د. ‎إيهاب عبد السلام‎ - من قلب دسيا

(1)

أتذكرني في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وأنا قادم مع رفاقي من المدرسة الابتدائية مشيا على أقدامنا قرابة ثلاثة كيلومترات، على طرق طينية وبعضها يتخلل المزارع، فنتعرض لانزلاقات مروعة، والأمطار تتصبب فوقنا كسيول، فنحتمي بشجرة أو حائط منزل ريثما تهدأ، ومنا من يعمد إلى شيكارة كيماوي مشمع فيفتحها من جنبها ويلبسها ك (زنط) يعصمه من البلل، وتستمر المغامرة حتى نصل إلى دورنا. أدلف إلى داخل منزلي مسرعا فأنكمش في ركن من حجرة المعيشة بين أسرتي، فوق مصطبة واسعة تشغل تسعين في المئة من الحجرة، منتظرين جميعًا أمي وهي تدخل علينا بحلة المحشي من حجرة الفرن، بينما الشتاء يتابعنا برياحه وأمطاره مداعبًا النافذة الوحيدة الصغيرة في الحائط الشرقي للحجرة.
لَكَمْ أنا مشاق لهذه اللحظات...


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى