الرحلة الطويلة من أقصى الجنوب
في العادة يكون مقعدي ناحية البحر
هذه المرة مضطرا جلست ناحية الصحراء
أشجار قصيرة
تنمو بطريقة عجيبة
كأن ساقها النحيل لا يحتمل حركة الريح
فيميل بالورق القليل
ظل جانبي
لا يتغير باختلاف النهار
لا أحد يجلس فيه
كأنه يؤسس عزلة طويلة بين البحر والحجر الكريم
صيادون من الشمال
موظفون من الصعيد
وأصحاب الأرض ببشرة سمراء كحبة الزيتون
لولا الشعر الأفريقي لحسبتهم من فقراء الهند
يربون الضأن في جبال مليئة بالحديد
ويعيشون بنصف " الخضاب " في الدم
يهزمون أجهزة التحليل
وما قاله الكاتب المسرحي
عن وظائف الأعضاء
وعربات الدفع الرباعي والدراجات النارية
وسائل النقل
كأنها البديل المعدني
للجمل والحمار
ونحن حملة الأسفار
متقاعدون
عاطلون عن الحب
يمارسون الطب كحجة لقتل الوقت
أو كبديل عاطفي لمقهى المعاشات وارتخاء السارية
الباص ينهب الطريق والعساكر يغطون في نوم عميق
ليس بإمكانك أن تمدح السكون
نحن الآن في الغروب
جبال قصيرة
تعلو وتهبط بين ضوء بنفسجي شحيح
وغلالة رقيقة كأنها ضباب خفيف
كأنها قرية خلف سور الصين العظيم
كأنها قرية في خيالي
أنا
والطريق
وكل كائن وحيد
وحيد ومغرم بحقيبة في بطن حوت
يدور بالمازوت
يبتلع الناس والوقت ويشرب الشاي أحيانا
في عشة من الصاج والطين
في هذا التوقف القصير
تهبط من الباص
تحدق في عيون الليل
وتقول لنفسك: لا تستطيع أن تأخذ المرضى معك
إلى البيت أو في رحلة في الخلاء
لكن شابا ناحلا
بعينين واسعتين جدا
ينقب عن الذهب
لا اعرف هل عثر على ما يكفي لصنع خاتم أو قرط في اذن امرأة بعيدة
لكنني عثرت على خمس حصوات في كليته الوحيدة
وتقول أيضا
في هذه المهنة العظيمة
لا تستطيع أن تبكي كل يوم عشرين مرة
لأن مرة واحدة تكفي
كيف تصف مشاعرك وأنت تجس نبض امرأة في السبعين فلا تجد سوى حدقتين ثابتتين في اتساع
ودم متجلط على في الأنف والشفتين
يقولون اصطدمت بالحائط
تقول لا أثر في جبينها للاصطدام
يقولون سقطت على أرضية الحمام
تقول لا بلل في ثيابها
فيقولون أنها سقطت من الطابق الأول
تقول كيف لم ينكسر لها ساق أو ذراع
تعرف أنهم يحمون قاتلا
وأن القاتل هو نفسه ابن بطنها
ستوقع الأوراق وتمضي
تركب الباص
وفِي الطريق
لا تنزعج من عرق الجنود
أو شخير العساكر
بعد عشر ساعات ستهبط
تأخذ حقيبتك من بطن الحوت
تمشي
ثقيلا كأنك في جنازة
تصعد السلالم
تفتح الباب وترمي الحقيبة على الأرض
تحت الماء البارد تظن أنك قادر على البكاء
لكنك
لا تبكي
# حجر_الأساس_شلاتين
Facebook
في العادة يكون مقعدي ناحية البحر
هذه المرة مضطرا جلست ناحية الصحراء
أشجار قصيرة
تنمو بطريقة عجيبة
كأن ساقها النحيل لا يحتمل حركة الريح
فيميل بالورق القليل
ظل جانبي
لا يتغير باختلاف النهار
لا أحد يجلس فيه
كأنه يؤسس عزلة طويلة بين البحر والحجر الكريم
صيادون من الشمال
موظفون من الصعيد
وأصحاب الأرض ببشرة سمراء كحبة الزيتون
لولا الشعر الأفريقي لحسبتهم من فقراء الهند
يربون الضأن في جبال مليئة بالحديد
ويعيشون بنصف " الخضاب " في الدم
يهزمون أجهزة التحليل
وما قاله الكاتب المسرحي
عن وظائف الأعضاء
وعربات الدفع الرباعي والدراجات النارية
وسائل النقل
كأنها البديل المعدني
للجمل والحمار
ونحن حملة الأسفار
متقاعدون
عاطلون عن الحب
يمارسون الطب كحجة لقتل الوقت
أو كبديل عاطفي لمقهى المعاشات وارتخاء السارية
الباص ينهب الطريق والعساكر يغطون في نوم عميق
ليس بإمكانك أن تمدح السكون
نحن الآن في الغروب
جبال قصيرة
تعلو وتهبط بين ضوء بنفسجي شحيح
وغلالة رقيقة كأنها ضباب خفيف
كأنها قرية خلف سور الصين العظيم
كأنها قرية في خيالي
أنا
والطريق
وكل كائن وحيد
وحيد ومغرم بحقيبة في بطن حوت
يدور بالمازوت
يبتلع الناس والوقت ويشرب الشاي أحيانا
في عشة من الصاج والطين
في هذا التوقف القصير
تهبط من الباص
تحدق في عيون الليل
وتقول لنفسك: لا تستطيع أن تأخذ المرضى معك
إلى البيت أو في رحلة في الخلاء
لكن شابا ناحلا
بعينين واسعتين جدا
ينقب عن الذهب
لا اعرف هل عثر على ما يكفي لصنع خاتم أو قرط في اذن امرأة بعيدة
لكنني عثرت على خمس حصوات في كليته الوحيدة
وتقول أيضا
في هذه المهنة العظيمة
لا تستطيع أن تبكي كل يوم عشرين مرة
لأن مرة واحدة تكفي
كيف تصف مشاعرك وأنت تجس نبض امرأة في السبعين فلا تجد سوى حدقتين ثابتتين في اتساع
ودم متجلط على في الأنف والشفتين
يقولون اصطدمت بالحائط
تقول لا أثر في جبينها للاصطدام
يقولون سقطت على أرضية الحمام
تقول لا بلل في ثيابها
فيقولون أنها سقطت من الطابق الأول
تقول كيف لم ينكسر لها ساق أو ذراع
تعرف أنهم يحمون قاتلا
وأن القاتل هو نفسه ابن بطنها
ستوقع الأوراق وتمضي
تركب الباص
وفِي الطريق
لا تنزعج من عرق الجنود
أو شخير العساكر
بعد عشر ساعات ستهبط
تأخذ حقيبتك من بطن الحوت
تمشي
ثقيلا كأنك في جنازة
تصعد السلالم
تفتح الباب وترمي الحقيبة على الأرض
تحت الماء البارد تظن أنك قادر على البكاء
لكنك
لا تبكي
# حجر_الأساس_شلاتين
www.facebook.com