د. عادل الأسطة - الست كورونا : الهجرة إلى كندا (66)

أرسل إلي الصديق شجاع الصفدي شريط فيديو يتحدث فيه مواطن لبناني يقيم في كندا عن المساعدات التي تقدمها الحكومة الكندية لمواطنيها في ظل جائحة الكورونا.
الشريط الذي لا يظهر فيه المتكلم يعرض المساعدات المقدمة من أطعمة وعصائر ومعلبات وفواكه و .. و..
المتحدث يقول إن الحكومة تعرف أن هناك مواطنين مسلمين لا يأكلون لحم الخنزير أو الذبائح المذبوحة على الطريقة الإسلامية ، ولذلك ترسل لحما أو دجاجا روعي في أثناء ذبحه الطريقة الإسلامية ، والمتحدث يقارن بين حكومة الكفار الكندية وحكومات العالم العربي ؛ الإسلامية أو المسيحية ، ويقف بالطبع إلى جانب كندا ضد لصوص بلاده ؛ مسلمين ومسيحيين.
الأغذية المعروضة وما قاله الرجل يغريان بالهجرة إلى كندا ، فما بالك إن شاهد المعروض وأصغى إلى الحديث مواطن من غزة المنكوبة.
الشريط لي ليس جديدا ، فقد شاهدته في آذار أو نيسان ، وأظن أن ابن خالتي السيد Muneer Quqa الذي كان في تلك الأيام في كندا أرسله إلي . الجديد هو إرساله إلي من مواطن فلسطيني يقيم في غزة.
عندما أصغيت إلى الشريط ثانية وشاهدت المعروضات عقبت:
هههههههههه
أكيد حكومة حماس في غزة ترى في الشريط إعلانا ممولا ومغرضا هدفه تشجيع مواطني غزة الهجرة إلى كندا.
الصديق شجاع الذي يعاني معاناة مزدوجة تعود إلى قطع السلطة الفلسطينية راتبه منذ سنوات وإلى إقامته في قطاع غزة تحت حصار قارب الأربعة عشر عاما عقب على تعقيبي قائلا إن الجهات المحاصرة إن سمحت لأهل غزة بالخروج فسيغدو القطاع مثل صحراء الربع الخالي .
طبعا قد تحتج دولة قطر وحكومة حماس وتقول إن كلام الصديق شجاع مبالغ فيه وإن الطرفين ؛ قطر وحكومة حماس ، يفعلان ما تفعله الحكومة الكندية ، فقطر تقدم معونة شهرية لأهل القطاع ، وحكومة حماس توزعها ، والناس تشتري ما تريد من أطعمة وعصائر ومعلبات وفواكه و .. و .. وقد تزعمان ؛ دولة قطر وحكومة حماس أن الأغذية التي تقدمها الحكومة الكندية منتهية الصلاحية و .. و ..إلخ.
لا أعرف إلام آل مصير صندوق " وقفة عز " في الضفة الغربية.
على فكرة فأنا عندما كنت في ألمانيا أزور عائلة كردية - فلسطينية تعيش اللجوء السياسي ، كنت أصغي إلى شكواها من الألمان الذين كانوا يضعون لهم الأطعمة والعصائر والمعلبات أمام منزلهم ويرون في ذلك إهانة لهم.
هل الإعلان الذي يتحدث فيه المواطن اللبناني إعلان ممول ومغرض ؟ وهل ما تقوم به حكومة دولة قطر وحكومة حماس كلما حان موعد المساعدة ليس مغرضا وخاليا من أي سوء.
كان الله في عون الفلسطينيين في غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي الدول الاسكندنافية وغيرها ، ورحم الله " أم سعد" بطلة رواية غسان كنفاني " أم سعد" فقد لخصت الحكاية منذ ١٩٤٨ حتى الآن:
- ماذا أقول يا ابن عمي ؟ في الليل أحسست بأنني قريبة من النهاية ... ما النفع ؟ أريد أن أعيش حتى أراها . لا أريد أن أموت هنا ، في الوحل ووسخ المطابخ .. هل تفهم ذلك يا ابن عمي؟"
مساء الخير
خربشات
٤ أيلول ٢٠٢٠




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى