عبدالله البقالي - كورونا و "الكاميكاز..

من عادتي أن أنام قبل منتصف الليل بساعة أو ساعتين. لذلك لم يقدر لي متابعة ما حدث الليلة المنصرمة. و حتى حين فقت فجأة بفعل الصراخ حوالي الساعة الثالثة، اعتقدت في البدء إن حريقا شب في أحد الدور المجاورة. و حين استفسرت أهل البيت، أفهموني أنها تظاهرة في أنفاسها الأخيرة. التظاهرة التي تتابعت فصولها على سطوح المنازل بعد أن كان مشهدها الرئيسي في الشوارع.
لم أصدق في البدء. أي عقل هذا الذي تبنى هذه المعركة. معركة أن تتظاهر ضد "فيروس"؟
التظاهر أو المظاهرة عادة تكون عبارة عن رسالة. و الرسالة تشترط وجود طرفين. المخاطب و المخاطب. واحد يرسل و آخر يستقبل. و إن افترضنا أن هذا هو الذي حصل أو كان في نظر البعض يجب أن يحصل، فمن كان المخاطب يا ترى؟
قد يقول قائل ان الرسالة وجهت إلى الله، و هنا يطرح السؤال نفسه، أليس الله بعالم للأسرار؟ ، و هل يحتاج الله إلى مظاهرات في الشوارع كي يلتقط ما يتمناه و يتوسله الناس؟
ثم لماذا هذا الشكل بالضبط علما أن من نظموا هذا الفعل كانوا يعلمون أنهم كانوا يقدمون هدية ثمينة للوباء كي يمدد خريطة نفوذه؟ هل كان الدعاء لله هو القصد، أم أن تلك كانت رسالة ضمنية لمن يعنيه الأمر بكونهم غير راضين على ما اتخذ من قرارات التي حولتهم الى مجرد أطياف على عكس ما يعتقدونه عن أنفسهم؟
الرسالة واضحة. و المستقبل معروف. و لايهمهم ان كانت رسالتهم كتبت هذه المرة بالأرواح الآدمية. فالآدميون هم مثلما كانوا دائما في حساباتهم ، مجرد أدراج تجعل قامتهم تبدو أكثر طولا. و ليذهب الشعب إلى الجحيم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى