الحسَّانى حسن عبد الله - العيد الأخيـر..

فِى حَضْرةِ العقادِ


لَهَبَ الشُّمُوعِ أَرَاكَ مُنْطَفِئًا
فِى حَضْرةٍ إِيمَاضُها حَيُّ
لَهَبَ الشُّمُوعِ سَتْنقَضِى سَنَةٌ
ويَحِلُّ مَقْدُورٌ ومَقْضِىُّ
وَنَرَاكَ بَعْدُ وبَعْدُ مُؤْتَلِقًا
يَذْكُو عَلَى وَمَضَاتِكَ الهَدْىُ
أَنَا لا أُصَدِّقُ أَنْ يَجِىءَ غَدٌ
يَخْبُو بِهِ قَبَسٌ سَمَاوِىُّ
* * *
هَبَطَ الخَرِيفُ فَرَدَّ فَتْكَتَهُ
مَوْلَاىَ إِحْسَاسٌ رَبِيعِىُّ
مَا زَالَ والأَيَّامُ مُسْخِطَةٌ
يُرْضِيهِ مُخْضَرٌّ ومَوْشِىُّ
فَنَهَلْتَ، جَادَكَ مَنْظَرٌ حَسَنٌ
ونَهَلْتَ، جَادَتْكَ الأَغَانِىُّ
وبَنُوكَ فِى العِشْرِينَ أَظْمَأَهُمْ
سَأَمٌ يُقَالُ لَهُ: وُجُودِىُّ
لا مُسْتَحِقُّ النَّبْذِ مُنْتَبَذٌ
فِيهِ ، ولا المَرْضِىُّ مَرْضِىُّ
دُنْيَاكَ شَوْقٌ دَائِمٌ وهُمُ
دُنْيَا تَجَافَتْهَا الأَمَانِىُّ
فَاهْنَأْ بِصُحْبَتِهَا، وإِنْ عَبَسَتْ
حِينًا ودَامَ بِهَا لَكَ الرِّىُّ
* * *
مِنْ أَيْنَ هَذِى المُعْجِزَاتُ أَبِى
أَإِرَادَةٌ ، أَمْ أَنَّهُ الوَحْىُ!
يَا سَيِّدَ الشُّعَرَاءِ مَا كَلِمٌ
تُلْقِيهِ إِلَّا وَهْوَ شِعْرِىُّ
هَذَا قَرِيضٌ لا يُهَوِّنُهُ
إِلَّا هَوًى قَدْ صَمَّ أَوْ عِىُّ
يَا سَيِّدَ الكُتَّابِ يَا قَلَمًا
مَا رَاعَهُ الجَبَرُوتُ والبَغْىُ
يُصْغِى لَهُ حُرٌّ ومُكْتَبَلٌ
يَسْمُو بِهِ رَاعٍ ومَرْعِىُّ
إِنَّكَ بَاقٍ، صَادِقٌ أَبَدًا،
بَيْتٌ عَلَى الأَزْمَانِ مَرْوِىُّ
* * *
قَدْ رُحْتَ تُنْهِضُ أُمَّةً سَكَنَتْ
لِلْقَيْدِ وَاسْتَخْلَى بِهَا الغَىُّ
يَا أُمَّةً فِى وَاحِدٍ نَهَضَتْ
تَسْعَى ولَيْسَ يَئُودُهَا السَّعْىُ
كَمْ هَبَّ فِيكَ عَلَى الأُلَى عَبَثُوا
كَالرِّيحِ، كَالنِّيرَانِ، جُنْدِىُّ
هَامُوا مَعَ الأَهْوَاءِ وانْفَلَتُوا
لَوْ قُلْتَ مَهْلًا قِيلَ رَجْعِىُّ
وَيَظَلُّ يَنْصَحُ غَافِرًا لَهُمُ
قَلْبٌ عَلَى الغُفْرَانِ مَطْوِىُّ
يَا هَادِىَ الأَجْيَالِ مَعْذِرَةً
هُمْ فِى الضَّلَالِ كَأَنَّهُمْ عُمْىُ
يَا هَادِىَ الأَجْيَالِ ما خَفَقَتْ
يُمْنَاكَ فالحَيْرَانُ مَهْدِىُّ
مُتَنَاقِضَاتُ الكَوْنِ وَحَّدَهَا
إِبْصَارُكَ العَمَمُ الإِلَهِىُّ
* * *
تَارِيخُنَا بِكَ جَدَّ مَوْلِدُهُ
حَيُّوا مَعِى تَارِيخَنَا حَيُّوا

الحسانى حسن عبد الله


- أُنْشِدَتْ هذه القصيدةُ التي قِيلتْ فى آخرِ عيدِ ميلادٍ لهُ، ثُمَّ حَمَلَتْ هذا العنوانَ بَعْدَ رحيلهِ
أعلى