منتصر منصور - حرارة..

بتنا ننتظر تلك المذيعة
مذيعة النشرة الجوية حين تقول
: "درجة الحرارة في حلايب وشلاتين تصل إلى خمس واربعين درجة.."
الحرارة: هي الدرجة التي يغني بها الجسد
الحرارة: هي الواقفة في الحد الفاصل اقصي أعماق الهوية
الحرارة: هي الاعماق التي تغلي مثل قهوة "بيجاوية" تتقطر في العصب
الحرارة: هي القهوة التي غنت بها فتاة ما في سامر ظهيرتها
لترتفع مراجل الجبال التي نشأت منها قمتها
حرارة: هي هروب لنية (العشر) الذي يغزو صفائح السافنا الفقيرة
حرارة: هي التي تغزو الفاصل المداري في حد رقصة يقف جلبابها وتمشي على أسنة سيف الغيوم
الحرارة: هي التي يشتبك فيها إنعقاد الريح بمشطها الواقف على خمسة اقدام
الحرارة: هي التي تصعد بالدماء سُلماً من خشب الشلوخ، يرقص السلات الملتوي في قطران العرق..يشتد سلك الربابة المرتخي لرنيم صوت مغني ب(دبايوا)
الحرارة: في ريح الخماسين التي تطارد الرهاب بملح الصحاري
حرارة: تتمهل وتتهادي كبعير "بشاري"
حرارة: في الصمت المبرح لصوته، القاطن في ملامات الصدور
حرارة في قطاطي "السعف" الجالسة بهودجها
حرارة: تزداد وتزداد بهذا العبء وتيارات الحمل
حرارة: تشعل وتشتعل وتشتعل
حرارة: التيار الذي تضأ به الشاشات في كل تقاطعات الحدث
حرارة: في أعناقنا ونحن نغني (وطن الجدود....)
حرارة: ..........
تجعلنا ننتظر الفتاة بكل رغبة
ببلوزتها المفتوحة وحبات العرق على جباهنا..
لتقول: "درجات الحرارة في إرتفاع دائم في محافظة حلايب وشلاتين"
ثم تجفف عرقها الوهمي، ويهب التلفاز بفاصل الاكاذيب رغم رطوبة الحدث



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى