العالم في حيرة لا حد لها.. في اندهاش مؤلم.. لا حد لأسئلة الناس فيه اللحظة..
العنوان يحيل إلى كل ذلك.. لمن تخيطين أثوابك أيتها الأسئلة؟.. لم تقل الأثواب.. قالت أثوابك.. لماذا؟
الأثواب ، هكذا، دون تحديد ، تجعل السؤال قابلا لأن نجد له إجابة ما.. أخيطها للناس ( مثلا).. وحتما سنجد من تكون تلك الثياب على مقاساتهم..
كلمة أثوابك منسوبة إلى الأسئلة.. هل ستلبسينها أنت أيتها الأسئلة؟.. لن يكفي ما تخيطينه كَمَّ أسئلتك التي تطرح.. كل ما تخيطينه سيحترق حتما.. لماذا؟ لآنها أسئلة ملتهبة في هذا الزمن الذي يلتهب فيه الإنسان خوفا وهلعا.. الأسئلة نفسها حارقة ومخيفة..
السؤال حيرة لا حد لها.. خوف لا يهدأ أبدا..
لم تقل لم تخيطين..؟.. قالت لمن تخيطين..؟..السؤال موجه إلى العاقل.. العاقل هو هذا الإنسان الذي يسأل.. أيها العقل البشري كيف وصلت إلى هذه الحالة؟.. كيف أوصلتنا؟.. تدعي التحضر والتقدم... تدعي المسؤولية والرقي..تدعي الإنسانية والحرية.. واقعك يقول النقيض..
واقعك، في هذه اللحظة المخيفة المؤلمة يقول:
العالم سلة مهملات..
هكذا ندخل متن النص.. في السلة نرمي ما لم نعد في حاجة إليه.. وأن يصير كل العالم سلة مهملات فإن ذلك يحيل بالضرورة إلى المزبلة.. سنفرغ السلة في المزبلة.. لكن أين؟.. المزبلة هي نفسها سلة المهملات.. لم يعد هناك مكان في هذا العالم يمكننا أن نتخلص فيه من تلك المهملات.. كل العالم تلوث.. صار سلة مهملات/ مزبلة..
العالم سلة مهملات.. جملة اسمية.. الـ التعريف إثبات.. تأكيد.. خبره نكرة تحيل إلى العموم.. النكرة مضافة .. معرفة بالإضافة.. المضاف إليه مهملات.. مهملات نكرة.. عموم أيضا..
إنها ثقافة الاستهلاك الذي لا حد له..حاجات الناس تضاعفت..ضرورات وكماليات.. كماليات صارت ضروريات.. وستصير بشكل مستمر.. جشع الرأسماليين لا حد له.. الإغراء وسيلتهم والربح غير المحدود هدفهم.. إنها الأنانية التي تجذرت في النفوس أكثر.. كل شيء قابل للتجارة.. الإنسان ذاته صار تجارة.. صار كارتونة.. الإنسان/ الإنسانية همشت.. حوت ياكل حوت.. قوي يستغل ضعيفا.. هنا أو هناك..في كل مكان.. تشيطنت الأفكار.. صرنا نحن البشر شياطين..
من هنا تبدأ الأسئلة تطرح نفسها عارية.. الكتابة صارت قتلا.. لم تعد الأقلام التي تكتب أقلاما.. صارت سيوفا قاتلة.. لماذا؟.. لأن المهيمنين على الإعلام، المتحكمون في تشكيل وعي الناس هم أولئك الذين يتاجرون بكل شيء.. بالمبادئ يتاجرون.. بالحريات والحقوق بتاجرون.. يرتكبون في حق البشرية الجرائم.. في حق الطبيعة أيضا.. صار الإنسان ملوثا بالحقد والكره والأنانية والشر بدل الحب والإيثار والخير.. صارت الطبيعة ملوثة .. الإنسان والطبيعة فقدا توازنهما.. لماذا؟..
الأمر ليس جديدا.. هكذا هو الإنسان منذ البدء.. الأنانية.. الحقد.. القتل.. الجشع..
الجرائم لا حد لها.. لكنها تتحول إلى ممارسات مشروعة بفعل تحكم الجشعين في كل ما يشكل الإنسان وعيا مزيفا وسلوكا أنانيا وفما مفتوحا على الالتهام الذي لا يتوقف أبدا.. وقاحة لا حد لها.. لم يعد هناك إحراج من ممارسة كل الموبقات.. الأمر عادٍ تماما.. ألفه الناس واستلذوه..
الأمر ليس جديدا، أكرر.. قابيل قتل أخاه هابيل.. الغراب شاهد.. الغراب سواد.. على جناحه دم أول قتيل.. والبشرية تنسى كل ذلك.. لا تتعظ .. القاتل الأول/ قابيل أخذ العبرة من الغراب ودفن أخاه .. وبكى ندما ( ربما).. تاريخ البشرية في كل مراحه.. من عهد الكهوف إلى لحظة ناطحات السحاب تاريخ صراع وقتل لا ينتهي.. لكن القتل ازداد بشكل مرعب في زمن الحاضر.. قتل القيم الإنسانية.. قتل عناصر الطبيعة.. قتل روح الحياة..لقد صرنا موتى/ مقتولين.. تعفنا .. جعلنا كل عالمنا عفنا يتراكم فوق بعضه نتانة لا تطاق.. لكننا ألفناها.. ( من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام)، قالها المتنبي في زمن ما.. ما هو ذلك الزمان؟.. لا نعرف.. تشابهت الأزمنة واختلطت علينا.. عباسيا، كان القتل.. أمريكيا، ما يزال القتل.. تضاعف أكثر أكثر..أدوات ووسائل وإرادة القتل صارت أكثر أكثر.. بكينا كثيرا..نبكي كثيرا..سنبكي أكثر.. لن تكفينا كل المناديل الورقية.. وغير الورقية.. لن تكفينا كل قصائد الرثاء.. كنا مقيدين بعادات وتقاليد تفرض علينا القتل ( الأخذ بالثأر).. العمودية تحيل إلى ذلك... تحررنا ( قصيدة النثر).. ادعينا العمق في فهم الحياة.. في تنظيمها.. ادعينا الحرية والمسؤولية ..لكن واقعنا يقول بان كل ذلك كان شعارات، ليس إلا.. نقيض ما ادعينا هو ما يسود واقعنا.. لماذا؟
كيف كان وجه السماء وهي
تنظر سوءة قتيل عارٍ أمام أول كلمة موت ؟
سؤال الأسئلة هنا..
يا ألله، لقد رأيت أول فعل قتل.. في البدء كانت الكلمة/ القتل.. رأيت الكثير من القتل عبر تاريخ البشر الذين خلقتهم.. وترى القتل الآن.. القتل بكل أنواعه ووسائله.. ماذا فعلت؟.. ماذا انت فاعل؟.. سؤال الحيرة المؤلمة بامتياز هو هذا.. لماذا؟
هل الكون منظم فعل؟.. هل الإنسان إنسان؟..ما الشيطان؟.. من الشيطان؟.. أنت الخير يا ألله.. الشر الشيطان.. كيف أمكن للشر أن يتغلب على الخير؟.. هل هناك خير مطلق سنكون فيه؟.. متى؟..
واقعيا، كوننا فوضى.. شر يضحك عاليا.. الموت/ القتل صار أمرا هينا.. سريعا.. غزيرا.. من السماء ينزل غزيرا.. في الأرض يسعى غبارا كثيفا.. ريحا لا تهدأ صار.. إجابة مؤلمة..
لم نعد نستيقظ على الميلاد/ الفرح.. نستيقظ على الموت/ الحزن.. يا أيها المعري أعد ما صرخت به:
وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِيـس ۞ بصوت البشير في كلّ ناد
أبَكَت تلكم الحمامة أم غـنّت ۞ على فِرْعِ غُصنٍها الميّاد ؟
صاحِ هذي قُبورُنا تملأ الرُحبَ ۞ فأين القبور من عهد عاد؟
وما زلنا، للأسف، نائمين.. غير مبالين... لماذا؟
لم يعد هنا حب.. هل كان هناك؟.. هل يمكن للحب أن يتواجد في القتل؟.. هل هو وجهه الآخر؟.. المحب عندنا يقول لمن يحب: نموت عليك.. أدفع عمري من أجل لحظة أعيشها معك..
العالم سينما.. نتفرج علينا.. نبكي ونضحك.. نغيب ونحضر.. ثم نغادر..
صار الحب يقاس بالساعات.. بالمصالح.. التورط في الحب خطر على الصحة.. نفسيا وجسديا.. لم تعد في الحب براءة.. صار هو الاخر سلعة.. مسكينة من تحب.. مسكين أيضا من يحب..كل شيء تجارة.. المشاعر تجارة رائجة كثيرا كثيرا.. مثلها مثل أي تجارة.. لم يعد الإنسان إنسانا يحلم .. يطير فرحا.. يسعد.. أبدع الإنسان الكثير مما هو مبهر .. أبدع في كل المجالات.. صعد عاليا عايا.. ثم سقط.. النهاية كانت هكذا:
كيف طورت أنفلونزا سلالاتها الفتاكة ؟..و..
كما طار وقع/ سقط.. السقوط كان مؤلما جدا جدا.. لم يعد في مقدورك أيها الإنسان أن تضع رأسك بجانب رأس من تحب على وسادة واحدة حتى.. صرت ملزما بالابتعاد.. إنها/ إنه كورونا.... لماذا؟
أمام كل هذا الهول.. هل في مقدور الحب أن يقاوم؟.. هل في مقدور الموسيقى/ الغناء/الشعر/ مختلف الفنون أن تعطينا السكينة؟.. أن تخرجنا من تيهنا وتعيدنا إلينا؟..الإجابة صعبة.. لكنك ملزم أيها الإنسان أن تقوم ريح الجنون فيك لتبقى.. تأمل.. فكر.. افتح قلبك لأخيك ربما تنجح وتعيدك إليك.. ربما... لماذا أيضا؟
( ).. إنك محاصر أيها الإنسان وتحتاج إلى من يفك عنك الحصار.. وأنت من يفكه.. كيف؟.. بماذا؟.. بالحب.. هذا هو سلاحك أيها الإنسان لمواجهة ريح الغازات السامة .. هكذا رأت شاعرتنا.. بالفن.. بالحب.. بنا.. بكل ذلك نستعيدنا ونحيا.. بغير ذلك نموت.. نموت.. نموت.. و.. ننتهي.. هذا هو وعيك الحقيقي أيها الإنسان.. هذه هي طريقك..
كن أيها الإنسان واحدا.. واحدا في الحب.. واحدا في الحياة..
الله واحد.. كن مثله.. الله خير.. كن خيرا أنت أيضا.... كيف؟..
بالحب.. أحب ذاتك لتحب الآخرين.. و.. لتصير واحدا.. إنسانا حقا..
- جملة اعتراضية 6/
لأن الله واحد والناس كثير كثير
- هكذا أنهت الشاعرة نصها..
في ستة أيام خلق الله هذا الكون لك..
كن في مستوى هذا الكون الذي تعيش فيه.. حافظ عليه..أحبه.. وقبل كل شيء، احب نفسك فيه..
الحب/ الفن هو الطريق.. أيها الإنسان سر في هذه الطريق..
الطيب صالح طهوري
لمن تخيطين أثوابك أيتها الأسئلة ؟؟؟
العالم سلة مهملات
العالم مزبلة ،
الإنسان كارتونة
على الهامش ،
مواد تجميل فاسدة
ومرايا شيطانية الفكرة .
كيف تخرج
الأقلام من غمدها ؟
كيف تتم صناعة الحبال الصوتية
المدهونة بالزيت ؟
كيف يكون مكبر الصوت محرجا
عند محاولة إخفاء الجريمة ؟
ما لون الدم الشفاف
على حجارة الكهوف ؟
ما زمرة أقدم دم
وجد أثره على جناح غراب مطعون ؟
ما لون المناديل الورقية التي تبللت ذاك اليوم ؟
ما هي قصيدة الرثاء التي قيلت بالمناسبة ؟
ما عدد بحورها ؟
موزونة أم نثرية معتقة المعنى ؟
ما عدد كلماتها ؟
كيف كان وجه السماء وهي
تنظر سوءة قتيل عارٍ أمام أول كلمة موت ؟
جملة إعتراضية 1 /
الموت سندويشة سريعة
ملفوفة في ورقة ألمنيوم غادرة .
