(12)
* هاجر وإسماعيل مشردان !
في الفصل الثامن عشر من سفر التكوين يا يعقوب يظهر يهوه لإبراهيم بشكل ملتبس ، فالظهور كان لثلاثة رجال ، ولا نعرف إن كان الثلاثة يشكلون اقنوما واحدا للرب ، أم أنه الرب مع ملاكين، كما سيتبين فيما بعد :
1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار
2 فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض
سجد ابراهيم لرجال ثلاثة دون أن نعرف كيف عرف مكانتهم الربانية !
3 وقال: يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك
هل الثلاثة هم السيد أم أنه يخاطب أحدهم ؟
4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة
يعود الخطاب إلى صيغة الجمع . ثم إن الرجال في حاجة إلى غسل أرجلهم ! ألم يغسل الرب رجليه قبل ظهوره ، وكيف عرف ابراهيم أنّه في حاجة لأن يغسل رجليه ؟
5 فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون، لأنكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت
6 فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال: أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا. اعجني واصنعي خبز ملة
7 ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله
8 ثم أخذ زبدا ولبنا، والعجل الذي عمله، ووضعها قدامهم. وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا
هنا يظهر الرب أيضا ( أو الرب وملائكته ) في حاجة إلى طعام كالبشر ، أم أن مسألة التجسد في بشرهي ما يشفع لهم ؟ لو أننا عدنا إلى تحليلنا بعد تقديم قرباني قابيل وهابيل ، سنجد أننا أمام إله لا يختلف عن البشرإلا بقدراته المتخيلة أو المتوهمة . وهذا يعني أن الحاجة إلى الطعام والقرابين ممكنة بل وواجبة ، لكن إذا افترضنا العكس وكما يمكن أن يكون عليه الإله والملائكة، أي عدم حاجتهم إلى طعام ، فليس هناك أي مبرر لتقديم القرابين والطعام لهم . والمعروف عن يهوة أنه يظهر في التوراة في أشكال متعددة حتى في شعلة نار في عليقة ، وفي هذه الحال أي إذا كان يقبل خصائص ما يتجسد فيه ، أو يظهر عليه ، فإنه في الإمكان اطفاء شعلته النارية بسطل من الماء ، كما يمكن كف جوعه بتناول الطعام! فأين الربوبية أو الألوهية في هذه الحال ؟ وهل هكذا يفهم كتبة التوراة الألوهة؟
شرعت سارة في الضحك وهي تتخيل إطفاء الشعلة الإلهية ، بينما هتف يعقوب بما هو غير متوقع:
- لكن يمكن لله أن يعود ثانية إلى طبيعته اللاهوتية سواء أطفئت شعلته أو تناول طعاما في شكل انساني !
أطرقت للحظات افكر في الرد على يعقوب الذي ظهر فجأة كمحاور جيد ، وراحت سارة ترمقني منتظرة إجابتي ، ورغم أنني أعرف أكثر من إجابة إلا أنني ارتأيت أن أسأل سارة رأيها :
- سارة ماذا يمكنك أن تجيبي على تساؤل بابا ؟
أجابت سارة دون تردد:
- تساؤل بابا ممكن لو أن يهوة قدم لنا كإله كلي القدرة !
قلت :أحسنت سارة ! فيما قال يعقوب :
- لكنه قدم لنا كإله كلي القدرة قائم بالخلق !
- قدم من مخيال بشري ضعيف وغير مقنع ، ففي الوقت الذي يقدمه الكاتب لنا كخالق قادر ، نراه يتخبط في عملية الخلق ، كما لا يعرف أين اختبأ آدم وحواء ، ولا يعرف أنهما أكلا من ثمر الشجرة ، ويحتاج إلى طوفان ليغرق البشرية، إلى آخر التناقضات التي وقع فيها المؤلفون وهي كثيرة .
- أحسنت سارة ! والآن سأجيبك أنا يا يعقوب .
- الطبيعة اللاهوتية لها شروط تكون القدرة أساسها الأول . والقدرة هنا قد لا تكون مطلقة ، أي ليست قائمة على مبدأ كن فيكون ، بل على قوانين وقواعد لا بد من توفرها ، وقد تحتاج إلى سنين ، وربما إلى عصور بكاملها ، فالخالق القادرعلى القول للأشياء كوني فتكون لم يعرفه البشر، ولم يوجد بعد ! ثم إن جوهر الخالق أو القائم بالخلق ، ما يزال مجهولا لدى العقل البشري، فهل هو طاقة تتمظهر في أشكال وكائنات مادية مختلفة أم ماذا ؟ وإذا كان كذلك ، فهل هو موجود في كل شيئ وكل شيئ موجود فيه ؟
- ما رأيك أنت أستاذ ؟
تساءلت سارة :
- حسب اجتهادي الفلسفي هو كذلك سارة ، طاقة سارية في الخلق ومتمظهرة فيه ، وهكذا فهمت قول المسيح حين قدم الخبز والخمر لتلاميذه :
(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي) متى 26/30
وهذا الفهم لقول المسيح قد يبدو للبعض أنه لا ينسجم مع فلسفتي .
على أية حال هذا الأمر يقودنا إلى موضوع ماهية وجوهر القائم بالخلق ومدى قدرته وكيف يعمل .. وهو ما يحتاج إلى زمن آخر .. وشكرا يعقوب للتعقيب الذي انطوى على سؤال كبير.
بالعودة إلى موضوعنا ، نجد :
9 وقالوا له: أين سارة امرأتك ؟ فقال: ها هي في الخيمة
10 فقال: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه
لا نعرف ما الذي يبغيه المؤلف من الإبقاء على هذه الصيغة في الخطاب. مرة بصيغة المفرد ومرة بصيغة الجمع
11 وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء
وهذه إشارة إلى أن السنين هي كما نعرفها ، وإلا لما كان ابراهيم وسارة شيخين وهما في حدود التسعين . وفي هذه الحال كيف تدوم الشيخوخة لدى بعض الأبطال إلى مئات الأعوام ؟ والمؤلف يشير إلى أن سارة قد انقطعت عنها العادة الشهرية من قبل .
