ارتبطت السينما منذ نشأتها بالثقافة والعلم ، بالواقع والخيال، بالمحيط الإجتماعي والإقتصادي والسياسي للأنسان، هي اليوم حزينة وكئيبة وقد أغلق فيروس كورونا المستجد أبواب قاعاتها، شأنها في ذلك شان المسرح وباقي دور العروض الفنية في العالم.
إن انخراط السينما في الإدلاء بوجهة نظرها في كثير من قضايا الناس والمجتمع وغيرها ، جاء وفق ما حملته وتحمله الأفلام السينمائية من خلفيات وتصورات فنية للمنتجين والمخرجين، وقد أثبتت اليوم كثير من الأعمال السينمائية التي أثارت موضوع الجائحة جديتها بالنظر لما يعرفه العالم اليوم من وضع استثنائي جراء الخطر الذي بات يشكله فيروس كورونا المستجد على الوجود الإنساني، ومن بين تلك الأفلام نجد فيلم" Contagio" " عدوى" للمخرج الأمريكي "ستيفين صودلبيرغ" الذي يعتبر من المخرجين المتميزين في السينما العالمية والذي أخرج وانتج عدة أعمال نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر" الجريمة اوت اوف سايت" و" ترافيك - اتجار" الذي فاز من خلاله سنة 2000 بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج.
فيلمه السينمائي " عدوى" الذي أخرجه سنة 2011 عاد مؤخرا وأمام جائحة كورونا ليحوز على الريادة في الا هتمام والمشاهدة من بين الأفلام التي تطرقت لموضوع الجائحة مثل: "أوتبرك" " كريزر" " 93 دايز" "كابن فيفر" و " كونتايمنت" ، وفي هذا السياق شاهدت بدوري هذا الفيلم " النسخة الإسبانية" ، وتساءلت أسئلة عن أبعاده والقضايا التي يطرحها من خلال القصة من قبيل: هل تعتبر قصة الفيلم نبوءة؟ ماذا يمكننا أن نستنتج من خلاصات ، سواء من خلال القصة الرئيسية للفيلم او القصص الفرعية؟ وأخيرا وفي إطار تحليل القصة السينمائية ماهي الأبعاد والرسائل الواضحة والخفية؟ أسئلة طرحتها و أطرحها محاولا معالجتها في هذا الموضوع دون ان أدعي الإحاطة الكاملة بالفيلم في جوانبه الفنية والتقنية والجمالية ، و بالتالي فإن ما سأطرحه من انطباعات بهذا الخصوص سيكون فقط من قبيل تلك الإنطباعات التي فرضتها سياقات قصة الفيلم وتحليلها، فهدفي من هذا الموضوع هو المساهمة في تسليط أضواء مركزة على الفيلم على مستوى قضياه وأبعاده أولا وأخيرا ، وأبدا من " بوستر" الفيلم.
بوستير فيلم" Contgio"" عدوى"
------------------------------------------------------------------------
تتوسط البوستير لافتة بلون أصفر مكتوب عليها عنوان الفيلم الرئيسي : Contagio والعنوان الفرعي فوقه مباشرة : "Nada se expande como el miedo" " لا شيئ ينتشر كما الخوف" ويتخلل نفس الإطار الأصفر أسماء الممثلين السينمائيين الأساسيين الذين شخصوا أحداث الفيلم وهم: Marion lottjrd , Matt Dmoun, Laurence burne Fish , jud Law, Gwyneh Paletrow, و Kate Ywinslet. فيما الفضاء الأعلى المتبقي والفضاء الأسفل من البوستير فقد تم تخصيصه لصور الممثلين المذكورين نجوم هذا الفيلم.
قصة فيلم "Contagio" " عدوى".
------------------------------------------------------------------------
تبدا قصة الفيلم باليوم الثاني(2) حيث تبدو " بيت ايمهوف " وهي " غوينيت بالترو" وقد عادت من رحلة عمل في هونغ كونغ متوجهة إلى شيكاغو للقاء زوجها السابق، قبل أن تعود إلى بيت أسرتها في" منيابوليس" ، وبعد وصولها أخيرا لبيت أسرتها بدى عليها ما يشبه أعراض نزلة برد، في نفس الوقت تقوم المدرسة بإرجاع ابنها من زوجها السابق التلميذ "كلارك" البالغ من العمر ستة سنوات ألى المنزل بسبب المرض، في نفس الوقت كانت حالة " بيت " تزداد سوء وتدهورا، فيهرع بها "ميتش" (ماط دمون) إلى المستشفى ، هناك تفارق الحياة، ويبقى سبب. وفاتها غامضا بالنسبة للأطباء وصادما لزوجها الذي بعد إخباره وكأنه مسه الشرود للحظة ورد بما يفيد ان زوجته مازالت حية لكن عاد الطبيب ليؤكد له وفاتها فاستشاط غضبا في وجه الطبيب، بعدها عاد للمنزل ليجد "كلا ك" فارق الحياة بنفس الأعراض التي كانت تعاني منها أمه.
امام هذا الموت الغامض وضع "ميتش" في العزل لكن تبين للأطباء أنه محصن ضد أي عدوى محتملة، فيخلي سبيله ويعود إلى منزله لابنته المراهقة " جوري" ( أنا جاكوي هيرون) يصارع على جبهتين: ضنونه التي تحدثه سرا بخيانة زوجته له ومستجدات العدوى في المدينة بحماية ابنته منها، وفي سياق هذه الأحداث نرى أن كل من كان له اتصال ب " ببت منهوف" تعتريه نفس اعراض المرض الذي أنهى حياتها، لتتسع شيئا فشيئا دائرة المرض المعدي ليصيب العالم بأكمله.
وأمام هذه المستجدات الصحية الخطيرة عقد ممثلوا وزارة الأمن الداخلي في أتلانتا اجتماعا طارئا مع الدكتور "إليس شيفر" ( لورانس فيشبورن")احتضنه مقر مركز السيطرة على الأمراض، وقد كان توجسهم الكبير في هذا الإجتماع هو ان يكون ما يحدث هو عبارة عن هجوم إرهابي بالأسلحة البيولوجية يستهدف " عيد الشكر" في أتلانتا ، ليتم
إرسال الدكتور شيفيرد أرين ميرز( كيت وينلست) ضابط مخابرات الوباء إلى مينيابوليس لبدئ التحقيق، في نفس الوقت أصبحت السلطات تطلب من الناس العزل الإجتماعي بعد ان انتشر الوباء في العالم انتشار النار في الهشيم ، دون ان يجدوا لقاحا للشفاء، وهو الشيئ الذي أدى إلى مزيد من الخوف والهلع ودفع مجموعات من العامة والغوغاء للقيام بأعمال الفوضى والنهب،وسط معاناة خدمات الطوارئ من نقص فادح في الموظفين لدرجة أنها لم تعد قادرة على المواكبة، في هذه الأثناء حاول ميتش رفقة جوري الخروج من المدينة لكن اصطدموا بالحدود مغلقة .فقد تم أغلاق المدينة بالكامل.
من جهة أخرى كان الدكتور هيكتال ( جينيفر اهلي) في مركز السيطرة على الأمراض قد شخص الفيروس على أنه مزيج من المواد الوراثية من فيروسات الخنازير والخفافبش وأطلق عليه فيروسMEV-1 لينطلق بعدها البحث عن لقاح او مصل للعلاج، وفي خضم البحث العلمي عن دواء سيخرق الدكتور سوسمان ( اليات غولد ) اوامر مركز السيطرةعلى الأمراض لتدمير عيناته، باعتبار ان أبحاثه لم تعد مجدية وكانت تدخل في إطار المستوى الثالث، التي تجاوزها تطور الوباء ليفرض أبحاث أخرى من المستوى الرابع، لكنه لم يدمرها، بل تمكن من زرع خلايا ينمو فيه الفيروس MEV'1 باستخدام خلايا الخفافيش، للتذكير فإن مختلف المشاهد الاولى لبداية الفيلم تم ترتيبها ابتداء من اليوم الثاني . ثم اليوم الثالث فالرابع الخ وكان يتم عند عرض مشهد يتعلق بمدينة جديدة يجري تقديم عدد سكانها مع لقطات لأشخاص يبدو عليهم التعب، وأعراض شبيهة لما يحدث أثناء نزلات البرد ثم سرعان ما يفارقون الحياة، وقد وصل عدد المرضى إلى حدود اليوم الثاني عشر في العالم إلى ثمانية مليون مصاب.
برزت في سياق أحداث قصة الفيلم ما يمكن تسميتهم بأصحاب نظرية المؤامرة الذين يريدون استغلال الوضع وتضليل الناس عن الحقيقة، ويمثلهم " الان كرومويد" (جود لو) الذي لجأ إلى بث مقطع فيديو عن الفيروس في مدونته الشعبية ، وفي إحدى مشاهد هذا الفيديو يدعي أنه مريض بالوباء فبستخدم مستحضر من الأعشاب مشتق من نبات الفورستيا، ليدعي في اليوم الموالي أيضا أنه قد شفي، خدعته تلك أثارت الشك والدعر بين الناس فصاروا يبحثون عن الفورسيتا في الصيدليات وهم يرددون مزاعم" كرومويد" هذا الأخير سرعان ما سيكشف الفيلم زيف ادعاءاته، ليتبين ان مستثمرين في عشبة الفورسيتا هم من كانوا وراءه ليعمل على إقناع الناس بخدعته وبالتالي الترويج لشعبة الفورسيتا بصفتها دواؤ للوباء ، وقد ربح من عمله هذا أربعة ملايين دولار لكن وبعد انكشافه ألقي القبض عليه بتهمة الغش والتأمر والقتل الخطأ، لكن سرعان ما سيتم إطلاق سراحه بعد أن دفع المستثمرون الذي كان يعمل لفائدتهم كفالة الخروج.
