(13)
* امتحان يهووي !
* اوسلو الأولى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي!
رافقت أبي لحضور المحاضرة التي قد تكون الأخيرة عن ابراهيم . لم يفاجأ عارف نذير الحق بحضوري وبدا مسرورا لذلك ، بل وأعلن أن حضوري يضفي على الجلسة بهجة ، وأن الرغبة لديه في الكلام تكون أفضل ، فشكرته على ذلك . ارتأى أن يبدأ محاضرته بمقدمة تاريخية :
مرت علاقة الإنسان بالقوى الكامنة وراء الطبيعة وفيها بتحولات كثيرة جدا، لنيل رضاها واتقاء غضبها، منذ أن بدأت بطقوس السحر ورسم الحيوانات على الكهوف إلى تقديم قرابين من الحيوانات أو من البنات والأبناء عند بعض الشعوب، إلى تقديم أسرى الحروب عند بعضها ، إلى تقديم عذرية الفتيات في المعابد ، إلى تضحية الآلهة نفسها بنفسها من أجل البشر( دوموزي ، تموز ، بعل ) ثم بالعودة إلى الحيوانات ، كما في أضحية ابراهيم هنا ، ومن ثم بالعودة إلى الآلهة المضحية ( المسيح ) لتصبح الأضحية لله بالرهبنة والتزام تعاليمه ، ومن ثم العودة إلى تقديم الأضاحي الحيوانية ( الإسلام ) إضافة إلى العبادات والجهاد( الحرب ) في سبيله ولو أدى ذلك إلى الموت ، فهو أفضل الجهاد !
وكانت هذه الطقوس تتطور بتطور المفاهيم للوجود والغاية منه والقوى الكامنة وراءه، إلى أن انتهت إلى مفاهيم متقاربة نسبيا للألوهة ، وطقوس وتشريعات ثابتة للعبادة . فمعظم المفاهيم انتهت إلى الإله القائم بالخلق وراء كل شيء ، واعتبرت ذلك حقيقة مطلقة لا يمكن الجدل حولها. وهنا تكمن مشكلة العقل البشري الذي لم يعرف ولم يدرك بعد أنه ما يزال يعيش في ظل اجتهادات بشرية دينية وفلسفية ، لم تبلغ حقيقة مطلقة ، فتوقف عند معظم الشعوب عن التفكير في المسألة واستسلم لمعتقده .
فإذا ما عدنا إلى قصة ابراهيم في الفصل الثاني والعشرين من سفر التكوين، نجد أن الله أراد أن يمتحن إيمانه وولاءه له، فيطلب إليه أن يقدم اسحق قربانا له على المحرقة . ولا شك أن امتحان ابراهيم هنا ، لا يكاد يذكرأمام امتحان أيوب الفظيع فيما بعد . ومن الجدير بالذكرأن الإسلام يقدم اسماعيل وليس اسحق.
1 وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم. فقال:هأنذا
2 فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك
( ابنك وحيدك ) ! يهوه ينكر هنا وجود اسماعيل تماما بعد نفيه مع أمه .
من الواضح أن البشر يتخبطون حتى الآن في تفكيرهم وبشكل خاص في المعتقدات الإبراهيمية ، فهم حين يقدمون الله على أنه قادرعلى كل شيء ، نجدهم أحيانا يقدمونه على أنه لا يقدر حتى على أشياء بسيطة كأن يعرف مدى إيمان وإخلاص مخلوق له ، دون أن يعرضه لامتحان . ومن الملاحظ هنا أن ابراهيم لا
يقدم تقدمة طواعية ليهوة كما فعل قابيل وهابيل ، بل بناء على أمر يهووي غايته الإمتحان بالدرجة الأولى .
3 فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وشقق حطبا لمحرقة، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله
4 وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد
ولماذا أبعد يهوه المكان إلى هذا الحد بحيث اقتضى من ابراهيم مسيرة ثلاثة أيام ! ألا يكفي اصطحاب الطفل للحرق ليقتنع يهوه أن ابراهيم جاد في التنفيذ؟!
5 فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما .
6 فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معا
7 وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة
8 فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني. فذهبا كلاهما معا
9 فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب
- ألم يعرف اسحق بعد أن وضع على الحطب أنه هو المحرقة ؟
علقت أنا .
قال عارف :
- بدك ما تآخذي المؤلف يا سارة !
10 ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه
11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم. فقال: هأنذا
12 فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني
- ( الآن حتى علم ) ؟ غير معقول أن يفكر مؤلف بهذه العقلية ويصور الله على هذه الدرجة من الغباء !
- هذه هي الحال مع هذا المؤلف يا سارة . ثم إن الملاك يتكلم بلسان الرب وكأنه هو الرب !
13 فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه،
يقصد أن الكبش مربوط في الغابة بقرنيه حتى لا يتعذب ابراهيم في الإمساك به .
فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه
14 فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى
15 ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء
16 وقال: بذاتي أقسمت ، يقول الرب، أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك
17 أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه
- لكن سبق للرب أن قطع هذه الوعود لإبراهيم ونوح حتى دون أن يقدما قرابين !
- أجل يا يعقوب . المشكلة مع الكاتب المؤلف الذي يصور الله على هذه الشاكلة .
18 ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي .
النسل سيكون مقدسا بحيث يتبارك به جميع الأمم !
- وهكذا تبارك ترامب بالنسل !
قلت ذلك وأنا أضحك . ضحك أبي بدوره . قال عارف :
- يبدو أن الوضع في زمننا هو فعلا هكذا ، فالجميع يتباركون بإسرائيل . المؤسف أن لا أحد يتبارك بالعرب والمسلمين مع أنهم من نسل ابراهيم أيضا وإن كانوا أبناء جارية !
19 ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه، فقاموا وذهبوا معا إلى بئر سبع. وسكن إبراهيم في بئر سبع
- ألم يطمئن على سارة وإسماعيل فهما طردا إلى بئر سبع ؟
- لم يعد أمرسارة وإسماعيل مهما .
20 وحدث بعد هذه الأمور أن إبراهيم أخبر وقيل له: هوذا ملكة قد ولدت هي أيضا بنين لناحور أخيك
21 عوصا بكره، وبوزا أخاه، وقموئيل أبا أرام
و سيصبح معه قبيلة !
22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل
23 وولد بتوئيل رفقة. هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور أخي إبراهيم
24 وأما سريته، واسمها رؤومة، فولدت هي أيضا: طابح وجاحم وتاحش ومعكة
- مؤلف أحمق كان يمكن أن يتابع مع أحد أبناء لوط موآب أو بن عمي! كونه أوجدهما على المسرح !
عقبت أنا.
- ربما لا يريد أبناء حرام !
عقب أبي، فضحكنا ..
******
- في الفصل الثالث والعشرين تموت سارة عن عمر127عاما وهو عمر مبالغ فيه كما الأعمار كلها في التوراة ، فمعدل عمر الإنسان كما أسلفنا كان أقل من ذلك بكثير ولا يتجاوز الخمسين عاما في أحسن أحواله غير أن خيال كتبة التوراة يصر على المبالغة والإغراق في الخيال غير الواقعي وغير التاريخي في كل شيء ، ليميز بني اسرائيل عن سائر البشر .تدفن سارة في مغارة المكفيلة في الحقل الذي ابتاعه ابراهيم من عفرون الحثي في حبرون ( الخليل ) ب أربعمئة شاقل فضة .
1 وكانت حياة سارة مئة وسبعا وعشرين سنة، سني حياة سارة
2 وماتت سارة في قرية أربع، التي هي حبرون، في أرض كنعان. فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها
3 وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلا
4 أنا غريب ونزيل عندكم. أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي
5 فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له
6 اسمعنا يا سيدي. أنت رئيس من الله بيننا. في أفضل قبورنا ادفن ميتك، لا يمنع أحد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك
وهذا كرم من بني حث دفع ابراهيم لأن يسجد لهم . تكريما منه بدوره :
7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض، لبني حث
8 وكلمهم قائلا: إن كان في نفوسكم أن أدفن ميتي من أمامي، فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر
9 أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له، التي في طرف حقله. بثمن كامل يعطيني إياها في وسطكم ملك قبر
10 وكان عفرون جالسا بين بني حث، فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث، لدى جميع الداخلين باب مدينته قائلا
11 لا يا سيدي، اسمعني . الحقل وهبتك إياه، والمغارة التي فيه لك وهبتها. لدى عيون بني شعبي وهبتك إياها. ادفن ميتك
12 فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض
13 وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلا: بل إن كنت أنت إياه فليتك تسمعني. أعطيك ثمن الحقل. خذ مني فأدفن ميتي هناك
14 فأجاب عفرون إبراهيم قائلا له
15 يا سيدي، اسمعني. أرض بأربع مئة شاقل فضة، ما هي بيني وبينك ؟ فادفن ميتك
16 فسمع إبراهيم لعفرون ، ووزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها في مسامع بني حث. أربع مئة شاقل فضة جائزة عند التجار
17 فوجب حقل عفرون الذي في المكفيلة التي أمام ممرا، الحقل والمغارة التي فيه، وجميع الشجر الذي في الحقل الذي في جميع حدوده حواليه
18 لإبراهيم ملكا لدى عيون بني حث، بين جميع الداخلين باب مدينته
19 وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة أمام ممرا، التي هي حبرون، في أرض كنعان
20 فوجب الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث
- ليت هذه المحبة تدوم !
علق أبي .
تابع عارف:
في الفصل الرابع والعشرين يرسل ابراهيم عبده ليأتي بزوجة لإسحق من بلاد آرام لرفضه أن يتزوج اسحق من بنات الكنعانيين .. يذهب العبد مع قافلة من الجمال والعبيد والجواهر ويأتي برفقة حفيدة أخ ابراهيم ناحور - الذي ظهر مجددا على مسرح الأحداث .. ويبدو أن المؤلف أظهره لهذا السبب وحده - ويتزوج اسحق منها..
1 وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام. وبارك الرب إبراهيم في كل شيء
2 وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له: ضع يدك تحت فخذي
3 فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم
غريب أن يتم الحلف بوضع اليد تحت الفخذ! والأغرب أن لا يرغب ابراهيم في تزويج اسحق من بنات الكنعانيين الذين استضافوه وأكرموه !
4 بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق
المفروض أن أرض ابراهيم وعشيرته في اورالكلدانية وليس في حاران آرام كما سنرى:
5 فقال له العبد: ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض. هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها
العبد يفكر بأرض اور!
6 فقال له إبراهيم: احترز من أن ترجع بابني إلى هناك
لا نعرف لماذا لا يريد ابراهيم أن يزوج ابنه من أور الكلدانية .
7 الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي، والذي كلمني والذي أقسم لي قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، هو يرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك
حتى الله سيكون له دور مهم في زواج اسحق. لكن من آرام وليس من اور . وثمة التباس بين حاران وآرام أيضا.
8 وإن لم تشإ المرأة أن تتبعك، تبرأت من حلفي هذا. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك
9 فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه، وحلف له على هذا الأمر
10 ثم أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده. فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور .
وأصبح لناحور مدينة خاصة به وأصبحت تنتمي إلى أرام النهرين وليس حاران أرام ! أي الآرامية كما هو معروف.
11 وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء، وقت خروج المستقيات
12 وقال: أيها الرب إله سيدي إبراهيم، يسر لي اليوم واصنع لطفا إلى سيدي إبراهيم
13 ها أنا واقف على عين الماء، وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء
14 فليكن أن الفتاة التي أقول لها: أميلي جرتك لأشرب، فتقول: اشرب وأنا أسقي جمالك أيضا، هي التي عينتها لعبدك إسحاق. وبها أعلم أنك صنعت لطفا إلى سيدي
طريقة عجيبة لاختيار العروس تتطلب مساعدة يهوه. لماذا لا يذهب إلى أبيها ويطلبها ؟
15 وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي ولدت لبتوئيل ابن ملكة امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرتها على كتفها
16 وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا، وعذراء لم يعرفها رجل. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت
يفترض أن الفتاة عذراء دون حاجة إلى أن يخبرنا المؤلف بذلك وهو لم يخبرنا كيف عرف!
17 فركض العبد للقائها وقال: اسقيني قليل ماء من جرتك
18 فقالت: اشرب يا سيدي. وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته
19 ولما فرغت من سقيه قالت: أستقي لجمالك أيضا حتى تفرغ من الشرب
20 فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة، وركضت أيضا إلى البئر لتستقي، فاستقت لكل جماله
21 والرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم: أأنجح الرب طريقه أم لا
22 وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب !
بدأ اغداق الذهب قبل ألتأكد من أن الفتاة هي الفتاة المطلوبة ؟
23 وقال: بنت من أنت ؟ أخبريني: هل في بيت أبيك مكان لنا لنبيت
24 فقالت له: أنا بنت بتوئيل ابن ملكة الذي ولدته لناحور
والإجابة لا بد أن تكون كاملة وكما يريد المؤلف!
25 وقالت له: عندنا تبن وعلف كثير، ومكان لتبيتوا أيضا
26 فخر الرجل وسجد للرب
تجري الأمور حسب إرادة يهوة والمؤلف !
27 وقال: مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي. إذ كنت أنا في الطريق، هداني الرب إلى بيت إخوة سيدي
28 فركضت الفتاة وأخبرت بيت أمها بحسب هذه الأمور
لا نعرف لماذا بيت الأم وليس بيت الأب!
29 وكان لرفقة أخ اسمه لابان، فركض لابان إلى الرجل خارجا إلى العين
30 وحدث أنه إذ رأى الخزامة والسوارين على يدي أخته، وإذ سمع كلام رفقة أخته قائلة: هكذا كلمني الرجل، جاء إلى الرجل، وإذا هو واقف عند الجمال على العين
31 فقال: ادخل يا مبارك الرب، لماذا تقف خارجا وأنا قد هيأت البيت ومكانا للجمال
الذهب قاد للترحيب ،ولا نعرف ماذا ستكون عليه الحال لو لم يكن هناك خزامة وأساور ذهبية !
32 فدخل الرجل إلى البيت وحل عن الجمال، فأعطى تبنا وعلفا للجمال، وماء لغسل رجليه وأرجل الرجال الذين معه
33 ووضع قدامه ليأكل. فقال: لا آكل حتى أتكلم كلامي. فقال:تكلم
34 فقال: أنا عبد إبراهيم
35 والرب قد بارك مولاي جدا فصار عظيما، وأعطاه غنما وبقرا وفضة وذهبا وعبيدا وإماء وجمالا وحميرا
36 وولدت سارة امرأة سيدي ابنا لسيدي بعد ما شاخت، فقد أعطاه كل ما له
37 واستحلفني سيدي قائلا: لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن في أرضهم
يسكن في ارضهم ويكرههم ، ولا يرغب في التقرب إليهم !
-إنها حالنا اليوم !
قال أبي ! فعقبت :
- التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام !
يعيد العبد الحديث الذي جرى بينه وبين سيده ابراهيم للابان أخ رفقة .
38 بل إلى بيت أبي تذهب وإلى عشيرتي، وتأخذ زوجة لابني
49 والآن إن كنتم تصنعون معروفا وأمانة إلى سيدي فأخبروني، وإلا فأخبروني لأنصرف يمينا أو شمالا
50 فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: من عند الرب خرج الأمر. لا نقدر أن نكلمك بشر أو خير
51 هوذا رفقة قدامك. خذها واذهب. فلتكن زوجة لابن سيدك، كما تكلم الرب
52 وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض
53 وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابا وأعطاها لرفقة، وأعطى تحفا لأخيها ولأمها
54 فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا. ثم قاموا صباحا فقال: اصرفوني إلى سيدي
55 فقال أخوها وأمها: لتمكث الفتاة عندنا أياما أو عشرة، بعد ذلك تمضي
56 فقال لهم: لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي. اصرفوني لأذهب إلى سيدي
57 فقالوا: ندعو الفتاة ونسألها شفاها
58 فدعوا رفقة وقالوا لها: هل تذهبين مع هذا الرجل ؟ فقالت: أذهب
59 فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله
60 وباركوا رفقة وقالوا لها: أنت أختنا. صيري ألوف ربوات، وليرث نسلك باب مبغضيه
61 فقامت رفقة وفتياتها وركبن على الجمال وتبعن الرجل. فأخذ العبد رفقة ومضى
62 وكان إسحاق قد أتى من ورود بئر لحي رئي، إذ كان ساكنا في أرض الجنوب
63 وخرج إسحاق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء، فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة
64 ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل
65 وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا ؟ فقال العبد: هو سيدي. فأخذت البرقع وتغطت
66 ثم حدث العبد إسحاق بكل الأمور التي صنع
67 فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه، وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها. فتعزى إسحاق بعد موت أمه
- مبروك !
