مصطلح الومضة
تنتمي قصيدة الشاعر الخماسية إلى ما بات يُعرف في المصطلح النقدي المعاصر بالقصائد الومضة التي تعني: صور الوميض, وصور البرق الخاطف ذات الإشعاع القوي النافذ, والتي تتولد عنها إثارة مفاجئة في منطقة اللاشعور, وهي تشبه وميض البرق, تلتقط في لحظة انبهار ضوئي يكاد يغشي الأبصار, ولكنه ضوء يكشف عن جزئيات وحساسيات ذهنية في غاية الحدة, ناقدة ساخرة تهكمية, وهذه الصور التي تعتمد الوميض, صور في منتهى الغرابة من حيث البناء الفني وهي تعتمد على أن يجمع الشاعر بين المعنى الحسي, والمعنى الذهني في لمحة واحدة، فتشتمل الصور حينئذٍ على العمق والسطح معاً, المفهوم والإدراك الحسي للمفهوم, على التجربة وخلاصة التجربة .
تلك الفعالية التي تكمن في: “مقدار المردود الانفعالي للنص في تحوّله من حيز البناء إلى حيز الإنتاج والتأثير, أي انتقاله من فعل إبداعي داخلي لدى الشاعر, إلى تفاعل استقبالي لدى القارئ, وهو في الأساس نتاج حساسية خاصة بين الشاعر واللغة التي يكتب بها” أو حسب تعبير يوسف سامي اليوسف: “التأثير استيلاء حساسية المرسِل على حساسية المتلقي استيلاءً كلياً أو نسبياً, وهذا وضع لا يتيسر إنجازه إلّا بالمجيء من الأعماق أو من النائيات, وبداية لا بد للتأثير من مضمون, أو من غاية, ولعل فحواها أن يكون الارتقاء بالنفس, وتهذيبها, وصقلها حتى تخبر سمواً لا شبيه له في الحياة اليومية. اللهم إلّا أن يجيء ذلك على ندرة وحسب, فالنفس لا تحصل على الشعور السامي إلّا في الأدب وحده, في الغالب الأعم, أي إلّا من الحساسية الممزوجة بالخيال مزجاً لا يقبل الانحلال” وسنتوقف عند خماسية الشاعر : زياد كامل السامرائي في محاولة استكناه بواطن تلك الخماسيات ، واستكشاف مضمراتها الماورائية يقول في ومضة :
نُعاس
منذ زمن طويل، مثلك
انتظرتُ العيد
يأتي أحيانا على هيئة طائر كالرخِّ
يشعلُ بجناحين كبيرين
فوانيس غُربة، اخضلّتْ بالظلام
وكلما أدركني النعاس
تلاحقني الطرقات بما خَسِرتُ من زفير
ينحسرُ الليل في الشرشف الأبيض
أسمعُ من بعيد …. أغنية أم كلثوم
“يا ليلة العيد”
أقلّبها وأنام.
تنهض هذه الومضة على خطاب الآخر الذي يبدو طرفاً فاعلاً على الرغم من إضماره ، وتبديه بصورة الضمير الكاف في (مثلك) ، وتتداعى الومضة عبر استرخاء تذكاري يتوضح دلالياً من خلال دوال : فعلية (انتظرت) واسمية : (الرخ ) وهو طائر أسطوري يستند إلى الخرافات الشعبية وما تناقلته القصص في ألف ليلة وليلة ومغامرات السندباد البحري ، وبهذا التشبيه يبدو العيد منزاحاً في دلالته من الواقع إلى الخيال ، ومن المأنوس المألوف إلى الغريب المستوحش ، وهو ما يتواءم مع دلالات السياق الذي جاء يصف حالة الاغتراب ووحشة النفس في هذا المناخ النفسي الذي يؤسّس الشاعر السامرائي ومضته عليه ، ولنلحظ التركيب الاسمي الدال على الثبات : “فوانيس غربة “، والتركيب الفعلي : “خضلت بالظلام : الدال على الحركة وكيف يُشكل الشاعر معجمه اللغوي عبر انزياحات ، ويُقارب بين حقول اللغة المتباعدة ‘ إذ يجمع ما بين المصنوع المادي فانوس ، والحالة ” غربة ” وما بين الواقعية ” الظلام ” والفعل المرتبط بالزمن “اخضلت ” عبر تسلسل يمضي الشاعر فيه تدرج الحدث من الطرقات حتى وصوله إلى لحظة النوم التي تبدو لحظة حاسمة في الكشف عن هامشية مناسبة العيد في نفس الشاعر الذي يكتفي باستعادة أغنية أم كلتوم يا ليلة العيد ، ويغط في النوم.
2- دمعة
أبــي الذي شغلته ضحكة النجمات
و أتعبته هواجس القلب المزمنة
تركَ في قعر العالم دمعة
صار غدها
جسرا ضيّقا
لقبره المُهدّد بالضياع
تكشف هذه الومضة عن نمط آخر من المعالجة ؛ فالنهاية افتراضية متوقعة ، ولكنها غير متحققة بالفعل ، وإنما هي ربما استشراف مستقبل متوقع بناء على معطى من معطيات الحالة النفسية ، والنظرة التي يرى من خلالها الحقائق ، ومآلات الأمور الجارية .
3- ألم
أنا الأعزل
النابت في حفرةِ حياةٍ رديئة
و نائية
لمْ يراودني الطوفان بعد قراءتي نوح
لذلك، يُغرقني الألم
وأسفي لا تسحقه المعجزات.
تتشكل هذه الومضة في بنيتها اللغوية من الأسماء التي سيطرت بوضوح على معمارية المتن كله ؛ فلولا وجود الفعلين المضارعين : ” يراود ، ويغرق” كنا أما لوحة صامتة خالية من الحركة ، وهذا الصمت ينسجم مع حالة التعبير عن الألم الذي يكتنف الشاعر ، وهو ما جاء وسماً دلالياً في العنوان .
قفلة الومضة:
وأهم ما في القصيدة الومضة الشكل القفلي لها, فختام الومضة هو سرّ جماليتها ، وعليه ترتكز قدرة التأثير في المتلقي ؛ لما تشكّله القفلة من أثر ارتدادي في نفس المتلقي, و القفلة في الومضة تتخذ أحد شكلين هما:
أ- القفلة المغلقة: وهي تعتمد على تقديم كل شيء في قالب جاهز، وتشير إلى نهاية محسومة, وفي هذا النمط الأسلوبي تبدو القصيدة محددة النتيجة ؛ فتأتي على شكل قرار قطعي, أو في إطار تقديم حقيقة ثابتة, وهو ختام يجعل الأمور قطعيةً, والمواقف محسومة ، وقد تعتمد الإخبار أو لبوس حكمة, أو تظهر بموعظة وتوجيه ،ومن هذا النمط قصيدة الشاعر : زياد كامل السامرائي المعنونة بـ :
انتظار
يتثاءب الوقت
أُحصي أنياب ثوانيه
وأنا أنتظرك
تشيرُ سِهام الساعة الى قلبي
قد تتوقف في أيّة لحظة
ولا أحد يستطيعُ إصلاحها.
ب- القفلة المفتوحة: وهذه النمط من الختام يعتمد على مشاركة المتلقي في استكمال أبعاد الومضة الدلالية, وامتداداتها الماورائية, وهذه القفلة المفتوحة غالباً ما تكون على شكل تضمين لموروث تاريخي, أو تشكل تناصّاً معه ، ومن هذا الأسلوب ومضة :
4- غناء
الأرض شاسعة
حتى و إنْ بَدَتْ كتفاحةٍ مدوّرة
لم يأكل منها أحد من الشياطين
تروّض شجرتها رياح حارقة
لكن الغبار الثقيل
يهزّ النمل أميالا
ويدحرجُ البداية الى فوهةِ الجنون
النمل يغنّي في جوقة
لكنّه يحتاج الى قصائدٍ و ناي
فليس هنالك من بساطيل لتحطّمه بعد.
تبدو حالة الومض هنا أقل وهجاً من سابقاتها ، وهو ما يبدو في تأكيد حقيقة الأرض بأنها شاسعة ومجىء هذا الاستدراك والتردد بـ (حتى) ما جعل السردية تظهر غير أن الشاعر سرعان ما يعود ويقبض على جمرة اللغة الشعرية بالتصوير الذي اعتمد فيه تقنية التشبيه ؛فالأرض تفاحة ، ووبالترميز فللتفاحة فعل إغوائها الذي جعل الإنسان يهبط بسبب منها الأرض ، ويحضر الرمز الثاني : “النمل ” وهي تحيل على نمل سلمان ، وثمة تناصية مع القرآن الكريم مع مخالفة السياق النصي : ” حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ” ولكن نمل الشاعر يبدو أضعف مما يمكنه من البقاء إذ تجرفه الريح ، ويبقى في متاهة يغني من دون أن يمتلك وسائل غناء من شعر وناي ، وهذا الاستدراك جعل الومضة مفتوحة على تعدد احتمالات فيما لو توفر للنمل القصائد والناي ،لتغني ، وماذا لو حدث ووجدت بساطيل تُحطّم النمل فيما بعد ؟!
