” وإذا بباب القصر قد فُتح، وخرج منه عشرون جارية و عشرون عبداً ، و إمرأة أخيه تمشي بينهم ، وهي في غاية الحسن و الجمال، حتى وصلوا إلى فسقية ، و خلعوا ثيابهم ، و جلسوا مع بعضهم ، و إذا بإمرأة الملك قالت يامسعود، فجاءها عبد أسود فعانقها ، و عانقته ، وواقعها ، و كذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ، ولم يزالوا في بوس وعناق و نحو ذلك حتى ولى النهار ”
أو كما وصفها مؤمن المحمدي :
” شاه زمان بيبص من الشباك لقى مرات شهريار عامله لامؤاخذه أورجى أو sex party مع العبيد و الجواري في الجنينة ”
ما سبق كان مقطع من أول حكاية فى كتاب ” ألف ليلة و ليلة ” ، أحد أشهر الروايات العربية – في أغلب الأراء – على مر العصور ، والذي خرج إلى النور منذ عدة قرون ، ولم يتلق اعتراضاً واحداً , إلا في نهاية قرننا هذا ..
ففي عام 1986 ، قدّم عدد من الأشخاص بلاغاً ضد ذلك الكتاب التراثي و العالمي ، لخدشه الحياء العام ، ولأنه يتضمن عبارات تؤثر سلباً على التربية الاجتماعية ، فحكمت المحكمة الابتدائية في ذلك الوقت بتأييد البلاغ ، و منعت الكتاب من الطباعة ، و لكن سرعان ما ألغته محكمة الإستئناف بحكم تاريخي ، و عاد الكتاب للحياة .
و الطريف أن نفس البلاغ تقريباً ، تقدمت به مجموعة ” محامين بلا حدود ” مرة أخرى عام 2010 ، لمصادرة الكتاب ، ومنعه من الطباعة ، ولكن رفضه النائب العام المصري ، و أصدر قراراً بحفظ التحقيق .
أين المشكلة ؟!!
في كتاب ” نزهة الألباب فيما لا يوجد فيه كتاب ” لشهاب الدين أحمد التيفاشي المتوفى عام 1255م – 651 ه
نجد أن العلّامة الشهير بوّب كتابه كالآتي :
– باب في الصفع ومافيه من الفوائد و النفع .
– باب في أصناف القوّادين و القوّادات .
– باب في القحاب المبتذلات ( جمع كلمة قحبة و هي السبة المعروفة حالياً )
– باب في شروط اللاطة ( المثليين جنسياّ من الرجال )
– باب في أخبار المرد ( جمع كلمة الأمرد وهو الصبي الجميل دون اللحية والمراد هنا المطلوب جنسياّ للرجال )
– باب في أدب السحق و المساحقات .
– باب في الخنّاث و المخنثين .
صدر هذا الكتاب منذ أكثر من ثمانية قرون ، و كتبه رجل علّامة تولى القضاء و التدريس ، و تتلمذ على يديه الكثيرون .
فماذا لو أعيدت طباعته مرة أخرى ؟!!
يقول أ. هانى توفيق مقدم البلاغ ضد أ. أحمد ناجي ، أنه لما قرأ “المقال” أصيب باضطراب في ضربات القلب ، و إعياء شديد ، و إنخفاض حاد في الضغط !!
لماذا؟ أين المشكلة ؟!!
هل هي الأحداث أم الألفاظ ؟ أم الإثنين ؟ أم أن المشكلة فينا ؟!!
أتذكر جيداً عندما كنت طالباً بالمرحلة الثانوية ، وانفجر كل طلاب فصلي بالضحك ، لما تلى المعلم قوله تعالى : “وأتينا داود زبورا ” !!
وكنا مسلمون ، و نعلم أنها أيات من الذكر ، و بالطبع ليس المقصود بها المعنى الإباحي في عقولنا
و لكنه اللفظ .. وهى طبيعة البشر
هل نعترض القرآن مثلا ؟! هل نعترض منطوق اللفظ ؟ هل نتحاشاه ؟ هل نسعى لتغييره ؟
أم هل نفعل كفتاة الإسكندرية و نتسائل : ألم يكن الله يعلم ذلك ، فلماذا لم يبدله ؟!!
