منال محمد يوسف - ولتشهد يا زماني

غريبُ الحال أو «حالي» هكذا تصرخ «الرُّوح» وتعصفُ بها الأقدار، ولا شراع يبدو لي حتى نستمسك بعراه وتستبدل قزحيّة الأيام. لا وطن إلاّ الذكرى «ذكرى الأوجاع». غريبُ ذاك الزهر رحلت عنه «قوافي الشعر والأقحوان». وتاهت الأبجديات كدمعة ذاك الغريب إذ لم تُعربُ جمل الشّوق وأسرار الترجمانِ ..
غريبُ الحال أو «ربّما غرباء» وقد تيّبسَ الحبق وتاهت قصائد الألق والاخضرار.. غريبُ الحال حيث لا وطن إلاّ «ليل الأحزان»..
وحيث الأقحوان يدمعُ بسرِّ الوجدانِ. غريبُ الحال أو «غريبة الأحزان» منذ أن وجدت «أبجديات الوجعِ ونسيتُ أن أسطّر عنواني»، منذُ أن رأيتُ النخيل يُقبلُ وجه الأشعار، رأيتُ الدوح واسمه العظيم يسألُ عن لغات النُّور والأقمارِ.
غريبُ حالي، يعشق القوافي أسرتْ بقولٍ يشبه «هوى الوجدانِ». غريبة هي «الرَّيح» لا تأتِ بخبرٍ من عند الأحبابِ. غريبة لا تشفقُ على حالي إذ يُغتالُ نبضها وروحي تبحث عن الأحبة على الشطآنِ.
غريبُ حالي، أتمنى البقاءُ بين الصفحاتِ وبين فلك الأقلام، أتمنى ألا تنبت «شجرة الأشواق ِ في دوح الرُّوح وتكتبُ لي عناوين مجروحة الخاطر والهيام». تكتبُ الوجع وأقداره الغريبة إذ لاح نور جراحاته المستحيلة. وقيلَ «غريبُ هو حال الأيّام وحالي»، حفاة الأقدار نمشي، نسألُ الأقدار إن كانت شجيرات ذواتنا ستزهرُ وتورقٌ، نسألها رواية لا يجفُّ حبرنا قبل الانتهاء منها، نسألُ كيف حال الأرواح وقد شُرّدَ دمعها، شُرّدَ بوارق حلمها الزاهر..
غريبُ الحال، منذُ تاهت الأرواح وراء نور الأحبابِ، وقيلَ هذه لغة المقهورين في ظلِّ الذكرى وغصّة الغياب، هذه لغة الذكرى تلتمع في رحاب الزهر الذابل والتذكارِ، تلتمع و كأنّها قصة «المجد الحالم» إذ يموت عشاقه ويُذرفُ دمع الأصحابِ. يذرفُ و كأنه رواية السفرجل الذي نعضُّ عليه إذ طُفئ نور الحال والترحالِ، وتسامى الحال غريباً كأنَّ نوره يقترب من قوافي الأحزان و الإعجاز، وكأنَّ حبق الوجع ينبتُ في معزوفة النداء، وذكريات الزَّمان إذ تعود و تُزيّن قزحيّة الصيف والشتاءِ، تزيّنها علامة نور تهجرها نبوءة العلامات، تهجرُ زهرها إذ يزفُّ عطر الألحانِ، ويبدو غريب الحال كلِّ من يعبر إلى خارج نهر الزَّمان، وينسى نور الرؤى و جمال الضفاف كأنه جرح القوافي لا يورق إلاّ على شجيرات الصفصافِ، ونداء الشّوق سيبقى يصرخُ في لجّة الأشواق، حتى يزهرُ كلام الرُّوح إذ قيل «هذا نطق التجليّ إذ رفَّ جفنُّ الابتلاء وهذا سِفر إذ حفظ ودِّ الأسفارِ»، وغيّبَ شوقها في مهجة الذكرى وما يأتي إليها من دمعٍ يُبلل جفن الأجفانِ.
ويطوي الليل ذكرى من محبٍ إذ يقول: هذه سفني التائهات إني أضعت ُالجزر والشطآنِ. أضعتُ حالاً كنتُ أعشقه قبل أرحلُ وأسطّرُ مقالات جرحي المشتاق «أسطّرها بلا عنوان».
غريب الحال كُتبَ الحزن وجاء إليَّ كسهم الأقدار، وجئتها بصبرٍ وتصبّرٍ على الأوجاع، ولتشهد على ذلك كل الأقلام وإن جفَّ حبرها وبقي الدمع ندوّن به ختم الإمضاءِ.
غريب الحال.. ولِتشهد يا زمانيّ.



منال محمد يوسف

جريدة الثورة السورية
الملحق الثقافي 01 كانون1/ديسمبر 2020
رقم العدد :1022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى