الرسالة موجهة للعلماء الأجلاء والباحثين في التاريخ الإسلامي, وكذا إلى المتيمين بعشق التراث والمؤرخين,وكل من يريد أن يطلع ويستقرىء التاريخ العربي القديم منذ بزوغ فجر الإسلام..وصولا إلى انهيار الدولة العثمانية ووهنها. .
وهم الذين لطالما أغدقوا مسامعنا بخطب ومحاضرات وفيديوهات تتحدث عن بطولات وسيّر نبيلة وعظيمة عاشها وصنعها هذا القائد التاريخي أو هذا الإمام أو حتى الخليفة والوزير والإمام.. .مؤخرا أطلعني أحد الزملاء عن حادثة تاريخية في كتاب الطبري(وما أدراكم ما الطبري) أستحي شخصيا عن ذكرها أولا لأنها تتنافى والأخلاق الإنسانية وثانيا لأنها ستضعني في موضع المغضوب عليهم وعنهم.من طرف بعض حراس التراث العربي المقدس, الذين يروا بأن التراث خط أحمر ولا يمكن التخديش فيه أو المساس به أو التطرق لكثير من عثراته حتى وهو مكتوب بالحرف والرقم والإسناد (أي حتى وأن بداخله آلاف العاهات والتشوهات) وهم بعد أن تذكرهم وتنبههم عن ذلك يجدون لك مقلبا(عفوا) مهربا بأن راويه أو ناقله ليس محل ثقة وأنه ضعيف المتن.(وهنا ما عليك إلا أن تفهم بأن من أمثال الطبري وغيره يكذبون علينا ويقدمون لنا كلاما خالِ وعارمن الصحة).... الحادثة التي صدمتني هي لأحد الزعماء التاريخيين .ممن تفاخرنا منذ الصغر ببطولاتهم.وكنا حتى ونحن صغار نقطع صوره المفترضة على المقررات التربوية ونضعها على غلاف كراريسنا. كيف لا وهو ملهمنا والمدافع عن حياضنا وقاهر الأعداء والصليبيين في كل مكان؟ا والغريب في كتاب الطبري أو ابن كثير أو المسعودي أو غيرهم من الكتب والمساند التي هي في الأصل التراث المكتوب الذي ظل منهل ومنبع من طرف المحدثين. أنك تجد بطولة وشهامة هذا الرجل وفي باب آخر تجد عثراته.وهنا تقع في مشكلة تاريخية لأن المؤرخ نفسه أبان لك تناقضاته التي لا يقبلها عقل...أنقتنع بالجيد منه أم بالسيء...وهل من المنطقي والمعقول أن هذه الشخصية أو تلك ممن تمثل أحد ركائز الإسلام والأمة شرط عليها أن تعيش هذا التناقض المزدوج.وأن ما يفعله هو في الأساس مخالف للسنة الحميدة وحتى القرآن الكريم نفسه ـ أي والله ـ ولا نذكر أمثلة حية هنا... فقط السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح..لماذا الأساتذة الكرام ونقصد الذين نقلوا لنا في المقررات المدرسية وفي جميع الشعب.أو حتى الكتب المشهورة المسوّقة في المعارض ,وأؤلئك الذين يقدمون المحاضرات المسجلة.عملوا عمل
الإنتقاء المبرح,يوم وصفوا لنا هذه الشخصية بكمالها المطلق ـ ألم يصادفوا يا ترى أثناء بحوثهم هذه المفسدة أو تلك .أم أنهم تحاشوها وراحوا يفرزون الجيد والحسن فقط ويتجاوزن هذا اللغط أو ذاك؟ا
نحن هنا نتحدث لنستشف الأمور وليس لأجل الطعن.كما هم بعض الشيوخ والمتشددين دوما يصفون أي باحث في التراث بأنه خارج عن الملة ومهرطق بل مرتد وزنديق .هذا على الرغم من أنه يتحدث بالسند والترقيم بالمراجع .وبكل ما هو موجود في هذا التراث المكتوب.والذي وصلنا عن طريق العلماء والمحدثين والمؤرخين..فكيف لنا أن نكذبهم أو نرد ما جاؤوا به أو ذكروه وهم في غالب الأحايين رجال ثقة...وإن لم يكونوا كذلك ....لماذا الكثير من المشايخ المعاصرين والأئمة يعودون إليه كمراجع أساسية إذا و يتكؤون عليها في خطابه الديني والوعظي.
كل هذا حسبي أولد مشكلة التصادم بين ناقلين وبين مستخدمين للعقل(إشكالية النقل والعقل) فالذي ينقل دون إستخدامه للعقل يعتبر طرفا غافلا عن الحقيقة,هذا على الرغم من وجود آيات عدة تحث على التدبر في الكون والملكون وإعلاء شأن العقل(أفلا يعقلون ..أفلا يتدبرون) ووجوب سريان مفعول التبصر والبصيرة وليس البصر فقط؟ا وهو بذلك يقدم للجميع الزيف التاريخي..حين يتغاضى عن كل ما جاء في هذا المخطوط والمرجع (أي يقتني حسب هواه)وعلى هذا الأساس نادى الكثيرون بتنقية هذا التراث.وإعادة كتابته .مرفوقا بعملية إبعاد الشوائب والشكوك عنه حتى لا تذهب أجيالا وراء أجيال ضحايا الوهم التاريخي.فكثير من الدراسات التي نقرأها هنا وهناك أبانت لنا بأن يد المستشرقين وكثير من الإسرائليات وحتى اليهوديات تدخلت في تراثنا وهي معروفة بنواياها الخبيثة.من أجل إغراقنا كأمة مسلمة في تناقضات وصدمات لن نخرج منها حتى يرث الله الأرض ومن عليها...وفعلا نجحوا في ذلك....وما حال الأمة العربية المسلمة اليوم إلا دليل واضح على تلك الإنزلاقات التي وقعت..فقد كان الغرب ذكيا جدا يوم كنا نحن نتجرع الفقر والتشريد وتحت سطوته. ولا نملك مطابع فقد رسموا لنا طريقا مليئا بالأشواك والظلمات.حتى لا نفكر أبدا في شيء إسمه النهضة أو الإستفاقة.تم تخديرنا المقصود بفعل فاعل...فليعلم ويعي العقل العربي ماخُطط له من دسائس ومكائد.حتى لا يلحق بركب التقدم والأمم الكبرى...وما أجمل ذكر الحقيقة الشفافة حتى وهي مرة مرارة العلقم
شاعر وصحفي جزائري
وهم الذين لطالما أغدقوا مسامعنا بخطب ومحاضرات وفيديوهات تتحدث عن بطولات وسيّر نبيلة وعظيمة عاشها وصنعها هذا القائد التاريخي أو هذا الإمام أو حتى الخليفة والوزير والإمام.. .مؤخرا أطلعني أحد الزملاء عن حادثة تاريخية في كتاب الطبري(وما أدراكم ما الطبري) أستحي شخصيا عن ذكرها أولا لأنها تتنافى والأخلاق الإنسانية وثانيا لأنها ستضعني في موضع المغضوب عليهم وعنهم.من طرف بعض حراس التراث العربي المقدس, الذين يروا بأن التراث خط أحمر ولا يمكن التخديش فيه أو المساس به أو التطرق لكثير من عثراته حتى وهو مكتوب بالحرف والرقم والإسناد (أي حتى وأن بداخله آلاف العاهات والتشوهات) وهم بعد أن تذكرهم وتنبههم عن ذلك يجدون لك مقلبا(عفوا) مهربا بأن راويه أو ناقله ليس محل ثقة وأنه ضعيف المتن.(وهنا ما عليك إلا أن تفهم بأن من أمثال الطبري وغيره يكذبون علينا ويقدمون لنا كلاما خالِ وعارمن الصحة).... الحادثة التي صدمتني هي لأحد الزعماء التاريخيين .ممن تفاخرنا منذ الصغر ببطولاتهم.وكنا حتى ونحن صغار نقطع صوره المفترضة على المقررات التربوية ونضعها على غلاف كراريسنا. كيف لا وهو ملهمنا والمدافع عن حياضنا وقاهر الأعداء والصليبيين في كل مكان؟ا والغريب في كتاب الطبري أو ابن كثير أو المسعودي أو غيرهم من الكتب والمساند التي هي في الأصل التراث المكتوب الذي ظل منهل ومنبع من طرف المحدثين. أنك تجد بطولة وشهامة هذا الرجل وفي باب آخر تجد عثراته.