حسن المرواني - أنا وليلى!..

دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ = إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ
دينيْ الغَرَامُ وَ دَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ = قَيسٌ أنَا وَ كِتابُ الشِعْرِ تَوْرَات
مَا حَرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَتِهِ = بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا = رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ = مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ
إنيْ بِغَيْرِ الحُبِ أخشابُ يابسةٌ = اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ
اني لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها = ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا = فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ
نبض القلوب مورق عن قداستها = تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ = أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا = عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ
اياك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ = اياك اياك أن تغري الحبيباتِ
ان الصبابةَ عارٌ في مدينتنا = فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ = ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ = و العلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها = شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي و هي يابسة = ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي = و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي = ليلى و ما أثمرت شيئا نداءاتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري = وباركت وهمي وصدقت افتراضاتي
عامان ما لاف لي لحن على وتر = و لا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الحب في قلبي و أعصره = فأرشف الهم في مغبر كاساتي
و أودع الورد أتعابي و أزرعه = فيورق شوكا ينمو في حشاشاتِ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي = أو صافح الظل أوراقي الحزيناتِ
ما ضر لو أن كف منك جاءتنا = بحقد تنفض اّلامي المريراتِ
سنينٌ تسعٌ مضتْ و الأحزانُ تسحقُنيْ = و مِتُ حتى تناستني صباباتيْ
تسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ = و الريح تعصف في عنفٍ شراعاتِ
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي = دربا اليها فأطفي نار اّهاتي
متى ستوصلني كركوك قافلتي = متى ترفرف يا عشاق راياتي
غدا سأذبح أحزاني و أدفنها = غدا سأطلق أنغامي الضحوكاتِ
ولكن نعتني للعشاق قاتلتي = اذا أعقبت فرحي شلال حيراتِ
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا = أمضي البوادي و اسماري قصيداتي
ممزق أنا لا جاه و لا ترف = يغريك فيّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها = لسال منها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذبٌ نورُها = وأنا تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي...= ولكن عسر الحال مأساتي
فليمضغ اليأس امالي التي يبست = و ليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
أمشي و أضحك يا ليلى مكابرةً = علي أخبي عن الناس احتضاراتيْ
لا الناسُ تعرف ما خطبي فتعذرني = و لا سبيل لديهم في مواساتيْ
لامو أفتتاني بزرقاء العيون = ولو رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها = ما أختاره الله لون للسماواتِ
يرسو بجفني حرمان يمص دمي = و يستبيح اذا شاء ابتساماتي
عندي أحاديث حزن كيف أسطرها = تضيق ذرعا بي أو في عباراتي
ينزلُ من حرقتي الدمع فأسألهُ = لمن أبث تباريحي المريضاتِ
معذورةٌ انتِ ان أجهضتِ لي أمليْ = لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ = و جئت أبحث في عينيك عن ذاتيْ
و جئت أحضانك الخضراء منتشياً = كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
أتيت أحمل في كفي أغنيةً = أجترها كلما طالت مسافاتيْ
حتى اذا انبلجت عيناك في أفقٍ = و طرز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ
غرست كفك تجتثين أوردتيْ = وتسحقين بلا رفق مسراتيْ
واغربتاه...مضاعٌ هاجرتْ سفني عني = وما أبحرت منها شراعاتيْ
نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ = ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ و في كذبٍ؟ = أم غرك البهرج الخداع ..مولاتي؟
توغلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي = ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشةٌ جئتُ ألقي كحل أجنحتي = لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي = والغدر حطم امالي العريضاتِ
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟ = وهل ستشرق عن صبح وجناتي؟
ها أنت ايضا كيف السبيل الى أهلي؟ = ودونهم قفر المفازات
كتبت في كوكب المريخ لافتةً = أشكو بها الطائر المحزون اهاتي
وأنت أيضا ألا تبتْ يداكِ اذا = اثرت قتلي واستعذبت أناتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي = إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي
أعلى