دراسة أدبية محكّمة نوقشت في المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية الذي عُقِدَ في دُبيّ في شهر مايو أيار 2016... أعدّها الدكتور محمد الجاغوب
الملخّص
القصيدة وليدة حالة نفسية وتجربة شعورية يعيشُها الشاعر، ويُنشِدُها معبرا عن انفعالاته وأحاسيسه، ويصور بها بيئته ومجتمعَه الإنساني، وكثيرا ما تكون القصيدة مرآةً عاكسة لشخصية قائلها؛ فيتمكن القارئ عن طريق التحليل الدقيق لها من الولوج إلى ما وراء الكلمات واستكشاف العلاقات غير المرئية فيما بينها فتظهر الملامح الخفية في تلك الشخصية كالحِلمِ والكرم والعِفّة والغيرة والتواضع والقسوة والسفه والطيش والتعصب، وغير ذلك من السمات النفسية.
تطرّق الباحث في هذه الدراسة إلى سيميائية الأسماء والأشخاص، فوقفَ عند دلالات أسماء الشعراء والفرسان وأسماء خيولهم ووقائعهم ومكانتهم في مجتمعاتهم والأدوار التي يؤديها كل منهم، فقد نرى الشاعر يقوم بدور المؤرخ فيعمد إلى تصوير الأحداث بأدواته الخاصة، وقد يقوم بدور القائد والمرشد والحكيم والناصح، وقد يقوم بدور الجندي الحامي للذمار المطيع لأوامر شيخ القبيلة. فهل يمكن الاعتماد على الشعر في دراسة أحوال الأمم، ولا سيما في حال تعذر الكتابة وغياب المصادر المقروءة، وهل هذا ينطبق على الشعر في العصر الجاهلي، حيث كان الشاعرُ الناطقَ الرسميَّ باسم قبيلته، وكان الرواةُ وسائلَـَهم الإعلامية.
ولما كانت الحقبة التي عاشها العرب قبل ظهور الإسلام حافلة بعدم الاستقرار وكثرة الصراعات والحروب بين القبائل العربية، فقد رأى الباحثُ أنّ دراسة الشعر العربي في تلك الحقبة قد تكشف عن خصائص المجتمع العربي، وعن الملامح العامة للشخصية العربية، وقد تساعد في توضيح بعض الموجِّهات لسلوكات تلك الشخصية تجاه كثير من القيم الإنسانية. كما أنّ البحث في النصوص الحربية قد يصل بالمتلقي إلى ما يرمي إليه القائل، ويساعده في استخلاص العِبَر وربطها بالواقع العربي المعاصر.
تعرّضتْ هذه الدراسة لأسباب الصراع بين القبائل، ولمظاهر وحيثيات تلك الصراعات والحروب، وأوردَ الباحثُ عددًا من الشواهد الشعرية، وعلـّق عليها موضحا معانيها والسمات النفسية لقائليها والملامح البيئية والظروف الاجتماعية التي قيلت فيها، مُبرزًا الجوانب الفنية، ومُحلّلا الدوافع النفسية الكامنة وراءها. واستنتجَ أنّ النزعة الحربية بادية بوضوح في قصائد شعراء العصر الجاهلي، مُتأصّلة في نفوسهم عاكسة لأهوائهم، ولكنها نزعة عشوائية توجهها العصبيات القبلية، وأنّها تسبّبتْ في حروب ليس لها ما يبرّرها، وهذا مؤشر على أنّ الشخصية العربية تنطوي على شيء من النزق والانفعال المتسارع تجاه الأحداث. كما أشارت الدراسة إلى أنّ العربيّ بطبعه يرفض الذلّ، ويدافع عن حرماته بكل ما يستطيع، ويتحلـّى بصفات الشجاعة والتحمّل، ويتقن مهارات الفروسية، وأنّ ما يلحق بالعرب في العصر الحديث من هزائم لا ينم عن جُبن أو استسلام أو خضوع يعتري شخصية الإنسان العربي.
