البعض منهم التزم فقط بوضع الكمّامات..مواطنون يطالبون بتفعيل الرّقابة
تفشي جائحة كوفيد 19 أجبر السلطات العمومية على إصدار قرارات صارمة لمنع حدوث الإصابة بفيروس كورونا و الحد من انتشاره كغلق قاعات الزواج و منع الإحتكاك المباشر في الأعراس، لكن لا حديث عمّا يحدث في "الجنائز" و الخطر الذي يداهم المواطن الجزائري لاسيما الأطفال منهم الذين يعتبرون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء، الملاحظ أن إجراءات منع التنقل حرم البعض من حضور تشييع جنازة أهاليهم خاصة الذين يقيمون خارج التراب الوطني
"الإحتكاك" المباشر القاسم المشترك بين الناس، في مختلف المناسبات التي اعتادت المجتمعات العربية إقامتها كما هو الشأن في المجتمع الجزائري، خاصة في "الأعراس" و "الجنائز"، الفرق بين الأولى و الثانية هو أن في الأعراس يستقبل المدعوون بالرقص و الزغاريد، تعبيرا عن مشاعر الفرحة لزواج واحد من أبناء العائلة أو بناتها، في حين نجد البعض يعبرون عن حزنهم بالأحضان تعبيرا عن مقاسمتهم الألم و الحزن لرحيل واحد من أفراد العائلة عن الحياة ، لحظات تمتزج فيها الدموع و الآهات و الصراخ و لو أن هذه العادة ( اللقاء بالأحضان) نراها أيضا في الأعراس، لكن في ظل تفشي فيروس كورونا ، نقف على حالات تهدد صحة المواطن، و تشجع على انتشار الوباء و بالتالي ارتفاع في عدد الإصابات في ظل الأرقام التي تكشفها السلطات الجزائرية عن عدد الوفيات، و هذا لغياب أدنى شروط الوقاية و الإلتزام بالتعليمات الوقائية كوضع الكمّامة و احترام مسافة الأمان، مع تجنب التقبيل والمصافحة، في ظل هذه الأجواء لا نرى أي تطبيق للتدابير الإحترازية الوقائية ، و هو ما وقفنا عليه و نحن نحضر تشييع جنازة بولاية شرقية، اين لوحظ احتكاك مباشر و استقبال بالأحضان، و عدم احترام مسافة الأمان.
يحدث هذا في المنازل ذات الغرف الضيقة ، إذ نجد في كل غرفة بين 15 إلى 20 امرأة و لا يوجد اي تباعد بينهن، أما الرجال فهم ينصبون خيمة كبيرة يجتمعون فيها و يتبادلون أطراف الحديث، أمام الغياب الكلي للرّقابة من قبل السلطات المعنية، في الأعراس و الجنائز لا وجود لكوفيذ 19، كل واحد يعيش اللحظة التي يريد أن يعيشها هو، سعيدة كانت أو أليمة، فقد اتسمت هذه المناسبات بالفوضى و الحياة فيها بلا قيود، الغريب أننا نلاحظ التنافس الكبير على من يُقَبِّلُ جبين الميت و جثته ملقاة على الأرض، و من يجلس أمامه لا ينهض أبدا، فيجبر البعض على الوقوف على رأس الجالسين، دون احترام مسافة الأمان، ففي الجنائز لا يمكن التقيد بالشروط الوقائية، هي مشاهد حزينة، و الوقوف عليها يزيد حزنا، ليس لفقدان الشخص العزيز فقط و البكاء لفراقه، و إنما لأن كثير من المجتمعات تفتقر إلى ثقافة الجنائز، كما تفتقر إلى بروتوكولات تشييع الجنازة في فترة الأوبئة، خاصة في هذا الظرف الصحي بالذات، فلا يوجد أي تجنّد لمكافحة الفيروس ومنع انتشاره، لأنّ البعض حمل شعار: "كلّ شيئ بالمكتوب و اليّ يجيبها ربّي مرحبا بيها"، هو التلاعب بالصحة العمومية بل بحياة الإنسان كلها، لأن المصاب بالفيروس قد لا تظهر عليه أعراض الإصابة و قد ينقل العدوى لمن يحيطون به دون شعور منهم.
