محمد الشهاوي - رابعة العدوية.. شعر

أراها
في يدِ النخَّاسْ
ملثَّمةً بشالِ الرِّقِّ يَعْرِضُها على التُّجَّارْ!
أراها
-رغم شَلاّلِ الأسى المسكوبِ في العينينِ-
فاتنةً..
يشدُّ جمالُها الأنظارْ
تُهَمْهِمُ
وهْيَ تنظرُ في وجوهِ الناسْ
تودُّ فتًى يُخَلِّصُها
تصبُّ هواطلَ اللعناتِ فوقَ أولئكَ الأشهادْ
تقيءُ السُّخْطَ ملحمةً من الأشعار تحتقرُ القصورَ
وتمقتُ الأسيادْ
لَكَمْ ضحكتْ بلا طربِ!
لكمْ رقَصَتْ من الألمِ
وملءُ عروقِها نارٌ مؤجَّجَةٌ من الغضبِ
وبُغْضٌ يُحرقُ الجُلاَّسْ!
لكَمْ شربتْ لتُرْضيَ فِتْيَةَ الكأسِ
وراحتْ تنفُثُ التبكيتَ أغنيةً
(على نفسي بكتْ نفسي
على عيني
بكتْ عيني!)
فيا ويلاهُ من زمنٍ
يُعِدُّ موائدَ السفهاءِ من لحمِ المساكينِ!
ويا ويلاهُ.. يا ويلاهُ
من عصرٍ ينافقُ كلَّ دجَّالٍ ومأفونِ
ويا ويلاهُ.. يا ويلاهُ
من قومٍ هُمُ الأحجارُ في حِسٍّ وفي نُبلِ
ويا ويلاهُ.. يا ويلاهُ.. يا ويلاهُ.. يا ويلاهُ
للحسناءِ حينَ تُزَفُّ للنذْلِ!
....
....
....
وبعد تفرُّقِ الشَّرْبِ
تعرِّي شَعْرَها سَحَرَا
تمدُّ يد التضرّعِ للسماء لتُنْزِلَ المطرا..
بحارًا تسحق الأرجاسْ
تزيح رواكد الأقذارِ/ تجرفها لوادي التيهْ
وتَفْجُرُ مِلءَ وجهِ الأرضِ
أنهارًا بلا عَفنِ!


الشاعر محمد محمد الشهاوي
#قصيدة #رابعة_العدوية
عام 1968م
أعلى