سأحاول ان اتكلم في بضعة سطور عن ظاهرة تفرح لها كل المخلوقات والارض التي هم عليها ، ظاهرة تكلمت عنها الاديان والكتب السماوية منذ فجر التاريخ ولم توجد بقعة من هذا العالم الا وقد كانت زائرة لها وتاركةً نعمتها وفي بعض الاحيان غضبها وهي (المطر).
تتخذ علاقتنا نحن بني البشر مع المطر شكل علاقة فطرية قديمة بدأت من خلال الاساطير والاديان وتواصلت مع المنتج الادبي والشعري للثقافات المختلفة ، منذ وجودنا الأول على هذه الارض ومع بدايات فجر التاريخ المدوَّن أخذت هذه العلاقة شكل الآلهة المخصصة للمطر والبرق والرعد وإقامة الطقوس المختلفة لها وكان من مميزات هذه العلاقة مشاعر مختلطة من الخوف والحب فكان الانسان فيها يخشى البرق والرعد ولكنه على علاقة روحية خاصة مع المطر.
ان ما يمنحه المطر لنا خاص ومميز من تأثيرات حسّية ومكانية تساهم في صنع الجمال فهو يحيل الارض التي أجدبت الى مراعٍ خضراء ويعيد للأجواء رونقها بعد ان لوثتها الأدخنة والغبار ، اما تأثيراته الحسّية الخاصة جدا والمتفردة على الانسان المتفاعل مع الأمكنة عبر الأحاسيس فتبدأ من التأثير البصري وتمازجه مع بقية العناصر المكانية ، الاشجار ، الشوارع ، الاضاءة (سواء في الليل او النهار) ولا يتم ذلك بدون عنصر الغيوم ذي التأثير الكبير على الاضاءة عند حجبها للشمس وصنع تأثير بصري شاعري وجمالي
ومن العناصر الحسية الأخرى تلك الرائحة الزكية المفعمة بنشوة الراحة والسكينة ، عطرا يضوع من التراب عندما تنزل عليه قطرات المطر بعد انقطاع ، كأن المطر يهدي هذا العطر للأرض ليصالحها عقب فراق دام شهورا طويلة وتأثير ذاك العطر هو الذي يُشار له انه العلاقة الروحية الخاصة مع المطر.
كما انه لايمكن اهمال التأثير السمعي لصوت المطر الذي يوصف في بعض الاحيان علاجا نفسيا لمن يعاني من آثار الضغط والتوتر العصبي فيكفي لو أننا فقط اصغينا الى صوته حتى وان كان ذلك عبر وسيلة تسجيلية سنرى تأثير ذلك الصوت في انفسنا بشكل ايجابي وحيث يكون صوت المطر فوق كل الاصوات حيث تخفت اصوات الطيور التي كانت تغرد ثم تصمت ما ان ينزل المطر.
ان عنصر الصورة التي يصنعها المطر مع الجو الغائم في المكان له تأثيره وميزته في اثارة الإحساس الروحي السامي وذلك عبر التأثير البصري الخاص للأشجار ، فلها حلّة اخرى غير تلك التي تكتسي بها عند مقدم الربيع ، فهناك حلّة الاستعداد لنزول المطر فتبدو الاغصان ولون الورود اكثر وضوحا في التفاصيل واكثر استعدادا لاستقباله.
اخيرا فأنني عبر هذه الكلمات حاولت ان استشف كل تفصيله من لحظات نزول المطر وان استرجع عبر الخيال والتصورات دلالات ان كل قطرة من قطراته لمست برِقة غصن شجرة او بتلة ورد واستقرت فوقها بعدما حملت خلال نزولها من السماء منظر العالم من الأعلى وانزلته الى الارض ونباتاتها فالمطر هو رسالة السماء وهديتها الى الارض وسكانها تحية لك ايها المطر ونحن نودعك على اعتاب ايام الصيف ... وحتى شتاءٍ آخر.
عمار حميد مهدي - العراق
تتخذ علاقتنا نحن بني البشر مع المطر شكل علاقة فطرية قديمة بدأت من خلال الاساطير والاديان وتواصلت مع المنتج الادبي والشعري للثقافات المختلفة ، منذ وجودنا الأول على هذه الارض ومع بدايات فجر التاريخ المدوَّن أخذت هذه العلاقة شكل الآلهة المخصصة للمطر والبرق والرعد وإقامة الطقوس المختلفة لها وكان من مميزات هذه العلاقة مشاعر مختلطة من الخوف والحب فكان الانسان فيها يخشى البرق والرعد ولكنه على علاقة روحية خاصة مع المطر.
ان ما يمنحه المطر لنا خاص ومميز من تأثيرات حسّية ومكانية تساهم في صنع الجمال فهو يحيل الارض التي أجدبت الى مراعٍ خضراء ويعيد للأجواء رونقها بعد ان لوثتها الأدخنة والغبار ، اما تأثيراته الحسّية الخاصة جدا والمتفردة على الانسان المتفاعل مع الأمكنة عبر الأحاسيس فتبدأ من التأثير البصري وتمازجه مع بقية العناصر المكانية ، الاشجار ، الشوارع ، الاضاءة (سواء في الليل او النهار) ولا يتم ذلك بدون عنصر الغيوم ذي التأثير الكبير على الاضاءة عند حجبها للشمس وصنع تأثير بصري شاعري وجمالي
ومن العناصر الحسية الأخرى تلك الرائحة الزكية المفعمة بنشوة الراحة والسكينة ، عطرا يضوع من التراب عندما تنزل عليه قطرات المطر بعد انقطاع ، كأن المطر يهدي هذا العطر للأرض ليصالحها عقب فراق دام شهورا طويلة وتأثير ذاك العطر هو الذي يُشار له انه العلاقة الروحية الخاصة مع المطر.
كما انه لايمكن اهمال التأثير السمعي لصوت المطر الذي يوصف في بعض الاحيان علاجا نفسيا لمن يعاني من آثار الضغط والتوتر العصبي فيكفي لو أننا فقط اصغينا الى صوته حتى وان كان ذلك عبر وسيلة تسجيلية سنرى تأثير ذلك الصوت في انفسنا بشكل ايجابي وحيث يكون صوت المطر فوق كل الاصوات حيث تخفت اصوات الطيور التي كانت تغرد ثم تصمت ما ان ينزل المطر.
ان عنصر الصورة التي يصنعها المطر مع الجو الغائم في المكان له تأثيره وميزته في اثارة الإحساس الروحي السامي وذلك عبر التأثير البصري الخاص للأشجار ، فلها حلّة اخرى غير تلك التي تكتسي بها عند مقدم الربيع ، فهناك حلّة الاستعداد لنزول المطر فتبدو الاغصان ولون الورود اكثر وضوحا في التفاصيل واكثر استعدادا لاستقباله.
اخيرا فأنني عبر هذه الكلمات حاولت ان استشف كل تفصيله من لحظات نزول المطر وان استرجع عبر الخيال والتصورات دلالات ان كل قطرة من قطراته لمست برِقة غصن شجرة او بتلة ورد واستقرت فوقها بعدما حملت خلال نزولها من السماء منظر العالم من الأعلى وانزلته الى الارض ونباتاتها فالمطر هو رسالة السماء وهديتها الى الارض وسكانها تحية لك ايها المطر ونحن نودعك على اعتاب ايام الصيف ... وحتى شتاءٍ آخر.
عمار حميد مهدي - العراق