المستشار بهاء المري - الحُب بعد المُداولة.. شعر

سَيدي القاضي:
سأقصُّ عليكَ قصَتي
وأسوقُ إليكَ حُجتي
فامنَحني صدرًا واسعًا
وإنْ كنتُ كاذبةً، فنِّد أدلَّتي
*******
أحببتهُ..
وجدْتُ حُبَّهُ
في دُروب القلب يَسري
وذِكرُ اسمهِ
يتردَّدُ في قولي وهَمسِي
ونورٌ حين ألقاهُ
يَبدو لقلبي قبل عَيني
ونارٌ من الشَّوق
تكادُ ينصهرُ منها عقلي
ولهفةٌ عليه تُلازمني
في صَحوي وفى نَومي
وامتلاكٌ لكل مَشاعري
إذا ما راحَ وحين يأتي
واحتلالٌ لجميع أمكنتي
وكلُّ وقتي
قدرٌ أراه غريبًا
فيا وَيلي منه يا وَيلي
قاومتُه كثيرًا
بيني وبين نَفسي
فما استطعتُ
وكان العَجزُ حَظِّى
وحين عدتُ أجتهدُ
تَعثَّرَ مِنِّى خَطْوي
حِرتُ فيه وتاهَ دَرْبي
فقلتُ الكبرياءَ، الكبرياءَ
فإذا بِيَ من عليائي إليه أهوى
ثم وا عَجبًا؛ كأنه لا يدري!
*******
تِلكُمُ يا سيدي الوقائع والأدلة
وأما الدفوع فلسوف تأتي
فقد أنذرتهُ على يَد قلبي
وإلاَّ أقمتُ عليه حُبِّى
تسَلمَ قلبهُ الإنذار ولم يَكترث!
فدفعتُ الرسومَ
مِن سَهَري وروحي ووجدي
وها قد جئتُ ساحتكم لأجتهدَ
وُصولاً لحقِّي.
وأدفع بتزوير حِجَج المَشاغل
وأعارضُ وأستأنفُ وأنقُضُ
فذاك نِضالٌ وهو حُبي
ولسَوفَ أُطيلُ أمَدَ التقاضي
حتى يَعودَ
ليَعودَ إلىَّ رشدي
ولن يَجدَ ساعتها مُدافعًا إلاَّيَ
ولن يُنصِفهُ غيري
*******
فهذانِ في الحُب خَصمَانِ
وأنتَ أنتَ الحَكمُ
فائتِ به مُكبلاً
لتَحسِمَ المسألة
واحكم يا سيدي الآنَ
ولا تقُل: بعد المداولة!
*******
مَهلاً يا بُنيتي واهدئي
ولنَبحَث المُعضِلة
وأمَّا عن الحكمِ
فلن يَصِحَ
مِن دُون مُداولة
فتلكَ أصولُ التقاضي
في الحُب وفي غيره
وإلا البطلان كان جزاءً
وذهبَتْ أدراجَ الرياح المُحاكمة
والآن فلتُرفع الجلسة
والحب - الذي أثرتِ - فبَعدَ المداولة



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى