الهروب من الحياة بالبحث عن الحياة فى البدء يقول حارس الليل وأفترض أنه محارب ذلك المبتور الزاحف المنكسر حارس الليل الأخير مجرد افتراضنا لذلك يجعل النص مفتوحا للقراءة ونمضى فى صوره المتتالية من المخيلة إلى بدء النص الذى باعتقادى يبدأ من حيث أعرف أنك لن تصدق الحوارية إذن هى علامة مفتاحية ضرورية حيث أن الحب هو الذى سيجمع هو الذى سيلملم هو الذى سيجعل الإنسان مستعدا لدفع التكاليف وما بين الهى والهو الليل بتداعياته التراثية والنور الذى ربما بالحب سيتحقق زوال الليل وعلى غير المألوف من نصوص هى / هو تحب الخروج من تلك العتمة إلى التلاشى وتعرف ذلك الشعور بالعجز من عبارة مقتبسة من همنجواى فى رواية وداعا للسلاح التى انتهت نهاية مأساوية على لسان حارس الليل الأخير وانطلاقا من تلك العبارة التى أصبحت من لحمة العمل كعلامة ومفتاح للعمل والنص نحن نفترض ذلك لنعرف مدى المعاناة فى إقامة عالم مثالى كلما انهار أقمناه وقاومنا ذلك الانهيار ولن يحدث أن نمل تكرار التجربة ليس فى العبارة ولكن فى النص نفسه ذلك الحب والنور والذى إذا جاء يسحبنى بهدوء ورغم أن العبارة جاءت على لسان شخصية روائية فى أواخر الحرب العالمية الأولى إلا أنها تعبر تعبيرا صادقا عن معاناة الإنسان فى الكوارث العظيمة وخروجه منها شبه محطم فحارس الليل وجه من وجوه الليل والنور هو الحب أو وجه من وجوه البقاء والاستمرارية للعالم الشعور بأن العالم مرتبط بى ومرتبط به الذى لا نستطيع الهرب منه إذن حراس الليل صورة مجازية لمن يدرك أن حراس الليل هم من لا يريدون زواله إذن ما الشئ الذى لم أطلبه الليل وتداعياته وما الشئ الذى لا أستطيع الفكاك منه الحب مثلا التحقق اقتراب النور الهروب من الحياة إلى التلاشى فى النور حياة أخرى العشب فى الجهة الأخرى رؤية الحياة السابقة من الجانب الآخر الفواتير باهظة جدا علينا ندفعها مضطرين حتى ولو لم نملك الثمن والحياة نفق نهرب منه للحياة أيضا حياة أكثر هدوء للنور الذى يعيش بداخلنا والذى أصبحنا نهرب من الحياة له لأنه أيضا حياة النور هو الحب الذى لا بد أن يكون آخر العتمة وبعيدا عن حراس الليل بعيدا عن الحياة السابقة وربما هى / هو فى تبادل حوارى متداخل لا نستطيع التفرقة بينهما مما يجعل النص مفتوحا على تفسير آخر لكن فى النهاية يظل الهروب من الحياة إلى حياة أخرى أكثر تجليا وأكثر إشراقا برغم الفاتورة الباهظة التى يدفعها الإنسان فى كل زمان وفى كل مكان.
صلاح عبد العزيز- مصر
أسماء حسين
حارس الليل الأخير
أزحف على بطني، كما المبتور،
لا أستطيع الوقوف على قدمي، لا أقوى على النهوض،
"لم أعد شجاعًا يا عزيزتي، لقد كسروني بالكامل"
في بعض الأوقات، أعرف شعور تلك العبارة..
أعرفه تمامًا.
في بعض الأوقات فقط
ثم يعرفني هو لاحقًا.. ويجربني.
أعرف أنك لن تصدق.. ولكن،
أنا أيضًا أيأس، وألقي بكل أسلحتي في وقت ما.
أدير ظهري لأجل التلاشي.. أو أزحف لأجل الفرار
أزحف هربًا من هذا الشئ الذي لم أطلبه،
وهذا الشئ الآخر الذي لا أستطيع الهرب منه،
أزحف وأزحف، بأمنية الركض
وأحاول الهروب في تلك اللحظة،
التي سوف ينام بها حراس الليل
وشئ ما يشد رجلي من الخلف،
لم أكن أفكر به،
تفاجئت به كما تفاجأ بي،
نفس الشيء الذي يلحق بي كلما حاولت الهرب من الحياة
ثم أزحف أكثر، هربًا منه تحديدًا،
أريد أن أرى النور في آخر كل ذلك
أريد أن أرى العشب الموجود في الجهة الأخرى،
أريد أن أنظر لحياتي من الجانب الآخر،
أريد أن أرى النور في نهاية هذا اليوم،
أو هذا الشهر،
أو هذا العام،
أو هذه القصيدة..
/
فواتير تلك الحياة باهظة جدًا،
وأنا حتى لم أحبها لأطلب منها شئ.
جلست اضطراريًا
إلى طاولة لم أخترها،
ووضعوا أمامي كرهًا
كل ما لا يلذ ولا يطيب،
وفي النهاية طالبوني بالحساب،
وأنا أكثر خجلًا،
وأقل شجاعة،
من أن أقول
أنني لا أملك ذلك الثمن.
/
لو أنني..
فقط لو أنني
لم ألمس بطرف لساني
طعم الحياة الأصلي
لما كانت قدماي الآن
مجروحة بالكامل
من أثر الهروب اليومي الذي لا ينتهي..
/
أحاول تقسيط فاتورتي مع الحياة، بلا جدوى
فأعود للهرب
أزحف بإصرار، وعناد، ويأس
وبكل ما أملك من الفقد، وخيبات الأمل
أريد أن أرى النور في نهاية هذا النفق
الذي لا أفهم كيف صرت داخله فجأة،
أريد أن أرى النور في نهاية هذا السطر
أو هذه القصيدة
أو هذه الحياة
ثم يقبض على قدمي من جديد شيء ما
ويشدني بقوة للخلف
هذه المرة لم أتفاجأ به ولم يتفاجأ بي،
لقد اقتربت من النور، لكنه عاد وبدا جليًا
وهو يسحبني معه حيث لا أعرف
ولا أقاوم..
برغم فواتير العودة للحياة
كنت أعود معه دائمًا وأنا أنظر في وجهه..
لقد كان وجه الحب ينظر لي وهو يسحبني بهدوء
وكان وجهه جليًا.
... .... ...... .
أسماء حسين
مصر
صلاح عبد العزيز- مصر
أسماء حسين
حارس الليل الأخير
أزحف على بطني، كما المبتور،
لا أستطيع الوقوف على قدمي، لا أقوى على النهوض،
"لم أعد شجاعًا يا عزيزتي، لقد كسروني بالكامل"
في بعض الأوقات، أعرف شعور تلك العبارة..
أعرفه تمامًا.
في بعض الأوقات فقط
ثم يعرفني هو لاحقًا.. ويجربني.
أعرف أنك لن تصدق.. ولكن،
أنا أيضًا أيأس، وألقي بكل أسلحتي في وقت ما.
أدير ظهري لأجل التلاشي.. أو أزحف لأجل الفرار
أزحف هربًا من هذا الشئ الذي لم أطلبه،
وهذا الشئ الآخر الذي لا أستطيع الهرب منه،
أزحف وأزحف، بأمنية الركض
وأحاول الهروب في تلك اللحظة،
التي سوف ينام بها حراس الليل
وشئ ما يشد رجلي من الخلف،
لم أكن أفكر به،
تفاجئت به كما تفاجأ بي،
نفس الشيء الذي يلحق بي كلما حاولت الهرب من الحياة
ثم أزحف أكثر، هربًا منه تحديدًا،
أريد أن أرى النور في آخر كل ذلك
أريد أن أرى العشب الموجود في الجهة الأخرى،
أريد أن أنظر لحياتي من الجانب الآخر،
أريد أن أرى النور في نهاية هذا اليوم،
أو هذا الشهر،
أو هذا العام،
أو هذه القصيدة..
/
فواتير تلك الحياة باهظة جدًا،
وأنا حتى لم أحبها لأطلب منها شئ.
جلست اضطراريًا
إلى طاولة لم أخترها،
ووضعوا أمامي كرهًا
كل ما لا يلذ ولا يطيب،
وفي النهاية طالبوني بالحساب،
وأنا أكثر خجلًا،
وأقل شجاعة،
من أن أقول
أنني لا أملك ذلك الثمن.
/
لو أنني..
فقط لو أنني
لم ألمس بطرف لساني
طعم الحياة الأصلي
لما كانت قدماي الآن
مجروحة بالكامل
من أثر الهروب اليومي الذي لا ينتهي..
/
أحاول تقسيط فاتورتي مع الحياة، بلا جدوى
فأعود للهرب
أزحف بإصرار، وعناد، ويأس
وبكل ما أملك من الفقد، وخيبات الأمل
أريد أن أرى النور في نهاية هذا النفق
الذي لا أفهم كيف صرت داخله فجأة،
أريد أن أرى النور في نهاية هذا السطر
أو هذه القصيدة
أو هذه الحياة
ثم يقبض على قدمي من جديد شيء ما
ويشدني بقوة للخلف
هذه المرة لم أتفاجأ به ولم يتفاجأ بي،
لقد اقتربت من النور، لكنه عاد وبدا جليًا
وهو يسحبني معه حيث لا أعرف
ولا أقاوم..
برغم فواتير العودة للحياة
كنت أعود معه دائمًا وأنا أنظر في وجهه..
لقد كان وجه الحب ينظر لي وهو يسحبني بهدوء
وكان وجهه جليًا.
... .... ...... .
أسماء حسين
مصر