اللغة العربية هي الثانية من حيث الانتشار واقعياً
أوردت قنوات ومواقع مختلفة مخرجات آخر الإحصائيات حول اللغات العشر الأوسع انتشاراً؛ فقد جاء مثلاً في قناة روسيا..
وقد أجمعت معظم الاحصائيات والمصادر على ترتيب قائمة بعشر لغات في العالم هي الأكثر انتشارا من حيث عدد المتكلمين فيها ونسبتهم من عدد سكان العالم.
على الترتيب التالي:
1- في المرتبة الأولى اللغة الإنجليزية
2- في المرتبة الثانية لغة الماندرين (الصينية)
3- في المرتبة الثالثة اللغة الهندية
4- في المرتبة الرابعة اللغة العربية
5- في المرتبة الخامسة اللغة الإسبانية
6- في المرتبة السادسة اللغة الروسية
7- في المرتبة السابعة اللغة البرتغالية
8- في المرتبة الثامنة اللغة البنغالية
9- في المرتبة التاسعة اللغة الفرنسية
10- في المرتبة العاشرة اللغة الألمانية
لكن هل هذا التصنيف حقيقي؟
دعونا أولا نؤكد أن الصين ليست فيها لغة واحدة، بل ولا حتى الهند.
فالصين مثلاً وبعد الثورة في بداية الخمسينات، اصدرت قراراً بتوحيد كل اللغات الصينية المتنوعة، ففي الصين قرابة خمسين لغة، غير أن الحكومة الشيوعية فرضت الماندرين كلغة رسمية واحدة للبلاد. لكن ليست كل الصين تتحدث لغة واحدة.
بل ولا حتى الهند كلها تتحدث لغة واحدة. (مرفق صورة بالعائلات اللغوية في الهند). فهناك لغات كثيرة منها كما اوردت الويكبيديا: آسامية، بنغالية، بودووية، إنجليزية هندية، الغجراتية، الهندية، الكنادية، الكشميرية، الكونكانية، المايثيلية، الماليالامية، المراثية، النيبالية، الأوريا، البنجابية، السنسكريتية، السنتالية، السندية، التاميلية، التيلوغوية، الأردية.
إذا كان الأمر كذلك فإن الإحصائيات الأمريكية والبريطانية هي إحصائيات محل شك، إذ أنها تعاملت مع لغة واحدة في الصين بحسب عدد الصينيين كلهم، ومع اللغة الهندية بعدد الهنود كلهم وهذا غير صحيح.
ولكن إذا كان الأمر كذلك؛ فماذا يعني هذا؟
إنه يعني ببساطة أن اللغة العربية هي اللغة العالمية الثانية الأوسع انتشاراً.
وهذا في حد ذاته يعطنا إشارة عن دوافع تزييف الإحصاءات الغربية لترتيب اللغات الأوسع انتشاراً، فالغرب لا يريد أن يضع اللغة العربية كلغة ثانية، وله في ذلك دوافعه المعلومة من عدائه الوافر للإسلام..لأن المبرر الوحيد لاتساع اللغة الإنجليزية هو العلم والمبرر الوحيد لاتساع اللغة العربية هو الدين أو القرآن على وجه التحديد.
ورغم أنني علماني، وغير عروبي في نفس الوقت، إلا أن اللغة العربية من جهة تعتبر لغتي الأم، ومن جهة أخلاقية وعدلية يجب أن اقف ضد هذه العنصرية تجاه ثقافة ما أياً كانت. يمكننا ان نلاحظ هذا العداء الأمريكي للغة العربية بشكل كبير جداً خاصة عندما نتعامل مع تطبيقات الأندرويد. فمثلا لا زالت الكثير من تطبيقات قوقل ترفض إدراج اللغة العربية ضمن مئات الخيارات اللغوية في حين أنها تدرج لغات تكاد تكون منقرضة. وهذا أمر محزن جداً عندما تجد أن العقل العنصري لا زال مستشرياً في العالم. فنحن نحارب العنصرية في كل مكان، لكن الأمر في الواقع أكبر من قدراتنا كأفراد.