ما عدد فصيلة قرود البابون العدائية ؟
ما عمر الشجرة العاشقة ؟
ما حكاية التصوير الفوتوغرافي و الإنشاء ؟
ما طعم أول مخابرة بين الريح والغيوم ؟
و كيف تمت المحادثة
في الفراش أم في الصالون السماوي ؟
على ماذا نستيقظ في الصباح ؟
ما هو سر النوم العميق ؟
جملة اعتراضية 2 /
القلب يحمله ذراع وليس كثرة الوسائد من حوله يا صديقي القريب جدا .
ما الذي
يدور برأس فيلم الوسادة الخالية ؟
كيف تتورطين في حب رجل
وتخرجين بقلب سليم و بلا كسور في شرايين الروح ؟
كيف تحبك شاعرة
في نصف يوم إلا ساعة وربع و عمر يتناسل ؟
كيف نفض العالم أجنحته من الإنسان وطار ؟
هل نسيت المدن والمتاحف وبرج إيفل ومتحف اللوفر وسور الصين العظيم أنفاس وعدسات المصورين ببساطة ؟
كيف طورت أنفلونزا سلالاتها الفتاكة ؟
جملة إعتراضية 3 /
خذ حبة مسكن من شفتي حبيب
ستعبر الوباء بنجاح .
أليست الموسيقى علاج ؟
لماذا لا تضع قرصا مضغوطا
وتخوض في موجة أغنية تحبها وتحلق عاليا ؟
تعلم كيف تنسج حيلة للإيقاع بعاصفة قادمة في رحم الغيب ؟
لماذا النشرات الجوية معطلة ؟
جملة إعتراضية 4/
( )
تركت ما بين القوسين لك ،
إملء الفراغ و أختصرني في كلمة لا تنتهي .
ما لون كنزة الصوف التي أهديتك عند لقائنا الأول ؟؟
هل تذكر طعم السُّكر على شفتي السفلى
عندما التهمتنا قبلة
داخل بطنها النهم ؟
جملة اعتراضية 5 /
في الحب
كن صيادا لا فريسة ،
وحدها ذاكرة الفرائس
تنسخ
نظرة
قاتلها .
العالم شيطان صغير
ترى من دربه قواعد اللعب حتى تفنن الخراب ؟
لماذا الله واحد والناس كثير ؟
جملة اعتراضية 6/
لأن الله واحد والناس كثير كثير .
رزيقة بوسواليم
العنوان يحيل إلى كل ذلك.. لمن تخيطين أثوابك أيتها الأسئلة؟.. لم تقل الأثواب.. قالت أثوابك.. لماذا؟
الأثواب ، هكذا، دون تحديد ، تجعل السؤال قابلا لأن نجد له إجابة ما.. أخيطها للناس ( مثلا).. وحتما سنجد من تكون تلك الثياب على مقاساتهم..
كلمة أثوابك منسوبة إلى الأسئلة.. هل ستلبسينها أنت أيتها الأسئلة؟.. لن يكفي ما تخيطينه كَمَّ أسئلتك التي تطرح.. كل ما تخيطينه سيحترق حتما.. لماذا؟ لآنها أسئلة ملتهبة في هذا الزمن الذي يلتهب فيه الإنسان خوفا وهلعا.. الأسئلة نفسها حارقة ومخيفة..
السؤال حيرة لا حد لها.. خوف لا يهدأ أبدا..
لم تقل لم تخيطين..؟.. قالت لمن تخيطين..؟..السؤال موجه إلى العاقل.. العاقل هو هذا الإنسان الذي يسأل.. أيها العقل البشري كيف وصلت إلى هذه الحالة؟.. كيف أوصلتنا؟.. تدعي التحضر والتقدم... تدعي المسؤولية والرقي..تدعي الإنسانية والحرية.. واقعك يقول النقيض..
واقعك، في هذه اللحظة المخيفة المؤلمة يقول:
العالم سلة مهملات..
هكذا ندخل متن النص.. في السلة نرمي ما لم نعد في حاجة إليه.. وأن يصير كل العالم سلة مهملات فإن ذلك يحيل بالضرورة إلى المزبلة.. سنفرغ السلة في المزبلة.. لكن أين؟.. المزبلة هي نفسها سلة المهملات.. لم يعد هناك مكان في هذا العالم يمكننا أن نتخلص فيه من تلك المهملات.. كل العالم تلوث.. صار سلة مهملات/ مزبلة..
العالم سلة مهملات.. جملة اسمية.. الـ التعريف إثبات.. تأكيد.. خبره نكرة تحيل إلى العموم.. النكرة مضافة .. معرفة بالإضافة.. المضاف إليه مهملات.. مهملات نكرة.. عموم أيضا..
إنها ثقافة الاستهلاك الذي لا حد له..حاجات الناس تضاعفت..ضرورات وكماليات.. كماليات صارت ضروريات.. وستصير بشكل مستمر.. جشع الرأسماليين لا حد له.. الإغراء وسيلتهم والربح غير المحدود هدفهم.. إنها الأنانية التي تجذرت في النفوس أكثر.. كل شيء قابل للتجارة.. الإنسان ذاته صار تجارة.. صار كارتونة.. الإنسان/ الإنسانية همشت.. حوت ياكل حوت.. قوي يستغل ضعيفا.. هنا أو هناك..في كل مكان.. تشيطنت الأفكار.. صرنا نحن البشر شياطين..
من هنا تبدأ الأسئلة تطرح نفسها عارية.. الكتابة صارت قتلا.. لم تعد الأقلام التي تكتب أقلاما.. صارت سيوفا قاتلة.. لماذا؟.. لأن المهيمنين على الإعلام، المتحكمون في تشكيل وعي الناس هم أولئك الذين يتاجرون بكل شيء.. بالمبادئ يتاجرون.. بالحريات والحقوق بتاجرون.. يرتكبون في حق البشرية الجرائم.. في حق الطبيعة أيضا.. صار الإنسان ملوثا بالحقد والكره والأنانية والشر بدل الحب والإيثار والخير.. صارت الطبيعة ملوثة .. الإنسان والطبيعة فقدا توازنهما.. لماذا؟..
الأمر ليس جديدا.. هكذا هو الإنسان منذ البدء.. الأنانية.. الحقد.. القتل.. الجشع..
الجرائم لا حد لها.. لكنها تتحول إلى ممارسات مشروعة بفعل تحكم الجشعين في كل ما يشكل الإنسان وعيا مزيفا وسلوكا أنانيا وفما مفتوحا على الالتهام الذي لا يتوقف أبدا.. وقاحة لا حد لها.. لم يعد هناك إحراج من ممارسة كل الموبقات.. الأمر عادٍ تماما.. ألفه الناس واستلذوه..
الأمر ليس جديدا، أكرر.. قابيل قتل أخاه هابيل.. الغراب شاهد.. الغراب سواد.. على جناحه دم أول قتيل.. والبشرية تنسى كل ذلك.. لا تتعظ .. القاتل الأول/ قابيل أخذ العبرة من الغراب ودفن أخاه .. وبكى ندما ( ربما).. تاريخ البشرية في كل مراحه.. من عهد الكهوف إلى لحظة ناطحات السحاب تاريخ صراع وقتل لا ينتهي.. لكن القتل ازداد بشكل مرعب في زمن الحاضر.. قتل القيم الإنسانية.. قتل عناصر الطبيعة.. قتل روح الحياة..لقد صرنا موتى/ مقتولين.. تعفنا .. جعلنا كل عالمنا عفنا يتراكم فوق بعضه نتانة لا تطاق.. لكننا ألفناها.. ( من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام)، قالها المتنبي في زمن ما.. ما هو ذلك الزمان؟.. لا نعرف.. تشابهت الأزمنة واختلطت علينا.. عباسيا، كان القتل.. أمريكيا، ما يزال القتل.. تضاعف أكثر أكثر..أدوات ووسائل وإرادة القتل صارت أكثر أكثر.. بكينا كثيرا..نبكي كثيرا..سنبكي أكثر.. لن تكفينا كل المناديل الورقية.. وغير الورقية.. لن تكفينا كل قصائد الرثاء.. كنا مقيدين بعادات وتقاليد تفرض علينا القتل ( الأخذ بالثأر).. العمودية تحيل إلى ذلك... تحررنا ( قصيدة النثر).. ادعينا العمق في فهم الحياة.. في تنظيمها.. ادعينا الحرية والمسؤولية ..لكن واقعنا يقول بان كل ذلك كان شعارات، ليس إلا.. نقيض ما ادعينا هو ما يسود واقعنا.. لماذا؟
كيف كان وجه السماء وهي
تنظر سوءة قتيل عارٍ أمام أول كلمة موت ؟
سؤال الأسئلة هنا..
