إزرا باوند Ezra Pound - رسالة من زوجة تاجر النّهر.. ترجمها عن الانجليزية: د.شريف بقنه

عندما كان شعري للتو يقطع طريقه نحو جبيني
كنت ألعب حول البوابة الأولى، اقتلع الزهور.
أتيتَ حينها ممتطيا أعواد الخيزران, تلعب لعبة الحصان
تجولت حول موضع جلوسي تلاعب البرقوق الأزرق.
وذهبنا بعدها للعيش في قرية “شوكان”
قد كنّا صغارا في السنّ، كلانا لا نعرف الكراهية ولا الشك.

.

وأنا في الرابعة عشرة تزوجتك يا سيدي
لم أضحك حينها أبدا، كم كنت خجولة
انظر للجدار منكسة رأسي
لم أعدّ ناظري للوراء أبدا، أعلنتها ألف مرة.

.

في الخامسة عشرة,توقفت عن التجهم
كم رغبت أن يكون ترابي ممتزجا بترابك
للأبد ..للأبد.. للأبد
لماذا يجب أن أجعل نظرة مني تتسلق للخارج؟

.

في السادسة عشرة، انفصلت عنّي
وذهبت إلى جزيرة “كيو-تو-إن” ذات التيارات الدائرية
ومضيت خمسة أشهر دون أن تعود
في الأعلى: أصدرت القردة ضجيجا مؤسفا لفراقك.

.

عندما ذهبتَ للخارج، مضيت” بلا مبالاة” بقدمين متثاقلتين
الطحالب تنمو الآن، عند البوابة، طحالب متعددة الأنواع
من الصعب جدا إزالتها
في هبوب الريح، تسقط الأوراق قبل أوانها هذا الخريف
في الحديقة الغربية ,فوق العشب
أزواج الفراش صفراء تماما
إنها تجرحني. لقد أصبحت كبيرة في السنّ.
إذا ما كنت قادما من الأسفل عبر ممرات نهر الـ “كيانج”
أخبرني مسبقا من فضلك
وسآتي لملاقاتك
تماما مثل نهر “شو- فو- سا” ذو التيارات المعاكسة.

*

ترجمة: صالح مهدي الخنيزي

**

ترجمة أخرى:

**

النهر - زوجة التاجر *
لي بو

ترجمة عزرا باوند

ترجمها عن الانجليزية وأعدها د.شريف بقنه

لعل ما ترجمه باوند من الشرق الأقصى يزيد عن ما كتبه هو شعراً وأدباً، وهنا أنقل لكم مختار من ترجمته الشهيرة عن اليابانية لقصائد الشاعر الصيني لي بو والمخطوطة منذ القرن الثامن الميلادي.

القصيدة المختارة عبارة عن رسالة تنقل حكاية حب من التراث الصيني القديم؛ عن تاجر النهر وزوجته التي تحكي تحولاتها إلى الطفلة، الأنثى، الزوجة ثم المرأة السعيدة تمتزج الطفولة مع الأنوثة مع وجع الفراق في الأحداث.

*

بينما لا يزال شعري مقصوصاً على
امتداد جبهتي
لعبت عند بوابة المدخل، قطفتُ الزهور.
جئت منسكباً على أوتاد الخيزران،
كأنك حصان يجري،
ركضت حول مكاني الذي اجلس فيه،
وأخذت تلهو بالبرقوق الأزرق.
ذهبنا لنعيش في قرية (شوكان*):
عن 'طفلين صغيرين،
لم يتسلل شك إليهم ولم يعرفوا الكره.

.

في الرابعة عشر من عمري تزوّجت سيّدي.
لم أضحك مطلقاً، وكنتُ خجولة.
اخفض رأسي وانظر إلى جدار.
جدارٌ يدعوني إليه ألف مرة،
لم انظر أبدا إلى الخلف.

.

في الخامسة عشر، توقفت عن العبوس
تمنيّت لو أن غباري يمتزج بغبار روحك
أبدا والى الأبد .. إلى الآبد.
لماذا يجب عليّ أنظر لأجمل من هذا؟

.

في السادسة عشرة ها أنت تغادر،
ذهبت بعيداً إلى (كوتين) ،
مع التيّار.. على موجات النهر،
و هاهي خمسة اشهر منذ رحيلك .
و القرود تصدر ضوضاء محزنة من فوق رأسي.

.

سحبت قدمك عندما خرجت من ناصية البوابة.
الآن، الطحلب أصبح موغلاً، بل طحالب كثيرة
توغلت.. يصعب علي إزالتها!
أوراق الشجر سقطت مبكراً هذا الخريف ،
سقطت في الريح.
شرانق الفراشات اصفرت
مع بداية شهر آب.
والعشب طفر من الحديقة الغربية؛
وأصبح يؤذيني، يوجعني..
يبدو أنني تقدّمت في السن.
إن كنت قادماً من خلال أضيق مضيق لنهر (كيانج) ،
أرجوك أن تخبرني مُسبقاً،
لأخرج لمقابلتك
من أعلى قمة لأعلى تل.
أعلى