تكللت مجهودات البحث عن اللقاح بالنجاح، فبعد استخدام فيروس مخفف تتمكن الدكتورة هيكتال من صنع لقاح محتمل، وعوض ان تترك لقاحها المكتشف ان يأخذ مسار تجربته وفق المعايير الطبية والعلمية المعمول بها في هذا الشأن وذلك سيتطلب مزيدا من الوقت ..مزيد من المرصى والوفيات، فقررت تجريب اللقاح عليها فكان أن نجحت التجربة .
امام عجز مركز السيطرة على الأمراض تلبية كل طلبات الناس دفعة واحدة، سيلجأ إلى تنظيم عملية يناصيب تاريخ الميلاد لسنة واحدة باستثناء الأطباء فهم معفون منه.
وفي غمار جائحة الوباء هاته. تسافر الدكتورة ليونورا اورانتيشي ( ماريو كوتيارد)عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية إلى هونغ كونغ لمتابعة خطى " بيت ايمهوف" لتحديد مع مسؤولين صحيين صينيين ان إمهوف هي المريضة الصفر الذي انطلق منها الوباء، لكن سيتم اختطافها من طرف" فنغ" تحت ذريعة الحاجة الماسة لقريته التي ذمرها الوباء ولم يبقى من سكانها إلا مجموعة من الأطفال للقاح وبشكل مستعجل، واتخذ عالمة الاوبئة كرهينة للضغط بها من إجل الإسراع في استقدام اللقاح.
تقضي الدكتورة اورانيش شهورا مع الأطفال حتى يصل اللقاح فأطلق سراحها لكن سرعان ما ستعلم ان اللقاح الذي استقدم للأطفال مزيفا فتلغي عودتها وتهرع لإنقاذ الأطفال من اللقاح المزيف.
وهكذا وبحلول اليوم السادس والعشرين يكون عدد المتوفون قد وصل مليونين ونصف على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية ، وستة وعشرون مليونا في العالم، كما أن المسؤولين في مركز السيطرة على الأمراض لم يتوصل الى تعميم اللقاح على الناس بشكل كامل إلا في اليوم (133) وتستمر عمليات التلقيح حتى اليوم(500).
في نهاية قصة الفيلم وعبر تقنية الفلاش باك، يتم الكشف عن مصدر الفيروس، فقد ادى قيام جرافة AIMM بإزالة بعض الأشجار والأعشاب البرية من الغابة فتزعج الخفافيش التي كانت تتغذى حينذاك على شجرة الموز، فبطير أحد الخفافيش وفي فمه قطعة موز سرعان ما تسقط أرضا في حضيرة خنازير ، ليتم التقاطها من طرف خنزير صغير ويأكلها، هذا الخنزير الصغير سيشتريه الطاهي من كازينو ماكو، وبينما كان يهيئ الخنزير في المطبخ وبدون أن يغسل يديه صافح أحد العملاء التي لم تكن سوى "بيت امهوف"ليبثها عبر المصافحة مزيج من فيروس الخفافيش والخنازير لتكون بذلك المريضة الصفر الذي انطلق منها الوباء المدمر إلى العالم.
عرض تحليلي لقصة فيلم " عدوى"
--------------------------------------------------------------------------
من خلال الفيلم وقصته أراد المخرج " ستيفين سودبرغ" أن يقدم للعالم عملا سنيمائيا متوغلا في ما يمكن ان نسميه بالواقعية في الجواب على سؤال الجائحة، لقد تنبه المخرج الى حجم الخوف والهلع الذي يعتري الناس جراء أحداث مأساوية ، وهنا وبالنظر إلى كون الفيلم قد انجز سنة 2011 , فقد يكون بعض من مرجعية وخلفية المخرج تلك الاحداث التي وسمت السنة المذكورة وعلى رأسها أحداث 11شتنبر المأساوية وإعصار كاترينا ، فضلا عن الرعب الذي خلفه فيروس" سارس" 2002- 2004 وانفلونزا 2009.
قصة فيلم "عدوى" المأساوية إذا وحسب ما ذ كرناه سالفا أراد منها المخرج استيفين سودبرغ ان تكون ومن خلالها فيلمه بمثابة ناقوس الخطر الذي ينبهنا إلى ان الوباء / الجائحة هو مهدد حقيفي للوجود الإنساني على هذه الأرض، وبالتالي يجب مواجهته بأجوبة علمية وتوفير لأجل ذلك الكفاءات الصحية والتأطيرية اللازمة حتى لا تسقط الجهات المختصة في العجز الذي سقط فيه مركز السيطرة على الامراض في الفيلم، وتكوين الناس على قيم المحبة والتضامن ليكونوا مهيئين ضد اي طارئ صحي من هذا النوع ، فالقصة تشير بوضوح إلى الأنانية التي تنخر المجتمع وتتجلى في عدم الإنضباط لإجراءات العزل الصحي.
و في مقولة اوردها موقع الجزيرة / ميادين ل" روجر إيبريت" يقول:" الحياة قصيرة..حاول قدر الإمكان أن تتجنب إهدار ساعتين منها في فيلم لن تستمتع به" و أضيف لن تستفيد منه أيضا...من خلال معرفة القضايا والأبعاد المختلفة التي تطرحها قصة الفيلم، فماهي إذن باقي تلك القضايا والأبعاد المطروحة بين ثنايا أحداث" عدوى" ؟. هناك قضايا وأبعاد كثيرة يتعذر حصرها في تحليل قصة الفيلم، غير اننا سنحاول تقديم ما نراه بستحق ان نشير إليه في إطار تحليلنا لقصة الفيلم وذلك كما يلي:
- 1- قصة الفيلم توضح بجلاء ان الأوبئة المعدية / الجوائح تشكل العامل الأساسي للخوف الجماعي واختناق الوضع الإجتماعي.
2- أي مرض مستجد معدي يفرض على الجهات المختصة سلك مسار علمي لتشخيصه في أفق امتلاك لقاح او مصل للعلاج ( مثال على ذلك المسار الذي تبعه مركز دراسة الاوبئة في قصة الفيلم).
-3 أمام محدودية نتائج و أجوبة / عدم اكتشاف اللقاح من طرف جهات الصحة العامة في زمن انتشار الوباء يؤدي إلى نوعين أساسيين من السلوكات الإجتماعية : سلوك التضامن والتضحية الذي تبرزه فئة متنورة خصوصا منهم فئة الأطباء والعاملين في مجال تدبير الوباء، وفئة تطغى عليها الأنانية فتميل إلى عدم الإنضباط للاجراءات الصحية المتخذة.
4- تأخر اكتشاف دواء للجائحة وارتباك وتعثر في تدبير حاجيات الناس من الغذاء استغلها العامة والغوغاء في اعمال فوضى ونهب.
5- استغلال الجائحة من طرف مستثمرين للترويج لمنتوجات وأعشاب على اساس انها هي الدواء للوباء' ومثال على ذلك في قصة الفيلم " كرومويد" الذي يتلقى اموالا لترويج وصفات للعلاج مزيفة ضد فبروس MHV-1.
6- وجود اخطاء في سلوك بعض المكلفين بتدبير الجائحة في الفيلم يدل على ان الأنانية والفساد قد يكونان راسخان في المجتمع بجميع طبقاته وأضحى جزء من الثقافة المعاصرة في جانبها السلبي.مثلا دكتور شيفر ينصح خطيبته بمغادرة المدينة التي كانت على وشك ان تغلق ، لكن حينما حاولت كانت قد أغلقت، بالأضافة الى ان توزيع اللقاح في العالم لم يكن متوازنا وعادلا وهذا ادى الى اختطاف الدكتورة اورانتبس، أضف إلى هذا استمرار الدكتورة" ميرس" في عملها رغم علمها بأصابتها بالفيروس.، ولعل المثال الواضح للفساد في قصة الفيلم تبقى مجسدة في الطائرة التي كانت مهمتها الأصلية إنقاذ الدكتورة "ميرس" فتم تحويل مهمتها لإنقاذ نائب من الكونغربس الامريكي.
إن فيلم " عدوى " جاء بنسبة معينة معبرا في احداثه على ما عرفه عالمنا في الأشهر الأخيرة مع فيروس كورونا، وفي هذا الصدد يقول المخرج الأمريكي " باري جنكيز" بعد مشاهدته للفيلم: " الأمر كان مثيرا للدهشة، شعرت كما لو انني أشاهد فيلما وثائقيا، كل الممثلين المشاركين فيه هم أشخاص حقيقيون فعلا" قد تكون قولة جنكيز تحيلنا على ان الفيلم ارتبط ارتباطا شديدا بالواقع والعلم فهو قد أنجز تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة في جانب معرفة الفيروسات وتطورها علميا ، لكن هل يمكن اعتبار الفيلم نبوءة للمخرج ستيفين سولدبيرغ ؟ هناك بالفعل من اعتبرها كذلك غير ان الناقد السينمائي المغربي فؤاد ازويرق كان له راي آخر يقول في:تقرير لهسبريس " إذا كانت بعض الأفلام لامست اوضاعا تشبه ما نعيشه اليوم، فهي أيضا تعكس ما عايشته أجيال سابقة وهو ما يعني أن هذه الأفلام لم تتنبأ بشيء ، بل أعادت فقط صياغة التاريخ اعتمادا على المصادر التاريخية والعلمية ثم طعمتها بمواقف وقصص درامية متخيلة قد تشبه بالصدفة ما نعيشه او قد نعيشه مستقبلا " مؤكدا اختلافه التام مع من يعتبر الفيلم نبوءة معتبرا ان الامر في النهاية " ليس معجزة"
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.
إن انخراط السينما في الإدلاء بوجهة نظرها في كثير من قضايا الناس والمجتمع وغيرها ، جاء وفق ما حملته وتحمله الأفلام السينمائية من خلفيات وتصورات فنية للمنتجين والمخرجين، وقد أثبتت اليوم كثير من الأعمال السينمائية التي أثارت موضوع الجائحة جديتها بالنظر لما يعرفه العالم اليوم من وضع استثنائي جراء الخطر الذي بات يشكله فيروس كورونا المستجد على الوجود الإنساني، ومن بين تلك الأفلام نجد فيلم" Contagio" " عدوى" للمخرج الأمريكي "ستيفين صودلبيرغ" الذي يعتبر من المخرجين المتميزين في السينما العالمية والذي أخرج وانتج عدة أعمال نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر" الجريمة اوت اوف سايت" و" ترافيك - اتجار" الذي فاز من خلاله سنة 2000 بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج.
فيلمه السينمائي " عدوى" الذي أخرجه سنة 2011 عاد مؤخرا وأمام جائحة كورونا ليحوز على الريادة في الا هتمام والمشاهدة من بين الأفلام التي تطرقت لموضوع الجائحة مثل: "أوتبرك" " كريزر" " 93 دايز" "كابن فيفر" و " كونتايمنت" ، وفي هذا السياق شاهدت بدوري هذا الفيلم " النسخة الإسبانية" ، وتساءلت أسئلة عن أبعاده والقضايا التي يطرحها من خلال القصة من قبيل: هل تعتبر قصة الفيلم نبوءة؟ ماذا يمكننا أن نستنتج من خلاصات ، سواء من خلال القصة الرئيسية للفيلم او القصص الفرعية؟ وأخيرا وفي إطار تحليل القصة السينمائية ماهي الأبعاد والرسائل الواضحة والخفية؟ أسئلة طرحتها و أطرحها محاولا معالجتها في هذا الموضوع دون ان أدعي الإحاطة الكاملة بالفيلم في جوانبه الفنية والتقنية والجمالية ، و بالتالي فإن ما سأطرحه من انطباعات بهذا الخصوص سيكون فقط من قبيل تلك الإنطباعات التي فرضتها سياقات قصة الفيلم وتحليلها، فهدفي من هذا الموضوع هو المساهمة في تسليط أضواء مركزة على الفيلم على مستوى قضياه وأبعاده أولا وأخيرا ، وأبدا من " بوستر" الفيلم.
بوستير فيلم" Contgio"" عدوى"
------------------------------------------------------------------------
تتوسط البوستير لافتة بلون أصفر مكتوب عليها عنوان الفيلم الرئيسي : Contagio والعنوان الفرعي فوقه مباشرة : "Nada se expande como el miedo" " لا شيئ ينتشر كما الخوف" ويتخلل نفس الإطار الأصفر أسماء الممثلين السينمائيين الأساسيين الذين شخصوا أحداث الفيلم وهم: Marion lottjrd , Matt Dmoun, Laurence burne Fish , jud Law, Gwyneh Paletrow, و Kate Ywinslet. فيما الفضاء الأعلى المتبقي والفضاء الأسفل من البوستير فقد تم تخصيصه لصور الممثلين المذكورين نجوم هذا الفيلم.
قصة فيلم "Contagio" " عدوى".
------------------------------------------------------------------------
تبدا قصة الفيلم باليوم الثاني(2) حيث تبدو " بيت ايمهوف " وهي " غوينيت بالترو" وقد عادت من رحلة عمل في هونغ كونغ متوجهة إلى شيكاغو للقاء زوجها السابق، قبل أن تعود إلى بيت أسرتها في" منيابوليس" ، وبعد وصولها أخيرا لبيت أسرتها بدى عليها ما يشبه أعراض نزلة برد، في نفس الوقت تقوم المدرسة بإرجاع ابنها من زوجها السابق التلميذ "كلارك" البالغ من العمر ستة سنوات ألى المنزل بسبب المرض، في نفس الوقت كانت حالة " بيت " تزداد سوء وتدهورا، فيهرع بها "ميتش" (ماط دمون) إلى المستشفى ، هناك تفارق الحياة، ويبقى سبب. وفاتها غامضا بالنسبة للأطباء وصادما لزوجها الذي بعد إخباره وكأنه مسه الشرود للحظة ورد بما يفيد ان زوجته مازالت حية لكن عاد الطبيب ليؤكد له وفاتها فاستشاط غضبا في وجه الطبيب، بعدها عاد للمنزل ليجد "كلا ك" فارق الحياة بنفس الأعراض التي كانت تعاني منها أمه.
امام هذا الموت الغامض وضع "ميتش" في العزل لكن تبين للأطباء أنه محصن ضد أي عدوى محتملة، فيخلي سبيله ويعود إلى منزله لابنته المراهقة " جوري" ( أنا جاكوي هيرون) يصارع على جبهتين: ضنونه التي تحدثه سرا بخيانة زوجته له ومستجدات العدوى في المدينة بحماية ابنته منها، وفي سياق هذه الأحداث نرى أن كل من كان له اتصال ب " ببت منهوف" تعتريه نفس اعراض المرض الذي أنهى حياتها، لتتسع شيئا فشيئا دائرة المرض المعدي ليصيب العالم بأكمله.
وأمام هذه المستجدات الصحية الخطيرة عقد ممثلوا وزارة الأمن الداخلي في أتلانتا اجتماعا طارئا مع الدكتور "إليس شيفر" ( لورانس فيشبورن")احتضنه مقر مركز السيطرة على الأمراض، وقد كان توجسهم الكبير في هذا الإجتماع هو ان يكون ما يحدث هو عبارة عن هجوم إرهابي بالأسلحة البيولوجية يستهدف " عيد الشكر" في أتلانتا ، ليتم
إرسال الدكتور شيفيرد أرين ميرز( كيت وينلست) ضابط مخابرات الوباء إلى مينيابوليس لبدئ التحقيق، في نفس الوقت أصبحت السلطات تطلب من الناس العزل الإجتماعي بعد ان انتشر الوباء في العالم انتشار النار في الهشيم ، دون ان يجدوا لقاحا للشفاء، وهو الشيئ الذي أدى إلى مزيد من الخوف والهلع ودفع مجموعات من العامة والغوغاء للقيام بأعمال الفوضى والنهب،وسط معاناة خدمات الطوارئ من نقص فادح في الموظفين لدرجة أنها لم تعد قادرة على المواكبة، في هذه الأثناء حاول ميتش رفقة جوري الخروج من المدينة لكن اصطدموا بالحدود مغلقة .فقد تم أغلاق المدينة بالكامل.
من جهة أخرى كان الدكتور هيكتال ( جينيفر اهلي) في مركز السيطرة على الأمراض قد شخص الفيروس على أنه مزيج من المواد الوراثية من فيروسات الخنازير والخفافبش وأطلق عليه فيروسMEV-1 لينطلق بعدها البحث عن لقاح او مصل للعلاج، وفي خضم البحث العلمي عن دواء سيخرق الدكتور سوسمان ( اليات غولد ) اوامر مركز السيطرةعلى الأمراض لتدمير عيناته، باعتبار ان أبحاثه لم تعد مجدية وكانت تدخل في إطار المستوى الثالث، التي تجاوزها تطور الوباء ليفرض أبحاث أخرى من المستوى الرابع، لكنه لم يدمرها، بل تمكن من زرع خلايا ينمو فيه الفيروس MEV'1 باستخدام خلايا الخفافيش، للتذكير فإن مختلف المشاهد الاولى لبداية الفيلم تم ترتيبها ابتداء من اليوم الثاني . ثم اليوم الثالث فالرابع الخ وكان يتم عند عرض مشهد يتعلق بمدينة جديدة يجري تقديم عدد سكانها مع لقطات لأشخاص يبدو عليهم التعب، وأعراض شبيهة لما يحدث أثناء نزلات البرد ثم سرعان ما يفارقون الحياة، وقد وصل عدد المرضى إلى حدود اليوم الثاني عشر في العالم إلى ثمانية مليون مصاب.
برزت في سياق أحداث قصة الفيلم ما يمكن تسميتهم بأصحاب نظرية المؤامرة الذين يريدون استغلال الوضع وتضليل الناس عن الحقيقة، ويمثلهم " الان كرومويد" (جود لو) الذي لجأ إلى بث مقطع فيديو عن الفيروس في مدونته الشعبية ، وفي إحدى مشاهد هذا الفيديو يدعي أنه مريض بالوباء فبستخدم مستحضر من الأعشاب مشتق من نبات الفورستيا، ليدعي في اليوم الموالي أيضا أنه قد شفي، خدعته تلك أثارت الشك والدعر بين الناس فصاروا يبحثون عن الفورسيتا في الصيدليات وهم يرددون مزاعم" كرومويد" هذا الأخير سرعان ما سيكشف الفيلم زيف ادعاءاته، ليتبين ان مستثمرين في عشبة الفورسيتا هم من كانوا وراءه ليعمل على إقناع الناس بخدعته وبالتالي الترويج لشعبة الفورسيتا بصفتها دواؤ للوباء ، وقد ربح من عمله هذا أربعة ملايين دولار لكن وبعد انكشافه ألقي القبض عليه بتهمة الغش والتأمر والقتل الخطأ، لكن سرعان ما سيتم إطلاق سراحه بعد أن دفع المستثمرون الذي كان يعمل لفائدتهم كفالة الخروج.
تكللت مجهودات البحث عن اللقاح بالنجاح، فبعد استخدام فيروس مخفف تتمكن الدكتورة هيكتال من صنع لقاح محتمل، وعوض ان تترك لقاحها المكتشف ان يأخذ مسار تجربته وفق المعايير الطبية والعلمية المعمول بها في هذا الشأن وذلك سيتطلب مزيدا من الوقت ..مزيد من المرصى والوفيات، فقررت تجريب اللقاح عليها فكان أن نجحت التجربة .
امام عجز مركز السيطرة على الأمراض تلبية كل طلبات الناس دفعة واحدة، سيلجأ إلى تنظيم عملية يناصيب تاريخ الميلاد لسنة واحدة باستثناء الأطباء فهم معفون منه.
وفي غمار جائحة الوباء هاته. تسافر الدكتورة ليونورا اورانتيشي ( ماريو كوتيارد)عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية إلى هونغ كونغ لمتابعة خطى " بيت ايمهوف" لتحديد مع مسؤولين صحيين صينيين ان إمهوف هي المريضة الصفر الذي انطلق منها الوباء، لكن سيتم اختطافها من طرف" فنغ" تحت ذريعة الحاجة الماسة لقريته التي ذمرها الوباء ولم يبقى من سكانها إلا مجموعة من الأطفال للقاح وبشكل مستعجل، واتخذ عالمة الاوبئة كرهينة للضغط بها من إجل الإسراع في استقدام اللقاح.
تقضي الدكتورة اورانيش شهورا مع الأطفال حتى يصل اللقاح فأطلق سراحها لكن سرعان ما ستعلم ان اللقاح الذي استقدم للأطفال مزيفا فتلغي عودتها وتهرع لإنقاذ الأطفال من اللقاح المزيف.
وهكذا وبحلول اليوم السادس والعشرين يكون عدد المتوفون قد وصل مليونين ونصف على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية ، وستة وعشرون مليونا في العالم، كما أن المسؤولين في مركز السيطرة على الأمراض لم يتوصل الى تعميم اللقاح على الناس بشكل كامل إلا في اليوم (133) وتستمر عمليات التلقيح حتى اليوم(500).
في نهاية قصة الفيلم وعبر تقنية الفلاش باك، يتم الكشف عن مصدر الفيروس، فقد ادى قيام جرافة AIMM بإزالة بعض الأشجار والأعشاب البرية من الغابة فتزعج الخفافيش التي كانت تتغذى حينذاك على شجرة الموز، فبطير أحد الخفافيش وفي فمه قطعة موز سرعان ما تسقط أرضا في حضيرة خنازير ، ليتم التقاطها من طرف خنزير صغير ويأكلها، هذا الخنزير الصغير سيشتريه الطاهي من كازينو ماكو، وبينما كان يهيئ الخنزير في المطبخ وبدون أن يغسل يديه صافح أحد العملاء التي لم تكن سوى "بيت امهوف"ليبثها عبر المصافحة مزيج من فيروس الخفافيش والخنازير لتكون بذلك المريضة الصفر الذي انطلق منها الوباء المدمر إلى العالم.
عرض تحليلي لقصة فيلم " عدوى"
--------------------------------------------------------------------------
من خلال الفيلم وقصته أراد المخرج " ستيفين سودبرغ" أن يقدم للعالم عملا سنيمائيا متوغلا في ما يمكن ان نسميه بالواقعية في الجواب على سؤال الجائحة، لقد تنبه المخرج الى حجم الخوف والهلع الذي يعتري الناس جراء أحداث مأساوية ، وهنا وبالنظر إلى كون الفيلم قد انجز سنة 2011 , فقد يكون بعض من مرجعية وخلفية المخرج تلك الاحداث التي وسمت السنة المذكورة وعلى رأسها أحداث 11شتنبر المأساوية وإعصار كاترينا ، فضلا عن الرعب الذي خلفه فيروس" سارس" 2002- 2004 وانفلونزا 2009.
قصة فيلم "عدوى" المأساوية إذا وحسب ما ذ كرناه سالفا أراد منها المخرج استيفين سودبرغ ان تكون ومن خلالها فيلمه بمثابة ناقوس الخطر الذي ينبهنا إلى ان الوباء / الجائحة هو مهدد حقيفي للوجود الإنساني على هذه الأرض، وبالتالي يجب مواجهته بأجوبة علمية وتوفير لأجل ذلك الكفاءات الصحية والتأطيرية اللازمة حتى لا تسقط الجهات المختصة في العجز الذي سقط فيه مركز السيطرة على الامراض في الفيلم، وتكوين الناس على قيم المحبة والتضامن ليكونوا مهيئين ضد اي طارئ صحي من هذا النوع ، فالقصة تشير بوضوح إلى الأنانية التي تنخر المجتمع وتتجلى في عدم الإنضباط لإجراءات العزل الصحي.
