- وجَّه رئيس المحكمة رسالة إلى جُموع المحامين عامة، وإلى المحامين المتهمين على وجه الخصوص فقال:
- يا رُفَقاءَ البُؤساءْ، يا مَن تُعالجُونَ آلامَ الناسِ وتُرافقونهُم في شَقائِهم، فتَلبِسُونَ السَّوادَ رَمزًا للحِدادِ، وتَقفُونَ إلى جوارهِم، المحاماةُ رسالة، عريقةٌ كالقَضاء، مَجيدةٌ كالفضيلة، وضَروريةٌ للعَدالة.
وُجدَ المحامي، ليَدفعَ كيدَ الكائدين، ويَكشفُ سِترَ المتآمرين، ويُنير الطريقَ إلى العدَالةِ، أشبَهَ بالشُّموع تَحترقُ، لتَبعَثَ من حولها الضِّياء ومن هُنا، كان واجبَهُ أن يُسمُوَ بنفسهِ، ليَستَحقَّ اللَّقبَ الذي تَميَّز به عند الناسِ، وهو (الأستاذ)
هذه القاعةُ جُعِلَتْ ليَصْدَحَ فيها المحامي بِحَق، لا ليُحْبَسَ فيها لِجُرم، وهذا القفصُ، لم يُوضَع هُنا ليقِفَ فيه محامٍ، بَلْ ليَقفَ قريبًا منهُ المحامي، ليَشُدَّ مِن أزْرِ ذا حَظٍّ مَنكودٍ يَقبَعُ خَلفَ قُضبانِه، وُضعَ لشخصياتٍ لها خَطرُها على المجتمع، لتَلْقَى طَعناتِ الاتهام، لا مُحاميًا مُهمَّتُه؛ إنصافُ الناسَ من الاتهام.. لو كان هذا القَفَصُ يَنطقُ، لارْتجَّ يَقولُ لكم: إنِّي أرتجفُ حينَ تَلِجُونَ أعتابي".
ولكنَّ عزاءَ العَدالةِ، أنَّ ما نحنُ بصَددهِ يُعدُّ استثناءً من القاعدة، وإن كان وأسَفاهُ قد شَاع".
أيها المحامونَ المحكومِ عليكُم: كم تُساوي الآنَ هذه الوقفة؟ كم الثمن الذي إلى هذا المَصيرِ صَيَّرَكَم؟ هل تَخيّلتُم، لو تبَادَلْتُمُ الأدوارَ مع مَن ظلَمْتُم؟! ماذا لو كُنتم آمنين في سِربِكم، فصِرْتُم في لحظةٍ بينَ سِندانِ الأحكام ومَطرقةِ التَنفيذ؟ أو غُيِّبْتُم سِجنًا أثرَ تزويرٍ كالذي اقتَرَفْتُم؟! مَا وصْفُ طَعْمِ الظُّلمِ ساعَتها؟ ما شَكلُ النَّظرةِ إلى هذه المهنةِ السَّاميةِ عندئذٍ؟".
إنَّ المحكمةَ، وهي تُصْدرُ حُكمًا كهذا، تَشْعرُ بغُصَّة، بَيْدَ أنهُ القانونُ الذي يَخضعُ له الجميع، والمُحامونَ ـ مِن غَير شَكٍّ ـ أحقُّ الناسِ بالخُضوع له.
أيها الشاردُون في دُنيا الزَّيفِ والمالِ، إنَّ المجدَ لا يَبنيهِ مَالٌ، ولا الزَّيفُ يَصنعُ الرِّجَالَ!".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هذه الكلمة افتتح بها الأستاذ سامح عاشور نقيب المحامين جلسة حلف اليمين لعدد من المحامين الجُدد يوم 7 ديسمبر 2019 في قاعة عمال مصر بالقاهرة، وقال إنها الرسالة التي يَود أن يُوصِّلها إليهم بمناسبة بدء ممارستهم لمهنة المحاماة العظيمة
- يا رُفَقاءَ البُؤساءْ، يا مَن تُعالجُونَ آلامَ الناسِ وتُرافقونهُم في شَقائِهم، فتَلبِسُونَ السَّوادَ رَمزًا للحِدادِ، وتَقفُونَ إلى جوارهِم، المحاماةُ رسالة، عريقةٌ كالقَضاء، مَجيدةٌ كالفضيلة، وضَروريةٌ للعَدالة.
وُجدَ المحامي، ليَدفعَ كيدَ الكائدين، ويَكشفُ سِترَ المتآمرين، ويُنير الطريقَ إلى العدَالةِ، أشبَهَ بالشُّموع تَحترقُ، لتَبعَثَ من حولها الضِّياء ومن هُنا، كان واجبَهُ أن يُسمُوَ بنفسهِ، ليَستَحقَّ اللَّقبَ الذي تَميَّز به عند الناسِ، وهو (الأستاذ)
هذه القاعةُ جُعِلَتْ ليَصْدَحَ فيها المحامي بِحَق، لا ليُحْبَسَ فيها لِجُرم، وهذا القفصُ، لم يُوضَع هُنا ليقِفَ فيه محامٍ، بَلْ ليَقفَ قريبًا منهُ المحامي، ليَشُدَّ مِن أزْرِ ذا حَظٍّ مَنكودٍ يَقبَعُ خَلفَ قُضبانِه، وُضعَ لشخصياتٍ لها خَطرُها على المجتمع، لتَلْقَى طَعناتِ الاتهام، لا مُحاميًا مُهمَّتُه؛ إنصافُ الناسَ من الاتهام.. لو كان هذا القَفَصُ يَنطقُ، لارْتجَّ يَقولُ لكم: إنِّي أرتجفُ حينَ تَلِجُونَ أعتابي".
ولكنَّ عزاءَ العَدالةِ، أنَّ ما نحنُ بصَددهِ يُعدُّ استثناءً من القاعدة، وإن كان وأسَفاهُ قد شَاع".
أيها المحامونَ المحكومِ عليكُم: كم تُساوي الآنَ هذه الوقفة؟ كم الثمن الذي إلى هذا المَصيرِ صَيَّرَكَم؟ هل تَخيّلتُم، لو تبَادَلْتُمُ الأدوارَ مع مَن ظلَمْتُم؟! ماذا لو كُنتم آمنين في سِربِكم، فصِرْتُم في لحظةٍ بينَ سِندانِ الأحكام ومَطرقةِ التَنفيذ؟ أو غُيِّبْتُم سِجنًا أثرَ تزويرٍ كالذي اقتَرَفْتُم؟! مَا وصْفُ طَعْمِ الظُّلمِ ساعَتها؟ ما شَكلُ النَّظرةِ إلى هذه المهنةِ السَّاميةِ عندئذٍ؟".
إنَّ المحكمةَ، وهي تُصْدرُ حُكمًا كهذا، تَشْعرُ بغُصَّة، بَيْدَ أنهُ القانونُ الذي يَخضعُ له الجميع، والمُحامونَ ـ مِن غَير شَكٍّ ـ أحقُّ الناسِ بالخُضوع له.
أيها الشاردُون في دُنيا الزَّيفِ والمالِ، إنَّ المجدَ لا يَبنيهِ مَالٌ، ولا الزَّيفُ يَصنعُ الرِّجَالَ!".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هذه الكلمة افتتح بها الأستاذ سامح عاشور نقيب المحامين جلسة حلف اليمين لعدد من المحامين الجُدد يوم 7 ديسمبر 2019 في قاعة عمال مصر بالقاهرة، وقال إنها الرسالة التي يَود أن يُوصِّلها إليهم بمناسبة بدء ممارستهم لمهنة المحاماة العظيمة