و هى فتاة تطبيق Paltalk العتيق ، والتي خرجت منذ عدة سنوات بتسجيل صوتي من إحدى غرف الشات بالبرنامج ، لتحكي قصتها مع سفر ” نشيد الأنشاد ” بالكتاب المقدس ، عندما قرأت بعض العبارات من الإصحاح السابع ، مثل :
” ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم دوائر فخذيك مثل الحلى
ثدياك كخشفتين توامي ظبية
قامتك هذه شبيهة بالنخلة و ثدياك بالعناقيد
قلت إني أصعد إلى النخلة و أمسك بعذوقها و تكون ثدياك كعناقيد الكرم ” .. وغيرها
قرأتها بصوت مسموع واضح ، وسط الناس ، على محطة الترام ، حتى إقترب منها أحد الشباب قائلاً :
” إيه يامزة هى طلبت معاكى هنا ولا إيه ؟!!! ”
بالطبع لسنا هنا بصدد نقد الأديان ، ولكننا بصدد الألفاظ
مامدى سلطة فرد أو مجتمع لوقف نص مكتوب على ورق ، لأنه يصيبه بإضطرابات ؟
أمثلة أخرى قد تكون صادمة للمسلمين ..
الأول : روى البخاري في صحيحه أن عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في ” الحديبية ” للنبي صلى الله عليه وسلم قال :
” فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ ” ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : ” امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ” ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : أَبُو بَكْرٍ .
صحيح البخاري ( 2581 ) .
أما ( إمصص ) فلا تحتاج للتفسير ، المقصود بها المص أو العض
و أما باقي الحديث ، تعالوا نستعرض ماذا قال ” إبن حجر العسقلانى ” أشهر شراح البخارى على الإطلاق
يقول إبن حجر :
و ” البَظْر ” : قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة .
و” اللات ” : اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها ، وكانت عادة العرب الشتم بذلك ، لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه ، وحمَله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار .
” فتح الباري فى شرح البخارى ” ( 5 / 340 ) .
كذلك ” إبن القيم ” يقول :
وفي قول الصِّدِّيق لعروة : ” امصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ” : دليلٌ على جواز التصريح باسم العَوْرة ، إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال .
” زاد المعاد في هدي خير العباد ” ( 3 / 305 ) .
ولزيادة التوضيح ، البظر هو قطعة من الجلد مليئة بألاف النهايات العصبية تقع فى أعلى العضو التناسلى للمرأة ، ليتبين لنا أيضاً أن العضو التناسلى للمرأة رمزاً للإهانة منذ زمناً بعيداً ، وليست سبة حديثة كما كنا نظن .
الثاني : روى البخاري في صحيحه :
حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ» قَالَ: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَنِكْتَهَا». لاَ يَكْنِي، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ .
والرواية عن “ماعز ” الصحابي الذي زنى ، فذهب للرسول ليعترف بذنبه ، فحاول الرسول التأكد أنه لم يمارس الزنى كاملاً ، ولكن “ماعز” أصرّ ، فأمر الرسول برجمه .
و تأكيد الرسول كان بسؤاله سؤالاً صريحاً : أنكتها ؟
وهنا قال البخاري ” لاَ يَكْنِي ” أى لم يستخدم الرسول الكناية ، وقالها صريحة .
وهنا يقول إبن حجر :
أفصح فقال: (أنكتها؟) والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان من عادته أن يفصح، ولكنه كان يكني، ولكن لما كان الأمر فيه خطورة وشدة، والأمر ليس بالهين ذكره بالاسم الصريح، كل ذلك من أجل التحقق من أن الذنب الذي حصل يستحق عليه الرجم، وهو الزنا الحقيقي .
سواء أقالها الرسول أم لم يقل ، وكذلك أبا بكر ، فلسنا – كما ذكرت – هنا لمناقشة دينية ، إنما هى أدبية
فأنا لا أبحث عن معايير دينية ، ولكن معايير أدبية حقوقية بحتة .
كذلك قد تختلف المعاني حسب الزمان و المكان ..
فعلى سبيل المثال إذا بحثت عن كلمة ( نيك ) فى المعجم الشهير ( محيط المحيط ) لبطرس البستاني
ستجد الآتي :
{ النَّيْكُ معروف … والفاعل نائِكٌ … والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ .. والأَنثى مَنْيُوكة
وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً … والنَّيّاك الكثير النَّيْك … شدد للكثرة
وفي المثل قال … من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا
وتَنَايَكَ القوْمُ [غلبهم النُّعاسُ] … و تَنايَكَتِ الأَجْفانُ [انطبق بعضها على بعض]
وقال الأَزهرى فى ترجمة نكح … [ناكَ المطرُ الأَرضَ] … [وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها] }
و كذلك أيضاً للإمام العلّامة جلال الدين السيوطي مؤَلف ممتع و شامل في العلوم الجنسية ، وهو ( نواضر الإيك ) ، و الطريف أن المجتمع إضطر الى إختصار إسم الكتاب بهذه الصورة منعاً للإحراج ، إلا أن الاسم الحقيقى للكتاب هو ” نواضر الإيك فى معرفة النيك ”
هكذا أسماه مؤلِفه قبل أن نختصره نحن .
ولمن لا يعلم ” السيوطي ” ، فهو صاحب ” تفسير الجلالين ” للقرآن الكريم ، و يتحدث عن نفسه ، بأنه رأى النبى محمد أكثر من سبعين مرة في المنام .
ماسبق يدل على أن الكلمة كانت إلى وقت قريب لا تخدش الحياء ، فكيف وصلت لما هى فيه الآن ؟!!
بالطبع لا أحد يعلم !
الشاهد أن الألفاظ في حد ذاتها ، لا علاقة لها بحيائنا ، فلا هي تخدشه ، ولا تلمسه .. نحن من نفعل
يقول البعض أن أدب أ. ناجي تشوبه ( المليطة ) ، وليس الألفاظ فقط .
أى أن المشكلة في قصة شاب يفعل كل ماهو خطأ ، و يحيى حية ماجنة بالمعنى الحرفي للكلمة ، دون أى ضابط ، في قلب القاهرة ، المجتمع المسلم المتدين بطبعه ، فلا يفعل شيئاً سوى المخدرات ، و الجنس المباح ليل نهار .
سأرد بمقطع صغير من سفر ” التكوين “من الكتاب المقدس :
(( وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الْجَبَلِ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ. فَقَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ ليدخل علينا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلاَ تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا. فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْراً، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الْكُبْرَى وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ : إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضاً خَمْراً ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً. فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا. فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا.))
باختصار :
بنات النبي لوط يزنين معه ، بعد أن سقتاه الخمر !!
يبقى السؤال هنا ..
هل تستطيع رفع دعوى على الكتاب المقدس ؟
هل تستطيع وقف نشر صحيح البخاري ؟
ياسيدى .. أتوقع عند الإحساس بإعياء شديد و إنخفاض الضغط .. فالأولى الذهاب لطبيب و ليس النيابة العامة !!
أو كما وصفها مؤمن المحمدي :
” شاه زمان بيبص من الشباك لقى مرات شهريار عامله لامؤاخذه أورجى أو sex party مع العبيد و الجواري في الجنينة ”
ما سبق كان مقطع من أول حكاية فى كتاب ” ألف ليلة و ليلة ” ، أحد أشهر الروايات العربية – في أغلب الأراء – على مر العصور ، والذي خرج إلى النور منذ عدة قرون ، ولم يتلق اعتراضاً واحداً , إلا في نهاية قرننا هذا ..
ففي عام 1986 ، قدّم عدد من الأشخاص بلاغاً ضد ذلك الكتاب التراثي و العالمي ، لخدشه الحياء العام ، ولأنه يتضمن عبارات تؤثر سلباً على التربية الاجتماعية ، فحكمت المحكمة الابتدائية في ذلك الوقت بتأييد البلاغ ، و منعت الكتاب من الطباعة ، و لكن سرعان ما ألغته محكمة الإستئناف بحكم تاريخي ، و عاد الكتاب للحياة .
و الطريف أن نفس البلاغ تقريباً ، تقدمت به مجموعة ” محامين بلا حدود ” مرة أخرى عام 2010 ، لمصادرة الكتاب ، ومنعه من الطباعة ، ولكن رفضه النائب العام المصري ، و أصدر قراراً بحفظ التحقيق .
أين المشكلة ؟!!
في كتاب ” نزهة الألباب فيما لا يوجد فيه كتاب ” لشهاب الدين أحمد التيفاشي المتوفى عام 1255م – 651 ه
نجد أن العلّامة الشهير بوّب كتابه كالآتي :
– باب في الصفع ومافيه من الفوائد و النفع .
– باب في أصناف القوّادين و القوّادات .
– باب في القحاب المبتذلات ( جمع كلمة قحبة و هي السبة المعروفة حالياً )
– باب في شروط اللاطة ( المثليين جنسياّ من الرجال )
– باب في أخبار المرد ( جمع كلمة الأمرد وهو الصبي الجميل دون اللحية والمراد هنا المطلوب جنسياّ للرجال )
– باب في أدب السحق و المساحقات .
– باب في الخنّاث و المخنثين .
صدر هذا الكتاب منذ أكثر من ثمانية قرون ، و كتبه رجل علّامة تولى القضاء و التدريس ، و تتلمذ على يديه الكثيرون .
فماذا لو أعيدت طباعته مرة أخرى ؟!!
يقول أ. هانى توفيق مقدم البلاغ ضد أ. أحمد ناجي ، أنه لما قرأ “المقال” أصيب باضطراب في ضربات القلب ، و إعياء شديد ، و إنخفاض حاد في الضغط !!
لماذا؟ أين المشكلة ؟!!
هل هي الأحداث أم الألفاظ ؟ أم الإثنين ؟ أم أن المشكلة فينا ؟!!
أتذكر جيداً عندما كنت طالباً بالمرحلة الثانوية ، وانفجر كل طلاب فصلي بالضحك ، لما تلى المعلم قوله تعالى : “وأتينا داود زبورا ” !!
وكنا مسلمون ، و نعلم أنها أيات من الذكر ، و بالطبع ليس المقصود بها المعنى الإباحي في عقولنا
و لكنه اللفظ .. وهى طبيعة البشر
هل نعترض القرآن مثلا ؟! هل نعترض منطوق اللفظ ؟ هل نتحاشاه ؟ هل نسعى لتغييره ؟
أم هل نفعل كفتاة الإسكندرية و نتسائل : ألم يكن الله يعلم ذلك ، فلماذا لم يبدله ؟!!
و هى فتاة تطبيق Paltalk العتيق ، والتي خرجت منذ عدة سنوات بتسجيل صوتي من إحدى غرف الشات بالبرنامج ، لتحكي قصتها مع سفر ” نشيد الأنشاد ” بالكتاب المقدس ، عندما قرأت بعض العبارات من الإصحاح السابع ، مثل :
” ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم دوائر فخذيك مثل الحلى
ثدياك كخشفتين توامي ظبية
قامتك هذه شبيهة بالنخلة و ثدياك بالعناقيد
قلت إني أصعد إلى النخلة و أمسك بعذوقها و تكون ثدياك كعناقيد الكرم ” .. وغيرها
قرأتها بصوت مسموع واضح ، وسط الناس ، على محطة الترام ، حتى إقترب منها أحد الشباب قائلاً :
” إيه يامزة هى طلبت معاكى هنا ولا إيه ؟!!! ”
بالطبع لسنا هنا بصدد نقد الأديان ، ولكننا بصدد الألفاظ
مامدى سلطة فرد أو مجتمع لوقف نص مكتوب على ورق ، لأنه يصيبه بإضطرابات ؟
أمثلة أخرى قد تكون صادمة للمسلمين ..
الأول : روى البخاري في صحيحه أن عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في ” الحديبية ” للنبي صلى الله عليه وسلم قال :
” فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ ” ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : ” امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ” ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : أَبُو بَكْرٍ .
صحيح البخاري ( 2581 ) .
أما ( إمصص ) فلا تحتاج للتفسير ، المقصود بها المص أو العض
و أما باقي الحديث ، تعالوا نستعرض ماذا قال ” إبن حجر العسقلانى ” أشهر شراح البخارى على الإطلاق
يقول إبن حجر :
و ” البَظْر ” : قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة .
و” اللات ” : اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها ، وكانت عادة العرب الشتم بذلك ، لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه ، وحمَله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار .
” فتح الباري فى شرح البخارى ” ( 5 / 340 ) .
كذلك ” إبن القيم ” يقول :
وفي قول الصِّدِّيق لعروة : ” امصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ” : دليلٌ على جواز التصريح باسم العَوْرة ، إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال .
” زاد المعاد في هدي خير العباد ” ( 3 / 305 ) .
ولزيادة التوضيح ، البظر هو قطعة من الجلد مليئة بألاف النهايات العصبية تقع فى أعلى العضو التناسلى للمرأة ، ليتبين لنا أيضاً أن العضو التناسلى للمرأة رمزاً للإهانة منذ زمناً بعيداً ، وليست سبة حديثة كما كنا نظن .
الثاني : روى البخاري في صحيحه :
حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ» قَالَ: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَنِكْتَهَا». لاَ يَكْنِي، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ .
والرواية عن “ماعز ” الصحابي الذي زنى ، فذهب للرسول ليعترف بذنبه ، فحاول الرسول التأكد أنه لم يمارس الزنى كاملاً ، ولكن “ماعز” أصرّ ، فأمر الرسول برجمه .
و تأكيد الرسول كان بسؤاله سؤالاً صريحاً : أنكتها ؟
وهنا قال البخاري ” لاَ يَكْنِي ” أى لم يستخدم الرسول الكناية ، وقالها صريحة .
وهنا يقول إبن حجر :
أفصح فقال: (أنكتها؟) والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان من عادته أن يفصح، ولكنه كان يكني، ولكن لما كان الأمر فيه خطورة وشدة، والأمر ليس بالهين ذكره بالاسم الصريح، كل ذلك من أجل التحقق من أن الذنب الذي حصل يستحق عليه الرجم، وهو الزنا الحقيقي .
سواء أقالها الرسول أم لم يقل ، وكذلك أبا بكر ، فلسنا – كما ذكرت – هنا لمناقشة دينية ، إنما هى أدبية
فأنا لا أبحث عن معايير دينية ، ولكن معايير أدبية حقوقية بحتة .
كذلك قد تختلف المعاني حسب الزمان و المكان ..
فعلى سبيل المثال إذا بحثت عن كلمة ( نيك ) فى المعجم الشهير ( محيط المحيط ) لبطرس البستاني
ستجد الآتي :
{ النَّيْكُ معروف … والفاعل نائِكٌ … والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ .. والأَنثى مَنْيُوكة
وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً … والنَّيّاك الكثير النَّيْك … شدد للكثرة
وفي المثل قال … من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا
وتَنَايَكَ القوْمُ [غلبهم النُّعاسُ] … و تَنايَكَتِ الأَجْفانُ [انطبق بعضها على بعض]
وقال الأَزهرى فى ترجمة نكح … [ناكَ المطرُ الأَرضَ] … [وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها] }
و كذلك أيضاً للإمام العلّامة جلال الدين السيوطي مؤَلف ممتع و شامل في العلوم الجنسية ، وهو ( نواضر الإيك ) ، و الطريف أن المجتمع إضطر الى إختصار إسم الكتاب بهذه الصورة منعاً للإحراج ، إلا أن الاسم الحقيقى للكتاب هو ” نواضر الإيك فى معرفة النيك ”
هكذا أسماه مؤلِفه قبل أن نختصره نحن .
ولمن لا يعلم ” السيوطي ” ، فهو صاحب ” تفسير الجلالين ” للقرآن الكريم ، و يتحدث عن نفسه ، بأنه رأى النبى محمد أكثر من سبعين مرة في المنام .
ماسبق يدل على أن الكلمة كانت إلى وقت قريب لا تخدش الحياء ، فكيف وصلت لما هى فيه الآن ؟!!
بالطبع لا أحد يعلم !
الشاهد أن الألفاظ في حد ذاتها ، لا علاقة لها بحيائنا ، فلا هي تخدشه ، ولا تلمسه .. نحن من نفعل
يقول البعض أن أدب أ. ناجي تشوبه ( المليطة ) ، وليس الألفاظ فقط .
أى أن المشكلة في قصة شاب يفعل كل ماهو خطأ ، و يحيى حية ماجنة بالمعنى الحرفي للكلمة ، دون أى ضابط ، في قلب القاهرة ، المجتمع المسلم المتدين بطبعه ، فلا يفعل شيئاً سوى المخدرات ، و الجنس المباح ليل نهار .
سأرد بمقطع صغير من سفر ” التكوين “من الكتاب المقدس :
(( وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الْجَبَلِ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ. فَقَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ ليدخل علينا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلاَ تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا. فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْراً، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الْكُبْرَى وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ : إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضاً خَمْراً ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً. فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا. فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا.))
باختصار :
بنات النبي لوط يزنين معه ، بعد أن سقتاه الخمر !!
يبقى السؤال هنا ..
هل تستطيع رفع دعوى على الكتاب المقدس ؟
هل تستطيع وقف نشر صحيح البخاري ؟
ياسيدى .. أتوقع عند الإحساس بإعياء شديد و إنخفاض الضغط .. فالأولى الذهاب لطبيب و ليس النيابة العامة !!