في العزلة نعود إلى سؤال الذات في زخم ما تمنحه الفلسفة من إمكانيات للتفكير الحر الذي غالبا ما ينحو منحى عميقا في الطرح والتطارح ، وقذ يذهب حد طرح أسئلة صادمة من قبيل هل الطبيعة باتت مستعدة للتخلي عنا؟ الطبيعة عبر العصور لها تاريخ في التجاوز، ومن لم يعد أصلح بها قد لا يستحق البقاء ، فهل نحن أصلح لها ؟ وقبل ذلك واولا وأخيرا هل نحن البشر المبثوثين عبر خرائط الحيرة والتفرقة نستحق؟ كيف ذلك ولم ننجح بعد في نحت أخلاقيات جديدة ترممنا واحدا في الكل في إطار كيان بشري كوني موسوم بأبعاد المشاركة الإيجابية والتضامن الأنساني والحب المستمر الذي يرفع صوته عاليا خلف الحواجز والحدود المصطنعة.
لقد جاء هذا الفيروس اللامرئي وأرخى بكوابيسه على الحياة،جاء في غفلة منا ، وحده الموت تعرف عليه ولم يخبرنا قبل أن يبدا في حصد أرواح الضحايا، تأخر العالم كثيرا في ان يتعرف عليه ..وهذا التأخر وحده يرمز ألى الف علامة ويطرح ألف سؤال، ...هذا وقت الأسئلة بامتياز..وقت الفلسفة. فكيف لا يكون وقتها وكل ما كنا نحسبه يقينيات تدحرج إلى الوراء وانتصبت الدهشة عارمة فينا ونحن نرى الفيروس اللامرئي يتسيد الموقف يهدد حياتنا على الأرض..فمن يملك ترياق الخلاص؟
تحت سقف الحجر الصحي يأتيني صوت الذات في التفيكير العقلاني ..صوت الصدى الحارق..صوت كانط وهو يقول" الأرض وطن الجميع" وأرد عليه كم هذا الوطن ..وطن البشرية والانسانية يعاني اليوم فقد تأخر كثيرا في معرفة شروط وجوده ، وفي مقدمتها ذلك الشرط الذي يجعل من الصحة دينامو الوجود..شرط البقاء.
لبست سهلة و متاحة لنا هاته الحقيقة بالسهولة التي نتصور أحيانا، فكلنا نحب الحقيقة التي تتهيأ لنا انها الحقيقة التي تظل مستعصية على القبض والإمساك . وقد اتضح مع فيروس كورونا المستجد أننا والعالم في مرحلة جديدة تتبلور فيها الأشياء من جديد ..وهكذا سيعود الطب والعلم تلميذان ليتعلما من جديد على طاولة فلسفة العلوم والإيبيستيمولوجيا كما كان قد رأى " إدغار موران" ذات يوم،فالذي لا غبار عليه اليوم هو أن هذا الفيروس المستجد اللعين يحث الإنسان على اقتراف علم مستجد وجديد.
منذ زمن نبهنا توماس كوهن وهو يرى ان تاريخ العلم عملية متقطعة ..نبهنا إلى ان شرط الوجود قد يتغير ويتعقد، وتكبر هشاشتنا امام عجز قد يطول او يقصر ليتمكن العلم من استئناف نجاعته ضد تلك المستجدات الطارئة التي تفعل فعلها المأساوي مثل كررونا، وعلى هذا الأساس فإن الإنسان اليوم محكوم عليه إن هو أراد أن يبقى على قيد التاريخ والجغرافيا، أن يحلق مثل الطير في وجه العاصفة ، على الأنسان أن يجعل العلوم وفلسفة العلم تحلق بجناحين يخفقان لاجل مناخ صحي يسود العالم، من أجل أن تكون الحقيقة هي الصحة الجماعية للبشرية إن كنا نبغي رفع بيارق الحياة في وجه مفاجآت مستجدة.
إن الوجود البشري بهدده فيرو س مرعب ، واول ما ذكرنا به هذا الفبروس تحت جنح الخوف والإرتباب هو..كم نحن على هذه الأرض فاقدين للبوصلة؟، ذكرنا بهشاشة الكائن وضعفه المفرط أمام الأزمات الصحية وما شابهها.
إن تلك الهشاشة في الوقت الذي كنا نعتقد مطمئنين اننا قد تخلصنا من بعض جراحها ، عاد هذا الفبروس ليذكرنا إلى عجزنا البشري المهول ، عجز الذات التي تستكين إليها في شك وحيرة وسؤال ووجوم وأمل!
البشرية كلها تقف على شرفة الأمل تلوك هشاشتها الفادحة، تصفق لأولائك الذين في الميدان يحولون هشاشتها إلى نوع من الأحاسيس الإيجابية القادرة على رفع المعنويات من قلب تلك الهشاشة نفسها..هو نوع من الإستعاب التدريجي للمأساة في أفق التفكير غدا بشكل أخر..آه كم فرطنا فيك أيتها الأداة المنهجية الناجعة العقل، وكم فرطنا فيك أيتها الروح الطبيعة!
تحت سقف واحد يعيش العالم درس كرونا المستجد، وهو يحيلنا على الأصل الذي ننتمي إليه جمبعا وإلى المصير المشترك لنا على هذه الأرض، يؤكد لنا ونحن نتأمل وقد توحدنا على خرائط الخوف والتوجس ان المستقبل الزاهر من المفترض ان يكون لنا جميعا مثلما يمكن ان يكون ابضا على حافة ازمة وبائية الضياع لنا جميعا، العقل وعين العقل هوان يكون هذا الوجود البشري بأفق كوني،فبذلك سيكون غنيا في المعنى ..أكثر صلابة وقوة.
لنتامل ..في لحظة تاريخية وباء ينتشر..فيما عقارب ساعةالحضارة تكاد ترسو على الصفر..الإيديولوجيات تتراجع والعولمة يأخذها الشرود خارج المعنى، فليكن الدرس الفلسفي هنا مشرعا على التفكير بالعقل في الذات ، وبالعقل في التفكير والعلم، من اجل بناء علوم أخرى تحد من بعض هشاشة البشرية المفرطة، من أجل معرفة تجعل من الوجود موضوعا بأسئلة أخرى وأبعاد أخرى، بأفق مغاير ننظر من خلاله إلى ما يشبه وجودا جديدا نتمثل فيه ذواتنا المشتتة على هذه الأرض وقد التأمت كذات واحدة غنية بمكوناتها المتنوعة في عالم أشبه بقرية العقل والحب..أسميها قرية السعادة.
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.
لقد جاء هذا الفيروس اللامرئي وأرخى بكوابيسه على الحياة،جاء في غفلة منا ، وحده الموت تعرف عليه ولم يخبرنا قبل أن يبدا في حصد أرواح الضحايا، تأخر العالم كثيرا في ان يتعرف عليه ..وهذا التأخر وحده يرمز ألى الف علامة ويطرح ألف سؤال، ...هذا وقت الأسئلة بامتياز..وقت الفلسفة. فكيف لا يكون وقتها وكل ما كنا نحسبه يقينيات تدحرج إلى الوراء وانتصبت الدهشة عارمة فينا ونحن نرى الفيروس اللامرئي يتسيد الموقف يهدد حياتنا على الأرض..فمن يملك ترياق الخلاص؟
تحت سقف الحجر الصحي يأتيني صوت الذات في التفيكير العقلاني ..صوت الصدى الحارق..صوت كانط وهو يقول" الأرض وطن الجميع" وأرد عليه كم هذا الوطن ..وطن البشرية والانسانية يعاني اليوم فقد تأخر كثيرا في معرفة شروط وجوده ، وفي مقدمتها ذلك الشرط الذي يجعل من الصحة دينامو الوجود..شرط البقاء.
لبست سهلة و متاحة لنا هاته الحقيقة بالسهولة التي نتصور أحيانا، فكلنا نحب الحقيقة التي تتهيأ لنا انها الحقيقة التي تظل مستعصية على القبض والإمساك . وقد اتضح مع فيروس كورونا المستجد أننا والعالم في مرحلة جديدة تتبلور فيها الأشياء من جديد ..وهكذا سيعود الطب والعلم تلميذان ليتعلما من جديد على طاولة فلسفة العلوم والإيبيستيمولوجيا كما كان قد رأى " إدغار موران" ذات يوم،فالذي لا غبار عليه اليوم هو أن هذا الفيروس المستجد اللعين يحث الإنسان على اقتراف علم مستجد وجديد.
منذ زمن نبهنا توماس كوهن وهو يرى ان تاريخ العلم عملية متقطعة ..نبهنا إلى ان شرط الوجود قد يتغير ويتعقد، وتكبر هشاشتنا امام عجز قد يطول او يقصر ليتمكن العلم من استئناف نجاعته ضد تلك المستجدات الطارئة التي تفعل فعلها المأساوي مثل كررونا، وعلى هذا الأساس فإن الإنسان اليوم محكوم عليه إن هو أراد أن يبقى على قيد التاريخ والجغرافيا، أن يحلق مثل الطير في وجه العاصفة ، على الأنسان أن يجعل العلوم وفلسفة العلم تحلق بجناحين يخفقان لاجل مناخ صحي يسود العالم، من أجل أن تكون الحقيقة هي الصحة الجماعية للبشرية إن كنا نبغي رفع بيارق الحياة في وجه مفاجآت مستجدة.
إن الوجود البشري بهدده فيرو س مرعب ، واول ما ذكرنا به هذا الفبروس تحت جنح الخوف والإرتباب هو..كم نحن على هذه الأرض فاقدين للبوصلة؟، ذكرنا بهشاشة الكائن وضعفه المفرط أمام الأزمات الصحية وما شابهها.
إن تلك الهشاشة في الوقت الذي كنا نعتقد مطمئنين اننا قد تخلصنا من بعض جراحها ، عاد هذا الفبروس ليذكرنا إلى عجزنا البشري المهول ، عجز الذات التي تستكين إليها في شك وحيرة وسؤال ووجوم وأمل!
البشرية كلها تقف على شرفة الأمل تلوك هشاشتها الفادحة، تصفق لأولائك الذين في الميدان يحولون هشاشتها إلى نوع من الأحاسيس الإيجابية القادرة على رفع المعنويات من قلب تلك الهشاشة نفسها..هو نوع من الإستعاب التدريجي للمأساة في أفق التفكير غدا بشكل أخر..آه كم فرطنا فيك أيتها الأداة المنهجية الناجعة العقل، وكم فرطنا فيك أيتها الروح الطبيعة!
تحت سقف واحد يعيش العالم درس كرونا المستجد، وهو يحيلنا على الأصل الذي ننتمي إليه جمبعا وإلى المصير المشترك لنا على هذه الأرض، يؤكد لنا ونحن نتأمل وقد توحدنا على خرائط الخوف والتوجس ان المستقبل الزاهر من المفترض ان يكون لنا جميعا مثلما يمكن ان يكون ابضا على حافة ازمة وبائية الضياع لنا جميعا، العقل وعين العقل هوان يكون هذا الوجود البشري بأفق كوني،فبذلك سيكون غنيا في المعنى ..أكثر صلابة وقوة.
لنتامل ..في لحظة تاريخية وباء ينتشر..فيما عقارب ساعةالحضارة تكاد ترسو على الصفر..الإيديولوجيات تتراجع والعولمة يأخذها الشرود خارج المعنى، فليكن الدرس الفلسفي هنا مشرعا على التفكير بالعقل في الذات ، وبالعقل في التفكير والعلم، من اجل بناء علوم أخرى تحد من بعض هشاشة البشرية المفرطة، من أجل معرفة تجعل من الوجود موضوعا بأسئلة أخرى وأبعاد أخرى، بأفق مغاير ننظر من خلاله إلى ما يشبه وجودا جديدا نتمثل فيه ذواتنا المشتتة على هذه الأرض وقد التأمت كذات واحدة غنية بمكوناتها المتنوعة في عالم أشبه بقرية العقل والحب..أسميها قرية السعادة.
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.