عقبت أنا !
- ألله يبارك فيك سارة !
قال عارف ، وتساءل عمّا إذا كنت أطمح في عريس من بلاد أرام يأتيني راكبا على جمل برفقة عبيد وغلمان ! فضحكت من أعماقي ، فيما ابتسم أبي وقال :
- فكرة حلوة ساراي !!
*****
- في الفصل الخامس والعشرين يجدد ابراهيم شبابه ويتزوج من قطورة بعد أن تجاوز المئة وأربعين سنة حسب التوراة . ثم يقوم بطرد السراري إلى الشرق :
1 وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة
5 وأعطى إبراهيم إسحاق كل ما كان له
6 وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا، وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقا إلى أرض المشرق، وهو بعد حي
وهذا قد يعني أن ابراهيم كان يعاشر سراريه الأخريات وأن لديه أبناء منهن ، وهذا ما لم يخبرنا به المؤلف . فطرد الجميع إلى الشرق ، كما سبق وأن طرد هاجر وإسماعيل إنما ليس إلى الشرق!
يموت ابراهيم بعد ذلك ويدفن إلى جانب سارة في مغارة المكفيلة :
7 وهذه أيام سني حياة إبراهيم التي عاشها: مئة وخمس وسبعون سنة
8 وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة، شيخا وشبعان أياما، وانضم إلى قومه
9 ودفنه إسحاق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي الذي أمام ممرا
10 الحقل الذي اشتراه إبراهيم من بني حث. هناك دفن إبراهيم وسارة امرأته
*اسماعيل ينجب اثني عشر ابنا .. يصبحون زعماء قبائل ! ويموت عن 137 عاما !
11 وكان بعد موت إبراهيم أن الله بارك إسحاق ابنه. وسكن إسحاق عند بئر لحي رئي
12 وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم، الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم
13 وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم: نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار، وأدبئيل ومبسام
14 ومشماع ودومة ومسا
15 وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة
16 هؤلاء هم بنو إسماعيل، وهذه أسماؤهم بديارهم وحصونهم. اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم
17 وهذه سنو حياة إسماعيل: مئة وسبع وثلاثون سنة، وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه
18 وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو أشور. أمام جميع إخوته نزل
أكيد هاجر قد لا تستحق أن يذكرمصيرها وكم سنة عاشت . فهي جارية . رفقة تكون عاقرا كمعظم نساء الأنبياء اللواتي يحبلن ويلدن أنبياء بأمر من يهوه! فتحبل وتلد توأما هما عيسو ويعقوب :
21 وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا، فاستجاب له الرب، فحبلت رفقة امرأته
22 وتزاحم الولدان في بطنها، فقالت: إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب
23 فقال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير
ترى أي شعبين يقصد المؤلف بنبوءة يهوه ؟ هل يقصد اليهود والعرب؟ أم أنه يقصد أحفاد يعقوب ( اسرائيل ) وأحفاد عيسو، وخاصة أن هذا الأخير سيختلط مع الفلسطينيين ويتزوج من بناتهم ويبقى في الأرض ، أما يعقوب فسيلتحق بابنه يوسف في مصر مع كامل أبنائه .. وحين يخرج اليهود من مصربقيادة موسى، بعد أكثر من 400 عام يكون نسل عيسو قد اكتسبوا نسب القوم الذين عاشوا بينهم وأصبحوا منهم . وبذلك سيصبحون عبيدا لنسل الصغير يعقوب ، أي لبني اسرائيل ! هذا ما يتنبأ به يهوة أو المؤلف الذي ينطق باسمه .
24 فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان
25 فخرج ألأول أحمر، كله كفروة شعر، فدعوا اسمه عيسو
26 وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو، فدعي اسمه يعقوب. وكان إسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما
27 فكبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، إنسان البرية، ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام
يعقوب (انسان كامل ) يسكن الخيام ؟ ألم يعد أحفاد آدم ونوح يبنون مدنا! لقد سبق لقابيل أن بنى مدينة ، وأحفاد نوح بنوا بابل ! هل عاد المؤلف إلى سكن الخيام ؟ ثم كيف يكون انسان الخيام كاملا ، أما إنسان الصيد فإنسان بريّة ، وكأنه يريد أن يقول لنا أنه أقرب إلى التوحش !
28 فأحب إسحاق عيسو لأن في فمه صيدا، وأما رفقة فكانت تحب يعقوب
عدنا إلى البدوي المحب للحوم!
29 وطبخ يعقوب طبيخا، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا
30 فقال عيسو ليعقوب: أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي اسمه أدوم
31 فقال يعقوب: بعني اليوم بكوريتك
32 فقال عيسو: ها أنا ماض إلى الموت، فلماذا لي بكورية
33 فقال يعقوب: احلف لي اليوم. فحلف له، فباع بكوريته ليعقوب
34 فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية
هذه البيعة لم تكن كافية لينال يعقوب البكورية ، كما سنرى لاحقا، فكان لا بد من مسرحية تحيك رفقة خيوطها !
1 وكان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان في أيام إبراهيم، فذهب إسحاق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين، إلى جرار
2 وظهر له الرب وقال: لا تنزل إلى مصر. اسكن في الأرض التي أقول لك
يا ليت أبا مالك عرف بوعود يهوه لإبراهيم وإسحق فيما بعد لربما تغيرت مسيرة التاريخ :
3 تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك، لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك
4 وأكثر نسلك كنجوم السماء، وأعطي نسلك جميع هذه البلاد، وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض
5 من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي: أوامري وفرائضي وشرائعي
6 فأقام إسحاق في جرار
7 وسأله أهل المكان عن امرأته، فقال: هي أختي. لأنه خاف أن يقول: امرأتي لعل أهل المكان: يقتلونني من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر
8 وحدث إذ طالت له الأيام هناك أن أبيمالك ملك الفلسطينيين أشرف من الكوة ونظر، وإذا إسحاق يلاعب رفقة امرأته
9 فدعا أبيمالك إسحاق وقال: إنما هي امرأتك فكيف قلت: هي أختي ؟ فقال له إسحاق: لأني قلت: لعلي أموت بسببها
يتصورون الناس قتلة ويكرهونهم، ولا يتزوجون من بناتهم، رغم كل ما يقدم لهم من إكرام ! هذا ما يريده المؤلف الذي يزرع بذور الشر أكثر مما يزرع بذور الخير .
10 فقال أبيمالك: ما هذا الذي صنعت بنا ؟ لولا قليل لاضطجع أحد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا
11 فأوصى أبيمالك جميع الشعب قائلا: الذي يمس هذا الرجل أو امرأته موتا يموت
كم هو شهم هذا الملك ؟ّ
وكما أصبح ابراهيم ثريا بفعل الكرم الفلسطيني أصبح اسحق كذلك، ويا ليته حفظ قدر المحسنين إليه .
12 وزرع إسحاق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف، وباركه الرب
13 فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيما جدا
14 فكان له مواش من الغنم ومواش من البقر وعبيد كثيرون. فحسده الفلسطينيون
يبدو أنه استغل الكرم والطيبة الفلسطينيين ولم يترك شبرا من الأرض دون أن يستغله . وكان من الطبيعي أن ينزعج الفلسطينيون ، فالضيف أصبح محتلا . وكان لا بد من مقاومته . وهكذا قاموا بطمر الآبارالإسرائيلية . وهكذا بدأت الحرب الإسرائيلية الفلسطينية التي ما تزال قائمة حتى اليوم !
15 وجميع الآبار، التي حفرها عبيد أبيه في أيام إبراهيم أبيه، طمها الفلسطينيون وملأوها ترابا
16 وقال أبيمالك لإسحاق : اذهب من عندنا لأنك صرت أقوى منا جدا
المؤلف هو من يريد هذا القول . يمكن أن أبا مالك قال : لقد استوليت على كل شيء يا اسحق ! كما يحدث اليوم ، التاريخ يعيد نفسه !
17 فمضى إسحاق من هناك ، ونزل في وادي جرار وأقام هناك
18 فعاد إسحاق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه، وطمها الفلسطينيون بعد موت أبيه، ودعاها بأسماء كالأسماء التي دعاها بها أبوه
19 وحفر عبيد إسحاق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حي
20 فخاصم رعاة جرار رعاة إسحاق قائلين: لنا الماء. فدعا اسم البئر عسق لأنهم نازعوه
21 ثم حفروا بئرا أخرى وتخاصموا عليها أيضا، فدعا اسمها سطنة
22 ثم نقل من هناك وحفر بئرا أخرى ولم يتخاصموا عليها، فدعا اسمها رحوبوت، وقال: إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض
23 ثم صعد من هناك إلى بئر سبع
24 فظهر له الرب في تلك الليلة وقال: أنا إله إبراهيم أبيك. لا تخف لأني معك، وأباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدي
25 فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب. ونصب هناك خيمته، وحفر هناك عبيد إسحاق بئرا
26 وذهب إليه من جرار أبيمالك وأحزات من أصحابه وفيكول رئيس جيشه
27 فقال لهم إسحاق: ما بالكم أتيتم إلي وأنتم قد أبغضتموني وصرفتموني من عندكم
28 فقالوا: إننا قد رأينا أن الرب كان معك، فقلنا: ليكن بيننا حلف، بيننا وبينك، ونقطع معك عهدا
29 أن لا تصنع بنا شرا ، كما لم نمسك وكما لم نصنع بك إلا خيرا وصرفناك بسلام. أنت الآن مبارك الرب
(هذه اوسلو الأولى في التاريخ الفلسطيني الإسرائيلي )
30 فصنع لهم ضيافة، فأكلوا وشربوا
31 ثم بكروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض، وصرفهم إسحاق. فمضوا من عنده بسلام
وكما لم تنجح اوسلو التاريخية لم تنجح اوسلو المعاصرة ! فقد عادوا ليحتلوا كل أرض كنعان فيما بعد
32 وحدث في ذلك اليوم أن عبيد إسحاق جاءوا وأخبروه عن البئر التي حفروا، وقالوا له: قد وجدنا ماء
33 فدعاها شبعة، لذلك اسم المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم
34 ولما كان عيسو ابن أربعين سنة اتخذ زوجة: يهوديت ابنة بيري الحثي، وبسمة ابنة إيلون الحثي
عيسو يخالف القانون ويتزوج من بنات الفلسطينيين !
35 فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة
كانتا مرارة نفس ! لأنهما فلسطينيتان ؟
وإلى اللقاء مع الفصل السابع والعشرين يا يعقوب !
*****
* امتحان يهووي !
* اوسلو الأولى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي!
رافقت أبي لحضور المحاضرة التي قد تكون الأخيرة عن ابراهيم . لم يفاجأ عارف نذير الحق بحضوري وبدا مسرورا لذلك ، بل وأعلن أن حضوري يضفي على الجلسة بهجة ، وأن الرغبة لديه في الكلام تكون أفضل ، فشكرته على ذلك . ارتأى أن يبدأ محاضرته بمقدمة تاريخية :
مرت علاقة الإنسان بالقوى الكامنة وراء الطبيعة وفيها بتحولات كثيرة جدا، لنيل رضاها واتقاء غضبها، منذ أن بدأت بطقوس السحر ورسم الحيوانات على الكهوف إلى تقديم قرابين من الحيوانات أو من البنات والأبناء عند بعض الشعوب، إلى تقديم أسرى الحروب عند بعضها ، إلى تقديم عذرية الفتيات في المعابد ، إلى تضحية الآلهة نفسها بنفسها من أجل البشر( دوموزي ، تموز ، بعل ) ثم بالعودة إلى الحيوانات ، كما في أضحية ابراهيم هنا ، ومن ثم بالعودة إلى الآلهة المضحية ( المسيح ) لتصبح الأضحية لله بالرهبنة والتزام تعاليمه ، ومن ثم العودة إلى تقديم الأضاحي الحيوانية ( الإسلام ) إضافة إلى العبادات والجهاد( الحرب ) في سبيله ولو أدى ذلك إلى الموت ، فهو أفضل الجهاد !
