ليس المكان ضاجا بنا كما كان، مرفولوجية الحذر في النفس البشرية تتجلى اليوم أكثر في اكتساب عادات جديدة واندثار اخرى مؤقتا او الى الأبد!؟ فيروس كوفيد19 وهو يرسم خريطة تداعياته على الوجود الإنساني في العالم يعيد تشكيل ملامح وجوهنا من جديد على مقاس كمامة صحية، ويعيد ترتيب خطواتنا في الامكنة والفضاءات العامة على مقاس مسافة الوقاية.
هناك مقولة معروفة تعبر عن روح نظرية في علم الإجتماع تقول" الإنسان كائن اجتماعي بطبعه" في إشارة واضحة إلى أن الإنسان بطبعه يحب ان يعيش داخل مجتمع بما فيه من عادات وتقاليد وموروث ثقافي خاص به، لكن يبدو ان هذا الفيروس له راي آخر على الأقل في هاته السنة سنة 2020، حيث قلب الموازين رأسا على عقب، وأصبح الإنسان في العالم،، مضطر لاكتساب عادات جديدة، و على ان يتعايش بمنظور إنساني جديد أملته وتمليه اكراهات مستجدات الأزمة الصحية العالمية ، فما هي اهم تلك العادات والتغييرات التي طرات وتطرا اليوم على الإنسان المعاصر؟
لقد اتضح جليا ان الإنسان مركز الهشاشة في الطبيعة / العالم ومركز قوتها أيضا..ياللتناقض في هذا التشكيل السريالي الذي يظل معطى موضوعيا لا يرتفع عنه الواقع، وما نعيشه اليوم مع هذا الفيروس خير دليل، فالإنسان مخلوق ضعيف هش في بنائه الجسمي والسيكولوجي، وهو في نفس الوقت قوي بعقله ومهاراته العلمية والتقنية التي مع الأسف لا يستعملها دائما في الإتجاه الصحيح من اجل تحقيق الأهداف النبيلة للوجود والحياة ، فقد ادت سيطرته على الطبيعة إلى استنزافها، وهو بذلك سبب من أسباب ما يحدث ، وهو الأمرالذي فرض عليه في النهاية امام كورونا سلك جملة من عادات جديدة اصبح لزاما عليه تبنيها وتكييف سلوكه اليومي معها.
لقد دخلت العلاقات الإجتماعية هذا العام باب العزلة للوقاية من الوباء، ولم يعد امام الإنسان من سبيل للتواصل سوى تلك المكالمات الهاتفية، او عبر تطبيقات المحادثات المرئية، حيث بذلك تكون وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها قد لعبت دور الجسر الرابط بين الناس والعائلات ومختلف الشرائح الأجتماعية، لتوثق للتاريخ ان الإنسان المعاصر خلال ازمة كورونا بحكم الحجر والإستثناء كان اكثر من أي وقت مضى كائنا إلكترونيا بامتياز في تواصله الإجتماعي.
إن تغيير العادات بات امرا لا مناص منه امام هذا الوباء،
وفي هذا الإطار نشرت مجلة " ريديرز ذا يجست" الأمريكية لائحة بتلك العادات التي يجب نسيانها الان بالمرة والاتجاه نحو عادات أخرى بديلة، ويتعلق الامر بعادة المصافحة بالأيدي التي يجب تغييرها بصيغ اخرى للتحية لا تعتمد على اللمس، وبعادة نوع من التساهل في النظافة ..نظافة الايادي والاواني الخ الذي يجب تغييرها بتعميم المعقمات في الحياة الإنسانية بالبيوت والمقاهي والمطاعم ومختلف الفضاءات الإجتماعية الأخرى، كم ان عادة العمل في المكاتب تم تغييرها ببديل العمل عن بعد ، خاصة وامام التجربة الملموسة رأت فيه كثير من الشركات انه أكثر إنتاجية مثل شركة "آبل" وشركة" مايكروسفت" ، كما ان الإنسان اصبح ملزما في هذه الظروف تغيير عادات لمس الأشياء كما اتفق ، والتركيز في توظيف يديه بطريقة صحية تنبع من الحرص والحذر في لمس الأشياء والأسطح المعدنية، طبعا مع ارتداء الكمامة الصحية واحترام مسافة الوقاية والذي فضلنا الإشارة إليهما في بداية استهلالنا لهذا الموضوع كعلامتين أساسيتين تعبر عن مستجدات السلوك الأنساني امام فيروس كورونا المستجد.
إن ما اصبح يفرضه الواقع الصحي للعالم من اكتساب عادات جديدة سيجعل الحياة نوعا ما تنحو منحى الحزن والتساؤل تماما كما تساءل الروائي الجزائري واسيني الأعرج ذات يوم حين قال" وسط هذه العزلة وهذا الإنكسار ،هل انتهت تلك السعادة الصغيرة التي كانت طابعنا اليومي؟ هل نسيت أننا كنا مصنع الفرحة حتى في أكثر اللحظات قسوة؟" ولكنها ايضا ستنحو منحى التضامن والإرادة في اكتساب تلك العادات الجديدة التي أصبحت في الوقت الراهن مرادفة للبقاء .
ليس سهلا في المحصلة النهائية ان تغير عادتك وسلوكك ، لكن للضرورة أحكام كما يقال، فلا بد من تدريب الذات والحواس على الحقيقة الجديدة حول الحياة، تماما كما يقول الروائي المغربي " الطاهر بنجلون" فالحياة اليوم لبثت " عند الجهة الأخرى من السور، ولا بد من ان التخلي عن عادات الحياة يتطلب دربة ومراسا"
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.
هناك مقولة معروفة تعبر عن روح نظرية في علم الإجتماع تقول" الإنسان كائن اجتماعي بطبعه" في إشارة واضحة إلى أن الإنسان بطبعه يحب ان يعيش داخل مجتمع بما فيه من عادات وتقاليد وموروث ثقافي خاص به، لكن يبدو ان هذا الفيروس له راي آخر على الأقل في هاته السنة سنة 2020، حيث قلب الموازين رأسا على عقب، وأصبح الإنسان في العالم،، مضطر لاكتساب عادات جديدة، و على ان يتعايش بمنظور إنساني جديد أملته وتمليه اكراهات مستجدات الأزمة الصحية العالمية ، فما هي اهم تلك العادات والتغييرات التي طرات وتطرا اليوم على الإنسان المعاصر؟
لقد اتضح جليا ان الإنسان مركز الهشاشة في الطبيعة / العالم ومركز قوتها أيضا..ياللتناقض في هذا التشكيل السريالي الذي يظل معطى موضوعيا لا يرتفع عنه الواقع، وما نعيشه اليوم مع هذا الفيروس خير دليل، فالإنسان مخلوق ضعيف هش في بنائه الجسمي والسيكولوجي، وهو في نفس الوقت قوي بعقله ومهاراته العلمية والتقنية التي مع الأسف لا يستعملها دائما في الإتجاه الصحيح من اجل تحقيق الأهداف النبيلة للوجود والحياة ، فقد ادت سيطرته على الطبيعة إلى استنزافها، وهو بذلك سبب من أسباب ما يحدث ، وهو الأمرالذي فرض عليه في النهاية امام كورونا سلك جملة من عادات جديدة اصبح لزاما عليه تبنيها وتكييف سلوكه اليومي معها.
لقد دخلت العلاقات الإجتماعية هذا العام باب العزلة للوقاية من الوباء، ولم يعد امام الإنسان من سبيل للتواصل سوى تلك المكالمات الهاتفية، او عبر تطبيقات المحادثات المرئية، حيث بذلك تكون وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها قد لعبت دور الجسر الرابط بين الناس والعائلات ومختلف الشرائح الأجتماعية، لتوثق للتاريخ ان الإنسان المعاصر خلال ازمة كورونا بحكم الحجر والإستثناء كان اكثر من أي وقت مضى كائنا إلكترونيا بامتياز في تواصله الإجتماعي.
إن تغيير العادات بات امرا لا مناص منه امام هذا الوباء،
وفي هذا الإطار نشرت مجلة " ريديرز ذا يجست" الأمريكية لائحة بتلك العادات التي يجب نسيانها الان بالمرة والاتجاه نحو عادات أخرى بديلة، ويتعلق الامر بعادة المصافحة بالأيدي التي يجب تغييرها بصيغ اخرى للتحية لا تعتمد على اللمس، وبعادة نوع من التساهل في النظافة ..نظافة الايادي والاواني الخ الذي يجب تغييرها بتعميم المعقمات في الحياة الإنسانية بالبيوت والمقاهي والمطاعم ومختلف الفضاءات الإجتماعية الأخرى، كم ان عادة العمل في المكاتب تم تغييرها ببديل العمل عن بعد ، خاصة وامام التجربة الملموسة رأت فيه كثير من الشركات انه أكثر إنتاجية مثل شركة "آبل" وشركة" مايكروسفت" ، كما ان الإنسان اصبح ملزما في هذه الظروف تغيير عادات لمس الأشياء كما اتفق ، والتركيز في توظيف يديه بطريقة صحية تنبع من الحرص والحذر في لمس الأشياء والأسطح المعدنية، طبعا مع ارتداء الكمامة الصحية واحترام مسافة الوقاية والذي فضلنا الإشارة إليهما في بداية استهلالنا لهذا الموضوع كعلامتين أساسيتين تعبر عن مستجدات السلوك الأنساني امام فيروس كورونا المستجد.
إن ما اصبح يفرضه الواقع الصحي للعالم من اكتساب عادات جديدة سيجعل الحياة نوعا ما تنحو منحى الحزن والتساؤل تماما كما تساءل الروائي الجزائري واسيني الأعرج ذات يوم حين قال" وسط هذه العزلة وهذا الإنكسار ،هل انتهت تلك السعادة الصغيرة التي كانت طابعنا اليومي؟ هل نسيت أننا كنا مصنع الفرحة حتى في أكثر اللحظات قسوة؟" ولكنها ايضا ستنحو منحى التضامن والإرادة في اكتساب تلك العادات الجديدة التي أصبحت في الوقت الراهن مرادفة للبقاء .
ليس سهلا في المحصلة النهائية ان تغير عادتك وسلوكك ، لكن للضرورة أحكام كما يقال، فلا بد من تدريب الذات والحواس على الحقيقة الجديدة حول الحياة، تماما كما يقول الروائي المغربي " الطاهر بنجلون" فالحياة اليوم لبثت " عند الجهة الأخرى من السور، ولا بد من ان التخلي عن عادات الحياة يتطلب دربة ومراسا"
--------------------------------------------------------------------
* خالد الدامون.