أدب السجون محمد بن المقدم - أحبك ملء الكون

أحبك من أخمص القدم
حتى ذؤابة الرأس المثقل بالغياب
وحتى أعماق فؤادي المكلوم بحبك المنفي
أحبك ملء الكون بحارا تترنح في اضطراب
ومسافات في ما بين النجوم
شاسعة تجهل اﻵفاق
وفضاءات ﻻ تنتهي
أحبك ملء الكون
وأي مدى في الكون متسع لحبي
لقاؤك باﻷمس كان فجرا
وشمسك اﻵن، نيران اشتياق
وطوفان عشق كاسح، منفلت الزمام
كم رفعت يدي شاكيا من نار حبك تحرقني، وتعذبني
أنا المطارد في كهوف القهر
كم وضعت يدي على صدري
من شدة الإشفاق
حبيبتي
وأنا العاشق المقهور في وطني
أنا العاشق المحموم تعزلني
أسوار الظلام، وتحجبني سحائب اﻷنواء
عن امرأة هي شمسي
ودمي في الرحلة الكبرى إلى تجاويف الوطن
ونجمين من دمنا عيونهما براءة ونقاء
حبيبتي
أنا العاشق المظلوم
سئمت حتى النخاع
شم رائحة الكهوف
وجثة الرطوبة الملقاة ليل نهار
دعيني أشم رائحة الشعر الغجري
وأرتل آيات العشق في مسمعيك
دعيني أسمع الهمسات البكر من شفتيك
سئمت البُعاد، سئمت البعاد!
فضميني لحضنك
وخذي وجهي المقهور لحظة بين يديك
يا سيدة النساء
ما أروع العلم الخفاق في كفيك
وحبيبة نضراء
ما أجمل النور المشع يرقص في عينيك


توقيع:

محمد بن المقدم
ليلة الأربعاء 29 أكتوبر 1986
سجن عين برجة الدارالبيضاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
أدب السجون والمعتقلات
المشاهدات
772
آخر تحديث
أعلى