أتذكر أنني ذهبت إلى معهد دراسات قانون الأعمال الدولية وهو معهد فرنسي قابع في جامعة القاهرة، وهو شعبة تابعة لجامعة باريس 1بانتيون – سوربون. وعندما تحدثت لمديره باللغة الإنجليزية غضب وامتقع وجهه بل لاحظت إحمرار أذنيه، فقالت فتاة مصرية بخوف: لا تتحدث معه بالإنجليزية تحدث بالعربية وانا سأترجم له.
لا زال هذا المدير إذن يقبع في رواسبه التاريخية بين انجلترا وفرنسا، فقد احتلت فرنسا انجلترا منذ الغزو النورماندي وتم القضاء على اللغة الإنجليزية تماما إلا عند القليل من الساكسون الذين كانوا مستعبدين، ثم تقهقرت فرنسا وأصبحت بريطانيا دولة عظمى قهرت مع حلفائها الطموحات النابوليونية...أدركت أن ذلك المدير عنصري وحاقد جداً فغادرت فوراً.
العقلية العنصرية الحقودة لا يمكن التعامل معها أبداً، والعقلية التي لا تحاول الخروج من بدائيتها التواصلية مع الآخر تظل بدائية حتى ولو ملكت كل علوم الأرض ومعارفها.
ولو كنت متخصصاً في مسائل الإحصاءات اللغوية، لاستطعت إيجاد الكثير من العلل ذات الدوافع العنصرية في تلك الإحصائيات الغربية.
وهذا ليس بعيداً عنا، سواء في السودان أو الدول العربية والأفريقية الأخرى.
لقد عانينا من العنصرية في السودان بقصص يخجل المرء أن يذكرها من شدة وضاعتها.
لا زالت شعوب الأرض بائسة ورجعية إزاء التواصل الإنساني...ولا زالت سيئة النوايا، ولا زالت تقبع في عصر الظلام حيث الدماء الحمراء والدماء الزرقاء، وحلمة الأضان السوداء والحمراء...
شيء مقزز..
أوردت قنوات ومواقع مختلفة مخرجات آخر الإحصائيات حول اللغات العشر الأوسع انتشاراً؛ فقد جاء مثلاً في قناة روسيا..
وقد أجمعت معظم الاحصائيات والمصادر على ترتيب قائمة بعشر لغات في العالم هي الأكثر انتشارا من حيث عدد المتكلمين فيها ونسبتهم من عدد سكان العالم.
على الترتيب التالي:
1- في المرتبة الأولى اللغة الإنجليزية
2- في المرتبة الثانية لغة الماندرين (الصينية)
3- في المرتبة الثالثة اللغة الهندية
4- في المرتبة الرابعة اللغة العربية
5- في المرتبة الخامسة اللغة الإسبانية
6- في المرتبة السادسة اللغة الروسية
7- في المرتبة السابعة اللغة البرتغالية
8- في المرتبة الثامنة اللغة البنغالية
9- في المرتبة التاسعة اللغة الفرنسية
10- في المرتبة العاشرة اللغة الألمانية
لكن هل هذا التصنيف حقيقي؟
دعونا أولا نؤكد أن الصين ليست فيها لغة واحدة، بل ولا حتى الهند.
فالصين مثلاً وبعد الثورة في بداية الخمسينات، اصدرت قراراً بتوحيد كل اللغات الصينية المتنوعة، ففي الصين قرابة خمسين لغة، غير أن الحكومة الشيوعية فرضت الماندرين كلغة رسمية واحدة للبلاد. لكن ليست كل الصين تتحدث لغة واحدة.
بل ولا حتى الهند كلها تتحدث لغة واحدة. (مرفق صورة بالعائلات اللغوية في الهند). فهناك لغات كثيرة منها كما اوردت الويكبيديا: آسامية، بنغالية، بودووية، إنجليزية هندية، الغجراتية، الهندية، الكنادية، الكشميرية، الكونكانية، المايثيلية، الماليالامية، المراثية، النيبالية، الأوريا، البنجابية، السنسكريتية، السنتالية، السندية، التاميلية، التيلوغوية، الأردية.
