شكيب عبد الحميد - ملهاة كازيمودو.. قصة قصيرة

لنبدأ ... عفوا لأبدأ ولكن من أين وكيف؟
هل الكتابة سهلة إلى هذه الدرجة؟
قد يظهر للبعض أن الحروف ولا أقول الكلمات سهلة في تطويعها لتلطيخ البياض.
وهذا البياض / الشهوة / المساحات الفارغة تدلك على أن الطريق مسدود.
لأبدأ والبداية صعبة. هذا ما تعلمته من مداد قلمي. إنها ليست توطئة ولكنه تواطؤ الذاكرة / المخيلة / صهد النار / كآبة الأشياء التي قد تكون أو لا تكون.
المهم ابدأ يابن الكلب وخلصنا من تجاويف اللف والدوران.
شرخ ثمة ... يقف في وجهك، يعلو ولا يعلى عليه ... إنها البداية.
انتظر أيها المتلقي قليلا خلف الجدار حتى تتراءى لك بلورية أو قاتمة.
توارى ولا تفتح النوافذ لترى أفق انتظارك.
أرهف سمعك إذا كنت مستمعا أو أرهف عينك إذا كنت مخبرا عفوا متلقيا نظيفا.
أتساءل: هل العين تقرأ المسموع؟ وهل الأذن تسمع المخطوط؟ وهل الفم ينطق الضباب؟
كازيمودو يا قارع الأجراس. احك لنا قصتك وابدأ من الميلاد.

الفصل الأول:
دفتر الذكريات مفتوح وكازيمودو ملقى على قارعة الطريق ملفوفا في قماش أسود .. وضعته المسكينة ليلا قرب المسجد وانصرفت.

- بطاقة تعريف:
قال حارس العمارة المجاورة للمسجد: إنها شابة في ربيع عمرها جاءت متسللة ليلا ووضعت شيئا على الطوار وانسحبت.
سأله الضابط بعنف:
ــــ ولم لم تقتف أثرها؟
كانت الدنيا عيون شتاء وكنت ملفوفا في جلبابي ولم أستطع الخروج.
- وهل تعرف الشابة التي رمت الطفل؟
- لا أستطيع أن أتبينها يا سيدي.

الفصل الثاني:
كازيمودو أصبح طفلا يافعا. رباه اسكافي حقير، عفوا فقير لأن زوجته عاقر.. وبين الفقر العقر عاش كازيمودو.
دخل المدرسة وكان محط الأنظار لأن لباسه لوحة لو عرضت في باريس لحطمت الرقم القياسي في المبيعات ... تشكيلات من كل الألوان.
التلاميذ لقبوه ببيكرا والأعور وقد تقلب في عدة ألقاب.
كازيمودو !!
أيها النائم الآن في الخراب تحتسي جرعات الكحول الخالص. تعانق الأرض لتذكرنا بأننا سنعود إليه يوما.
كازيمودو !!
احك .. أو أحكي عنك. قد يطول الحكي وقد نضحك حينما نذكر سيرتك العطنة. ولكن من أين نبدأها؟
لو كتبتها أنت لكان الأسى محض افتراء.. ولكنك أشركتنا معك رغم أنوفنا. فها نحن ننهش عرضك ونقتحم خلوتك. مازلت بيننا تعيش على مد الأيدي والموائد المشطبة آخر الليل. تذكرنا بأننا مجرد حشرات وأنت في عالمك السفلي.
أنا لا أستطيع الكتابة عنك وإنما سأقتطف شذرات من ملهاتك على ركح مدينتنا.
كازيمودو نجح في امتحان الشهادة الابتدائية بصعوبة.. دخل السلك الأول لكنه لم يتمم دراسته وطرد من القسم إلى قسم البوليس وسجن خمس سنوات. لأنه انتقم من أستاذه الفرنسي الذي أعطاه صفرا في الامتحان فما كان من كازيمودو إلا أن اختطف ابن الأستاذ من قرب منزلهم وأدخله الغابة المجاورة وافتض صفر مؤخرته.
الفصل الثالث:
خرج كازيمودو من السجن وهو شاب يافع. احترف عدة حرف ثم تقلب في عدة انحرافات.
ـــــ الانحراف الأول:
اشتغل بزنازا في الحي. اكترى بيتا فوق السطوح.. وكان كل ما جمع قسطا من المال يوزع نصفه على المخبرين. ويدخل السجن ويخرج حتى صار معروفا لدى إدارة السجون.
ــــ الانحراف الثاني:
ثاب كازيمودو عن بيع الحشيش واشترى سكينا طويلا وصار قاطع الطريق.

- الانحراف الثالث:

قتل مقدم الحي.

- الانحراف الرابع:
خرج من السجن منهوك القوى.. أشيب الشعر.. نحيف البدن. لا يصلح إلا شخصية للمنفلوطي الذي لو كان حيا لألف عنه عدة فصول في الوصف.
كازيمودو الهامش !!
كازيمودو الهوامش !!
كازيمودو قطرة في بحر.
ها نحن نملأ الصفحات بالشذرات وأنت لاه عنا.

الفصل الخامس:
كازيمودو شخصية رئيسية في رواية أحدب نوتردام لفيكتور هيجو.
الفصل السادس:
عاش كازيمودو في مدينتنا.

الفصل السابع:
قصة كازيمودو لا وجود لها في الواقع.

الفصل الثامن:
مازال كازيمودو حيا يرزق وقد جلست معه مرارا وتكرارا وتناقشنا في أمور عديدة ... منها ... ومنها ... ومنها ... وكنا لا ننتهي حتى وقت متأخر من الليل.


- إشارات:

* ولد كازيمودو سنة 1962
* أبوه الاسكافي مات سنة 1945
* أمه التي رمته قرب المسجد من مواليد 1977 .

ملحوظة:
أعتذر عن عدم ذكر اسم المؤلف الحقيقي لهذه القصة نظرا لظروف قاهرة.
- الفصل التاسع: « ....................................»
- الفصل العاشر: « ....................................»
- الفصل الحادي عشر: « .............................«
مات المؤلف ولم يتمم ملهاة كازيمودو .
أعلى