وهنا تقع في مشكلة تاريخية لأن المؤرخ نفسه أبان لك تناقضاته التي لا يقبلها عقل...أنقتنع بالجيد منه أم بالسيء...وهل من المنطقي والمعقول أن هذه الشخصية أو تلك ممن تمثل أحد ركائز الإسلام والأمة شرط عليها أن تعيش هذا التناقض المزدوج.وأن ما يفعله هو في الأساس مخالف للسنة الحميدة وحتى القرآن الكريم نفسه ـ أي والله ـ ولا نذكر أمثلة حية هنا... فقط السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح..لماذا الأساتذة الكرام ونقصد الذين نقلوا لنا في المقررات المدرسية وفي جميع الشعب.أو حتى الكتب المشهورة المسوّقة في المعارض ,وأؤلئك الذين يقدمون المحاضرات المسجلة.عملوا عمل
الإنتقاء المبرح,يوم وصفوا لنا هذه الشخصية بكمالها المطلق ـ ألم يصادفوا يا ترى أثناء بحوثهم هذه المفسدة أو تلك .أم أنهم تحاشوها وراحوا يفرزون الجيد والحسن فقط ويتجاوزن هذا اللغط أو ذاك؟ا
نحن هنا نتحدث لنستشف الأمور وليس لأجل الطعن.كما هم بعض الشيوخ والمتشددين دوما يصفون أي باحث في التراث بأنه خارج عن الملة ومهرطق بل مرتد وزنديق .هذا على الرغم من أنه يتحدث بالسند والترقيم بالمراجع .وبكل ما هو موجود في هذا التراث المكتوب.والذي وصلنا عن طريق العلماء والمحدثين والمؤرخين..فكيف لنا أن نكذبهم أو نرد ما جاؤوا به أو ذكروه وهم في غالب الأحايين رجال ثقة...وإن لم يكونوا كذلك ....لماذا الكثير من المشايخ المعاصرين والأئمة يعودون إليه كمراجع أساسية إذا و يتكؤون عليها في خطابه الديني والوعظي.
كل هذا حسبي أولد مشكلة التصادم بين ناقلين وبين مستخدمين للعقل(إشكالية النقل والعقل) فالذي ينقل دون إستخدامه للعقل يعتبر طرفا غافلا عن الحقيقة,هذا على الرغم من وجود آيات عدة تحث على التدبر في الكون والملكون وإعلاء شأن العقل(أفلا يعقلون ..أفلا يتدبرون) ووجوب سريان مفعول التبصر والبصيرة وليس البصر فقط؟ا وهو بذلك يقدم للجميع الزيف التاريخي..حين يتغاضى عن كل ما جاء في هذا المخطوط والمرجع (أي يقتني حسب هواه)وعلى هذا الأساس نادى الكثيرون بتنقية هذا التراث.وإعادة كتابته .مرفوقا بعملية إبعاد الشوائب والشكوك عنه حتى لا تذهب أجيالا وراء أجيال ضحايا الوهم التاريخي.فكثير من الدراسات التي نقرأها هنا وهناك أبانت لنا بأن يد المستشرقين وكثير من الإسرائليات وحتى اليهوديات تدخلت في تراثنا وهي معروفة بنواياها الخبيثة.من أجل إغراقنا كأمة مسلمة في تناقضات وصدمات لن نخرج منها حتى يرث الله الأرض ومن عليها...وفعلا نجحوا في ذلك....وما حال الأمة العربية المسلمة اليوم إلا دليل واضح على تلك الإنزلاقات التي وقعت..فقد كان الغرب ذكيا جدا يوم كنا نحن نتجرع الفقر والتشريد وتحت سطوته. ولا نملك مطابع فقد رسموا لنا طريقا مليئا بالأشواك والظلمات.حتى لا نفكر أبدا في شيء إسمه النهضة أو الإستفاقة.تم تخديرنا المقصود بفعل فاعل...فليعلم ويعي العقل العربي ماخُطط له من دسائس ومكائد.حتى لا يلحق بركب التقدم والأمم الكبرى...وما أجمل ذكر الحقيقة الشفافة حتى وهي مرة مرارة العلقم
شاعر وصحفي جزائري