النَّرجَسِيّاتُ هُنَّ النَّرجَسِيّاتُ
قلُوبُهُنَّ مَرَارَاتٌ مُحَلَّاةُ
النَّرجَسِيَّاتُ شَكٌّ ليسَ نفهمُهُ
كأنَّهُنَّ " نُقُوشٌ حِميَرِِيّاتُ "
يُصبِحنَ أقربَ إذ يَنأينَ عن دمنِا
وهُنَّ هُنَّ البعيداتُ القريباتُ
يَضَعنَنَا بينَ أقواسِ التساؤُلِ ، هل
هُنَّ الحقائقُ أَم هُنَّ المَجَازَاتُ ؟!
نمضي إليهِنَّ ... نمضي دونَ فائدةٍ
كأنَّهُنَّ دروبٌ دائِرِيَّاتُ
يا أُمَّهَاتِ العُيونِ الباكياتِ
إذا عاد المساءُ وأضنَتهَا المسافاتُ
نُحُبُّكُنَّ ؛ فَمَن أَنتُنَّ ؟! قُلنَ لَنَا
فالشَّكُّ يقتُلُنَا يا نَرجَسِيَّاتُ
عُزُوفُكُنَّ عنِ التكرارِ معجزةٌ
وخطوُكُنَّ على المألوفِ آياتُ
كأنكُنَّ تُلَقِّنَّ النَّهارَ معاني الضوءِ
من قبلِ أن تصفو الصَّبَاحَاتُ
وتَنطَفِئنَّ فتنسى الشمسُ سيرتَها الأولى
وتعبثُ فيها الانكساراتُ
ونحنُ نصبحُ أقوى ،
إذ نحدثُكُنَّ عن هزائِمِنا يا "مَريَمِيَّاتُ "
تعلَمنَ أنَّ اللغاتِ الآن خائفةٌ
من نفسها ، ومعانيها هَزِيلاتُ
فكيف تحملُ عَنَّا ما نُكَابِدُهُ
إلا كما يحمِلُ الأمواتَ أمواتُ
الصمتُ مُتَّسِعٌ جداً لِلَهفَتِنَا
يقولُ ما لا تُطِيقُ الأبجديَّاتُ
والأمنياتُ مَنَافِينَا إذا انكَسَرَت
_ مثلُ البلادِ _ رُؤَانا الواقِعِيَّاتُ
" بانت سعادُ " وما بانت هَشَاشَتُنا
فهل تعودُ _ إذا ما عادَتِ _ الذَّاتُ ؟!
نحنُ الذينَ إذا أبكَتهُمُ امرأةٌ
تَشَبَّثُوا ، وعلى البابِ الكثيراتُ
مُعَلَّقُونَ على رَفِّ الغِيَابِ ، ومِن
أرواحِنا قَلَقُ النِّسيَانِ يَقتَاتُ
ويوسفيُّونَ قدّ الشوق أضلعنا
ولم تُقَطِّع إياديها الزُّلَيخَاتُ
نقولُ للمُقمِراتِ العابراتِ على انطفائنا :
هل لنا فيكنَّ مِشكَاةُ ؟!
يُجِبنَ ــ مَن أنتمُ حتى نُكَلِّمَكُم ؟!
ــ مواجعٌ في فمِ المنفى مُغنَّاةُ
ــ مِن أينَ أنتم ؟!
ــ أما فِيكُنّّ عاقلةٌ !
نحن الذين أضاعتنا الهُوِيَّاتُ
نحنُ الذِّينَ استعارَ الذئبَ إخوتُهُم
وكُلُّ أحلامِهِم في الجُبِّ مُلقَاةُ
ــ وكيفَ جِئتم ؟!
ــ على جمرٍ تُرَافِقُنا هذي الجراحُ ، وتَحدُونَا المُعَانَاةُ
تِلكَ البِدَاياتُ أغرتنا بِسُكَّرِهَا
وخَيَّبَتنَا النِّهَايَاتُ المَرِيرَاتُ
نُحصِي خسَائِرَنَا في كُلِّ مُنعَطَفٍ
كَأنَّنَا ما لنا إلا الخَسَارَاتُ ؟!
ولِلبِلادِ التي في الحُلمِ فَلسَفَةٌ
كَوَعدِ "عُرقوب" .. شَكٌّ وانتظَاراتُ
والشَّاطِئُ الآنَ مخنوقٌ بِزُرقَتِهِ
كأنَّهُ للهِضابِ السُّمرِ مِرآةُ
لا الماءُ من لُغةِ الصَّحرَاءِ مُقتَبَسٌ
ولا تَردُّ يَبَاسَ الرُّوحِ غَيمَاتُ
يا "سَدَّ مَأرِبَ " قيلَ : "المَهرَةُ" انهمرت
وظَلَّلتهَا الأكُفُّ "الحضرَمِيَّاتُ "
وقيلَ : صلّى "المُعَلّا " في "مُريسَ" ضُحى
وأفطرت في "العُدَينِ" "اليافِعِيَّاتُ "
وقيلَ : عادت إلى "صنعائِهَا" "عَدَنٌ"
"ومَهجَلَت" في "تَعِزَّ" "الأَبيَنِيَّاتُ"
وقيل : كنَّا بلاداً ذاتَ أُغنِيَةٍ
فمَزَّقَتنا المَرَاثِي الجَاهِلِيَّاتُ
وقيلَ : إن "بني بِرزَالَ" تذكُرُهُم
"غرنَاطَةٌ " والعيونُ "القُرطُبِيَّاتُ"
وقيلَ : ضِعنا ، وضاعت ألفُ أندَلُسٍ
والنَّرجَسِيّاتُ هُنَّ النَّرجَسِيّاتُ
غالب العاطفي
قلُوبُهُنَّ مَرَارَاتٌ مُحَلَّاةُ
النَّرجَسِيَّاتُ شَكٌّ ليسَ نفهمُهُ
كأنَّهُنَّ " نُقُوشٌ حِميَرِِيّاتُ "
يُصبِحنَ أقربَ إذ يَنأينَ عن دمنِا
وهُنَّ هُنَّ البعيداتُ القريباتُ
يَضَعنَنَا بينَ أقواسِ التساؤُلِ ، هل
هُنَّ الحقائقُ أَم هُنَّ المَجَازَاتُ ؟!
