محمد عثمان كجراى - الإحتراق في موسم الرياح.. شعر

أقول لثلة الأحباب لا تأسوا
إذا ما رنّ صوت الحزن يقطر من كتاباتي
فإن الحزن يوقظني
يلاحقني يلوّن دغل مأساتي
أنا من أمة سكرى بخمر الصبر ،
تخرس صوت آهاتي
وتخنق لي عباراتي
يمر العام تلو العام
لا الأحلام تصدق ،
لا ركام الهم يسقط من حساباتي
ويخجلني امتداد الصمت ،
لون الصمت ،
عري الصمت
في جدب المسافات
تسائلني عصابات من الشعراء والفقراء ،
عن نار تمد لسانها المسعور في ساحات لوحاتي
وعن عبق من الكافور
عن قبس من الديجور
كان يضيء في كل المسافاتِ
ماذا يا رفاق الدرب ما دامت
تزلزلنا رياح القهر
والاحباط في عقم البداياتِ
وهأنذا كمجذوبٍ يسير على هواه
يجد،
يظهر في جموع السّفر في كل القطاراتِ
فيا شمساً تغيب هنالك وراء البرزخ
الممتد في أقصى المداراتِ
أتوه أظل أبحث عنك
بين مواكب الدهماء ،
خلف مرافيء الظلماء ،
فوق مجرة الأسماء
لا ألقى سوى صمت يغربل لي عذاباتي
رأيت الليل مسعوراً يمزق لي شعاراتي
يقود مظلة الإعصار ،
يسخر من معاناتي
واما لذت بالأحياء يلقيني على أبواب أمواتي
رفعت على ركام الغيب فوق مدارج المجهول راياتي
وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
ياسيزيف ...
أهدر في دروب الليل طاقاتي
فيا وطن الضياع المر يا نصلاً
يمزقني ويكثر من جراحاتي
متى ينسل موج الضوء يغسل رمل واحاتي؟

#محمد_عثمان_كجراي
أعلى