12 فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم، وسيدي قد شاخ
13 فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت
14 هل يستحيل على الرب شيء ؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن
15 فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك. لأنها خافت. فقال: لا بل ضحكت
هل هكذا يكون الحوار مع الآلهة ؟ وهل يتحسس الإله من ضحكة عجوز؟
16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم. وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم
17 فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله
18 وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض
هذا كلام مكرر. الرب لن يخفي عن ابراهيم ما سيفعله لأنه سيكون أمّة كبيرة !
19 لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا برا وعدلا، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به
20 وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جدا
21 أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي، وإلا فأعلم
سينزل الرب ليرى ويعلم ولا يستطيع دون ذلك !
22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب
هنا انفصال للرجال عن الرب!
23 فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم
ابراهيم يسأل عن عدالة الله ،وهذا ما لم يفعله نوح من قبل . وما سيرد هنا هو صورة مختلفة ليهوه لم تكن موجودة عند الطوفان . فقد نسي المؤلف الصورة الاولى ويريد أن يقدم يهوه هنا كرب رحيم وعادل! أو أننا هنا أمام مؤلف أخر.
24 عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه
25 حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك أديان كل الأرض لا يصنع عدلا
26 فقال الرب: إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم
ألم يسأل المؤلف نفسه ألم يكن في البشرية كلها بضعة أشخاص من الأبرار قبل الطوفان ؟
27 فأجاب إبراهيم وقال : إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد
لماذا يحقر ابراهيم نفسه إلى هذا الحد وهو المختار وحبيب الرب!
28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة. أتهلك كل المدينة بالخمسة ؟ فقال: لا أهلك إن وجدت هناك خمسة وأربعين
29 فعاد يكلمه أيضا وقال: عسى أن يوجد هناك أربعون. فقال: لا أفعل من أجل الأربعين
30 فقال: لايسخط المولى فأتكلم. عسى أن يوجد هناك ثلاثون. فقال: لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين
31 فقال: إني قد شرعت أكلم المولى. عسى أن يوجد هناك عشرون. فقال: لا أهلك من أجل العشرين
32 فقال: لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة. فقال: لا أهلك من أجل العشرة
هذا الكلام غير صحيح ويتناقض بالمطلق مع شخصية يهوة قبل الطوفان .
33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم، ورجع إبراهيم إلى مكانه
في الفصل التاسع عشر ندرك أن الرب كان أحد الثلاثة وأن الآخرين كانا ملاكين !
1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض
2 وقال: يا سيدي، ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا: لا، بل في الساحة نبيت
3 فألح عليهما جدا، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا
4 وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم، من الحدث إلى الشيخ، كل الشعب من أقصاها
هل يعقل أن يحضر كل ذكور سدوم لاغتصاب رجلين ؟ وهل يعقل أن يكون جميع السكان لوطيين حتى غير البالغين منهم ؟ حتى لو كانوا جميعا كذلك ، فهل بالضرورة أن يكونوا جميعا أفاقين ومغتصبين وقاطعي طرق؟ أم أن الرب يريد أن يمارس ساديته فجعلهم كذلك ؟ ثم أليس هؤلاء من أحفاد نوح الذين قطع عليهم الرب عهدا بقوس قزح؟ أي رب هذا ولماذا يترك هؤلاء المؤلفين يعبثون به كما يشاؤون؟
5 فنادوا لوطا وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما
( لنعرفهما ) أي لننكحهما وجيد أن يهوه لم يبق معهم وإلا لشمله الطلب !
6 فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه
7 وقال: لا تفعلوا شرا يا إخوتي
8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم. وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا، لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي
حتى لوط يبيح لقومه أن يفعلوا بابنتيه ( كما يحسن في عيونهم ) أي أن يلوطوهن ، وقد يتساءل المرء ، إذا كان رجال سدوم وعمورة جميعا لوطيين ، فما هي الحال مع نسائهم ، هل يتعايشن مع الحالة اللواطية ، ثم هل يعقل أن يرتبط اسم نبي باللواط وينسب إليه ؟
9 فقالوا: ابعد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرب، وهو يحكم حكما. الآن نفعل بك شرا أكثر منهما. فألحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب
10 فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب
11 وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى، من الصغير إلى الكبير، فعجزوا عن أن يجدوا الباب
هل تدخل يهوه أم أن الملاكين لهما قدرة على فعل ذلك ؟
- يبدو أن الأمر تم من قبل الملاكين .
قال يعقوب.
12 وقال الرجلان للوط: من لك أيضا ههنا ؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة، أخرج من المكان
13 لأننا مهلكان هذا المكان، إذ قد عظم صراخهم أمام الرب، فأرسلنا الرب لنهلكه
14 فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مهلك المدينة. فكان كمازح في أعين أصهاره
15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة
16 ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة
17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك
ولماذا يجب أن لا ينظر وراءه ؟ ما هو السر في الأمر ؟ على العكس كان يجب على الله أن يبيح للوط النظر ليرى الغضب الإلهي يتحقق!
18 فقال لهما لوط: لا يا سيد
19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت
20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة. أهرب إلى هناك. أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي
21 فقال له: إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها
22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك. لذلك دعي اسم المدينة صوغر
23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر
24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء
25 وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض
أصبحنا أمام أكثر من سدوم وعمورة ، بل أمام مدن ، وحتى النبات لم يسلم . هل تعطش الله لرؤية الدماء !؟
26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح
ما هذه الجريمة ؟ هل مجرد النظر إلى الوراء جريمة تستحق هذا العقاب الفظيع ؟ عمود ملح ؟ سيذوب عند أول مطر !
27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب
28 وتطلع نحو سدوم وعمورة، ونحو كل أرض الدائرة، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون
ابراهيم خالف الأمر ونظر دون أن يصير عمود ملح . ربما لم يره الله !
29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التي سكن فيها لوط
30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل، وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه
نبي يخاف من سكان مدينة ، يفترض أنهم يعرفونه ، ويفترض أنه في حماية الله .
31 وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض
32 هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا
أي منطق هذا الذي يتبعه المؤلف يا يعقوب ؟ هو يفترض أن الفتاتين ستظلان بعيدتين عن البشر مدى الحياة ، حتى أن الفتاة لا ترى وجود ولو (رجل في الأرض )! مع أنهما على مسافة قريبة من صوغر التي غادرتاها مع أبيهما.. فيدفع الفتاتين إلى معاشرة أبيهما بحجة النسل ، ويوفر لهما الخمر في الكهف ! من أين جاء الخمر؟ واضح أن المؤلف اشتهى الجنس الآثم فأقدم على ما كتبه ! وأشك في أنه حريص على النسل من الإنقراض!
33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها
أي شو هالخمر يا يعقوب ، الذي يفقد الوعي بكل شيء ؟ وفي هذه الحال كيف يحدث انتصاب مع الأب وكيف يضاجِع أو حتى يضاجَع !
راحت سارة تضحك بملء فيها بينا شرع يعقوب في قهقهة !
34 وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلا
الفتاتان خجولتان فلا تضاجع إحداهما الأب أمام الأخرى ! أخلاق !
علقت سارة!
35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها
أكيد لم يعلم ! أليس هذا ما يريده الكاتب الأحمق ، الذي ليس أحمق منه سوى من يصدق هذا الكلام !
36 فحبلت ابنتا لوط من أبيهما
أية مهزلة هذه ؟
قالت سارة .
- والعجيب أن تكون الفتاتان في فترة إخصاب قابلة للحمل !
قال يعقوب . . تابعت القراءة :
37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم
38 والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم
ينبغي ان يحتج الموآبيون والعمونيون على هذا النسب !
- أكيد !
قالت سارة .
قلت :
- ألا نحتاج إلى استراحة ؟
قال يعقوب :
أجل
*****
في الفصل العشرين من سفر التكوين التوراتي يا يعقوب نجد مأساة جديدة قام بها ابراهيم أمام أبي مالك الفلسطيني .
فقد أخبره أن سارة ( العجوز) هي أخته وليست زوجته كما فعل من قبل أمام فرعون مصر . فما كان من أبي مالك إلا أن تزوجها ، ليصب يهوه جام غضبه عليه ويحرمه من النسل :
1 وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب، وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار
2 وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هي أختي. فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة
يبدوأن الكاتب أعاد سارة إلى الصبا بضعة عقود إلى الوراء ، ونسي أنها أصبحت عجوزا غير قابلة للزواج
3 فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل وقال له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها، فإنها متزوجة ببعل
ابراهيم يرتكب الخطأ والله يحاسب الضحية ! منطق عجيب ! والعقاب تهديد بالموت هذه المرة.
( يلاحظ ان النص التوراتي يستخدم مفردة (أبيمالك) كما ترد هنا في كافة المواضع )
4 ولكن لم يكن أبيمالك قد اقترب إليها، فقال: يا سيد، أأمة بارة تقتل
واضح افتخار أبي مالك بنفسه بقوله (أأمة بارة تقتل ) أي أنه يعتبر قتله قتلا لأمته . ولا نعرف كيف عرف الكاتب انه لم يقترب من امرأة تزوجها!
5 ألم يقل هو لي: إنها أختي، وهي أيضا نفسها قالت: هو أخي ؟ بسلامة قلبي ونقاوة يدي فعلت هذا
يعني أبو مالك أن زواجه من سارة هو تكريم لإبراهيم ،خاصة وأن سارة أصبحت عجوزا مسنة .
6 فقال له الله في الحلم: أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إلي، لذلك لم أدعك تمسها
7 فالآن رد امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا. وإن كنت لست تردها، فاعلم أنك موتا تموت، أنت وكل من لك
الموت حاضر دائما عند يهوه منذ أن هدد آدم وحواء به إن أكلا من ثمر شجرة المعرفة .
8 فبكر أبيمالك في الغد ودعا جميع عبيده، وتكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم، فخاف الرجال جدا
9 ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له: ماذا فعلت بنا ؟ وبماذا أخطأت إليك حتى جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة ؟ أعمالا لا تعمل عملت بي
كلام أبي مالك صحيح وسليم ومحق .
10 وقال أبيمالك لإبراهيم: ماذا رأيت حتى عملت هذا الشيء
11 فقال إبراهيم: إني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلونني لأجل امرأتي
العلة نفسها التي أبداها أمام فرعون معتبرا أن جميع البشر قتلة، وأن العجوز سارة ما تزال معرضة للطمع فيها !
12 وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة
إذن كان ابراهيم متزوجا من أخته من أبيه خلاف ما يرد في مصادر أخرى منها ما هو اسلامي أنها ابنة عمه وغير ذلك! ولا نعرف إن شرّع له يهوه هذا الزواج !
13 وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها: هذا معروفك الذي تصنعين إلي: في كل مكان نأتي إليه قولي عني: هو أخي
إنها مسألة اتجار بسارة البائسة !
14 فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم، ورد إليه سارة امرأته
تماما كما حدث مع فرعون ، فكل ثراء ابراهيم بسبب سارة ، وهو الآن يزداد ثراء .
15 وقال أبيمالك: هوذا أرضي قدامك. اسكن في ما حسن في عينيك
كرم ضيافة غير مسبوق من أبي مالك .
