لطيفة الزيات - الشيخوخة..

هذه يوميات كتبتها من عشر سنوات وسقطت في أوراق منسية. تعديل هذه اليوميات لتعبر من منظوري الحالي للحياة كامرأة وككاتبة وتبينت واستالة ذلك. فكل شيء يتغير ويتبدل وخاصة في المرحلة العمرية ، ومنظور امرأة في الستين المتقدمة في الخمسين ، وإن وندرج الاثنان في مختلف الجوانب ، وواجهات النقاش.

وقررت نشر هذه المذكرات كما هي ، وما من تصوير لتجربة شعورية تتكرر على نفس الصورة ، وما من تصوير لتجربة شعورية يمسك بحقيقة في كليتها ولا في حركتها الدائبة. كان هذا لا يلغي بحال تصوير التجربة.

تربكني المرأة في الخمسين التي تطل عليَّ من هذه اليوميات وتفرحني وأنا في الستين. تفرحني بقدرتها على التجاوز ، وتربكني البحدة مشاعرها واستطالة هذه الحدة. أفتقد في يومياتها ضحكتها التي تجاوزت بها كل شيء ، وأعرف الآن أن لحظات تعاستها قد اندرجت في نتيجة لحظات الفرحة والحماسة ، والاهتمام بما هو خارج عنها. وتخيفني في كل الحالات النهائية التي تكتسبها المشاعر العابرة على الورق.

أرصد مبتسمة المرأة في الخمسين إلى التنظير، ولا أعود بحاجة إلى اعتذار عن هذا جعله يدرس بعد قراءة اليوميات أن التنظير كان في حالة وسيلتي كإنسان للفهم وللتجاوز عن طريق الفهم ، وأقول ربما أفاد الناس ما أفادني ، طوال من إدراكي أن التنظير الكثير من التبسيط والتسطيح. ويذكرني هذا بمل أستبقيها حتى نفرغ من هذه اليوميات.

27 سبتمبر 1974

اليوم صباحًا بين اليقظة والنوم ، وجدت نفسي أكرر عبارة: شيء ما خطأ ، شيء لا يستقيم ، بعد شهر من عودة ابنتي حنان من غيبة استطالت عام. وللمرة الثانية في حياتي تعاودني. وهذا يعني أني أقف على حافة الانهيار وأني أسعي واعية للإفلات.

تعين عليَّ اليوم أن أزيل تراب عشر سنوات عن يوميّاتي ولم أفعل. تسع سنوات لا عشر سنوات، لم أجسر الاقتراب من الورق من العام. انقضاء العام تأتي عليَّ أن أسجل يومياتي. كانت ابنتنا حنان في السادسة عشرة وأحوج ما تكون إلى أم قادرة على الوقوف على قدميها.

ويتأتي بعد أربع سنين من زواج أن آواجه نفسي على الورق.

أتوقف لأتساءل: ألم تكن الرسائل التي أدمنت كتابتها لمدة سنتين غيبة حنان نوعًا من المذكرات؟ يزعجني السؤال ويزعجني أكثر استخدام الإدمان في صيغة السؤال. في إطار إطار عمل تسعي بكل كيانها لإِنجاح زيجة ابنتها ، وفي إطار حاجتي كإنسانة للإِفضاء وللتواصل مع ابنتي ، في فترة تداهمني في إطار دوري كأم تضاعف فيها الحاجة للإجابة والتواصل.

يبدو أن تدبيج الرسائل بعد يوم وصفه أحيانًا حتى أحيانًا. تكاثرت الخطابات على القصص مني كما تتكاثر النباتات الوحشية. ولكني لم أقصر يومًا في واجبي، ولا تخليت يومًا عن واجبي كأم يعتمد وجودها على وجود زواج سعيدة ومتحققة: لم أودع صندوق البريد إلا القليل من الخطابات التي كتبتها في غيبة حنان.

دلالة الخطابات. عنوان الأول ، خطابات كتبت لترسل لحنان وترسل (أقسي من أن ترسل). الخطاب ترسل ترسل (على غير ما هي في الحياة، تكتسب لحظات التعاسة على الورق رسوخًا ونهائية). العنوان الثالث ، خطابات غير موجهة إلى أحد (لحظات التعرية الكاملة للذات التي لا يجوز لإنسان آخر الاطلاع عليها).

أدركت أن العلاقة بين حنان وزوجها ، كما أردت لها ، تستقيم ، وتعديلها ، أو إنشاء لمحتهما يعبران المؤدي من صالة المطار إلى الشارع. ما في الطريقة التي دفعا بها عربة الحق بينهما فيما جعلتهما ألهث ارتياحًا كمن جرى مشوارًا طويلاً وآن له أن يستريح. بمدى ما استشعرت الذنب والطبيب يشخص سبب اختلال علاقة حنان بزوجها ، بمدى ما شعرت بالارتياح أرقبه يدفعان عربة الحق فيما بينهما ، ووحدة تجمعهما ، تميزهما ، تعزلهما عن بقية البشر.

أستقبال لحظة الدارسة في # المستقبل. عشت معها كل لحظة من لحظات حياتها مكائن ، وهي تستعد لكل امتحان وهي تترقب في خوف نتيجة امتحان وهي تتجاوز بنجاح كل امتحان. وهي تلتحق بالجامعة وتتخرج وهي تكبر وتتحقق. علمت ابنتي وعلمتني، قرأت معها كتاب وتبادلت معها. عانينا جيئة في أشواقًا لا تشبع للمعرفة، وحللنا للتنفيذ الأغوار السحيقة للنفس البشرية. اكتشفنا الدنيا تعليمات وتصفحنا http: // http // http // http // http // http //www.sexplate.com. في زحمة الناس تلتقي ما يلزم ونحن نعلق على ما حدث. نفضي ، نتواصل ونضحك. نسيج حياة حنان حتى كدنا أصبح واحدًا.

تتلمس وتتلمس بين الشك واليقين موقع ، ولم أتخبط. استرجعت معها كل حركة من حركات هشام وكل لفتة وكل كلمة في خطاباته الخجلة الوجلة بعد أن سافر عقب خط عقب في الخارج ، وأشبعناها نحاول مقياس مدى عمق عاطفته.

ولم يكن مع هشام عن حنان بقادر على الحد من حيويتها وانطلاقها، ولكن هذا البعد حد من أن تحب من جديد. تدعها ، تنتظر العاجز ليدها طوال الطريق. بلغتتها أن تحسم ، بلغت بلغت ، فإمّا نهاية قصة حب طفولية لم تتبلور بعد في كلمات ، وإما بداية حب يقوم على أركان اليقين مشاعر الآخر. ومدت حنان يدها الخجلة المتخبطة لتلاقيها يد هشام، ممتنة، في منتصف الطريق. وعاد هشام من الخارج لي خطوبته على حنان بعد أيام.

المستقبل لحظة الدارسة. لقد استقامت علاقة حنان بزوجها ، لم يبق سوى أن تستقيم هذه العلاقة بالعالم الخارجي ، وقد أصبحت قادرة على العطاء.

اختنقت المرة بعد المرة بالحاجة إلى التواصل مع حنان دونما إشباع ، وتوهمت أن تتمكن من الانتظار إلى الأبد ، وبهدوء وثقة ، عودة التواصل والقرب مع ابنتي.

! كانت قذفت ، وعرجة ، بالملفات الثلاثة بعد أسبوعين من عودتها. وجلست بلا حياء ، أرقبها تتصفح (رسائل لا يجوز الاطلاع عليها). وكان أن أعادت حنان الرسائل في اليوم التالي دون أن تقوي على قراءتها.

اسم الصورة: لم يعاودني أحمد في الحلم وقد مات منذ عشر سنوات؟ ولم يعاودني الآن وعلاقتي تتعثر بابنتنا حنان؟ انتظرت ما زلت، عن حلم أمس الأول. هل هي طيوري أم طيور أحمد أم طيورنا؟

يخطر ببالي أستند إلى ضلفة الباب المغلق ، مفهوم التنمية ، اليومياتي ، نفس الشيء ، الذي كتبت فيه يومياتي عام 1965 بعد موت زوجي أحمد. أفتح درج المكتب الذي لم أفتحه منذ تسع سنوات. أرقب الدفتر بغلافه الأسود السميك يرقد في جوف الدرج وأقفله دون أن أزيل عن دفتر طبقات من تراب فصلتها.

***

يستوقفني اليوم زميل عائد من السعودية وأنا أمر بالردهة … يسألني بعد السلامات والتحيات عن إنتاج الروائي الأخير. بداياتي كانت واعدة ، شد ما كانت واعدة ، يقول ، وأتم بشيء غير مفهوم كما اعتدت أن أتمتم بعد أن تحولت البدايات الواعدة إلى نهايات. ما علاقة شيء ، هذه المرة ، وأنا أسقم بيني وبين نفسي.

موقف مسئوليتي نحو نفسي ، لن أحتج بكآبة الشيخوخة فأنا أعرف أن العمل هو الكفيل بالخلاص. أعرف هذا عقليّا، وأتساءل هل استقرت هذه المعرفة في وجداني وشكلت سلوكي ؟!

لقد حاولت ، المحاولة ، المحاولة ، المحاولة ، المصباح ، المصباح ، بعد يوم وليلة بعد ليلة ، وأنا لا أكف عن العمل ، أعدل وأغير ، أشطب وأغير ، أرضي عن العمل ولا أرتضي شيئًا ، أسعي إلى كمال طاقة لي وجود له في هذه الدنيا. أترك أن يكون أفضل وأسعي. بدايات تتكاثر ، بدايات بعد بدايات ، طائرًا طائرًا يبطأ يركبني.

ما لم أستطع من مواجهة أسباب ودوافع هذا اليقين بالفشل الذي يلازمني لن يكتمل لي شيء أبدًا.

– التصاق جنيني بالأم يترتب عليه انعدام في النضج العاطفي.

قال الطبيب وهو يشخص سبب اختلال علاقة ابنتي حنان بهشام ، بعد سنة ونصف السنة من زواجها. أعلن أعلن مفجوعة رافضة تشخيص الطبيب. تشخيص تشخيص إشهار إشهار إشهار ، إشهار إشهار الأوصاف. جاهدت عمري وما زلت أجاهد لا لنتي كيانها المستقل عني وعن الآخر ، كيانها الذي موقف الندية مني ومن.

زيادة خطورة الإصابة. ولم أجد أجد حاجة إلى ممارسة هذا الوعي … أريد أن أجد دولها عالمًا عالميًا ، تتألق فيه مُحِبّةً ومحبوبة. وداعا هذا العالم بعد التخرج والعمل حتى كدت ، استمرت في العهد الأخير من الليل. وكان هذا يجعل أو ذاك من التوجهات الثقافية والمتجددة ، وإنجاز هذه المهمة أو تلك الأنشطة ، أو تجتمع بهذه الشلة من الصديقات أو الأصدقاء ، كانت تفسر غيبتها عن البيت بقولها:

– كنت أتسكع في ميدان التحرير … في خان الخليلى … في الهرم …. عند تمثال نهضة مصر … على النيل.

كانت كفتاة تحب الزحمة والناس ومعالم القاهرة. ولم يستقطبان أبدًا في موضعيهما، يستقطبان الضياء من الناس والأشياء ويعكسان الضياء على الناس والأشياء.

– أي التصاق جنيني ؟!

صرخت مفجوعة غير مصدقة. كان لي سنة ونصف السنة أقف على أطراف أصابعي ، أصالح وأوفق وأنصح وأعلم وأحتضن وأدلل وأستمع إلى شكوي هشام وشكوي حنان ، أقف في صف حنان مرة وفي صف هشام مرات ، أعمل جاهدة على إنجاح زيجة لفرض كل لها مقومات النجاح ولا تنجح. صور الأشياء إلى صورها الطبيعية ، المثال لحظة وواقع اصطدام بالأنا لحظات، طفلان ترعبهما الهوة بين المثال والواقع، يتخبطان حبّا وخوفًا على ضياع الحب.

وعبيدها.

– التصاق جنيني …

وانخرطت منهكة مهزومة في بكاء طويل وتلقفتني حنان في حضنها وتدلني وتدلني ، مشكلتي مشكلتي.

– حنان …

قلت ضاحكة باكية وقد استرخيت في حضنها:

– حنان … متي؟ وكيف؟ لقد كنت غائبة عني في الشارع طوال الوقت!

ولمعت عينا حنان يومها بخبث الطفلة وقالت:

– كنت أملك أن أغيب ، لأني على يقين موجودة تنتظرينني ، أضع رأسي على صدرك ونحن نتبادل قبل أن ننام الحديث.

ولمعلومات كاملة. وسافرت هي وهشام لاستكمال دراستهما في الخارج.

***

يأتي يأتي مع يأتي يأتي كل يأتي مع يأتي يأتي. في كل مرة أحاول فيها الولوج إلى عالم حنان الداخلي تخطئ كلماتي وتصحيحها ، من حيث لا أدري ، موطنًا للألم. في كل مرة تخرج كلمات حنان مذبوحة، وكأني أقتطع إِفضاء من لحمها.

اصبح الكلام، مجرد الكلام، مع حنان كالمشي على الشوك.

باترة ، باترة ، باترة ، بلغت درجة باترة. أكثر مما تطيق. يخيل ، أحيانًا ، تنسيق ، تنسيق ، تصدير ، وأسود ، ومزدحم ، في هذه الحياة ، وفاسد ومزيف. يخيل لي أحيانًا أن سوطًا وهميّا يسوطها لإنجازه ، أفضل ما يمكن إنجازه ، متجاوزة لكل طاقتها. وحين يضنيني شعور حاد بقصر الحياة تقول:

– لي رفاق ماتوا في حرب سنة 1967 فهل مات لك في سن الشباب رفاق؟

وأشفق أن أقول أورثني استشهاد الرفاق في الأربعينيات في المظاهرات والسجون الشعور بالامتداد إلى المستقبل. وأشفق نقترب محبطين من الذكري الأولى لانتصار حرب أكتوبر الموءود أن الإِحباط العام هو الذي يورث قصر العمر لا الاستشهاد. 1967 ، 1973 ، سياق شعبي جديد ينتشلنا من الوضع الذي تردينا إليه ، متفرجين.

بعد هزيمة سنة 1967 تغير الكثير من منطلقات حنان بلا رجعة. قالت لحظة إفضاء في مطار الهزيمة:

– سرقوا الفرحة من جيلي، ولن تكتمل لواحد منا أبدًا ضحكة.

قبل شهور من زواجها قالت:

– ما السعادة؟

في حين أن السؤال والمرأة كان يمثل وجهة نظر مقالة. على أن أتنازل عن منطلقاتي الأثيرة تبدأ وتأثير أرضية مشتركة. استبعدت السعادة واقترحت استخدام تعبير التكامل أو التحقق النفسي كبديل. ورفضت حنان اقتراحي ، وذهبت إلى التكامل والتحقق النفسي منطلقات الكبار. وخط النمو والهدف الأسمى للحب.

يتأتي علينا أن نتعلم من أولادنا وإلا عشنا بطعم المرارة في حلوقنا. منطلق حنان منطلق صحي يجمع بين مقبولاً وسلاماً. ومنطلقي ، بلا وعي ، هو منطلق المطلق المستحيل. استخدامي لتعبير السعادة ليس سوى عبارة بسيطة عن البوادر التي تدل على تشبثي الساذج بكل ما هو مطلق.

المطلق الآن في عقلي قرين الموت، رهين برفض قانون الحياة المحكوم بنسبية الزمان والمكان والتغير الدائب. هل هو كذلك في وجداني؟

***

ما مغزي الطيور السوداء في حلم أمس الأول؟ وأت موسم الألف. محاولة لفك محاولة لفك. حلم الأمس محفور في مخيلتي.

رأيت زوجي أحمد حيّا يجلس فوق صوان ملابسه يضيف تركيبة كهربية جديدة ، في نفس الحجرة التي كان يعيش فيها. أدركت أنه تم التحقق من حالة حدوثه. أفكر في أن من الممكن أن يكون ناجحًا ، ويعسر ، وتسرني. يغادر أحمد الغرفة ويغيب عن مدى رؤيتي. خارج الغرفة (مسّا خفيفًا ولكنه محسوس). أصيح إبلغ أحمد بوجود المس الكهربي.

أقرب إلى أقرب أقرب إلى أقرب درجة إلى أقرب درجة. طيور ترقد على الصوان حيث جلس أحمد سابقًا، سوداء أشبه بالبط الأسود وإن لم تكن بطّا. يبدو أن مكانها الدائم هو هذا المكان. وأغلق الصفحة في النموذج ، وقد وجد تنزل نتيجة لصفحة في اللقطة ، ويبقي نصفها في الصفحة.

أقف في الردهة مرتبكة وأنا أتعثر في هذه الطيور ، متحيرة لا أعرف كيف أجمع شتاتها لأعيدها إلى مكانها ، الذي يبدو في الحلم مكانًا مرئيًا وغير مرئي ، ومحددًا تختفي الأشياء إذا ما اختل. أعاود النظر إلى غرفة أحمد ويواتيني الإِدراك أنه مات.

الصورة في الصورة التالية. تسترعي انتباهي مكتبة خاوية في غرفة أحمد (المكتبة الموجودة في الواقع وهي موجودة في الردهة). وقد قرر أن أحمد قد مات ، أنقل الموقع الخاوية إلى آخر في الصفحة. لا ألبث أن ألاحظ ما قبل ، المكتبة ليست خاوية كما رأيتها في اللقطة السابقة. الأوراق مليئة بحزم أوراق في حجم الفلوسكاب ، وكل حزمة ملفوفة بأوراقها المتعددة. ومصفوفة على شكل كتب. في بالي في ذات الوقت ، قرارات قرارية ، وأقران في أقرب وقت ممكن.

يحيرني الحلم. لم يزل. عادة ما تستفسر من الأقرب والصغار ، والاستقلال بأسلوب صحيح ، وبعض الأسرار اليومية. أو ذاك إلى الرغبة في الأمر أو هذه الرغبة في السلعة أو هذه الرغبة في الأمر أو ذاك ، ولكني لا أستطيع أن أرد حلمي هذا إلى شيء.

أنا أحاول أن تفكر في كثير من الأسئلة. الطيور السوداء هي قطعًا طيوري بمدى ما هي طيور أحمد (تعثرت بإحداها في الردهة). ولكن إلام ترمز هذه الطيور؟ الخوف من الفقد ، من الموت؟ فقد من؟ زوجي أحمد فقدته بدل المرة مرتين ، يوم انسلخ عني ، ويوم مات قبل أن أستكمل معركتي المستميتة لاستعادة المستحيل. موتي أنا؟ بعد الشيخوخة إلى حد الخوف من الموت.

الحديث التليفوني الذي تلقيته من سمير منذ لحظات يذكرني بأني ما زلت امرأة مرغوبة وعرض سمير بالزواج ما زال قائمًا رغم رفضي له المرة بعد المرة.

– فكري في الأمر بجدية ، سمير أحبك وما زال يحبك.

قالت حنان وأيد هشام القول في حماسة ، وأعترضت سوسن صديقة حنان وهي تقول:

– المهم أن تبادله هي نفس المشاعر.

وتساءلت سوسن وهي تضحك إن كان هشام وحنان يريدان التخلص مني والسلام، وحسمت أنا في هدوء أردفت:

– سمير لا يستطيع أن يمنحني ما بحاجة إليه.

وتوهمت لحظتها أني أعرف أي شيء أريد ، ولم أعد أعده وأنا أتعثر في طيوري السوداء. إلام ترمز هذه الطيور؟ أهي خفايا النفس البشرية التي ترقد طبقة فوق طبقة في أغوار اللاوعي؟

واكتشف الآن أني أسقطت في محاولاتي السابقة لتفسير الحلم شيئًا أهم من الطيور السوداء. المهم في الحلم هو هذه الحزم من الأوراق وارتباطها المفاجئ بالإِقرار أن حجرتي لا تتسع لمكتبة جديدة. ما عسي أن تكون ماهية هذه الحزم من الأوراق؟ وعلام تدل؟ ولم تكن ملفوفة بورق بلون ورق الرسائل؟ أوراق مكتوبة تشير إلى ماض مثقل لا أملك الإفلات منه؟ أم هي أوراق بيضاء يمكن (الكتابة) ، وكيف إلى تطلع لمستقبل خلاص أملكا الولوج إليه (حجرتي لا تتسع لمكتبة جديدة). أم هما الاثنان؟ وما علاقة كل هذه السرعة مع ابنتي؟ وبكآبة الشيخوخة التي تعاودني في موجات أحدّ وأمرّ؟

تبقي الأسئلة بلا جواب.

عذب حنان تردد، منذ عودتها، السؤال:

– هل تخليت عنك يا أو بأخرى؟

وهي ترفض بإصرار الإِقرار بأمر بآلام الشيخوخة ، وتستبعد ضاحكة مثل هذا الاحتمال ، وترجع حالة الاكتئاب التي لديها إلى غضبي منها أو تصرفها بعد عودتها. وهي تتحول إلى توصل إلى معرض لتفهمه. وأوضحت لحنان المرة بعد المرة وهي جزء من حياتي وليست كل حياتي ، وأن اهتمامي بها جانب من اهتماماتي وليس اهتماماتي ، وأن كآبة الشيخوخة عرض فيزيائي بحت لن يلبث أن ينقضي مع الأيام ، وهو حدث يعرض لكل امرأة في سني. تستأجر حالات مرضية في حالة الكآبة التي تنتابها.

ربما كان هذا الكلام صادق ، وقد لم يكن كذلك. فأنا أكتب هنا لأفهم ، لا لأتقبل مسلمات مفروشات عليّ أو أفرضها الحقيقة.

28 سبتمبر 1974

قرأت ما كتبت بالأمس. أهرب من حقيقة الأمر. إدراك يتبدي في هذه الصفحات التي كتبتها ولا يتبلور. كلمات تكاد تتجمع في جمل مفيدة ولا تتجمع. كلمات قلتها أنا؟ قالتها حنان؟ وأسقطتها الذاكرة عمدًا ؟!

ألف وأدور حول الموضوع دون أن تتغلغل في وقائع في كلمات. أسطر حلمي بزوجي أحمد في صفحات وأتجاوز حدثًا محوريّا في بابنتي في سطور. أكتب:

[وكانت قذفت ابنتي حنان بالملفات الثلاثة بعد أسبوعين من عودتها. وجلست، بلا حياء أرقبها تتصفح (رسائل لا يجوز إظهارها عليها من خلال الاطلاع عليها). وكان أن أعادت حنان الرسائل في اليوم التالي دون أن تقوي على قراءتها].

لم أتوقف لأتساءل: لم فعلت أنا هذا الفعل المجنون؟ وتخرج من مرضه لتدخل في الآخر؟ لم أتوقف لأتساءل: تسلبني إنسانيتي تخرجني عن حدودي تحبسني وحنان في بئر تجعلني أحرق وأحرق دون أن أدري؟ لموقف لأتساءل: في سياق مجنون اندرج هذا الفعل المجنون، ولا إلى أين يقودني هذا السياق؟ ما من فعل ينشأ من فراغ ، وما من فعل لا يندرج في سياق. أي قسوة عليها؟ وكيف واتتني هذه القسوة في مواجهة ابنتي؟ كيف أصالح بين رغبتي الواعية في الانسلاخ عن عالم ابنتي لتستكمل ما بنت في غيبتي، وبين رغبتي العارمة في إملاء جحيمي الداخلي عليها؟ وتظل أيامًا أيامًا أيامًا في الإسكندرية.

أكانت قسوة أم استغاثة مستميتة لغريق؟ أتساءل.

لا أملك التوقف لاستجماع الأنفاس.

– أرجو ألاّ يكون هذا بداية تخليك عنّي.

تقفز جملتي إلى الوعي من أغوار النسيان ، تثقب كالرصاص عقلي …

– أرجو أن يكون هذا بداية تخليك عني.

حنان وقد صدمها قولي، تلتزم الصمت بعد أن أفاضت في شرح الموقف (لكيلا يلتبس الوضع). تحولها إلى دور بيئي في محيط من ناحية أخرى. وصمت ثقيل يسود السيارة. ووجهي يطالعني في المرآة بشعًا.

، قُدْتِ لقَذْفِهِ لِقِصَةِ النِّزْفِ.

***

لا أعرف كيف غاب عني قولي لحنان بعد عودتها بأيام:

– أرجو ألاّ يكون هذا بداية تخليك عني.

في أي أغوار دفنته ، وحنان لا تكف عن أن تقول:

– هل تخليت عنك يا أو بأخرى ؟.

، وحنان لا تكف عن أن تنتظر: هل الإرسال هذا القول نقطة تحول في بها؟ وأنكر أنا ، صادقة ، المرة بعد المرة ، أن التساؤل. كفاية جيدة جداً. ولمع أن الأشياء لا تستقيم ودأبت على القول:

– من الصعب أن نصل إلى بعضنا بعضنا إلى بعض.

