كنت أستمع إلى محاضر ذكر كلمة (أُنموذَج) في محاضرته، وأصرّ على لفظها مع الهمزة، منبّهًا – بدون ضرورة- إلى أن كلمة (نموذَج) خطأ.
..
عجبت لإصرار صاحبنا، فعدت إلى المراجع لأتفحص دعواه، فإذا بالقاموس المحيط للفيروز آبادي يرى أن (أُنموذَج) هي لحن، والصواب نَموذَج، بدون الهمزة، ويقول: "هو مثال الشيء معرَّب نَموده"...
لكن الباحث يوسف البقاعي الذي حقق القاموس (في طبعة دار الفكر) علق في الحاشية بقوله "ما زالت العلماء قديمًا وحديثًا يستعملون أنموذج من غير نكير، حتى أن الزَّمَخْشري وهو من أئمة اللغة سمّى كتابه في النحو (الأُنْموذَج)، والنووي في (المنهاج) عبر به في قوله "أنموذج متماثل"، ولم يتعقّبه أحد من الشرّاح".
..
من جهة أخرى أنكر الصاغاني صاحب التكملة والذيل والصلة (أنموذج)، لأن المعرَّب لا يُزاد فيه، وقال عن الزيادة "وليس بشيء".
..
نحن في لغتنا نأخذ من السلف ما استخدموه وأجازوه، ولا تهمنا خلافاتهم، بقدر ما تهمنا إمكانات استخدام اللغة وجوازاتها، فاختلاف المذاهب رحمة هنا أيضًا.
إذن يصحّ اللفظان، فلا بأس في أيٍّ!
نَموذَج وأُنموذَج،
ولا مسوّغ لإصرار صاحبنا.
..
إليكم استخدام الكلمتين من مصادر جمعتها-
نَموذج:
قال البحتري:
وأبلقٍ يلقى العيون إذا بدا *** من كل شيءٍ مُعجبٍ بنموذجِ
الثعالبي:
......... *** يطَّلِعْ في نموذج الفردوسِ
وفي كتابه (التمثيل والمحاضرة) يقسم فصولًا عديدة منه إلى عناوين، وكل واحد منها أنموذج من .....(الأمثال، التوراة....إلخ).
وفي النثر تجد في (معجم الأدباء) لياقوت الحموي جملة- "وهذا نموذج من نثره" – انظر مثلاً مادة: عطاء بن يعقوب.
أنموذج:
ابن رشيق القيرواني:
رغبت في الجنّة لما بدا *** أنموذجُ الجَنّة في شكله
الشريف المرتَضَى:
وأرى من حال أحبابيَ أنموذجَ حالي
وغير ذلك كثير.
أما المعاجم الحديثة كالمنجد والوسيط فقد أدخلت الكلمتين وبحق، بل أرى أن جمع نموذج (نماذج) سهل، ومقبول، وهو أسهل من استخدام نموذجات كما يجمع (المنجد)، أو أنموذجات جمعًا لأنموذج.
..
لو كانت لي صلة مع معدّي المعاجم لطالبت بإضافة الفعل (نمذَج- ينمذج) ومصدره (نمذجة)- بمعنى تقديم نماذج أو وضع المثال في نموذج، فاللغة تتطور، ومن الضرورة قبولها.
ملاحظة:
زادت العرب في بعض الكلمات الفارسية المعرَّبَة حرف الجيم:
نموذج (المثال)- أصل الكلمة نمودَه
فالوذَج (نوع من الحلوى) – أصل الكلمة: فالوذه
لوزينج (شبه القطائف)- أصل الكلمة لَوزينه
فيروزَج (التي لفظت فيما بعد بغير الجيم، وهي حجر كريم)- أصلها فيروز.
وبالطبع فالكلمات الثلاث الأخيرة لا تُستخدم اليوم بالجيم، فأين من يقول اليوم لوزينج وفالوذج؟
* ( نقل عن صفحة د. فاروق مواسي)
..
عجبت لإصرار صاحبنا، فعدت إلى المراجع لأتفحص دعواه، فإذا بالقاموس المحيط للفيروز آبادي يرى أن (أُنموذَج) هي لحن، والصواب نَموذَج، بدون الهمزة، ويقول: "هو مثال الشيء معرَّب نَموده"...
لكن الباحث يوسف البقاعي الذي حقق القاموس (في طبعة دار الفكر) علق في الحاشية بقوله "ما زالت العلماء قديمًا وحديثًا يستعملون أنموذج من غير نكير، حتى أن الزَّمَخْشري وهو من أئمة اللغة سمّى كتابه في النحو (الأُنْموذَج)، والنووي في (المنهاج) عبر به في قوله "أنموذج متماثل"، ولم يتعقّبه أحد من الشرّاح".
..
من جهة أخرى أنكر الصاغاني صاحب التكملة والذيل والصلة (أنموذج)، لأن المعرَّب لا يُزاد فيه، وقال عن الزيادة "وليس بشيء".
..
نحن في لغتنا نأخذ من السلف ما استخدموه وأجازوه، ولا تهمنا خلافاتهم، بقدر ما تهمنا إمكانات استخدام اللغة وجوازاتها، فاختلاف المذاهب رحمة هنا أيضًا.
إذن يصحّ اللفظان، فلا بأس في أيٍّ!
نَموذَج وأُنموذَج،
ولا مسوّغ لإصرار صاحبنا.
..
إليكم استخدام الكلمتين من مصادر جمعتها-
نَموذج:
قال البحتري:
وأبلقٍ يلقى العيون إذا بدا *** من كل شيءٍ مُعجبٍ بنموذجِ
الثعالبي:
......... *** يطَّلِعْ في نموذج الفردوسِ
وفي كتابه (التمثيل والمحاضرة) يقسم فصولًا عديدة منه إلى عناوين، وكل واحد منها أنموذج من .....(الأمثال، التوراة....إلخ).
وفي النثر تجد في (معجم الأدباء) لياقوت الحموي جملة- "وهذا نموذج من نثره" – انظر مثلاً مادة: عطاء بن يعقوب.
أنموذج:
ابن رشيق القيرواني:
رغبت في الجنّة لما بدا *** أنموذجُ الجَنّة في شكله
الشريف المرتَضَى:
وأرى من حال أحبابيَ أنموذجَ حالي
وغير ذلك كثير.
أما المعاجم الحديثة كالمنجد والوسيط فقد أدخلت الكلمتين وبحق، بل أرى أن جمع نموذج (نماذج) سهل، ومقبول، وهو أسهل من استخدام نموذجات كما يجمع (المنجد)، أو أنموذجات جمعًا لأنموذج.
..
لو كانت لي صلة مع معدّي المعاجم لطالبت بإضافة الفعل (نمذَج- ينمذج) ومصدره (نمذجة)- بمعنى تقديم نماذج أو وضع المثال في نموذج، فاللغة تتطور، ومن الضرورة قبولها.
ملاحظة:
زادت العرب في بعض الكلمات الفارسية المعرَّبَة حرف الجيم:
نموذج (المثال)- أصل الكلمة نمودَه
فالوذَج (نوع من الحلوى) – أصل الكلمة: فالوذه
لوزينج (شبه القطائف)- أصل الكلمة لَوزينه
فيروزَج (التي لفظت فيما بعد بغير الجيم، وهي حجر كريم)- أصلها فيروز.
وبالطبع فالكلمات الثلاث الأخيرة لا تُستخدم اليوم بالجيم، فأين من يقول اليوم لوزينج وفالوذج؟
* ( نقل عن صفحة د. فاروق مواسي)