16 وقال لسارة: إني قد أعطيت أخاك ألفا من الفضة. ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك وعند كل واحد، فأنصفت
وفضة أيضا ؟!
17 فصلى إبراهيم إلى الله، فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه فولدن
تراجع يهوه أخيراعن قرارة بعد أن دفع أبو مالك ثمنا باهظا ، لم يخبرنا المؤلف أنه نفذ!
18 لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم
هذه القصص ( قصص زواج سارة من فرعون وأبي مالك )لا ترد في النصوص القرآنية إطلاقا حسب ما أعرف. وسورة ابراهيم كنبي وأب للأنبياء والأجداد في هذه النصوص مختلفة تماما .. فهو مثال للتقوى والإيمان . ويرد ذكره في 56 آية واسمه يذكر 62 مرة .( حسب الموسوعة الحرة ) ومن الملاحظ أن النصوص القرآنية لا تأخذ بالكثيرمن القصص مما ورد في التوراة والإنجيل . وثمة قصص لدى الإسلاميين عن ابراهيم بعضها يتفق مع بعض ما جاء في التوراة وبعضها يختلف . ويعترف المسيحيون بكل هذه القصص الواردة في العهد القديم ( التوراة ) كما يرد في دائرة المعارف الكتابية المسيحية . هناك سورة في القرآن تحمل اسم ابراهيم تتحدث بشكل عام عن جدل الأمم وصراعهم مع الأنبياء .
*****
في الفصل الحادي والعشرين يا يعقوب يهوه يحبل سارة لتلد اسحق.
1 وافتقد الرب سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلم
2 فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلم الله عنه
يلاحظ أن الحبل تم دون التطرق إلى مواقعة بين ابراهيم وسارة ، للإيحاء أن الحبل تم بأمر إلهي ، وهذا ما يحدث مع جميع العاقرات اللواتي يحبلهن يهوه في التوراة ، وحتى مع العذراوات اللواتي يحبلن دون زواج كمريم العذراء في العهد الجديد. وهذا يشير إلى أن الحبل لا يتم دون الإرادة الإلهية حتى لو لم تكن الزوجة عاقرا، ولم يكن الزوج عقيما .
3 ودعا إبراهيم اسم ابنه المولود له، الذي ولدته له سارة إسحاق
لاحظ تعبير (المولود له ) أي المولود لأجله، وليس المولود منه مثلا .
4 وختن إبراهيم إسحاق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله
5 وكان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له إسحاق ابنه
6 وقالت سارة: قد صنع إلي الله ضحكا. كل من يسمع يضحك لي
7 وقالت: من قال لإبراهيم: سارة ترضع بنين ؟ حتى ولدت ابنا في شيخوخته
8 فكبر الولد وفطم. وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق
9 ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح
يبدو أن المقصود بالمزح هنا هو النمو والكبر وليس الهزل والمداعبة ،وربما الأمرين معا !
10 فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق
سارة هي من أتى بالثروة وهي من سيحدد الوارث ومن يأمر لينفذ أمره !
11 فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه
12 فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنه بإسحاق يدعى لك نسل
حتى يهوه يصر على أن يقف مع سارة في عدالة عرجاء لا تليق بآلهه ، ويقررأن نسل ابراهيم سيكون من اسحق ! وهو هنا يقصد النسل المفضل الذي سيكون منه بني اسرائيل . أما النسل الثاني من اسماعيل ابن الجارية فسيكون منه أمة ثانية :
13 وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك
وبهذا يكون يهوة قد قسم العرب إلى قسمين، قسم يهودي وقسم غير يهودي ، وبمعنى آخر أبناء الست وأبناء الجارية، كما يقول الناس !
14 فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر، واضعا إياهما على كتفها، والولد، وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع
تشردت هاجر مع ابنها بفعل ظلم سارة وخضوع ابراهيم لها مرفقا بظلم يهوه نفسه .
15 ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار
16 ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت
17 فسمع الله صوت الغلام، ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: ما لك يا هاجر ؟ لا تخافي، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو
18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به، لأني سأجعله أمة عظيمة
19 وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام
20 وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس
21 وسكن في برية فاران ، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر
وبهذا تنتهي سيرة هاجر واسماعيل بقدركبيرمن التوراة لتبقى السيرة وحدها لإسحق ونسله.
22 وحدث في ذلك الزمان أن أبيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما إبراهيم قائلين: الله معك في كل ما أنت صانع
23 فالآن احلف لي بالله ههنا أنك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي، كالمعروف الذي صنعت إليك تصنع إلي وإلى الأرض التي تغربت فيها
24 فقال إبراهيم: أنا أحلف
25 وعاتب إبراهيم أبيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك
26 فقال أبيمالك: لم أعلم من فعل هذا الأمر. أنت لم تخبرني، ولا أنا سمعت سوى اليوم
27 فأخذ إبراهيم غنما وبقرا وأعطى أبيمالك، فقطعا كلاهما ميثاقا
28 وأقام إبراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها
29 فقال أبيمالك لإبراهيم: ما هي هذه السبع النعاج التي أقمتها وحدها
30 فقال: إنك سبع نعاج تأخذ من يدي، لكي تكون لي شهادة بأني حفرت هذه البئر
31 لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع، لأنهما هناك حلفا كلاهما
32 فقطعا ميثاقا في بئر سبع، ثم قام أبيمالك وفيكول رئيس جيشه ورجعا إلى أرض الفلسطينيين
33 وغرس إبراهيم أثلا في بئر سبع، ودعا هناك باسم الرب الإله السرمدي
( لاول مره يقال (الرب الإله السرمدي ) فيدمج اسم الرب مع الإله السرمدي ( الدائم إلى الأبد )
34 وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة
وإلى اللقاء في المحاضرة القادمة يا يعقوب !!