و في مقولة اوردها موقع الجزيرة / ميادين ل" روجر إيبريت" يقول:" الحياة قصيرة..حاول قدر الإمكان أن تتجنب إهدار ساعتين منها في فيلم لن تستمتع به" و أضيف لن تستفيد منه أيضا...من خلال معرفة القضايا والأبعاد المختلفة التي تطرحها قصة الفيلم، فماهي إذن باقي تلك القضايا والأبعاد المطروحة بين ثنايا أحداث" عدوى" ؟. هناك قضايا وأبعاد كثيرة يتعذر حصرها في تحليل قصة الفيلم، غير اننا سنحاول تقديم ما نراه بستحق ان نشير إليه في إطار تحليلنا لقصة الفيلم وذلك كما يلي:
- 1- قصة الفيلم توضح بجلاء ان الأوبئة المعدية / الجوائح تشكل العامل الأساسي للخوف الجماعي واختناق الوضع الإجتماعي.
2- أي مرض مستجد معدي يفرض على الجهات المختصة سلك مسار علمي لتشخيصه في أفق امتلاك لقاح او مصل للعلاج ( مثال على ذلك المسار الذي تبعه مركز دراسة الاوبئة في قصة الفيلم).
-3 أمام محدودية نتائج و أجوبة / عدم اكتشاف اللقاح من طرف جهات الصحة العامة في زمن انتشار الوباء يؤدي إلى نوعين أساسيين من السلوكات الإجتماعية : سلوك التضامن والتضحية الذي تبرزه فئة متنورة خصوصا منهم فئة الأطباء والعاملين في مجال تدبير الوباء، وفئة تطغى عليها الأنانية فتميل إلى عدم الإنضباط للاجراءات الصحية المتخذة.
4- تأخر اكتشاف دواء للجائحة وارتباك وتعثر في تدبير حاجيات الناس من الغذاء استغلها العامة والغوغاء في اعمال فوضى ونهب.
5- استغلال الجائحة من طرف مستثمرين للترويج لمنتوجات وأعشاب على اساس انها هي الدواء للوباء' ومثال على ذلك في قصة الفيلم " كرومويد" الذي يتلقى اموالا لترويج وصفات للعلاج مزيفة ضد فبروس MHV-1.
6- وجود اخطاء في سلوك بعض المكلفين بتدبير الجائحة في الفيلم يدل على ان الأنانية والفساد قد يكونان راسخان في المجتمع بجميع طبقاته وأضحى جزء من الثقافة المعاصرة في جانبها السلبي.مثلا دكتور شيفر ينصح خطيبته بمغادرة المدينة التي كانت على وشك ان تغلق ، لكن حينما حاولت كانت قد أغلقت، بالأضافة الى ان توزيع اللقاح في العالم لم يكن متوازنا وعادلا وهذا ادى الى اختطاف الدكتورة اورانتبس، أضف إلى هذا استمرار الدكتورة" ميرس" في عملها رغم علمها بأصابتها بالفيروس.، ولعل المثال الواضح للفساد في قصة الفيلم تبقى مجسدة في الطائرة التي كانت مهمتها الأصلية إنقاذ الدكتورة "ميرس" فتم تحويل مهمتها لإنقاذ نائب من الكونغربس الامريكي.
إن فيلم " عدوى " جاء بنسبة معينة معبرا في احداثه على ما عرفه عالمنا في الأشهر الأخيرة مع فيروس كورونا، وفي هذا الصدد يقول المخرج الأمريكي " باري جنكيز" بعد مشاهدته للفيلم: " الأمر كان مثيرا للدهشة، شعرت كما لو انني أشاهد فيلما وثائقيا، كل الممثلين المشاركين فيه هم أشخاص حقيقيون فعلا" قد تكون قولة جنكيز تحيلنا على ان الفيلم ارتبط ارتباطا شديدا بالواقع والعلم فهو قد أنجز تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة في جانب معرفة الفيروسات وتطورها علميا ، لكن هل يمكن اعتبار الفيلم نبوءة للمخرج ستيفين سولدبيرغ ؟ هناك بالفعل من اعتبرها كذلك غير ان الناقد السينمائي المغربي فؤاد ازويرق كان له راي آخر يقول في:تقرير لهسبريس " إذا كانت بعض الأفلام لامست اوضاعا تشبه ما نعيشه اليوم، فهي أيضا تعكس ما عايشته أجيال سابقة وهو ما يعني أن هذه الأفلام لم تتنبأ بشيء ، بل أعادت فقط صياغة التاريخ اعتمادا على المصادر التاريخية والعلمية ثم طعمتها بمواقف وقصص درامية متخيلة قد تشبه بالصدفة ما نعيشه او قد نعيشه مستقبلا " مؤكدا اختلافه التام مع من يعتبر الفيلم نبوءة معتبرا ان الامر في النهاية " ليس معجزة"
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.