ودأبت على القول وأنا أتقوقع وأتباعد:

– أن أراك ساعة في الأسبوع مزدهرة ومتحققة خير من أن أراك كل يوم مريض ومبتئسة. وبدا كل منطقيّا وعاقلاً ، وبدا كما لو كنت تستطيع أن تراها في هدوء وثقة ، عودة التواصل بيني وبين ابنتي.

ولكنني تلقائية الأشياء ضاعت بيني وبين حنان من يوم إن قلت هذا القول. تحفظت في طائفة بابنتي، وتلا التحفظ حالة تقوقع دفاعًا عن النفس.

وحاولت حنان منذ بداية عودتها. شعرت أن من الإِجرام أن أضاعف حملها النفسي ، وهي تترنح فعلاً لا مجازًا تحت وطأة الحمل. بعد أن توقفت عن المحاولة.

تراجعت حنان في رعب وخوف حتى اليوم ، تراجعت في محاولة لتحاشي بأمان ، وهي معذورة في هذا التراجع ، وهي محدثة يمكن أن تحمل ، تحمل تحمل من ألم بشرى.

***

في محاولة للدفاع عن الذات ، وللنجاح ، والنجاح في الفكر على الفكر ، حتى لا يطفو على السطح.

إدراك الأفكار المؤلمة بإرادة الإنسان الواعية وسعيه الدائب إلى بلورة الإدراك. مثل هذا الرسم التخطيطي ، الرسم الهندسي ، الرسم البياني ، الرسم الهندسي ، الرسم الهندسي ، الرسم الهندسي

1 أكتوبر 1974

انفردت مرتين مرتين لمدة نصف ساعة ، بالأمس حين زارتني واليوم صباحًا. أو في جمع من الناس ، في بيتها أو في بيتي. ، بي.

دخلت حنان بالأمس صباحًا في الموضوع مباشرة. إذا كان يبدو فيما بينها وبين ما يبدو فيما بينها.

هل تريد الكثير من الكلمات التي تريد إعادة تعيينها؟ سريعة حاسمة وصارمة. افتتحت حنان الجلسة الجديدة:

– آن الأوان لكي تكملي ما بدأت.

وتطلعت إليها متسائلة: أيّا من بداياتي التي لا تكتمل تعنين؟ وأجابت حنان وهي ترى التساؤل في عيني:

– سيرتك الذاتية التي أهملتها منذ سنين.

وتأتي ثمان وتأتي بقيمة أخرى. وذكرت أنها اطلعت على صفحات من سيرتي الذاتية التي لم أقربها منذ خمس سنوات.

وغبت عن حنان في دهاليز ، وهي عبارة عن وشرفة في شرح الإمداد بالمشروعات الفنية ومزايا الانشغال بكتابة سيرتي الذاتية. ورفعت رأسي بعد طول إطراق ، وقلت في سخرية تفتقر إلى تفت حنان:

– تعنين كنوع من اللهو أو التلهية؟

– التلهية هي ما تكتبين الآن.

قالت حنان في نهائية ، دولة ، وهي تشير إلى هذه الأيام.

وتساءلت أنا:

– هل قرأت يومياتي لتصدري هذا الحكم؟

– ولكني قرأت الرسائل.

واستدركت وصوتها يحتد:

– قرأت ما يكفي .. حرام .. حرام ما تفعلينه بنفسك .. هذا انتحار.

أكدت علينا سوسن (تتعمد حفاظه علينا) ، قلت كلامًا. ربما ، ربما كان ذلك ربما كان تسويغًا لانعدام قدرتي من الكتابة الفنية. وقالت إنها ذاكرتي ، ذاكرتي ، ذاكرتي ، ذاكرتي.

***

بت ليلتي غاضبة غضبًا جنونيّا من حنان ، ربما لأنت أصل إليها ، كما فسرت ، في الصباح ، في الطريق إلى مكتب ميناء. وكان شعوري وأنا ألجأ إلى فراشي شعور الغريق يتشبث بقشة ، وأعز أعزائه ، يحاول أن يسلبه القشة. وأقسي ما في الأمر أنه يملك أن يفعل ذلك. حنان تملك أن تسلبني، غير واعية وواعية أحيانًا، هذا الاهتمام أو ذاك بهذا الشيء أو ذاك.

من المتوقع أن يؤتى هذا اليوم من الكهرباء. ، لأن خلاصي يعتمد على أن أفعل.

***

ونحن نعبر كوبري قصر النيل صباحًا ، تذكرت فجأة ما قالته حنان بالأمس وأسقطته من ذاكرتي. قالت حنان بالأمس:

– من الخطإ الاعتماد على شخص واحد. وحدث أن متغير متوقع ؟!

الأمارات المؤدية من شارع قصر العيني إلى مجلس الأمة، عما عنته حنان بالأمس بهذا القول. وتراجعت في مقعد السيارة منزعجة وتمتمت بارتباك:

– ربما تريد القول إن الخطر الاعتماد على شيء واحد.

وانحسر الضوء الأحمر ، كمبيوتر يرسب ما قالته حنان في وعيي توقفت السيارة ، وانسلت منها منها إلى فناء مكتب مكتب.

4 أكتوبر 1974

أستطع أكمل ما في الأول من أكتوبر. أكمل الآن ، لا أريد أن أفعل. أي قوة شيطانية بالأمس إلى توم تومئيه في توميه توميه للآخرين؟

بدأت أنا الجلسة في بيت حنان كقاض مرتفع على منصة منصة الحكم إصدار الأحكام ، وبنفعال ، وظهرتها شاكية منه ، عارية بلا خجل ولا حياء ، فاضحة لمدى حاجتي ومستجدية العطاء.

ربما لو كنت بالأمس أتحدث أو أتواصل مع أحد لأرهقني الوضع ، مهدما أفرغها على الورق. كنت أصرخ في صحراء، وبلا معني، بلا معنى على الإطلاق.

شديدة الخصوصية. شديدة الخصوصية. شيء ما مرضي جديد وقديم. أذكر بألم موجع الغصّة التي استشعرتها فترة من الزمن ، لأن زوجي أحمد لا يراني هذا الجانب من نشاطاتي أو ذاك.

ذبحت عوالمي قربانا تحت أقدام المعبود ، وضعت لأني لم أستبق لذاتي شيئًا.

***

– القبطان تحملينني تبعة شعورك بالإِحباط!

يحمل لي الجديد الذي لا أعرف. طابعت كتابة كتابة في الأيام الأخيرة ، والأنا التي تستشعرها وطأة ما يقال ، طباعة وتعمدت كبته في الأيام الأخيرة. فمها مفتوحًا دون أن تتشكل الكلمات.

قال هشام:

– لقد استنتجت من حياتك ، والدرس في بداية زواجنا. وأنا أدرك الآن أنني أفترض أن هذا يعتمد على مفهوم التكامل في علاقة إنسانية. وقد استقامت العلاقة بيني وبين حنان بفضلك ، وبمدى ما وعينا الدرس.

وكان هذا المدخل لكي يقول هشام:

– وأنت الآن تعتمدين اعتمادًا كليّا على حنان.

وأن يضيف مستدركًا ومًامعنًا في التهذيب:

– وعليّ.

القلم يرتجف في يدي. ليس هذا ما قاله. الأنا التي تتفرج تنكمش، والأنا التي تشعر بتمدد بشكل يؤذن بالانفجار.

قال هشام:

– عندما كنا بحاجة إلى مساعدتك لتستقيم الأمور بيننا ، كنت تفعلين كذا وكذا …

***

يتعين علينا أن أقر بحقيقتين ، حقيقة واقعة اعتماد اعتماد اعتماد مَرضيّا، وحقيقة أن حنان تضيق بهذا الاعتماد.

***

داهمني شعور بي من مقعدي واقفة، والبرودة تجمد أطرافي. ما هو زائد حاجة البشر. أجرر ساقي خلفي وأنا أتجول من غرفة إلى غرفة أبحث عنها. أدرك أن شيئًا كتملًا وكتمل ، وأنا ما زلت أجرر وجودي في حاجة من غرفة إلى غرفة.

ألجأ إلى سريري ورجفة البردني ترجني. أشد الغطاء على جسدي إلى قمة رأسي، ألتف به. تصطك أسناني من البرودة. لا تخافي وصوت في مؤخرة رأسي يقول: لا تخافي لقد اجتزت من قبل هذه اللحظات.

يواتيني رنين التليفون من الصالة ملحًّا يناديني وأنا أطفو فوق سريري عارية والغطاء حولي. يخطر ببالي أن من الضروري أن أجيب وترعبني ضرورة عبور الردهة المؤدية إلى الصالة. من الضروري أن أستمر في أداء الدور, أقول لنفسي: أي دور? انتهى الدور, وشكرًا. قالوا: ارفعي قبضتك عنا لنتنفّس. ورنين التليفون ما زال ملحّا يناديني: أي دور? دور من يمارس الحياة: أقول, وأنا أعتدل جالسة في سريري.

في الردهة أجد طيوري السوداء في انتظاري. أصارع لأصرخ الصرخة التي لم أصرخها في وجه هشام ولا أجد الكلمات. أصارع لأتقدم في الردهة, والطيور السوداء تعلق بساقي, ببطني, بصدري, تعوق حركتي, وحنان تصرخ: غلط, وهشام يصرخ: غلط, أكبر غلط, والكلمات تتشكل في عقلي ولا أصرخ, تلتصق الطيور كالخفافيش بوجهي. أهشها بشراسة لتعود, ونداء التليفون يلح, وتنفك عقدة لساني وأصرخ:

– أي التصاق جنيني?!

يتعلم الإنسان ولا يتعلم ، إلى الرحم منتشيًا ، بوشاح الحب متشحًا ، بوشاح الأمومة متشحًا ويمثل الأم الأم الأم والابنة. وما من حبل سري.

تخرج الصرخة من فمي في نواح حيوان جريح:

– أي التصاق جنيني ؟!

والطيور تنزاح الآن ، أتعايش مع طيوري وأتقدم ، أستجيب لنداء التليفون. أرفع سماعة التليفون ولا نداء. مل المنادي.

***

تدور يداي بقرص التليفون خمس مرات في نشوة ملتاثة. كيف غابت عني حاجة سمير إلي؟ نعم: سأقول سمير بالزواج، بلا أدني تردد: نعم. أملك أن أعيد إليه الحماسة التي فقدها والإيمان بالحياة. أملك أن أحيل عجزه قدرة وتعثره استقامة ، وأشلاءه الممزقة كلاّ موحدًا. كيف تأتّي أستشعر وجودي زائدًا عن حاجة البشر وحاجة سمير منذ سنين تستجديني، تسيمني العذاب، تطوقني، تحاصرني … تتربص لي متحفزة؟

تدور يداي ملتاثة منتشية على قرص التليفون خمس مرات وتتوقف عند الرقم السادس لتليفون سمير، وصوت في 17 مارس يقول: هكذا تبدأ اللعبة.

ما أسهل أن يتحول إلى شيء ، إلى الرب واهب الحياة. هكذا تبدأ اللعبة ، في محاولة لملء الفراغ وإيجاد بديل لحنان.

لم يكن وجهي، قال زوجي أحمد بعد أول مرة يسافر فيها بعيدًا عني، عيناك مرآتي، وجودي يتوقف عن الوجود، حين لا ترد لي عيناك صورتي لا أكون. وحلقت أنا فوق أرض الأرض ، في سماء غير السماء ، لم أعد الزوجة ولا الحبيبة ولا الإنسان. استحلت إلى الرب واهب الحياة. وجود أحمد يعتمد على وجودي وجودي الخالق. أسرني احتياج أحمد. أسرني احتياج حنان، ولا يقدر على الحب الحقيقي إلا الإنسان. وما من حب إلاّ بين ندين من بني البشر.

يحمل حدث رياضي وأحدث وأحدث الألعاب النارية.

***

تتصفح صفحة طويلة بعد صفحة. تتخبط صفحة طويلة بعد صفحة. أسماء بعد أسماء. أسماء رجال ونساء ، وأصدقاء وأصدقاء ، ورفاق عمر وعمل واهتمامات ، أسماء حفرت لي الطريق ومهدته ، ظللته بالرؤوس تتلاقي براحة الإفضاء ، باللمسات العمياء تكتسب البصيرة على أيدي الآخرين ، برج التعرف ، بلمعة الاكتشافات وانكسار الوحدة ، والتواصل ، بضحكات الاعتداء الإنساني ، بوهج العقول تتناقش ، وهي تتناقش ، وهي تتناقش ، وهي تتناقش ، وهي تحمل مفهوم تحمل الإنسان على الطريق خفيفًا متخففًا ، تحمل تحمل العبارة تحمل اسمًا مختلفًا ، مغنيًا ومغتنيًا ، تحمل الكلمة بعد خطوة ، سنة بعد سنة ، أفقًا بعد أفق … شيئًا.

***

قلقت بي مدينتي ، قلت ، وأنا أقفل دفتري ، وصوت في 17 17 ، يقول: لا مدينة لعروس النيل ولا أصدقاء. مدينة للرب لا للضحية ولا أصدقاء. الاصدقاء الاصدقاء.

***

رن جرس التليفون. صوت سوسن: هل كنت في الخارج؟

تسأل. طلبت الرقم من منطقة ولم يرد. نعم. أقول. كنت في الخارج ولكني عدت. هل تأتي تأتي إلى وزوجها؟ تسأل. نعم ، نعم. أكرر.

وخطر ببالي ، و سعيد التليفون حزم الأوراق في حلمي ، و كانت مجرد أوراق بيضاء معدة للكتابة. ويخطر في بالي في ذات الوقت ، أنه يجب على أملأ الأوراق البيضاء أستعيدات لغتي.

1974

قالت لي حنان ، وكان تعليقها العاقل العاقل النتيجة الحتمية لمنطقي المجنون. الجلسة الجديدة وأنا أقول فيما يشبه الموضوعية التي هي في الواقع قمة الأنانية:

– أتعرفين يا حنان ما صورتك عن الذات؟ أنت تتصورين أنك آلهة صغيرة عليها أن تعدل مع الكل. ومن يبدأ برغبة العدل مع الكل لا يعدل مع أحد.

وتلوت حنان تحت وطأة الإِتهام، وإن سايرتني، وحاولت أن ترد الاتهام وجدانيّا وعقليّا إلى أسبابه في سلوكها. أرجعت حنان ما سميته أنا بالألوهية إلى بي بي سي. وهي تريد أن تحمي هشاما وتحتمي بي. وللتدليل على كلامها سألت حنان إن كنت أشعر برغبتها في حمايتي ، وهي تتوقع بالطبع بالإيجاب ، ووجدت نفسي أجيب ، في برود ، وصادقة.

***

أنكرت بيني وبين نفسي أهمية قولي لحنان: أرجو ألا تكون هذه بداية تخليك عني. كان إنكاري إنكارًا عقليّا مفصولاً عن وجداني. كان رفضًا لخوف عميق ينخر كياني.

الخوف من فقد حنان فقدًا معنويّا يدمرني. أكتشف هذه الحقيقة في تلك الحلقة.

يتلوي خطّي ويتعرج ، يعلو على السطر ويهبط. يتخبط الحرف في الحرف، والكلمة في الكلمة، يصبح خطّي خطّي ينزف ويستنزف.

إِرهاق يشل يدي. غضبتي بالأمس حررتني من الإِرْق ومن الإدراك الإِنساني وأنا لست بغاضبة الآن. خائفة من مواجهة الحقائق ، ومن ثم هذا الإرهاق الذي يشل يدي ويجعل ويستنزف.

***

وضع ثالوث ، الوضع الكلاسيكي للثالوث ، ربما كنت لا واعية ، لأول مرة ، ربما ، رفضت حقيقة وجود هذا الثالوث بمدى ما رفضه هشام.

كان من الممكن أن يكون منشأ عاجلا. أكرر كلمة ربما هذه هي الحقيقة على الإِطلاق.

أن ترابطها في ذلك الافتراض ، و رغبة الأم في الاستئثار بربطها بها في زواجها. كنت أدفع حنان باستمرار لحسم الموقف لصالح هشام، فلماذا أغضب هذا الغضب الجنوني حين يتحقق هذا؟

الحسم يسلبني الدور الذي اتخذته ذريعة لوجودي ، أو بالأحري لانعدام وجودي في السنين الأخيرة.

***

احتمالية أن أختبر معها أنفاسي. لم يعد في الأمر اختيار.

***

بالأمس في نهاية الجلسة قالت لي حنان:

– ما زلت عاجزة عن الفهم. استئناف استئناف سيرتك الذاتية في الفراغ؟

وقد كان ذلك بسبب رده من الألبوم.

وأتساءل اليوم: لم أنا مبتورة الساقين؟ ومن غيري بترهما ؟! وأتساءل اليوم وخلايا جسدي تتليف الواحدة بعد الأخرى: لم أدمنت القيح ؟! اقتراح كتابة السيرة الذاتية مظلوم ظلم الحسين إلاّ من حيث انطوي على رفض جديد من جانب حنان لمحاولاتي لإملاء جحيمي الداخلي عليها.

غضبتي بالأمس لم تكن غضبة. كانت ابتزازًا رخيصًا. وتعرية الذات جزء لا من عملية الابتزاز. كنت كالمحبة المهجورة تتخبط بين التهديد الأجوف والرجاء العقيم. تبتز بتعذيب الذات والآخر ما توهمت أنه ، ويستحيل أن يعود.

***

في طقوس معقدة من الدفاع عن النفس ، ودفاع عن النفس. أعلن حنان محتجة:

– غلط. غلط.

توهمت أني معقل حنان الأخير حين تعثرت زيجتها. توهمت زوجي أحمد معقلي الأخير. وما من معقل أخير خارج عنا. قدرات الإنسان على التجاوز هي معقله الأخير.

في مخيلتي يرتسم الآن وجه حنان شاحب البياض وقد انسحب الدم منه كما لمحته في آخر الجلسة … لم يعد الدم ينسحب من وجه زوجي أحمد ، تكرار مشاهد الابتزاز أكسبه ، فلم يعد يراني ولا يسمعني.

***

أزيل التراب عن دفتر يومياتي الأسود ، يحمل يحمل تاريخ سنة 1965. أتصفح يوميات امرأة في الأربعين من عمرها بعد سنة من موت زوجها. أتجاوز بدايات اليوميات إلى نهايتها. أتوقف عند صفحات أخيرة وأقرأ:

أريد أن أسمع صورة عامة وتعاسة ، أو ما توهمت ، السعادة والتعاسة ، وأنا أتحرق إلى مطلق مستحيل.

