عبدالعزيز المقالح - أعلنتُ اليأس.. شعر

أنا هالكٌ حتماً
فما الداعى إلى تأجيل
موتى
جسدى يشيخُ
ومثله لغتى وصوتى
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتى
ووقتى
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتى
لصمتى.

****

أبكى
فتضحكُ من بكائى
دورُ العبادةِ والملاهى
وأمّدُ كفى للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهى
الخلقُ - كل الخلق -
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم - صباحَ مساءَ -
من آهٍ.. لآه

****

حاولتُ ألا أرتدى
يأسى
وأبدو مطمئناً
بين أعدائى وصحبى
لكننى لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلى
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ.
أعلنتُ يأسى للجميع
وقلتُ إنى لن أخبـى.

****

هذا زمان للتعاسة ِ
والكآبةْ.
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابةْ.
أيامهُ مغبّرةُ
وسماؤُه مغبرةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤوس العاليات
وتزدرى التاريخ
تهزأ بالكتابهْ.

****

أنا ليس لى وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطنْ.
وطنى هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن.

****

صنعاء...
يا بيتاً قديماً
ساكناً فى الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم فى وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارهْ.
أعلى