يا ألله، لقد رأيت أول فعل قتل.. في البدء كانت الكلمة/ القتل.. رأيت الكثير من القتل عبر تاريخ البشر الذين خلقتهم.. وترى القتل الآن.. القتل بكل أنواعه ووسائله.. ماذا فعلت؟.. ماذا انت فاعل؟.. سؤال الحيرة المؤلمة بامتياز هو هذا.. لماذا؟
هل الكون منظم فعل؟.. هل الإنسان إنسان؟..ما الشيطان؟.. من الشيطان؟.. أنت الخير يا ألله.. الشر الشيطان.. كيف أمكن للشر أن يتغلب على الخير؟.. هل هناك خير مطلق سنكون فيه؟.. متى؟..
واقعيا، كوننا فوضى.. شر يضحك عاليا.. الموت/ القتل صار أمرا هينا.. سريعا.. غزيرا.. من السماء ينزل غزيرا.. في الأرض يسعى غبارا كثيفا.. ريحا لا تهدأ صار.. إجابة مؤلمة..
لم نعد نستيقظ على الميلاد/ الفرح.. نستيقظ على الموت/ الحزن.. يا أيها المعري أعد ما صرخت به:
وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِيـس ۞ بصوت البشير في كلّ ناد
أبَكَت تلكم الحمامة أم غـنّت ۞ على فِرْعِ غُصنٍها الميّاد ؟
صاحِ هذي قُبورُنا تملأ الرُحبَ ۞ فأين القبور من عهد عاد؟
وما زلنا، للأسف، نائمين.. غير مبالين... لماذا؟
لم يعد هنا حب.. هل كان هناك؟.. هل يمكن للحب أن يتواجد في القتل؟.. هل هو وجهه الآخر؟.. المحب عندنا يقول لمن يحب: نموت عليك.. أدفع عمري من أجل لحظة أعيشها معك..
العالم سينما.. نتفرج علينا.. نبكي ونضحك.. نغيب ونحضر.. ثم نغادر..
صار الحب يقاس بالساعات.. بالمصالح.. التورط في الحب خطر على الصحة.. نفسيا وجسديا.. لم تعد في الحب براءة.. صار هو الاخر سلعة.. مسكينة من تحب.. مسكين أيضا من يحب..كل شيء تجارة.. المشاعر تجارة رائجة كثيرا كثيرا.. مثلها مثل أي تجارة.. لم يعد الإنسان إنسانا يحلم .. يطير فرحا.. يسعد.. أبدع الإنسان الكثير مما هو مبهر .. أبدع في كل المجالات.. صعد عاليا عايا.. ثم سقط.. النهاية كانت هكذا:
كيف طورت أنفلونزا سلالاتها الفتاكة ؟..و..
كما طار وقع/ سقط.. السقوط كان مؤلما جدا جدا.. لم يعد في مقدورك أيها الإنسان أن تضع رأسك بجانب رأس من تحب على وسادة واحدة حتى.. صرت ملزما بالابتعاد.. إنها/ إنه كورونا.... لماذا؟
أمام كل هذا الهول.. هل في مقدور الحب أن يقاوم؟.. هل في مقدور الموسيقى/ الغناء/الشعر/ مختلف الفنون أن تعطينا السكينة؟.. أن تخرجنا من تيهنا وتعيدنا إلينا؟..الإجابة صعبة.. لكنك ملزم أيها الإنسان أن تقوم ريح الجنون فيك لتبقى.. تأمل.. فكر.. افتح قلبك لأخيك ربما تنجح وتعيدك إليك.. ربما... لماذا أيضا؟
( ).. إنك محاصر أيها الإنسان وتحتاج إلى من يفك عنك الحصار.. وأنت من يفكه.. كيف؟.. بماذا؟.. بالحب.. هذا هو سلاحك أيها الإنسان لمواجهة ريح الغازات السامة .. هكذا رأت شاعرتنا.. بالفن.. بالحب.. بنا.. بكل ذلك نستعيدنا ونحيا.. بغير ذلك نموت.. نموت.. نموت.. و.. ننتهي.. هذا هو وعيك الحقيقي أيها الإنسان.. هذه هي طريقك..
كن أيها الإنسان واحدا.. واحدا في الحب.. واحدا في الحياة..
الله واحد.. كن مثله.. الله خير.. كن خيرا أنت أيضا.... كيف؟..
بالحب.. أحب ذاتك لتحب الآخرين.. و.. لتصير واحدا.. إنسانا حقا..
- جملة اعتراضية 6/
لأن الله واحد والناس كثير كثير
- هكذا أنهت الشاعرة نصها..
في ستة أيام خلق الله هذا الكون لك..
كن في مستوى هذا الكون الذي تعيش فيه.. حافظ عليه..أحبه.. وقبل كل شيء، احب نفسك فيه..
الحب/ الفن هو الطريق.. أيها الإنسان سر في هذه الطريق..
الطيب صالح طهوري
لمن تخيطين أثوابك أيتها الأسئلة ؟؟؟
العالم سلة مهملات
العالم مزبلة ،
الإنسان كارتونة
على الهامش ،
مواد تجميل فاسدة
ومرايا شيطانية الفكرة .
كيف تخرج
الأقلام من غمدها ؟
كيف تتم صناعة الحبال الصوتية
المدهونة بالزيت ؟
كيف يكون مكبر الصوت محرجا
عند محاولة إخفاء الجريمة ؟
ما لون الدم الشفاف
على حجارة الكهوف ؟
ما زمرة أقدم دم
وجد أثره على جناح غراب مطعون ؟
ما لون المناديل الورقية التي تبللت ذاك اليوم ؟
ما هي قصيدة الرثاء التي قيلت بالمناسبة ؟
ما عدد بحورها ؟
موزونة أم نثرية معتقة المعنى ؟
ما عدد كلماتها ؟
كيف كان وجه السماء وهي
تنظر سوءة قتيل عارٍ أمام أول كلمة موت ؟
جملة إعتراضية 1 /
الموت سندويشة سريعة
ملفوفة في ورقة ألمنيوم غادرة .
ما عدد فصيلة قرود البابون العدائية ؟
ما عمر الشجرة العاشقة ؟
ما حكاية التصوير الفوتوغرافي و الإنشاء ؟
ما طعم أول مخابرة بين الريح والغيوم ؟
و كيف تمت المحادثة
في الفراش أم في الصالون السماوي ؟
على ماذا نستيقظ في الصباح ؟
ما هو سر النوم العميق ؟
جملة اعتراضية 2 /
القلب يحمله ذراع وليس كثرة الوسائد من حوله يا صديقي القريب جدا .
ما الذي
يدور برأس فيلم الوسادة الخالية ؟
كيف تتورطين في حب رجل
وتخرجين بقلب سليم و بلا كسور في شرايين الروح ؟
كيف تحبك شاعرة
في نصف يوم إلا ساعة وربع و عمر يتناسل ؟
كيف نفض العالم أجنحته من الإنسان وطار ؟
هل نسيت المدن والمتاحف وبرج إيفل ومتحف اللوفر وسور الصين العظيم أنفاس وعدسات المصورين ببساطة ؟
كيف طورت أنفلونزا سلالاتها الفتاكة ؟
جملة إعتراضية 3 /
خذ حبة مسكن من شفتي حبيب
ستعبر الوباء بنجاح .
أليست الموسيقى علاج ؟
لماذا لا تضع قرصا مضغوطا
وتخوض في موجة أغنية تحبها وتحلق عاليا ؟
تعلم كيف تنسج حيلة للإيقاع بعاصفة قادمة في رحم الغيب ؟
لماذا النشرات الجوية معطلة ؟
جملة إعتراضية 4/
( )
تركت ما بين القوسين لك ،
إملء الفراغ و أختصرني في كلمة لا تنتهي .
ما لون كنزة الصوف التي أهديتك عند لقائنا الأول ؟؟
هل تذكر طعم السُّكر على شفتي السفلى
عندما التهمتنا قبلة
داخل بطنها النهم ؟
جملة اعتراضية 5 /
في الحب
كن صيادا لا فريسة ،
وحدها ذاكرة الفرائس
تنسخ
نظرة
قاتلها .
العالم شيطان صغير
ترى من دربه قواعد اللعب حتى تفنن الخراب ؟
لماذا الله واحد والناس كثير ؟
جملة اعتراضية 6/
لأن الله واحد والناس كثير كثير .
رزيقة بوسواليم