إليَّ إذا حَطَّتْ عليكَ النَّوائِبُ = وَإِنْ يَكُ غيثٌ في يديكَ فغائبُ
فَرَرْتَ إلى حيثُ الغيابُ بِكَوْنِها = حضورٌ وَقَدْ تُحْكى بذاكَ الغَرَائِبُ
فَإِنْ يَكُ ذَا مسّاً وجِنُّكَ كافرٌ = فماذا عسى أنْ يُرْجعَ العقلَ سالبُ
وَإِنْ يَكُ إيماناً على غيرِ عِلَّةٍ = فكيفَ إذنْ عُمَّتْ عليكَ المذاهِبُ
فَتَدْرِي ولا تَدْرِي كمِثْلِ لَديغةٍ = حُمَيَّا بجِسمً تَشْتَهيهِ العقاربُ
وقدْ كُنتَ في عُلْيا وشأنٍ كبيرةٍ = فكيفَ دَنَتْ هذي وخانَتْ مراتبُ
وفي كلِّ رُكْنٍ من سناكَ مهابةٌ = وفي كلِّ جمعٍ تصْطَفيكَ الكتائِبُ
فكيف وقد حطَّت عليك ثمارها = دُميً عَطناتٍ واستبتك الملاعب
وقد كُنتَ لا تخفي عليكَ مكيدةٌ = ولا خَدَعَتْكَ الباكياتُ الكواعِبُ
فكيفَ استباحتْ معجزاتِكَ ثَيِّبٌ = وفي كلِّ حَملٍ نخلةٌ وكواذبُ
ومن غسقٍ دَسَّتْ عليكَ ُنجُومَهُ = وقد كَذبَت إنَّ النجومُ كواكبُ
فهلْ عُدْتَ يا مسكينُ بعْدُ عَرَفْتَها = وَقَدْ غَسَلَتْ عنكَ الذُّنوبَ السواكِبُ
إليَّ إذا حَطَّتْ عليكَ النَّوائِبُ = وَإِنْ يَكُ غيثٌ في يديكَ فغائبُ
ويعلمُ من صاغَ الأواصرَ بَيْنَنَا = جميعَ الذي نفسي حَوتْ والترائبُ
وإنِّي امرؤٌ جَلْدٌ علي كلِّ عارضٍ = عفيفٌ وَإِنْ تَمْخُرْ بدوني المراكبُ
فلا البحرَ أخشى أو تُراع فرائصي = صَموتٌ وَإِنْ تَكْثُرْ عليّ المطالبُ
فَهَلْ لغةٌ ولَّادةٌ ومَكَارمٌ = تميلُ علي أفياءِ تلكَ الرَّكائِبُ
وإنَّا علي قلبٍ يُرَحِّبُ بابهُ = فلا حارسٌ يُمْلي عليكَ وحاجبُ
علي سُرُرٍ أعصابُها أَيْكُ جَنَّةٍ = فَإِنْ تَطْرق الأبوابَ تأت العَجَائِبُ
خلا من عجينِ الجِنِّ كلُّ طعامِها = مَذَاقُكَ خبزَ الطَّيِّبينَ أطايبُ
محمود حسن
فَرَرْتَ إلى حيثُ الغيابُ بِكَوْنِها = حضورٌ وَقَدْ تُحْكى بذاكَ الغَرَائِبُ
فَإِنْ يَكُ ذَا مسّاً وجِنُّكَ كافرٌ = فماذا عسى أنْ يُرْجعَ العقلَ سالبُ
وَإِنْ يَكُ إيماناً على غيرِ عِلَّةٍ = فكيفَ إذنْ عُمَّتْ عليكَ المذاهِبُ
فَتَدْرِي ولا تَدْرِي كمِثْلِ لَديغةٍ = حُمَيَّا بجِسمً تَشْتَهيهِ العقاربُ
وقدْ كُنتَ في عُلْيا وشأنٍ كبيرةٍ = فكيفَ دَنَتْ هذي وخانَتْ مراتبُ
وفي كلِّ رُكْنٍ من سناكَ مهابةٌ = وفي كلِّ جمعٍ تصْطَفيكَ الكتائِبُ
فكيف وقد حطَّت عليك ثمارها = دُميً عَطناتٍ واستبتك الملاعب
وقد كُنتَ لا تخفي عليكَ مكيدةٌ = ولا خَدَعَتْكَ الباكياتُ الكواعِبُ
فكيفَ استباحتْ معجزاتِكَ ثَيِّبٌ = وفي كلِّ حَملٍ نخلةٌ وكواذبُ
ومن غسقٍ دَسَّتْ عليكَ ُنجُومَهُ = وقد كَذبَت إنَّ النجومُ كواكبُ
فهلْ عُدْتَ يا مسكينُ بعْدُ عَرَفْتَها = وَقَدْ غَسَلَتْ عنكَ الذُّنوبَ السواكِبُ
إليَّ إذا حَطَّتْ عليكَ النَّوائِبُ = وَإِنْ يَكُ غيثٌ في يديكَ فغائبُ
ويعلمُ من صاغَ الأواصرَ بَيْنَنَا = جميعَ الذي نفسي حَوتْ والترائبُ
وإنِّي امرؤٌ جَلْدٌ علي كلِّ عارضٍ = عفيفٌ وَإِنْ تَمْخُرْ بدوني المراكبُ
فلا البحرَ أخشى أو تُراع فرائصي = صَموتٌ وَإِنْ تَكْثُرْ عليّ المطالبُ
فَهَلْ لغةٌ ولَّادةٌ ومَكَارمٌ = تميلُ علي أفياءِ تلكَ الرَّكائِبُ
وإنَّا علي قلبٍ يُرَحِّبُ بابهُ = فلا حارسٌ يُمْلي عليكَ وحاجبُ
علي سُرُرٍ أعصابُها أَيْكُ جَنَّةٍ = فَإِنْ تَطْرق الأبوابَ تأت العَجَائِبُ
خلا من عجينِ الجِنِّ كلُّ طعامِها = مَذَاقُكَ خبزَ الطَّيِّبينَ أطايبُ
محمود حسن