قصة وتعليق
الأسير الشهيد/ بقلم دلال ابو طالب
مقدرة أسلوبية عالية المستوى
قراءة / أيمن دراوشة
سرد منظم وحرفة اختراع من خلال الكلمة المكتوبة حيث قدمت لنا القاصة قصة وطنية لأسير لم يهنأ بخروجه من الأسر ولا حتى بتحقيق الحد الأدنى من أحلامه.. فكل شيء تغير وتبدل حتى البراءة والنفوس والمعالم... قضى الأسير شهيدًا برصاصة معادية ... ليعود نفس المشهد من الواجهة الأمامية إلى آخر القصة، فتتشكل لدينا قصة ذات وحدة عضوية متماسكة، ونص مطابقة للحياة الواقعية أيضًا... ظهرت الشخصيات بصورة مقنعة وقوية دون تدخل الكاتب، وإن قدمت بطريقة مباشرة أعطت صورة واضحة للشخوص جميعها ... كما تمَّ تناول الحدث دون تمهيد لأسبابه وظروفه التي هي معروفة أساسًا للقارئ ... إضافة إلى متابعة الحدث وتعقبه ونموه حتى وصل إلى نهايته الدرامية المغلقة.
التنقلات السريعة من مشهد لمشهد جعلنا نشعر بقدرة الكاتبة الفائقة على التحكم بعنصري الزمان والمكان من خلال الانتقال الزمني السريع ... وختامًا فالقصة ظهرت كوحدة واحدة مترابطة، من خلال معالجة فنية بسيطة التركيب ومقدرة أسلوبية عالية المستوى، وبراعة في التمكن من أدوات اللغة مما نتج عنها قصة قصيرة ناجحة بامتياز.
----------------------------------------------------
القصة / بقلم / دلال أبو طالب
بلهفة وشوق كل السنين التي قضيتها في أسرك
بدموع أمك التي تغسل وسادتها كل ليلة...
بانتظارك خلف القضبان.. وفي السجن المنفرد العفن
ليالٍ طويلة
لا تعد ولا تحصى
وشوقك لبنت الجيران التي أهديتها أول وردة على استحياء
بكل ليالي الانتظار الطويلة التي قضيتها تعدّ الدقائق والثواني والساعات
تحلم بالحرية
بدفء الشمس
وحضن أمك
ومشاكسة أختك الصغيرة
وتعاقب الفصول
لم تصدق حين سمعت اسمك .. وخلفه كلمة إفراج
ذهلت للحظة ولم تصدق ما سمعت
وبعدها صرخت بأعلى صوتك
سوف أخرج من هنا
خرجت
وأنت تردد( لا شك أنه حلم )
كانت القرية جميعها باستقبالك
الزغاريد .. والأناشيد تصدح ودموع الفرح
وحين ارتميت بحضن أمك .. وعيناك تبحث عن أختك الصغيرة
احتضنتك صبية حلوة تمسك طرف ثوبها طفلة صغيرة
هتفت وأنت تلتقط الطفلة الصغيرة: أختي.. كم اشتقت لك!
بكت الصبية وقالت لك .. أنا أختك
ابتلعت دموعك وهي تقول لك هذه ابنتي!
لم يعد شيئاً على حاله..
حتى ابنة الجيران تزوجت وسافرت للخارج..
ها أنت تتمشى وحيدًا على طرف القرية..
حينما أتت سيارة وتوقفت أمامك
أخرج أحدهم مسدسًا.. صوبه اتجاهك
للمرة الثانية خلال اسبوع واحد خرجت القرية لتزفك وسط الزغاريد والأناشيد .. والدموع
الأسير الشهيد/ بقلم دلال ابو طالب
مقدرة أسلوبية عالية المستوى
قراءة / أيمن دراوشة
سرد منظم وحرفة اختراع من خلال الكلمة المكتوبة حيث قدمت لنا القاصة قصة وطنية لأسير لم يهنأ بخروجه من الأسر ولا حتى بتحقيق الحد الأدنى من أحلامه.. فكل شيء تغير وتبدل حتى البراءة والنفوس والمعالم... قضى الأسير شهيدًا برصاصة معادية ... ليعود نفس المشهد من الواجهة الأمامية إلى آخر القصة، فتتشكل لدينا قصة ذات وحدة عضوية متماسكة، ونص مطابقة للحياة الواقعية أيضًا... ظهرت الشخصيات بصورة مقنعة وقوية دون تدخل الكاتب، وإن قدمت بطريقة مباشرة أعطت صورة واضحة للشخوص جميعها ... كما تمَّ تناول الحدث دون تمهيد لأسبابه وظروفه التي هي معروفة أساسًا للقارئ ... إضافة إلى متابعة الحدث وتعقبه ونموه حتى وصل إلى نهايته الدرامية المغلقة.
التنقلات السريعة من مشهد لمشهد جعلنا نشعر بقدرة الكاتبة الفائقة على التحكم بعنصري الزمان والمكان من خلال الانتقال الزمني السريع ... وختامًا فالقصة ظهرت كوحدة واحدة مترابطة، من خلال معالجة فنية بسيطة التركيب ومقدرة أسلوبية عالية المستوى، وبراعة في التمكن من أدوات اللغة مما نتج عنها قصة قصيرة ناجحة بامتياز.
----------------------------------------------------
القصة / بقلم / دلال أبو طالب
بلهفة وشوق كل السنين التي قضيتها في أسرك
بدموع أمك التي تغسل وسادتها كل ليلة...
بانتظارك خلف القضبان.. وفي السجن المنفرد العفن
ليالٍ طويلة
لا تعد ولا تحصى
وشوقك لبنت الجيران التي أهديتها أول وردة على استحياء
بكل ليالي الانتظار الطويلة التي قضيتها تعدّ الدقائق والثواني والساعات
تحلم بالحرية
بدفء الشمس
وحضن أمك
ومشاكسة أختك الصغيرة
وتعاقب الفصول
لم تصدق حين سمعت اسمك .. وخلفه كلمة إفراج
ذهلت للحظة ولم تصدق ما سمعت
وبعدها صرخت بأعلى صوتك
سوف أخرج من هنا
خرجت
وأنت تردد( لا شك أنه حلم )
كانت القرية جميعها باستقبالك
الزغاريد .. والأناشيد تصدح ودموع الفرح
وحين ارتميت بحضن أمك .. وعيناك تبحث عن أختك الصغيرة
احتضنتك صبية حلوة تمسك طرف ثوبها طفلة صغيرة
هتفت وأنت تلتقط الطفلة الصغيرة: أختي.. كم اشتقت لك!
بكت الصبية وقالت لك .. أنا أختك
ابتلعت دموعك وهي تقول لك هذه ابنتي!
لم يعد شيئاً على حاله..
حتى ابنة الجيران تزوجت وسافرت للخارج..
ها أنت تتمشى وحيدًا على طرف القرية..
حينما أتت سيارة وتوقفت أمامك
أخرج أحدهم مسدسًا.. صوبه اتجاهك
للمرة الثانية خلال اسبوع واحد خرجت القرية لتزفك وسط الزغاريد والأناشيد .. والدموع