نمضي إليهِنَّ ... نمضي دونَ فائدةٍ
كأنَّهُنَّ دروبٌ دائِرِيَّاتُ
يا أُمَّهَاتِ العُيونِ الباكياتِ
إذا عاد المساءُ وأضنَتهَا المسافاتُ
نُحُبُّكُنَّ ؛ فَمَن أَنتُنَّ ؟! قُلنَ لَنَا
فالشَّكُّ يقتُلُنَا يا نَرجَسِيَّاتُ
عُزُوفُكُنَّ عنِ التكرارِ معجزةٌ
وخطوُكُنَّ على المألوفِ آياتُ
كأنكُنَّ تُلَقِّنَّ النَّهارَ معاني الضوءِ
من قبلِ أن تصفو الصَّبَاحَاتُ
وتَنطَفِئنَّ فتنسى الشمسُ سيرتَها الأولى
وتعبثُ فيها الانكساراتُ
ونحنُ نصبحُ أقوى ،
إذ نحدثُكُنَّ عن هزائِمِنا يا "مَريَمِيَّاتُ "
تعلَمنَ أنَّ اللغاتِ الآن خائفةٌ
من نفسها ، ومعانيها هَزِيلاتُ
فكيف تحملُ عَنَّا ما نُكَابِدُهُ
إلا كما يحمِلُ الأمواتَ أمواتُ
الصمتُ مُتَّسِعٌ جداً لِلَهفَتِنَا
يقولُ ما لا تُطِيقُ الأبجديَّاتُ
والأمنياتُ مَنَافِينَا إذا انكَسَرَت
_ مثلُ البلادِ _ رُؤَانا الواقِعِيَّاتُ
" بانت سعادُ " وما بانت هَشَاشَتُنا
فهل تعودُ _ إذا ما عادَتِ _ الذَّاتُ ؟!
نحنُ الذينَ إذا أبكَتهُمُ امرأةٌ
تَشَبَّثُوا ، وعلى البابِ الكثيراتُ
مُعَلَّقُونَ على رَفِّ الغِيَابِ ، ومِن
أرواحِنا قَلَقُ النِّسيَانِ يَقتَاتُ
ويوسفيُّونَ قدّ الشوق أضلعنا
ولم تُقَطِّع إياديها الزُّلَيخَاتُ
نقولُ للمُقمِراتِ العابراتِ على انطفائنا :
هل لنا فيكنَّ مِشكَاةُ ؟!
يُجِبنَ ــ مَن أنتمُ حتى نُكَلِّمَكُم ؟!
ــ مواجعٌ في فمِ المنفى مُغنَّاةُ
ــ مِن أينَ أنتم ؟!
ــ أما فِيكُنّّ عاقلةٌ !
نحن الذين أضاعتنا الهُوِيَّاتُ
نحنُ الذِّينَ استعارَ الذئبَ إخوتُهُم
وكُلُّ أحلامِهِم في الجُبِّ مُلقَاةُ
ــ وكيفَ جِئتم ؟!
ــ على جمرٍ تُرَافِقُنا هذي الجراحُ ، وتَحدُونَا المُعَانَاةُ
تِلكَ البِدَاياتُ أغرتنا بِسُكَّرِهَا
وخَيَّبَتنَا النِّهَايَاتُ المَرِيرَاتُ
نُحصِي خسَائِرَنَا في كُلِّ مُنعَطَفٍ
كَأنَّنَا ما لنا إلا الخَسَارَاتُ ؟!
ولِلبِلادِ التي في الحُلمِ فَلسَفَةٌ
كَوَعدِ "عُرقوب" .. شَكٌّ وانتظَاراتُ
والشَّاطِئُ الآنَ مخنوقٌ بِزُرقَتِهِ
كأنَّهُ للهِضابِ السُّمرِ مِرآةُ
لا الماءُ من لُغةِ الصَّحرَاءِ مُقتَبَسٌ
ولا تَردُّ يَبَاسَ الرُّوحِ غَيمَاتُ
يا "سَدَّ مَأرِبَ " قيلَ : "المَهرَةُ" انهمرت
وظَلَّلتهَا الأكُفُّ "الحضرَمِيَّاتُ "
وقيلَ : صلّى "المُعَلّا " في "مُريسَ" ضُحى
وأفطرت في "العُدَينِ" "اليافِعِيَّاتُ "
وقيلَ : عادت إلى "صنعائِهَا" "عَدَنٌ"
"ومَهجَلَت" في "تَعِزَّ" "الأَبيَنِيَّاتُ"
وقيل : كنَّا بلاداً ذاتَ أُغنِيَةٍ
فمَزَّقَتنا المَرَاثِي الجَاهِلِيَّاتُ
وقيلَ : إن "بني بِرزَالَ" تذكُرُهُم
"غرنَاطَةٌ " والعيونُ "القُرطُبِيَّاتُ"
وقيلَ : ضِعنا ، وضاعت ألفُ أندَلُسٍ
والنَّرجَسِيّاتُ هُنَّ النَّرجَسِيّاتُ
غالب العاطفي