*****
* هاجر وإسماعيل مشردان !
في الفصل الثامن عشر من سفر التكوين يا يعقوب يظهر يهوه لإبراهيم بشكل ملتبس ، فالظهور كان لثلاثة رجال ، ولا نعرف إن كان الثلاثة يشكلون اقنوما واحدا للرب ، أم أنه الرب مع ملاكين، كما سيتبين فيما بعد :
1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار
2 فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض
سجد ابراهيم لرجال ثلاثة دون أن نعرف كيف عرف مكانتهم الربانية !
3 وقال: يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك
هل الثلاثة هم السيد أم أنه يخاطب أحدهم ؟
4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة
يعود الخطاب إلى صيغة الجمع . ثم إن الرجال في حاجة إلى غسل أرجلهم ! ألم يغسل الرب رجليه قبل ظهوره ، وكيف عرف ابراهيم أنّه في حاجة لأن يغسل رجليه ؟
5 فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون، لأنكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت
6 فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال: أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا. اعجني واصنعي خبز ملة
7 ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله
8 ثم أخذ زبدا ولبنا، والعجل الذي عمله، ووضعها قدامهم. وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا
هنا يظهر الرب أيضا ( أو الرب وملائكته ) في حاجة إلى طعام كالبشر ، أم أن مسألة التجسد في بشرهي ما يشفع لهم ؟ لو أننا عدنا إلى تحليلنا بعد تقديم قرباني قابيل وهابيل ، سنجد أننا أمام إله لا يختلف عن البشرإلا بقدراته المتخيلة أو المتوهمة . وهذا يعني أن الحاجة إلى الطعام والقرابين ممكنة بل وواجبة ، لكن إذا افترضنا العكس وكما يمكن أن يكون عليه الإله والملائكة، أي عدم حاجتهم إلى طعام ، فليس هناك أي مبرر لتقديم القرابين والطعام لهم . والمعروف عن يهوة أنه يظهر في التوراة في أشكال متعددة حتى في شعلة نار في عليقة ، وفي هذه الحال أي إذا كان يقبل خصائص ما يتجسد فيه ، أو يظهر عليه ، فإنه في الإمكان اطفاء شعلته النارية بسطل من الماء ، كما يمكن كف جوعه بتناول الطعام! فأين الربوبية أو الألوهية في هذه الحال ؟ وهل هكذا يفهم كتبة التوراة الألوهة؟
شرعت سارة في الضحك وهي تتخيل إطفاء الشعلة الإلهية ، بينما هتف يعقوب بما هو غير متوقع:
- لكن يمكن لله أن يعود ثانية إلى طبيعته اللاهوتية سواء أطفئت شعلته أو تناول طعاما في شكل انساني !
أطرقت للحظات افكر في الرد على يعقوب الذي ظهر فجأة كمحاور جيد ، وراحت سارة ترمقني منتظرة إجابتي ، ورغم أنني أعرف أكثر من إجابة إلا أنني ارتأيت أن أسأل سارة رأيها :
- سارة ماذا يمكنك أن تجيبي على تساؤل بابا ؟
أجابت سارة دون تردد:
- تساؤل بابا ممكن لو أن يهوة قدم لنا كإله كلي القدرة !
قلت :أحسنت سارة ! فيما قال يعقوب :
- لكنه قدم لنا كإله كلي القدرة قائم بالخلق !
- قدم من مخيال بشري ضعيف وغير مقنع ، ففي الوقت الذي يقدمه الكاتب لنا كخالق قادر ، نراه يتخبط في عملية الخلق ، كما لا يعرف أين اختبأ آدم وحواء ، ولا يعرف أنهما أكلا من ثمر الشجرة ، ويحتاج إلى طوفان ليغرق البشرية، إلى آخر التناقضات التي وقع فيها المؤلفون وهي كثيرة .
- أحسنت سارة ! والآن سأجيبك أنا يا يعقوب .
- الطبيعة اللاهوتية لها شروط تكون القدرة أساسها الأول . والقدرة هنا قد لا تكون مطلقة ، أي ليست قائمة على مبدأ كن فيكون ، بل على قوانين وقواعد لا بد من توفرها ، وقد تحتاج إلى سنين ، وربما إلى عصور بكاملها ، فالخالق القادرعلى القول للأشياء كوني فتكون لم يعرفه البشر، ولم يوجد بعد ! ثم إن جوهر الخالق أو القائم بالخلق ، ما يزال مجهولا لدى العقل البشري، فهل هو طاقة تتمظهر في أشكال وكائنات مادية مختلفة أم ماذا ؟ وإذا كان كذلك ، فهل هو موجود في كل شيئ وكل شيئ موجود فيه ؟
- ما رأيك أنت أستاذ ؟
تساءلت سارة :
- حسب اجتهادي الفلسفي هو كذلك سارة ، طاقة سارية في الخلق ومتمظهرة فيه ، وهكذا فهمت قول المسيح حين قدم الخبز والخمر لتلاميذه :
(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي) متى 26/30
وهذا الفهم لقول المسيح قد يبدو للبعض أنه لا ينسجم مع فلسفتي .
على أية حال هذا الأمر يقودنا إلى موضوع ماهية وجوهر القائم بالخلق ومدى قدرته وكيف يعمل .. وهو ما يحتاج إلى زمن آخر .. وشكرا يعقوب للتعقيب الذي انطوى على سؤال كبير.
بالعودة إلى موضوعنا ، نجد :
9 وقالوا له: أين سارة امرأتك ؟ فقال: ها هي في الخيمة
10 فقال: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه
لا نعرف ما الذي يبغيه المؤلف من الإبقاء على هذه الصيغة في الخطاب. مرة بصيغة المفرد ومرة بصيغة الجمع
11 وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء
وهذه إشارة إلى أن السنين هي كما نعرفها ، وإلا لما كان ابراهيم وسارة شيخين وهما في حدود التسعين . وفي هذه الحال كيف تدوم الشيخوخة لدى بعض الأبطال إلى مئات الأعوام ؟ والمؤلف يشير إلى أن سارة قد انقطعت عنها العادة الشهرية من قبل .
