استهلال
هناك في الوجود
تجلّ للجمال
فوق طاقة الاحتمال
نافذ في العمق
جارح و قاهر
كأنه
كأنه ذروة الكمال
ينهب رقادك
يستبيح أمنك
ثمّ يمضي عنك فيك
و أنت في استلابك
في بهتة السؤال
كأنه ما كان إلا
أسطورة أو خيال
1
أنا لم أقرأ إطلاقاً ما كُتب عن الجمالِ ، ليس استخفافاً بآراء أو رؤى من سبقوني بالقول ، ولا عدم احترام لأهل الفن و الفلسفة الذين أنشؤوا جامعات لتدريسه.. بل لأني أحبّ أن أتناول الطبق الشهيّ بحواسي الخمس و ما استبطن منها و أعجز العقل.. و أختبر الحياة بعيداً عن قال وقيل.. فإذا صادف وقرأت رأياً عن الجمال بما يطابق ما اختبرت غمرتني غبطة أن النفس الإنسانية في جوهرها واحدة مهما تعددت الوجوه.
أبتهج إذ أقف على مشارف الجمال أمدّ العنق وأنهد إلى علاه.. كشعلة جبل الأولمبياد.
ثم أعتليه و أراه كليّ التجلّي .. ومن سحر تجلّيه قابليته للتحول والتحوّر مهما برع القوم بتجسيده في صنم.
ثم أتماهى معه و أغلّ بتفاصيله و أفغر فاه العجب ممن لا تنقضي عجائبه.. و أمضي العمر متهجّدة في محرابه المقدّس.
وفي كل مرّة أعجب كيف اختلط على القوم ان يفصلوا بين الجمال والتجمل..
وكيف فسدت الذائقة الأصلية و الفطرة الكونية فاختلطت المعايير تشوشت شاشات الحواس بمفرزات العصر الهلامية وصعب التقاط موجة الجمال الصافية.
2
و لعل رأيي الذي صادف أن توافق مع رؤيتي حيث الرأي للعقل و الرؤية للقلب قد لا يروقان للبعض بخصوص الجمال ، فليضربوا صفحاً عن هذياني بشفاعة المحبة أو فليقلبوا صفحتي إلى ما يروقهم.. فالدنيا أذواق.
قلت يوماً و أعيد أنني أتمنى لو يعود للزمن للوراء و أكون مسؤولة عن تشذيب و تهذيب الأطفال لأعلمهم كيف يحكمون على الجمال.
لأنني أرى أن جامع القمامة جميل رغم الرائحة المنبعثة منه.. ولو كفّ يوماً عن جمع نفاياتنا لرأينا قبح دنيانا.
وسمكة الزبّال جميلة رغم أنها سوداء.. فهي تنظف حوض السمك بمهارة مذهلة.
الجراثيم المفككة جميلة ولعلها الأجمل بتخليصنا من جثث الكائنات الميتة.
ليفة الجلي جميلة
ماسح الأحذية جميل
و أستند لأسماء الجلال والجمال لأقول ليس هناك فصل بينهما ، فالجميل مظهر للجلال و الجليل مستبطن للجمال.
ومن الطريف أن يقال أثناء تعداد فوائد الزلزال أنه قوة بنائية..
وعن طاقة الشمس رغم نيرانها أنها الطاقة النظيفة الزكية.
إذاً ما هي المعايير التي علينا أن نعلّم أبناءنا أن يبنوا عليها بالحكم على الجمال.
ما دام الظاهر البرّاق قابل للتحوّل وقد ينقلب للضدّ.
ومادام هناك جسد جميل أخفى باطناً أسود.
ولكن هل كل عين ترى؟!
3
ثمّ أن كل واحد فينا استثناء اذا فعّل مواطن الجمال بباطنه. والجمال هنا ليس نعومة الجلد بل اللمسة.. وليس نفخ الشفاه بل القبلة.. وليس كبر العيون بل النظرة.. وليس ثقل الرأس بل الفكرة.
نقدر ان نكون استثناء عندما نخلق فارقا صغيرا بحياتنا.. ونجمع ما تفرّق بمحبتنا ووعينا وطيبتنا
لأن الاستثناء يقاس بالظرف والوضع والامكانيات النفسية والعقلية والعمرية والاجتماعية
انا استثناء
ليس لأن الشاعر الفلاني قالها لي ولكل انثى قبلي
استثناء لأنني لم أرض أن أكون نسخة كربون ولا نعجة همها الحشيش
ولاحظوا كيف ان كل طفل استثناء بعيون اهله.. حينها ستعرفون كيف ترانا الحياة
سلام لكم جميعا ايها الاستثنائيون
4
كيف لمن تزكو في قلبه شعلة الحياة أن يكون قنوعاً..
وكيف للشغوف بكل صور الجمال أن لا يغار..
ما رأى يوماً قصيدة أو لوحة جميلة..
إلا و تمنى أن يكون من أبدعها..
ولا سمع عن بلاد خلابة إلا تمنى لو ينبت زغب جناحيه ليطير إليها..
ولا تناهى إليه سبق علمي إلا واستبسل ليتقنه أو يقتنيه..
لا تطلبوا من عاشق الجمال أن يرضى بما "قسم" له..
ففي ضمير غيب هذا العاشق وباطن نواياه ..هو مبدع وعالم .. شاعر ملحن راقص وحتى شيف لأطيب طعام..
الأبواب المفتوحة منذ الطفولة و اعتبار علم الجمال مادة اساسية في التدريس .. و دعمه ماديا ليس ترفاً أمام باقي الاحتياجات..
فاعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً .. هي تعني في وجه من وجوهها مارس عشقك للجمال كأنه عبادة..
واغتنم شبابك قبل هرمك .. تعني أن تتفجر طاقتك بكل أفق خلاق.
الطاقة التي تهدر في الشهوة لا تعوض ..
اما الحبّ .... بكل تجلياته
فسيؤجل هرمك سنيناً
فلا تكن زاهداً في الدنيا .. الزهد في الدنيا قصقصة لأجنحتك .. وحبسك في صندوق سيقال لك فيما بعد أنك من اخترته..
وحين تتلمس قلبك وترى ولعه انطفأ .. انفخ في رماده ولو بتطلّع لطفل يتفتح كبرعم في مساكب الغد.
5
هناك نوع للإعجاب راقي و شاهق
يختلف عن المألوف .. و يشذ عن سرب المتعارف عليه
أن تقول أعجبني لشيء لا يشبهك
لشيء جميل رغم سوداويته
اميل سيوران على سبيل المثال الحاضر في الذهن .. رغم شعبيته الكاسحة حاليا
صورة مبتكرة خلاقة لم تطرق من قبل
الإعحاب هنا يخرج عن مع أو ضد .. أؤيد أو أعارض
هذا ما أسميه الجمال الخفي الذي يجذبك من أوتار قلبك لاستطلاع كنه النفس التي أبدعته.
النفس البشرية بحر متلاطم لا يدرك قعرها .. محال توصيفها أو نظمها في تقسيمات و أصناف
قد يتشابه البشر في خطوط عامة .. لكن في الأعماق دوما أنا مختلفة.
ذاك ما يشدني و ألهث خلفه و إن بدا لكم جنونا.
هناك في الوجود
تجلّ للجمال
فوق طاقة الاحتمال
نافذ في العمق
جارح و قاهر
كأنه
كأنه ذروة الكمال
ينهب رقادك
يستبيح أمنك
ثمّ يمضي عنك فيك
و أنت في استلابك
في بهتة السؤال
كأنه ما كان إلا
أسطورة أو خيال
1
أنا لم أقرأ إطلاقاً ما كُتب عن الجمالِ ، ليس استخفافاً بآراء أو رؤى من سبقوني بالقول ، ولا عدم احترام لأهل الفن و الفلسفة الذين أنشؤوا جامعات لتدريسه.. بل لأني أحبّ أن أتناول الطبق الشهيّ بحواسي الخمس و ما استبطن منها و أعجز العقل.. و أختبر الحياة بعيداً عن قال وقيل.. فإذا صادف وقرأت رأياً عن الجمال بما يطابق ما اختبرت غمرتني غبطة أن النفس الإنسانية في جوهرها واحدة مهما تعددت الوجوه.
أبتهج إذ أقف على مشارف الجمال أمدّ العنق وأنهد إلى علاه.. كشعلة جبل الأولمبياد.
ثم أعتليه و أراه كليّ التجلّي .. ومن سحر تجلّيه قابليته للتحول والتحوّر مهما برع القوم بتجسيده في صنم.
ثم أتماهى معه و أغلّ بتفاصيله و أفغر فاه العجب ممن لا تنقضي عجائبه.. و أمضي العمر متهجّدة في محرابه المقدّس.
وفي كل مرّة أعجب كيف اختلط على القوم ان يفصلوا بين الجمال والتجمل..
وكيف فسدت الذائقة الأصلية و الفطرة الكونية فاختلطت المعايير تشوشت شاشات الحواس بمفرزات العصر الهلامية وصعب التقاط موجة الجمال الصافية.
2
و لعل رأيي الذي صادف أن توافق مع رؤيتي حيث الرأي للعقل و الرؤية للقلب قد لا يروقان للبعض بخصوص الجمال ، فليضربوا صفحاً عن هذياني بشفاعة المحبة أو فليقلبوا صفحتي إلى ما يروقهم.. فالدنيا أذواق.
قلت يوماً و أعيد أنني أتمنى لو يعود للزمن للوراء و أكون مسؤولة عن تشذيب و تهذيب الأطفال لأعلمهم كيف يحكمون على الجمال.
لأنني أرى أن جامع القمامة جميل رغم الرائحة المنبعثة منه.. ولو كفّ يوماً عن جمع نفاياتنا لرأينا قبح دنيانا.
وسمكة الزبّال جميلة رغم أنها سوداء.. فهي تنظف حوض السمك بمهارة مذهلة.
الجراثيم المفككة جميلة ولعلها الأجمل بتخليصنا من جثث الكائنات الميتة.
ليفة الجلي جميلة
ماسح الأحذية جميل
و أستند لأسماء الجلال والجمال لأقول ليس هناك فصل بينهما ، فالجميل مظهر للجلال و الجليل مستبطن للجمال.
ومن الطريف أن يقال أثناء تعداد فوائد الزلزال أنه قوة بنائية..
وعن طاقة الشمس رغم نيرانها أنها الطاقة النظيفة الزكية.
إذاً ما هي المعايير التي علينا أن نعلّم أبناءنا أن يبنوا عليها بالحكم على الجمال.
ما دام الظاهر البرّاق قابل للتحوّل وقد ينقلب للضدّ.
ومادام هناك جسد جميل أخفى باطناً أسود.
ولكن هل كل عين ترى؟!
3
ثمّ أن كل واحد فينا استثناء اذا فعّل مواطن الجمال بباطنه. والجمال هنا ليس نعومة الجلد بل اللمسة.. وليس نفخ الشفاه بل القبلة.. وليس كبر العيون بل النظرة.. وليس ثقل الرأس بل الفكرة.
نقدر ان نكون استثناء عندما نخلق فارقا صغيرا بحياتنا.. ونجمع ما تفرّق بمحبتنا ووعينا وطيبتنا
لأن الاستثناء يقاس بالظرف والوضع والامكانيات النفسية والعقلية والعمرية والاجتماعية
انا استثناء
ليس لأن الشاعر الفلاني قالها لي ولكل انثى قبلي
استثناء لأنني لم أرض أن أكون نسخة كربون ولا نعجة همها الحشيش
ولاحظوا كيف ان كل طفل استثناء بعيون اهله.. حينها ستعرفون كيف ترانا الحياة
سلام لكم جميعا ايها الاستثنائيون
4
كيف لمن تزكو في قلبه شعلة الحياة أن يكون قنوعاً..
وكيف للشغوف بكل صور الجمال أن لا يغار..
ما رأى يوماً قصيدة أو لوحة جميلة..
إلا و تمنى أن يكون من أبدعها..
ولا سمع عن بلاد خلابة إلا تمنى لو ينبت زغب جناحيه ليطير إليها..
ولا تناهى إليه سبق علمي إلا واستبسل ليتقنه أو يقتنيه..
لا تطلبوا من عاشق الجمال أن يرضى بما "قسم" له..
ففي ضمير غيب هذا العاشق وباطن نواياه ..هو مبدع وعالم .. شاعر ملحن راقص وحتى شيف لأطيب طعام..
الأبواب المفتوحة منذ الطفولة و اعتبار علم الجمال مادة اساسية في التدريس .. و دعمه ماديا ليس ترفاً أمام باقي الاحتياجات..
فاعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً .. هي تعني في وجه من وجوهها مارس عشقك للجمال كأنه عبادة..
واغتنم شبابك قبل هرمك .. تعني أن تتفجر طاقتك بكل أفق خلاق.
الطاقة التي تهدر في الشهوة لا تعوض ..
اما الحبّ .... بكل تجلياته
فسيؤجل هرمك سنيناً
فلا تكن زاهداً في الدنيا .. الزهد في الدنيا قصقصة لأجنحتك .. وحبسك في صندوق سيقال لك فيما بعد أنك من اخترته..
وحين تتلمس قلبك وترى ولعه انطفأ .. انفخ في رماده ولو بتطلّع لطفل يتفتح كبرعم في مساكب الغد.
5
هناك نوع للإعجاب راقي و شاهق
يختلف عن المألوف .. و يشذ عن سرب المتعارف عليه
أن تقول أعجبني لشيء لا يشبهك
لشيء جميل رغم سوداويته
اميل سيوران على سبيل المثال الحاضر في الذهن .. رغم شعبيته الكاسحة حاليا
صورة مبتكرة خلاقة لم تطرق من قبل
الإعحاب هنا يخرج عن مع أو ضد .. أؤيد أو أعارض
هذا ما أسميه الجمال الخفي الذي يجذبك من أوتار قلبك لاستطلاع كنه النفس التي أبدعته.
النفس البشرية بحر متلاطم لا يدرك قعرها .. محال توصيفها أو نظمها في تقسيمات و أصناف
قد يتشابه البشر في خطوط عامة .. لكن في الأعماق دوما أنا مختلفة.
ذاك ما يشدني و ألهث خلفه و إن بدا لكم جنونا.