لقد حرصت الحكومات على وضع بروتوكولات الوقاية من الوباء، في كل التجمعات في المراكز التجارية، في دور الإيواء و الفنادق، في الأسواق، في المساجد ، في المدارس و الجامعات، و في دور الثقافة و السينما في قاعات الرياضة، كما وضعت بروتوكولات في كل مواقع و فضاءات النقل بكل أنواعه: الجوي، البحري و البري ( الحافلات و سيارات الأجرة) ، مع منع التنقل من ولاية لأخرى، و أجبر المواطن في مثل هذه الحالات على استغلال سيارات الكلوندستان ( الفرود)، للتنقل من ولاية لأخرى، فالتنقل بين ولاية و أخرى مثلا لا تفصل بينهما سوى مسافة 120 كلم على سبيل المثال يكلف المواطن مبلغ بين 2500 و 3000 دينار جزائري لحضور جنازة، أو حضور موعد الطبيب أو لقاء ضروري لا يمكن تفويته، دون الحديث عن الذين يقيمون خارج وسط المدينة، و إن التزمت السلطات الجزائرية بفرض بعض الإجراءات الصارمة كغلق قاعات الزواج و منع الأعراس، لم تُفرض تلك التعليمات في الجنائز، قد يعود ذلك لسبب واحد هو أنه يتعذر على السلطات الإعتداء على حرمة المنزل و أهله و بالخصوص حرمة "الميت"، كذلك من باب مراعاة مشاعر أهل الميت و حزنهم، و من ثم نلاحظ ما يحدث من فوضى بسبب غياب النظام و عدم التقيد بالشروط الوقائية، يبقى السؤال حول إمكانية التعايش مع الوباء في "الجنائز" دون تسجيل إصابات و تجاوز الإحتكاك المباشر لما يشكله من خطر على العائلات؟
علجية عيش
تفشي جائحة كوفيد 19 أجبر السلطات العمومية على إصدار قرارات صارمة لمنع حدوث الإصابة بفيروس كورونا و الحد من انتشاره كغلق قاعات الزواج و منع الإحتكاك المباشر في الأعراس، لكن لا حديث عمّا يحدث في "الجنائز" و الخطر الذي يداهم المواطن الجزائري لاسيما الأطفال منهم الذين يعتبرون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء، الملاحظ أن إجراءات منع التنقل حرم البعض من حضور تشييع جنازة أهاليهم خاصة الذين يقيمون خارج التراب الوطني
"الإحتكاك" المباشر القاسم المشترك بين الناس، في مختلف المناسبات التي اعتادت المجتمعات العربية إقامتها كما هو الشأن في المجتمع الجزائري، خاصة في "الأعراس" و "الجنائز"، الفرق بين الأولى و الثانية هو أن في الأعراس يستقبل المدعوون بالرقص و الزغاريد، تعبيرا عن مشاعر الفرحة لزواج واحد من أبناء العائلة أو بناتها، في حين نجد البعض يعبرون عن حزنهم بالأحضان تعبيرا عن مقاسمتهم الألم و الحزن لرحيل واحد من أفراد العائلة عن الحياة ، لحظات تمتزج فيها الدموع و الآهات و الصراخ و لو أن هذه العادة ( اللقاء بالأحضان) نراها أيضا في الأعراس، لكن في ظل تفشي فيروس كورونا ، نقف على حالات تهدد صحة المواطن، و تشجع على انتشار الوباء و بالتالي ارتفاع في عدد الإصابات في ظل الأرقام التي تكشفها السلطات الجزائرية عن عدد الوفيات، و هذا لغياب أدنى شروط الوقاية و الإلتزام بالتعليمات الوقائية كوضع الكمّامة و احترام مسافة الأمان، مع تجنب التقبيل والمصافحة، في ظل هذه الأجواء لا نرى أي تطبيق للتدابير الإحترازية الوقائية ، و هو ما وقفنا عليه و نحن نحضر تشييع جنازة بولاية شرقية، اين لوحظ احتكاك مباشر و استقبال بالأحضان، و عدم احترام مسافة الأمان.