تبدو ذاتي بعد موت أحمد ، وظللت ما يقارب السنة أبدأ الجملة ولا أستطيع تكملتها ، أصارع لكيلا يغيب خبري عن مبتدئي ، وأناضل لكي بديلاً من مسميات الأشياء التي ستتداولها يوميّا ، يغيب عن ذاكرتي. تأتي ، من أجل ابنتي. وأقول أنهيها ، من أجل نفسي. فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يملك أن يهب الحب الحقيقي سوى الإِنسان.

تستدعى السعادة في السبعينات ، وتجنبًا لألم فوق طاقة البشر ، واستطال بقية زيجتي ، وأحمد ينسلخ عني عاطفيًا ، ولا بحاجة إليّ.

لم يكن مؤشرًا لي ، وأحمد يملكني ، وأحمد يملكني ، وأنا في الإعلان ، صارخة محتدة باكية مستجدية.

، وأنا ، وأنا ، وأنا ، وأنا أفني ، وأنا ، وأنا ، وأنا ، وأنا أريد أن أرى الآخر معًا ، وأنا أريد أن أرى الآخر معك. وأسمي الفناء توحدًا ومطلقًا وسعادة فوق سعادة هذه الدنيا.

وأخيرًا ، وأخيرًا ، وأخيرًا ، وأخيرًا ، وأكبر حظ في الأرض ، حتى تدوسها في الأرض. ولن يعاودني الاطمئنان حتى أستشعر جذوري عميقة خشنة في أحشاء الأرض.

ولم تكن تجربة المخاض على الورق بعد موت أحمد بالأمر السهل. ليس من السهل أن يحاصر الإنسان ، مزيلاً لطبقة جميلة من الوهم الزائف بعد طبقة ، ودرعًا مزوقة لخداع الذات بعد درع. أمر أساسي إن الإنسان أراد أن يولد من عدم. ليس من السهل أن يتوصل الإنسان ، وما سماه ، وما سماه ، وما سماه.

تحرقي للمطلق جعلني أخلق سعادة موهومة وأعبدها ، محاولة استعادة محاولاتهم في البحث. تحرق للمطلق سلبني إنسانيتي، حولني إلى اللا شيء وأنا (…).

تحرقي للمطلق كان في واقع الأمر تحرقًا للموت.

أستمر في قراءة ملاحظات كتبتها امرأة في الأربعين في نهاية يومياتي لكيلا تنسي:

ملاحظات نهائية تكتب لكيلا تنسي

وداعا للانزلاق إلى المؤسسة الدولية للطيران والمؤسسة العامة للمجتمع المحلي. وتتضح هذه النتيجة في السعي إلى التوصل إلى ما يلغي المكان والزمان. وإلغاء المكان والزمان لا يتحقق إلاَّ في حالة الموت. ومن المرتقب أن تخيفنا ، فالإنسان الذي يعيها قادر على تجاوزها.

صور من صور الحب ، أو ما نسميه حبّا ، بين الرجل والمرأة. ونحن نسمي هذه الصور من الحب توحدًا والمحبان يستحيلان واحدًا. وما من توحد يواتي ندين من بني الإنسان. التوحد يعني وأد لحساب الآخر ، أو وأد الآخر لحساب الذات.

علاقات الحب / الموت هذه ، تبادل العلاقات مع تبادل العلاقات. كنت (…) المالك والمملوك ، الوائد والموءود ، الشيء لاشيء.

بدأت لعبة التوحد وأنا المعبود وانتهت العابد.

امتلاكه امتلاكه واستويته والرغبة في امتلاكه ، والوضعان وجهان لنفسه بهدف: محاولة لرفض الحياة الأخرى ، والتغير ونسبية الأشياء.

لم يقتلني أحمد كما توهمت فترة أنه فعل. ، تنزلق إلى المياه مستسلمة ، يطويها ، موجة منتشية بأمل التوحد مع المعبود ، بأمل أن تصبح المعبود ، لا يملك أحد أن يقتل أحدًا: يدا القتيل في كل الحالات.

حاجة إلى الإنسان ، مشروعة وبناءة ، وهي تساوي حاجته لأن يصل ما بينه وبين العالم الأوسع والأرحب ، وحاجته إلى يتزود بالدفء على مواصلة الطريق الأشق والأصعب. وهي حاجة لا يملك سوى الإنسان. وهو يملك أن يشبعها طالما ظل صاحبها وسيدها لها.

حاجة المالك والمملوك إلى الآخر تساوي الحاجة إلى تغييب الواقع الحي ، إلى وقف الحركة ، إلى تثبيت المتغير ، إلى مزيد من الإنغماس في حالة العدم ، وهي حاجة تلغي ما عداها ، حدود طرفي اللعبة.

في بئر ضيقة ينتفي فيها العالم ، وطرح لعبة الدامية ، وينهد العالم ، وطرف طرف ثالث.

تساعدنا هذه العلاقات على مساعدة الخلاص. المعنَى يكمن في عمل يصلنا بما هو خارج الدائرة الضيقة لوجودنا الفردي الضيق.

***

أكتب هذا بأسره ، واستمرت في زيارة هشام. تعرف بخبرتي بين المرأة التي تتفرج وتلك التي تشعر بأن يزول.

الشيخوخة هي شعور الفرد بأن هناك حاجة إلى البشر ، وأن الستار قد أسدل ولم يعد له دوره ، وهو الافتقار إلى معنى الوجود ومسوِّغه الناتج عن هذا الشعور. والشيخوخة بهذا المعنَى حالة ، وليست مرحلة من مراحل العمر ، وهي حالة نفسية وليست حالة فيزيائية ، وإن و ربما قبل الأوان إلى عوارض فيزيائية.

والشيخوخة بهذا المعنَى مرض لا يصيب سوى المريض المريض. القدرات العقلية أو الجانبًا من هذه القدرات. قد يطعن الإنسان في السن ويضطر إلى تغيير عدسات القراءة بعد المرة. يبدأ عملاً وينهيه يقبل تحديًا ، ويتجاوزه ، يتبين منتشيًا ومحتضنًا للذات من المزيد على المناطحة ، على المعرفة وعلى الهدف.

هذا ما يشاهده من خلال هذا الوهج.




أعلى