في أحد الصباحات البَاريسية الجَميلة، توجهت باكًرا كعادتي نحو مقهى لادوريه المُفضل لدي، لأحتسى كُوب قهوتي ، لفتت إنتباهي حسناء شقراء جميلة كحورية، كثيرا ماكنت ألحظُ وجودها، ولعلها لاحظت وجودي، كانت تجلس مقابلة لي؛ إلتقت أعيُننا عدة مرات، كنت فقط أرمقها بعينين مصغرتين تركيزا بها، وبإبتسامة بسيطة مُعتقة بالفضول ، هي فاتنة جدا ، طاغية الأنوثة، ترتدي فستان أزرق أنيق يشبه لون عينيها، وطوق أسود صغير يزين عنقها الممتلئ ، وبشفتين مذهلين، تستقِرُ تحت ذلك الثوب تفاحتين ناضجتين، بارزتا الجمال، يُداعب تخيلهما سراب العينين عطشا فيراهما كرتي ثلج كبيرتين، وعندما تبدأ بالعودة من خيالك تراهما كبالونين متناسقين تشعر بإقتراب إنفجارهِما، وبِخصر نحيل ، وقوام جميل ممتلئ دون إكتناز سار للناظرين، جالسة على الكرسي بزواية رُؤية جانبية ، تَجعل ثوبها الأزرق بكل مايخبئ من جمال كهلال الشهر في إستدارته وتوقسه للخارج، ولا عجب بأن ما خفي أعظم..
بعد أن أكملت تأملي الدقيق بتلك الجميلة ، نهضت من علي مِقعدي، وتوجهتُ صوبَها بإبتسامة، نَظرت لي بترقُب وقلِيل مِن الإستِنكار..ألقيتُ عليها التحية، وسألتُها الجُلوس، مُعتذرًا علي إقتحام صباحِها ، مُعللاً بأن رُؤيتها أكثر من هذا دون الحديث معها مُفسدة للمشهد! وللصَباحات، وربما لسائِر اليوم!.
نَظرت لي بتعابِير جادة، وبعينين مرحبتين ودون بوحٍ أشارت بيدها وسمحت لي بالجلوس، عرّفتُها بنفسي "مُوريس" وأخبرتني بأن إسمها " أديلا" ، أخبرتني بأنها تعمل كمُمصمة محترفة، تجاذبنا أطراف الحديث بسلاسة، وكأنها كانت تترقب هذه الخطوة، ولكن كبريائها جعلها غير مُبالية ،بعد حديث شيق بدا من الجلي أنها ليست جميلة الشكل وحسب، إنها رائعة الفكر والجوهر أسعدني ذلك، أخبرتها برغبتي الكبيرة بمعرفتنا عن كثب، إتفقنا علي أن نلتقي مجددا بعد يومين..
أتى يوم اللقاء، قضينا وقتنا رائعًا ، زُرنا متحف الحياة الرومانسية القابع عند سفح تل مونتمارتري في الحي التاسع، بعدها تناولنا العشاء بمطعم (Sacrée fleur) ،وختمنا اليوم بذهابنا للسينما ومشاهدة فِيلم الليلة، كانت ضحكاتها تغمرني سعادة ، تعددت لقائاتنا ، وأصبحنا نتواعد بإستمرار، مرة تلو المرة، حتى أتى ذاك اليوم الخامس عشر من يوليو يوم أعترفتُ بحبي وتشاركنا الفرحة، فهي تبادلني الشعور ، بعدة مُرور عدة أشهُر طلبتُ يدها للزواج بعد إدراكنا بأن هذا مانرغب به بالفعل!،
ليلة الزواج، تلك الليله كانت مُختلفة للغاية؛ لا أدري ولكن أذكر لحظة وصولنا لمنزِلنا وكل تلك المشاعر والأحاسيس التى غمرتنا وجردتنا من الكثير من الأشياء ، حدث ذلك فور دُخولنا، كِلانا شغُوف للأخر، ناظرين لبعضنا بعين الحب قبل الرغبه، كان شعرها الأشقر الطويل يغطى وجهها، فأزحتُه بحركة خفيفة وأسكنتُه خلف أذنيها ، طلعَ البدرُ علي ورأيتُ ثغرها بلؤلؤاته متبسمًا يناجِيني قُبلة ليلية ، تغفُوا فيها العيون ويطلق فيها العنان للشعور..
لطالما كانت تزينها تلك الثياب وتتغنى بتلوناتها على ذاك الجسد؛ كل الألوان الممكنة كانت تسخر مني على الدوام مع كل حركة كانت تخطوها، كُنت أغار عليها من تِلك الثياب التى تُخبئ تُحفة عبقرية الصنع ، مُشغلة لأسعَار الرغبة في أسواق الجسد، كان تقاربنا لايشبه غيره ، متلاحمي الشعور والأبدان ، سألتني أن أحررها من هذا الوله الجميل ولكن عزيزتي ليس بهذه السهولة!، ما أنا بغازي مُحتل لأرضك، بل لاجئ يشتهي التمكُن والإستيطان، يرغب أن يطول البقاء، ويحلُو التوغل، ومابين أخذِِ وعطاء، تملكتنِي النشوة مرات ومرات، وكانت أفراحُها كرنفالات.. هي ليلة ليست كغيرها..وأنثى لاتتكرر!..مُمتن لقَدرٍ جمعني بها ، ممتن لمقهى "لادوريه" لكوب القهوة، وللصباحات، مسرور بكل مامضى ومتشوق لكل آت!.
_أمجد زكريا
بعد أن أكملت تأملي الدقيق بتلك الجميلة ، نهضت من علي مِقعدي، وتوجهتُ صوبَها بإبتسامة، نَظرت لي بترقُب وقلِيل مِن الإستِنكار..ألقيتُ عليها التحية، وسألتُها الجُلوس، مُعتذرًا علي إقتحام صباحِها ، مُعللاً بأن رُؤيتها أكثر من هذا دون الحديث معها مُفسدة للمشهد! وللصَباحات، وربما لسائِر اليوم!.
نَظرت لي بتعابِير جادة، وبعينين مرحبتين ودون بوحٍ أشارت بيدها وسمحت لي بالجلوس، عرّفتُها بنفسي "مُوريس" وأخبرتني بأن إسمها " أديلا" ، أخبرتني بأنها تعمل كمُمصمة محترفة، تجاذبنا أطراف الحديث بسلاسة، وكأنها كانت تترقب هذه الخطوة، ولكن كبريائها جعلها غير مُبالية ،بعد حديث شيق بدا من الجلي أنها ليست جميلة الشكل وحسب، إنها رائعة الفكر والجوهر أسعدني ذلك، أخبرتها برغبتي الكبيرة بمعرفتنا عن كثب، إتفقنا علي أن نلتقي مجددا بعد يومين..
أتى يوم اللقاء، قضينا وقتنا رائعًا ، زُرنا متحف الحياة الرومانسية القابع عند سفح تل مونتمارتري في الحي التاسع، بعدها تناولنا العشاء بمطعم (Sacrée fleur) ،وختمنا اليوم بذهابنا للسينما ومشاهدة فِيلم الليلة، كانت ضحكاتها تغمرني سعادة ، تعددت لقائاتنا ، وأصبحنا نتواعد بإستمرار، مرة تلو المرة، حتى أتى ذاك اليوم الخامس عشر من يوليو يوم أعترفتُ بحبي وتشاركنا الفرحة، فهي تبادلني الشعور ، بعدة مُرور عدة أشهُر طلبتُ يدها للزواج بعد إدراكنا بأن هذا مانرغب به بالفعل!،
ليلة الزواج، تلك الليله كانت مُختلفة للغاية؛ لا أدري ولكن أذكر لحظة وصولنا لمنزِلنا وكل تلك المشاعر والأحاسيس التى غمرتنا وجردتنا من الكثير من الأشياء ، حدث ذلك فور دُخولنا، كِلانا شغُوف للأخر، ناظرين لبعضنا بعين الحب قبل الرغبه، كان شعرها الأشقر الطويل يغطى وجهها، فأزحتُه بحركة خفيفة وأسكنتُه خلف أذنيها ، طلعَ البدرُ علي ورأيتُ ثغرها بلؤلؤاته متبسمًا يناجِيني قُبلة ليلية ، تغفُوا فيها العيون ويطلق فيها العنان للشعور..
لطالما كانت تزينها تلك الثياب وتتغنى بتلوناتها على ذاك الجسد؛ كل الألوان الممكنة كانت تسخر مني على الدوام مع كل حركة كانت تخطوها، كُنت أغار عليها من تِلك الثياب التى تُخبئ تُحفة عبقرية الصنع ، مُشغلة لأسعَار الرغبة في أسواق الجسد، كان تقاربنا لايشبه غيره ، متلاحمي الشعور والأبدان ، سألتني أن أحررها من هذا الوله الجميل ولكن عزيزتي ليس بهذه السهولة!، ما أنا بغازي مُحتل لأرضك، بل لاجئ يشتهي التمكُن والإستيطان، يرغب أن يطول البقاء، ويحلُو التوغل، ومابين أخذِِ وعطاء، تملكتنِي النشوة مرات ومرات، وكانت أفراحُها كرنفالات.. هي ليلة ليست كغيرها..وأنثى لاتتكرر!..مُمتن لقَدرٍ جمعني بها ، ممتن لمقهى "لادوريه" لكوب القهوة، وللصباحات، مسرور بكل مامضى ومتشوق لكل آت!.
_أمجد زكريا