12 فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم، وسيدي قد شاخ
13 فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت
14 هل يستحيل على الرب شيء ؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن
15 فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك. لأنها خافت. فقال: لا بل ضحكت
هل هكذا يكون الحوار مع الآلهة ؟ وهل يتحسس الإله من ضحكة عجوز؟
16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم. وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم
17 فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله
18 وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض
هذا كلام مكرر. الرب لن يخفي عن ابراهيم ما سيفعله لأنه سيكون أمّة كبيرة !
19 لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا برا وعدلا، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به
20 وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جدا
21 أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي، وإلا فأعلم
سينزل الرب ليرى ويعلم ولا يستطيع دون ذلك !
22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب
هنا انفصال للرجال عن الرب!
23 فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم
ابراهيم يسأل عن عدالة الله ،وهذا ما لم يفعله نوح من قبل . وما سيرد هنا هو صورة مختلفة ليهوه لم تكن موجودة عند الطوفان . فقد نسي المؤلف الصورة الاولى ويريد أن يقدم يهوه هنا كرب رحيم وعادل! أو أننا هنا أمام مؤلف أخر.
24 عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه
25 حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك أديان كل الأرض لا يصنع عدلا
26 فقال الرب: إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم
ألم يسأل المؤلف نفسه ألم يكن في البشرية كلها بضعة أشخاص من الأبرار قبل الطوفان ؟
27 فأجاب إبراهيم وقال : إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد
لماذا يحقر ابراهيم نفسه إلى هذا الحد وهو المختار وحبيب الرب!
28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة. أتهلك كل المدينة بالخمسة ؟ فقال: لا أهلك إن وجدت هناك خمسة وأربعين
29 فعاد يكلمه أيضا وقال: عسى أن يوجد هناك أربعون. فقال: لا أفعل من أجل الأربعين
30 فقال: لايسخط المولى فأتكلم. عسى أن يوجد هناك ثلاثون. فقال: لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين
31 فقال: إني قد شرعت أكلم المولى. عسى أن يوجد هناك عشرون. فقال: لا أهلك من أجل العشرين
32 فقال: لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة. فقال: لا أهلك من أجل العشرة
هذا الكلام غير صحيح ويتناقض بالمطلق مع شخصية يهوة قبل الطوفان .
33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم، ورجع إبراهيم إلى مكانه
في الفصل التاسع عشر ندرك أن الرب كان أحد الثلاثة وأن الآخرين كانا ملاكين !
1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض
2 وقال: يا سيدي، ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا: لا، بل في الساحة نبيت
3 فألح عليهما جدا، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا
4 وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم، من الحدث إلى الشيخ، كل الشعب من أقصاها
هل يعقل أن يحضر كل ذكور سدوم لاغتصاب رجلين ؟ وهل يعقل أن يكون جميع السكان لوطيين حتى غير البالغين منهم ؟ حتى لو كانوا جميعا كذلك ، فهل بالضرورة أن يكونوا جميعا أفاقين ومغتصبين وقاطعي طرق؟ أم أن الرب يريد أن يمارس ساديته فجعلهم كذلك ؟ ثم أليس هؤلاء من أحفاد نوح الذين قطع عليهم الرب عهدا بقوس قزح؟ أي رب هذا ولماذا يترك هؤلاء المؤلفين يعبثون به كما يشاؤون؟
5 فنادوا لوطا وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما
( لنعرفهما ) أي لننكحهما وجيد أن يهوه لم يبق معهم وإلا لشمله الطلب !
6 فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه
7 وقال: لا تفعلوا شرا يا إخوتي
8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم. وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا، لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي
حتى لوط يبيح لقومه أن يفعلوا بابنتيه ( كما يحسن في عيونهم ) أي أن يلوطوهن ، وقد يتساءل المرء ، إذا كان رجال سدوم وعمورة جميعا لوطيين ، فما هي الحال مع نسائهم ، هل يتعايشن مع الحالة اللواطية ، ثم هل يعقل أن يرتبط اسم نبي باللواط وينسب إليه ؟
9 فقالوا: ابعد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرب، وهو يحكم حكما. الآن نفعل بك شرا أكثر منهما. فألحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب
10 فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب
11 وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى، من الصغير إلى الكبير، فعجزوا عن أن يجدوا الباب
هل تدخل يهوه أم أن الملاكين لهما قدرة على فعل ذلك ؟
- يبدو أن الأمر تم من قبل الملاكين .
قال يعقوب.
12 وقال الرجلان للوط: من لك أيضا ههنا ؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة، أخرج من المكان
13 لأننا مهلكان هذا المكان، إذ قد عظم صراخهم أمام الرب، فأرسلنا الرب لنهلكه
14 فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مهلك المدينة. فكان كمازح في أعين أصهاره
15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة
16 ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة
17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك
ولماذا يجب أن لا ينظر وراءه ؟ ما هو السر في الأمر ؟ على العكس كان يجب على الله أن يبيح للوط النظر ليرى الغضب الإلهي يتحقق!
18 فقال لهما لوط: لا يا سيد
19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت
20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة. أهرب إلى هناك. أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي
21 فقال له: إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها
22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك. لذلك دعي اسم المدينة صوغر
23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر
24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء
25 وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض
أصبحنا أمام أكثر من سدوم وعمورة ، بل أمام مدن ، وحتى النبات لم يسلم . هل تعطش الله لرؤية الدماء !؟
26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح
ما هذه الجريمة ؟ هل مجرد النظر إلى الوراء جريمة تستحق هذا العقاب الفظيع ؟ عمود ملح ؟ سيذوب عند أول مطر !