يحدث هذا في المنازل ذات الغرف الضيقة ، إذ نجد في كل غرفة بين 15 إلى 20 امرأة و لا يوجد اي تباعد بينهن، أما الرجال فهم ينصبون خيمة كبيرة يجتمعون فيها و يتبادلون أطراف الحديث، أمام الغياب الكلي للرّقابة من قبل السلطات المعنية، في الأعراس و الجنائز لا وجود لكوفيذ 19، كل واحد يعيش اللحظة التي يريد أن يعيشها هو، سعيدة كانت أو أليمة، فقد اتسمت هذه المناسبات بالفوضى و الحياة فيها بلا قيود، الغريب أننا نلاحظ التنافس الكبير على من يُقَبِّلُ جبين الميت و جثته ملقاة على الأرض، و من يجلس أمامه لا ينهض أبدا، فيجبر البعض على الوقوف على رأس الجالسين، دون احترام مسافة الأمان، ففي الجنائز لا يمكن التقيد بالشروط الوقائية، هي مشاهد حزينة، و الوقوف عليها يزيد حزنا، ليس لفقدان الشخص العزيز فقط و البكاء لفراقه، و إنما لأن كثير من المجتمعات تفتقر إلى ثقافة الجنائز، كما تفتقر إلى بروتوكولات تشييع الجنازة في فترة الأوبئة، خاصة في هذا الظرف الصحي بالذات، فلا يوجد أي تجنّد لمكافحة الفيروس ومنع انتشاره، لأنّ البعض حمل شعار: "كلّ شيئ بالمكتوب و اليّ يجيبها ربّي مرحبا بيها"، هو التلاعب بالصحة العمومية بل بحياة الإنسان كلها، لأن المصاب بالفيروس قد لا تظهر عليه أعراض الإصابة و قد ينقل العدوى لمن يحيطون به دون شعور منهم.
لقد حرصت الحكومات على وضع بروتوكولات الوقاية من الوباء، في كل التجمعات في المراكز التجارية، في دور الإيواء و الفنادق، في الأسواق، في المساجد ، في المدارس و الجامعات، و في دور الثقافة و السينما في قاعات الرياضة، كما وضعت بروتوكولات في كل مواقع و فضاءات النقل بكل أنواعه: الجوي، البحري و البري ( الحافلات و سيارات الأجرة) ، مع منع التنقل من ولاية لأخرى، و أجبر المواطن في مثل هذه الحالات على استغلال سيارات الكلوندستان ( الفرود)، للتنقل من ولاية لأخرى، فالتنقل بين ولاية و أخرى مثلا لا تفصل بينهما سوى مسافة 120 كلم على سبيل المثال يكلف المواطن مبلغ بين 2500 و 3000 دينار جزائري لحضور جنازة، أو حضور موعد الطبيب أو لقاء ضروري لا يمكن تفويته، دون الحديث عن الذين يقيمون خارج وسط المدينة، و إن التزمت السلطات الجزائرية بفرض بعض الإجراءات الصارمة كغلق قاعات الزواج و منع الأعراس، لم تُفرض تلك التعليمات في الجنائز، قد يعود ذلك لسبب واحد هو أنه يتعذر على السلطات الإعتداء على حرمة المنزل و أهله و بالخصوص حرمة "الميت"، كذلك من باب مراعاة مشاعر أهل الميت و حزنهم، و من ثم نلاحظ ما يحدث من فوضى بسبب غياب النظام و عدم التقيد بالشروط الوقائية، يبقى السؤال حول إمكانية التعايش مع الوباء في "الجنائز" دون تسجيل إصابات و تجاوز الإحتكاك المباشر لما يشكله من خطر على العائلات؟
علجية عيش