الملخّص
القصيدة وليدة حالة نفسية وتجربة شعورية يعيشُها الشاعر، ويُنشِدُها معبرا عن انفعالاته وأحاسيسه، ويصور بها بيئته ومجتمعَه الإنساني، وكثيرا ما تكون القصيدة مرآةً عاكسة لشخصية قائلها؛ فيتمكن القارئ عن طريق التحليل الدقيق لها من الولوج إلى ما وراء الكلمات واستكشاف العلاقات غير المرئية فيما بينها فتظهر الملامح الخفية في تلك الشخصية كالحِلمِ والكرم والعِفّة والغيرة والتواضع والقسوة والسفه والطيش والتعصب، وغير ذلك من السمات النفسية.
تطرّق الباحث في هذه الدراسة إلى سيميائية الأسماء والأشخاص، فوقفَ عند دلالات أسماء الشعراء والفرسان وأسماء خيولهم ووقائعهم ومكانتهم في مجتمعاتهم والأدوار التي يؤديها كل منهم، فقد نرى الشاعر يقوم بدور المؤرخ فيعمد إلى تصوير الأحداث بأدواته الخاصة، وقد يقوم بدور القائد والمرشد والحكيم والناصح، وقد يقوم بدور الجندي الحامي للذمار المطيع لأوامر شيخ القبيلة. فهل يمكن الاعتماد على الشعر في دراسة أحوال الأمم، ولا سيما في حال تعذر الكتابة وغياب المصادر المقروءة، وهل هذا ينطبق على الشعر في العصر الجاهلي، حيث كان الشاعرُ الناطقَ الرسميَّ باسم قبيلته، وكان الرواةُ وسائلَـَهم الإعلامية.
ولما كانت الحقبة التي عاشها العرب قبل ظهور الإسلام حافلة بعدم الاستقرار وكثرة الصراعات والحروب بين القبائل العربية، فقد رأى الباحثُ أنّ دراسة الشعر العربي في تلك الحقبة قد تكشف عن خصائص المجتمع العربي، وعن الملامح العامة للشخصية العربية، وقد تساعد في توضيح بعض الموجِّهات لسلوكات تلك الشخصية تجاه كثير من القيم الإنسانية. كما أنّ البحث في النصوص الحربية قد يصل بالمتلقي إلى ما يرمي إليه القائل، ويساعده في استخلاص العِبَر وربطها بالواقع العربي المعاصر.
تعرّضتْ هذه الدراسة لأسباب الصراع بين القبائل، ولمظاهر وحيثيات تلك الصراعات والحروب، وأوردَ الباحثُ عددًا من الشواهد الشعرية، وعلـّق عليها موضحا معانيها والسمات النفسية لقائليها والملامح البيئية والظروف الاجتماعية التي قيلت فيها، مُبرزًا الجوانب الفنية، ومُحلّلا الدوافع النفسية الكامنة وراءها. واستنتجَ أنّ النزعة الحربية بادية بوضوح في قصائد شعراء العصر الجاهلي، مُتأصّلة في نفوسهم عاكسة لأهوائهم، ولكنها نزعة عشوائية توجهها العصبيات القبلية، وأنّها تسبّبتْ في حروب ليس لها ما يبرّرها، وهذا مؤشر على أنّ الشخصية العربية تنطوي على شيء من النزق والانفعال المتسارع تجاه الأحداث. كما أشارت الدراسة إلى أنّ العربيّ بطبعه يرفض الذلّ، ويدافع عن حرماته بكل ما يستطيع، ويتحلـّى بصفات الشجاعة والتحمّل، ويتقن مهارات الفروسية، وأنّ ما يلحق بالعرب في العصر الحديث من هزائم لا ينم عن جُبن أو استسلام أو خضوع يعتري شخصية الإنسان العربي.