27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب
28 وتطلع نحو سدوم وعمورة، ونحو كل أرض الدائرة، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون
ابراهيم خالف الأمر ونظر دون أن يصير عمود ملح . ربما لم يره الله !
29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التي سكن فيها لوط
30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل، وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه
نبي يخاف من سكان مدينة ، يفترض أنهم يعرفونه ، ويفترض أنه في حماية الله .
31 وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض
32 هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا
أي منطق هذا الذي يتبعه المؤلف يا يعقوب ؟ هو يفترض أن الفتاتين ستظلان بعيدتين عن البشر مدى الحياة ، حتى أن الفتاة لا ترى وجود ولو (رجل في الأرض )! مع أنهما على مسافة قريبة من صوغر التي غادرتاها مع أبيهما.. فيدفع الفتاتين إلى معاشرة أبيهما بحجة النسل ، ويوفر لهما الخمر في الكهف ! من أين جاء الخمر؟ واضح أن المؤلف اشتهى الجنس الآثم فأقدم على ما كتبه ! وأشك في أنه حريص على النسل من الإنقراض!
33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها
أي شو هالخمر يا يعقوب ، الذي يفقد الوعي بكل شيء ؟ وفي هذه الحال كيف يحدث انتصاب مع الأب وكيف يضاجِع أو حتى يضاجَع !
راحت سارة تضحك بملء فيها بينا شرع يعقوب في قهقهة !
34 وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلا
الفتاتان خجولتان فلا تضاجع إحداهما الأب أمام الأخرى ! أخلاق !
علقت سارة!
35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها
أكيد لم يعلم ! أليس هذا ما يريده الكاتب الأحمق ، الذي ليس أحمق منه سوى من يصدق هذا الكلام !
36 فحبلت ابنتا لوط من أبيهما
أية مهزلة هذه ؟
قالت سارة .
- والعجيب أن تكون الفتاتان في فترة إخصاب قابلة للحمل !
قال يعقوب . . تابعت القراءة :
37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم
38 والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم
ينبغي ان يحتج الموآبيون والعمونيون على هذا النسب !
- أكيد !
قالت سارة .
قلت :
- ألا نحتاج إلى استراحة ؟
قال يعقوب :
أجل
*****
في الفصل العشرين من سفر التكوين التوراتي يا يعقوب نجد مأساة جديدة قام بها ابراهيم أمام أبي مالك الفلسطيني .
فقد أخبره أن سارة ( العجوز) هي أخته وليست زوجته كما فعل من قبل أمام فرعون مصر . فما كان من أبي مالك إلا أن تزوجها ، ليصب يهوه جام غضبه عليه ويحرمه من النسل :
1 وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب، وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار
2 وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هي أختي. فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة
يبدوأن الكاتب أعاد سارة إلى الصبا بضعة عقود إلى الوراء ، ونسي أنها أصبحت عجوزا غير قابلة للزواج
3 فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل وقال له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها، فإنها متزوجة ببعل
ابراهيم يرتكب الخطأ والله يحاسب الضحية ! منطق عجيب ! والعقاب تهديد بالموت هذه المرة.
( يلاحظ ان النص التوراتي يستخدم مفردة (أبيمالك) كما ترد هنا في كافة المواضع )
4 ولكن لم يكن أبيمالك قد اقترب إليها، فقال: يا سيد، أأمة بارة تقتل
واضح افتخار أبي مالك بنفسه بقوله (أأمة بارة تقتل ) أي أنه يعتبر قتله قتلا لأمته . ولا نعرف كيف عرف الكاتب انه لم يقترب من امرأة تزوجها!
5 ألم يقل هو لي: إنها أختي، وهي أيضا نفسها قالت: هو أخي ؟ بسلامة قلبي ونقاوة يدي فعلت هذا
يعني أبو مالك أن زواجه من سارة هو تكريم لإبراهيم ،خاصة وأن سارة أصبحت عجوزا مسنة .
6 فقال له الله في الحلم: أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إلي، لذلك لم أدعك تمسها
7 فالآن رد امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا. وإن كنت لست تردها، فاعلم أنك موتا تموت، أنت وكل من لك
الموت حاضر دائما عند يهوه منذ أن هدد آدم وحواء به إن أكلا من ثمر شجرة المعرفة .
8 فبكر أبيمالك في الغد ودعا جميع عبيده، وتكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم، فخاف الرجال جدا
9 ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له: ماذا فعلت بنا ؟ وبماذا أخطأت إليك حتى جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة ؟ أعمالا لا تعمل عملت بي
كلام أبي مالك صحيح وسليم ومحق .
10 وقال أبيمالك لإبراهيم: ماذا رأيت حتى عملت هذا الشيء
11 فقال إبراهيم: إني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلونني لأجل امرأتي
العلة نفسها التي أبداها أمام فرعون معتبرا أن جميع البشر قتلة، وأن العجوز سارة ما تزال معرضة للطمع فيها !
12 وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة
إذن كان ابراهيم متزوجا من أخته من أبيه خلاف ما يرد في مصادر أخرى منها ما هو اسلامي أنها ابنة عمه وغير ذلك! ولا نعرف إن شرّع له يهوه هذا الزواج !
13 وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها: هذا معروفك الذي تصنعين إلي: في كل مكان نأتي إليه قولي عني: هو أخي
إنها مسألة اتجار بسارة البائسة !
14 فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم، ورد إليه سارة امرأته
تماما كما حدث مع فرعون ، فكل ثراء ابراهيم بسبب سارة ، وهو الآن يزداد ثراء .
15 وقال أبيمالك: هوذا أرضي قدامك. اسكن في ما حسن في عينيك
كرم ضيافة غير مسبوق من أبي مالك .