إذا كان الأمر كذلك فإن الإحصائيات الأمريكية والبريطانية هي إحصائيات محل شك، إذ أنها تعاملت مع لغة واحدة في الصين بحسب عدد الصينيين كلهم، ومع اللغة الهندية بعدد الهنود كلهم وهذا غير صحيح.
ولكن إذا كان الأمر كذلك؛ فماذا يعني هذا؟
إنه يعني ببساطة أن اللغة العربية هي اللغة العالمية الثانية الأوسع انتشاراً.
وهذا في حد ذاته يعطنا إشارة عن دوافع تزييف الإحصاءات الغربية لترتيب اللغات الأوسع انتشاراً، فالغرب لا يريد أن يضع اللغة العربية كلغة ثانية، وله في ذلك دوافعه المعلومة من عدائه الوافر للإسلام..لأن المبرر الوحيد لاتساع اللغة الإنجليزية هو العلم والمبرر الوحيد لاتساع اللغة العربية هو الدين أو القرآن على وجه التحديد.
ورغم أنني علماني، وغير عروبي في نفس الوقت، إلا أن اللغة العربية من جهة تعتبر لغتي الأم، ومن جهة أخلاقية وعدلية يجب أن اقف ضد هذه العنصرية تجاه ثقافة ما أياً كانت. يمكننا ان نلاحظ هذا العداء الأمريكي للغة العربية بشكل كبير جداً خاصة عندما نتعامل مع تطبيقات الأندرويد. فمثلا لا زالت الكثير من تطبيقات قوقل ترفض إدراج اللغة العربية ضمن مئات الخيارات اللغوية في حين أنها تدرج لغات تكاد تكون منقرضة. وهذا أمر محزن جداً عندما تجد أن العقل العنصري لا زال مستشرياً في العالم. فنحن نحارب العنصرية في كل مكان، لكن الأمر في الواقع أكبر من قدراتنا كأفراد.
أتذكر أنني ذهبت إلى معهد دراسات قانون الأعمال الدولية وهو معهد فرنسي قابع في جامعة القاهرة، وهو شعبة تابعة لجامعة باريس 1بانتيون – سوربون. وعندما تحدثت لمديره باللغة الإنجليزية غضب وامتقع وجهه بل لاحظت إحمرار أذنيه، فقالت فتاة مصرية بخوف: لا تتحدث معه بالإنجليزية تحدث بالعربية وانا سأترجم له.
لا زال هذا المدير إذن يقبع في رواسبه التاريخية بين انجلترا وفرنسا، فقد احتلت فرنسا انجلترا منذ الغزو النورماندي وتم القضاء على اللغة الإنجليزية تماما إلا عند القليل من الساكسون الذين كانوا مستعبدين، ثم تقهقرت فرنسا وأصبحت بريطانيا دولة عظمى قهرت مع حلفائها الطموحات النابوليونية...أدركت أن ذلك المدير عنصري وحاقد جداً فغادرت فوراً.
العقلية العنصرية الحقودة لا يمكن التعامل معها أبداً، والعقلية التي لا تحاول الخروج من بدائيتها التواصلية مع الآخر تظل بدائية حتى ولو ملكت كل علوم الأرض ومعارفها.
ولو كنت متخصصاً في مسائل الإحصاءات اللغوية، لاستطعت إيجاد الكثير من العلل ذات الدوافع العنصرية في تلك الإحصائيات الغربية.
وهذا ليس بعيداً عنا، سواء في السودان أو الدول العربية والأفريقية الأخرى.
لقد عانينا من العنصرية في السودان بقصص يخجل المرء أن يذكرها من شدة وضاعتها.
لا زالت شعوب الأرض بائسة ورجعية إزاء التواصل الإنساني...ولا زالت سيئة النوايا، ولا زالت تقبع في عصر الظلام حيث الدماء الحمراء والدماء الزرقاء، وحلمة الأضان السوداء والحمراء...
شيء مقزز..