هناك تسميات عديدة للفرد الضيق الافق ، فالماركسيون يسمونه البرجوازي الصغير، و علماء التحليل النفسي ومنهم اريك فروم يطلق عليه الانسان الذي يعيش: الانسياق التلقائي"، عالم النفس الاجتماعي الالماني ويلهم رايخ يسميه " الرجل الصغير". اما سورن كيرككورد فقد اطلق عليه
،" spidsborger"
الذي يعني في المحصلة الاخيرة ، الشخص الذي يتبع الاخرين والذي تكون قراراته محكومة بما يفعله الاخرون ولا يملك ارادة ذاتية. والضيق الافق هو انسان مغرم بالحشد ، ويمارس حياته بصورة طبيعية لكنه يرتعب من كل جديد, ويرى في كل تغيير حالة من الفزع . كما ان من السهل التلاعب به. انه قنوع بما لديه ويمكن ان يتحول الى جزء من ماكنة الدولة او الجماعة الدينية، او الحزب مقابل هدايا قليلة او ترقيات محدودة، ربما لا توازي ما يقدمه لها من خدمة. والانسان الضيق الافق ، يلقي اللوم على كل ما يلاقيه ويواجهه من صعوبات على عوامل خارجية ، فهو لا يحمل نفسه اية مسؤولية. فتارة يلقي معاناته او فشله على القدر، او على العدو الخارجي، واذا كان اشتراكيا فان هذا العدو الخارجي هو الامبريالية ، اما اذا كان متدينا فان الاشتراكية والملحدين واعوان الشيطان هم السبب الرئيسي لما يواجهه من صعوبات حياتيه. باختصار هو غير مسؤول اطلاقا عما يواجهه في الحياة ، والسبب ، لانه مسلوب الارادة ، او انه لا يريد ان يختار ، فقضية الاختيار معدومة وتنطوي على مغامرة لا يرى ضرورة لخوضها، مادام ان الحياة تعني بالنسبة اليه ، ان يذهب الى العمل، يأكل خبزا وينجب اطفالا او يذهب الى الجامع او الكنسية ويمارس حياة عادية. انه لا يملك اية ارادة خاصة به، او اختيارا وغير معني بتغيير مصير وجوده ، لان الاختيار يعني مواجهته لقضية الحرية، والحرية هي اكثر القضايا التي تخيفه ، ولهذا فهو يهرب منها ، يفضل القيد ، اي العيش في ما هو معتاد ، الذي يقرره الحشد له. وسمات هذا الضيق الافق موجود في نفوسنا ، تمد رأسها بين الفينة والاخرى في سلوكنا ، وباشكال متعددة ، بصورة طائفية، دينية سياسية واجتماعية. فهو لا تقتصر على فئة اجتماعية معينة ، كما يعتقد الماركسيون ، بل هي موجودة لدى العامل، والرأسمالي، الانسان الأمي والاكاديمي ..الغني والفقير.. الأديب والقاري ء العادي ، المتدين والملحد..الخ. ولهذا فالمشكلة الاكبر كيف نكافح هذا الانسان الضيق في نفوسنا، لكي نبدأ خطوة على طريق الحرية، اي الارتكان الى ارادتنا الذاتية ، باعتبارها منبع قراراتنا والبوصلة الحقيقة للفعل الانساني المستقل.
،" spidsborger"
الذي يعني في المحصلة الاخيرة ، الشخص الذي يتبع الاخرين والذي تكون قراراته محكومة بما يفعله الاخرون ولا يملك ارادة ذاتية. والضيق الافق هو انسان مغرم بالحشد ، ويمارس حياته بصورة طبيعية لكنه يرتعب من كل جديد, ويرى في كل تغيير حالة من الفزع . كما ان من السهل التلاعب به. انه قنوع بما لديه ويمكن ان يتحول الى جزء من ماكنة الدولة او الجماعة الدينية، او الحزب مقابل هدايا قليلة او ترقيات محدودة، ربما لا توازي ما يقدمه لها من خدمة. والانسان الضيق الافق ، يلقي اللوم على كل ما يلاقيه ويواجهه من صعوبات على عوامل خارجية ، فهو لا يحمل نفسه اية مسؤولية. فتارة يلقي معاناته او فشله على القدر، او على العدو الخارجي، واذا كان اشتراكيا فان هذا العدو الخارجي هو الامبريالية ، اما اذا كان متدينا فان الاشتراكية والملحدين واعوان الشيطان هم السبب الرئيسي لما يواجهه من صعوبات حياتيه. باختصار هو غير مسؤول اطلاقا عما يواجهه في الحياة ، والسبب ، لانه مسلوب الارادة ، او انه لا يريد ان يختار ، فقضية الاختيار معدومة وتنطوي على مغامرة لا يرى ضرورة لخوضها، مادام ان الحياة تعني بالنسبة اليه ، ان يذهب الى العمل، يأكل خبزا وينجب اطفالا او يذهب الى الجامع او الكنسية ويمارس حياة عادية. انه لا يملك اية ارادة خاصة به، او اختيارا وغير معني بتغيير مصير وجوده ، لان الاختيار يعني مواجهته لقضية الحرية، والحرية هي اكثر القضايا التي تخيفه ، ولهذا فهو يهرب منها ، يفضل القيد ، اي العيش في ما هو معتاد ، الذي يقرره الحشد له. وسمات هذا الضيق الافق موجود في نفوسنا ، تمد رأسها بين الفينة والاخرى في سلوكنا ، وباشكال متعددة ، بصورة طائفية، دينية سياسية واجتماعية. فهو لا تقتصر على فئة اجتماعية معينة ، كما يعتقد الماركسيون ، بل هي موجودة لدى العامل، والرأسمالي، الانسان الأمي والاكاديمي ..الغني والفقير.. الأديب والقاري ء العادي ، المتدين والملحد..الخ. ولهذا فالمشكلة الاكبر كيف نكافح هذا الانسان الضيق في نفوسنا، لكي نبدأ خطوة على طريق الحرية، اي الارتكان الى ارادتنا الذاتية ، باعتبارها منبع قراراتنا والبوصلة الحقيقة للفعل الانساني المستقل.