16 وقال لسارة: إني قد أعطيت أخاك ألفا من الفضة. ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك وعند كل واحد، فأنصفت
وفضة أيضا ؟!
17 فصلى إبراهيم إلى الله، فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه فولدن
تراجع يهوه أخيراعن قرارة بعد أن دفع أبو مالك ثمنا باهظا ، لم يخبرنا المؤلف أنه نفذ!
18 لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم
هذه القصص ( قصص زواج سارة من فرعون وأبي مالك )لا ترد في النصوص القرآنية إطلاقا حسب ما أعرف. وسورة ابراهيم كنبي وأب للأنبياء والأجداد في هذه النصوص مختلفة تماما .. فهو مثال للتقوى والإيمان . ويرد ذكره في 56 آية واسمه يذكر 62 مرة .( حسب الموسوعة الحرة ) ومن الملاحظ أن النصوص القرآنية لا تأخذ بالكثيرمن القصص مما ورد في التوراة والإنجيل . وثمة قصص لدى الإسلاميين عن ابراهيم بعضها يتفق مع بعض ما جاء في التوراة وبعضها يختلف . ويعترف المسيحيون بكل هذه القصص الواردة في العهد القديم ( التوراة ) كما يرد في دائرة المعارف الكتابية المسيحية . هناك سورة في القرآن تحمل اسم ابراهيم تتحدث بشكل عام عن جدل الأمم وصراعهم مع الأنبياء .
*****
في الفصل الحادي والعشرين يا يعقوب يهوه يحبل سارة لتلد اسحق.
1 وافتقد الرب سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلم
2 فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلم الله عنه
يلاحظ أن الحبل تم دون التطرق إلى مواقعة بين ابراهيم وسارة ، للإيحاء أن الحبل تم بأمر إلهي ، وهذا ما يحدث مع جميع العاقرات اللواتي يحبلهن يهوه في التوراة ، وحتى مع العذراوات اللواتي يحبلن دون زواج كمريم العذراء في العهد الجديد. وهذا يشير إلى أن الحبل لا يتم دون الإرادة الإلهية حتى لو لم تكن الزوجة عاقرا، ولم يكن الزوج عقيما .
3 ودعا إبراهيم اسم ابنه المولود له، الذي ولدته له سارة إسحاق
لاحظ تعبير (المولود له ) أي المولود لأجله، وليس المولود منه مثلا .
4 وختن إبراهيم إسحاق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله
5 وكان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له إسحاق ابنه
6 وقالت سارة: قد صنع إلي الله ضحكا. كل من يسمع يضحك لي
7 وقالت: من قال لإبراهيم: سارة ترضع بنين ؟ حتى ولدت ابنا في شيخوخته
8 فكبر الولد وفطم. وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق
9 ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح
يبدو أن المقصود بالمزح هنا هو النمو والكبر وليس الهزل والمداعبة ،وربما الأمرين معا !
10 فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق
سارة هي من أتى بالثروة وهي من سيحدد الوارث ومن يأمر لينفذ أمره !
11 فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه
12 فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنه بإسحاق يدعى لك نسل
حتى يهوه يصر على أن يقف مع سارة في عدالة عرجاء لا تليق بآلهه ، ويقررأن نسل ابراهيم سيكون من اسحق ! وهو هنا يقصد النسل المفضل الذي سيكون منه بني اسرائيل . أما النسل الثاني من اسماعيل ابن الجارية فسيكون منه أمة ثانية :
13 وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك
وبهذا يكون يهوة قد قسم العرب إلى قسمين، قسم يهودي وقسم غير يهودي ، وبمعنى آخر أبناء الست وأبناء الجارية، كما يقول الناس !
14 فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر، واضعا إياهما على كتفها، والولد، وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع
تشردت هاجر مع ابنها بفعل ظلم سارة وخضوع ابراهيم لها مرفقا بظلم يهوه نفسه .
15 ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار
16 ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت
17 فسمع الله صوت الغلام، ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: ما لك يا هاجر ؟ لا تخافي، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو
18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به، لأني سأجعله أمة عظيمة
19 وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام
20 وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس
21 وسكن في برية فاران ، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر
وبهذا تنتهي سيرة هاجر واسماعيل بقدركبيرمن التوراة لتبقى السيرة وحدها لإسحق ونسله.
22 وحدث في ذلك الزمان أن أبيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما إبراهيم قائلين: الله معك في كل ما أنت صانع
23 فالآن احلف لي بالله ههنا أنك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي، كالمعروف الذي صنعت إليك تصنع إلي وإلى الأرض التي تغربت فيها
24 فقال إبراهيم: أنا أحلف
25 وعاتب إبراهيم أبيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك
26 فقال أبيمالك: لم أعلم من فعل هذا الأمر. أنت لم تخبرني، ولا أنا سمعت سوى اليوم
27 فأخذ إبراهيم غنما وبقرا وأعطى أبيمالك، فقطعا كلاهما ميثاقا
28 وأقام إبراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها
29 فقال أبيمالك لإبراهيم: ما هي هذه السبع النعاج التي أقمتها وحدها
30 فقال: إنك سبع نعاج تأخذ من يدي، لكي تكون لي شهادة بأني حفرت هذه البئر
31 لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع، لأنهما هناك حلفا كلاهما
32 فقطعا ميثاقا في بئر سبع، ثم قام أبيمالك وفيكول رئيس جيشه ورجعا إلى أرض الفلسطينيين
33 وغرس إبراهيم أثلا في بئر سبع، ودعا هناك باسم الرب الإله السرمدي
( لاول مره يقال (الرب الإله السرمدي ) فيدمج اسم الرب مع الإله السرمدي ( الدائم إلى الأبد )
34 وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة
وإلى اللقاء في المحاضرة القادمة يا يعقوب !!
*****