الجانب الأيروتيكي , هذه النظرة الأيروتيكية البحتة إلى كينونة المرأة وعتها زين الدين واجتهدت لتشذيبها وتصويبها