د. وليد العرفي
تنتمي قصيدة الشاعر الخماسية إلى ما بات يُعرف في المصطلح النقدي المعاصر بالقصائد الومضة التي تعني: صور الوميض, وصور البرق الخاطف ذات الإشعاع القوي النافذ, والتي تتولد عنها إثارة مفاجئة في منطقة اللاشعور, وهي تشبه وميض البرق, تلتقط في لحظة انبهار ضوئي يكاد يغشي الأبصار, ولكنه ضوء يكشف عن جزئيات وحساسيات ذهنية في غاية الحدة, ناقدة ساخرة تهكمية, وهذه الصور التي تعتمد الوميض, صور في منتهى الغرابة من حيث البناء الفني وهي تعتمد على أن يجمع الشاعر بين المعنى الحسي, والمعنى الذهني في لمحة واحدة، فتشتمل الصور حينئذٍ على العمق والسطح معاً, المفهوم والإدراك الحسي للمفهوم, على التجربة وخلاصة التجربة .
تلك الفعالية التي تكمن في: “مقدار المردود الانفعالي للنص في تحوّله من حيز البناء إلى حيز الإنتاج والتأثير, أي انتقاله من فعل إبداعي داخلي لدى الشاعر, إلى تفاعل استقبالي لدى القارئ, وهو في الأساس نتاج حساسية خاصة بين الشاعر واللغة التي يكتب بها” أو حسب تعبير يوسف سامي اليوسف: “التأثير استيلاء حساسية المرسِل على حساسية المتلقي استيلاءً كلياً أو نسبياً, وهذا وضع لا يتيسر إنجازه إلّا بالمجيء من الأعماق أو من النائيات, وبداية لا بد للتأثير من مضمون, أو من غاية, ولعل فحواها أن يكون الارتقاء بالنفس, وتهذيبها, وصقلها حتى تخبر سمواً لا شبيه له في الحياة اليومية. اللهم إلّا أن يجيء ذلك على ندرة وحسب, فالنفس لا تحصل على الشعور السامي إلّا في الأدب وحده, في الغالب الأعم, أي إلّا من الحساسية الممزوجة بالخيال مزجاً لا يقبل الانحلال” وسنتوقف عند خماسية الشاعر : زياد كامل السامرائي في محاولة استكناه بواطن تلك الخماسيات ، واستكشاف مضمراتها الماورائية يقول في ومضة :
نُعاس
منذ زمن طويل، مثلك
انتظرتُ العيد
يأتي أحيانا على هيئة طائر كالرخِّ
يشعلُ بجناحين كبيرين
فوانيس غُربة، اخضلّتْ بالظلام
وكلما أدركني النعاس
تلاحقني الطرقات بما خَسِرتُ من زفير
ينحسرُ الليل في الشرشف الأبيض
أسمعُ من بعيد …. أغنية أم كلثوم
“يا ليلة العيد”
أقلّبها وأنام.
تنهض هذه الومضة على خطاب الآخر الذي يبدو طرفاً فاعلاً على الرغم من إضماره ، وتبديه بصورة الضمير الكاف في (مثلك) ، وتتداعى الومضة عبر استرخاء تذكاري يتوضح دلالياً من خلال دوال : فعلية (انتظرت) واسمية : (الرخ ) وهو طائر أسطوري يستند إلى الخرافات الشعبية وما تناقلته القصص في ألف ليلة وليلة ومغامرات السندباد البحري ، وبهذا التشبيه يبدو العيد منزاحاً في دلالته من الواقع إلى الخيال ، ومن المأنوس المألوف إلى الغريب المستوحش ، وهو ما يتواءم مع دلالات السياق الذي جاء يصف حالة الاغتراب ووحشة النفس في هذا المناخ النفسي الذي يؤسّس الشاعر السامرائي ومضته عليه ، ولنلحظ التركيب الاسمي الدال على الثبات : “فوانيس غربة “، والتركيب الفعلي : “خضلت بالظلام : الدال على الحركة وكيف يُشكل الشاعر معجمه اللغوي عبر انزياحات ، ويُقارب بين حقول اللغة المتباعدة ‘ إذ يجمع ما بين المصنوع المادي فانوس ، والحالة ” غربة ” وما بين الواقعية ” الظلام ” والفعل المرتبط بالزمن “اخضلت ” عبر تسلسل يمضي الشاعر فيه تدرج الحدث من الطرقات حتى وصوله إلى لحظة النوم التي تبدو لحظة حاسمة في الكشف عن هامشية مناسبة العيد في نفس الشاعر الذي يكتفي باستعادة أغنية أم كلتوم يا ليلة العيد ، ويغط في النوم.
2- دمعة
أبــي الذي شغلته ضحكة النجمات
و أتعبته هواجس القلب المزمنة
تركَ في قعر العالم دمعة
صار غدها
جسرا ضيّقا
لقبره المُهدّد بالضياع
تكشف هذه الومضة عن نمط آخر من المعالجة ؛ فالنهاية افتراضية متوقعة ، ولكنها غير متحققة بالفعل ، وإنما هي ربما استشراف مستقبل متوقع بناء على معطى من معطيات الحالة النفسية ، والنظرة التي يرى من خلالها الحقائق ، ومآلات الأمور الجارية .
3- ألم
أنا الأعزل
النابت في حفرةِ حياةٍ رديئة
و نائية
لمْ يراودني الطوفان بعد قراءتي نوح
لذلك، يُغرقني الألم
وأسفي لا تسحقه المعجزات.
تتشكل هذه الومضة في بنيتها اللغوية من الأسماء التي سيطرت بوضوح على معمارية المتن كله ؛ فلولا وجود الفعلين المضارعين : ” يراود ، ويغرق” كنا أما لوحة صامتة خالية من الحركة ، وهذا الصمت ينسجم مع حالة التعبير عن الألم الذي يكتنف الشاعر ، وهو ما جاء وسماً دلالياً في العنوان .
قفلة الومضة:
وأهم ما في القصيدة الومضة الشكل القفلي لها, فختام الومضة هو سرّ جماليتها ، وعليه ترتكز قدرة التأثير في المتلقي ؛ لما تشكّله القفلة من أثر ارتدادي في نفس المتلقي, و القفلة في الومضة تتخذ أحد شكلين هما:
أ- القفلة المغلقة: وهي تعتمد على تقديم كل شيء في قالب جاهز، وتشير إلى نهاية محسومة, وفي هذا النمط الأسلوبي تبدو القصيدة محددة النتيجة ؛ فتأتي على شكل قرار قطعي, أو في إطار تقديم حقيقة ثابتة, وهو ختام يجعل الأمور قطعيةً, والمواقف محسومة ، وقد تعتمد الإخبار أو لبوس حكمة, أو تظهر بموعظة وتوجيه ،ومن هذا النمط قصيدة الشاعر : زياد كامل السامرائي المعنونة بـ :
انتظار
يتثاءب الوقت
أُحصي أنياب ثوانيه
وأنا أنتظرك
تشيرُ سِهام الساعة الى قلبي
قد تتوقف في أيّة لحظة
ولا أحد يستطيعُ إصلاحها.
ب- القفلة المفتوحة: وهذه النمط من الختام يعتمد على مشاركة المتلقي في استكمال أبعاد الومضة الدلالية, وامتداداتها الماورائية, وهذه القفلة المفتوحة غالباً ما تكون على شكل تضمين لموروث تاريخي, أو تشكل تناصّاً معه ، ومن هذا الأسلوب ومضة :
4- غناء
الأرض شاسعة
حتى و إنْ بَدَتْ كتفاحةٍ مدوّرة
لم يأكل منها أحد من الشياطين
تروّض شجرتها رياح حارقة
لكن الغبار الثقيل
يهزّ النمل أميالا
ويدحرجُ البداية الى فوهةِ الجنون
النمل يغنّي في جوقة
لكنّه يحتاج الى قصائدٍ و ناي
فليس هنالك من بساطيل لتحطّمه بعد.
تبدو حالة الومض هنا أقل وهجاً من سابقاتها ، وهو ما يبدو في تأكيد حقيقة الأرض بأنها شاسعة ومجىء هذا الاستدراك والتردد بـ (حتى) ما جعل السردية تظهر غير أن الشاعر سرعان ما يعود ويقبض على جمرة اللغة الشعرية بالتصوير الذي اعتمد فيه تقنية التشبيه ؛فالأرض تفاحة ، ووبالترميز فللتفاحة فعل إغوائها الذي جعل الإنسان يهبط بسبب منها الأرض ، ويحضر الرمز الثاني : “النمل ” وهي تحيل على نمل سلمان ، وثمة تناصية مع القرآن الكريم مع مخالفة السياق النصي : ” حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ” ولكن نمل الشاعر يبدو أضعف مما يمكنه من البقاء إذ تجرفه الريح ، ويبقى في متاهة يغني من دون أن يمتلك وسائل غناء من شعر وناي ، وهذا الاستدراك جعل الومضة مفتوحة على تعدد احتمالات فيما لو توفر للنمل القصائد والناي ،لتغني ، وماذا لو حدث ووجدت بساطيل تُحطّم النمل فيما بعد ؟!
د. وليد العرفي