عبدالعزيز المقالح - اليمن.. شعر

(إليها في محنتها القاسية وليلها الطويل)


لا أَحَبَّ إلى الروح
منها،
ومن اسمها،
من بهاء المكان الذي هبطت فيه
من جنة الله
بين سماءٍ وبحرٍ
وأرضِ ملونةٍ
وفضاء.
-2-
أنا من أجلها
أقهرُ الروح
كي تغمض الطرف
عمّا ترى من دمٍ
وخرابٍ
وفوضى
وما لا يطاق.
-3
كل ما قد رأيتَ
من المدن الباذخات
بهاءً وسحراً
من الصعب
ينسيكَ آجُرَّها
وشبابيكها المشرعات
على زمن موغلٍ
في زمان الزمانْ!
-4-
من هنا ابتدأت خطواتي
ومن همسِ أشجارها
وحديثِ عصافيرها
وجداولها
استيقَظَت لغتي
ودنا منطقُ الشعر
في لحظةٍ حانيةْ.
-5-
هي سيدتي ومعلمتي
ولها وحدها صلواتي
وما حملت كلماتي
من الضوء
ما اقترفت من
ظلال الكآبة.
-6-
"في لساني يمن
في ضميري يمن"
قلتها منذ خمسين عاماً
وسوف أكررها
وأطهّر روحيَ
في مائها
وأريج شذاها.
-7-
هي في الحرب
خارطةٌ من دمٍ وأنينٍ
ولكنها بيتُنا
في الملمَّات نأوي إليه
ويأوي إلينا
ومصدر أحزاننا
والفرح.
-8-
هي منكوبة ببنيها
بـِشرِّ بنيها
بأهوائِهم
وخلافاتِهم
وبأضغانِهم
وبما قد تبقى لهم
من رؤى جاهليةْ.
-9-
يمنُ الله
هذا الذي صَنَعته يداه
وسَوَّت مشارِقَهُ
ومغارِبَهُ،
وحّدَتهُ،
وقالت له: كن
فكان.

د. عبدالعزيز المقالح
أعلى