وكانت هذه الطقوس تتطور بتطور المفاهيم للوجود والغاية منه والقوى الكامنة وراءه، إلى أن انتهت إلى مفاهيم متقاربة نسبيا للألوهة ، وطقوس وتشريعات ثابتة للعبادة . فمعظم المفاهيم انتهت إلى الإله القائم بالخلق وراء كل شيء ، واعتبرت ذلك حقيقة مطلقة لا يمكن الجدل حولها. وهنا تكمن مشكلة العقل البشري الذي لم يعرف ولم يدرك بعد أنه ما يزال يعيش في ظل اجتهادات بشرية دينية وفلسفية ، لم تبلغ حقيقة مطلقة ، فتوقف عند معظم الشعوب عن التفكير في المسألة واستسلم لمعتقده .
فإذا ما عدنا إلى قصة ابراهيم في الفصل الثاني والعشرين من سفر التكوين، نجد أن الله أراد أن يمتحن إيمانه وولاءه له، فيطلب إليه أن يقدم اسحق قربانا له على المحرقة . ولا شك أن امتحان ابراهيم هنا ، لا يكاد يذكرأمام امتحان أيوب الفظيع فيما بعد . ومن الجدير بالذكرأن الإسلام يقدم اسماعيل وليس اسحق.
1 وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم. فقال:هأنذا
2 فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك
( ابنك وحيدك ) ! يهوه ينكر هنا وجود اسماعيل تماما بعد نفيه مع أمه .
من الواضح أن البشر يتخبطون حتى الآن في تفكيرهم وبشكل خاص في المعتقدات الإبراهيمية ، فهم حين يقدمون الله على أنه قادرعلى كل شيء ، نجدهم أحيانا يقدمونه على أنه لا يقدر حتى على أشياء بسيطة كأن يعرف مدى إيمان وإخلاص مخلوق له ، دون أن يعرضه لامتحان . ومن الملاحظ هنا أن ابراهيم لا
يقدم تقدمة طواعية ليهوة كما فعل قابيل وهابيل ، بل بناء على أمر يهووي غايته الإمتحان بالدرجة الأولى .
3 فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وشقق حطبا لمحرقة، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله
4 وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد
ولماذا أبعد يهوه المكان إلى هذا الحد بحيث اقتضى من ابراهيم مسيرة ثلاثة أيام ! ألا يكفي اصطحاب الطفل للحرق ليقتنع يهوه أن ابراهيم جاد في التنفيذ؟!
5 فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما .
6 فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معا
7 وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة
8 فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني. فذهبا كلاهما معا
9 فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب
- ألم يعرف اسحق بعد أن وضع على الحطب أنه هو المحرقة ؟
علقت أنا .
قال عارف :
- بدك ما تآخذي المؤلف يا سارة !
10 ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه
11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم. فقال: هأنذا
12 فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني
- ( الآن حتى علم ) ؟ غير معقول أن يفكر مؤلف بهذه العقلية ويصور الله على هذه الدرجة من الغباء !
- هذه هي الحال مع هذا المؤلف يا سارة . ثم إن الملاك يتكلم بلسان الرب وكأنه هو الرب !
13 فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه،
يقصد أن الكبش مربوط في الغابة بقرنيه حتى لا يتعذب ابراهيم في الإمساك به .
فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه
14 فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى
15 ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء
16 وقال: بذاتي أقسمت ، يقول الرب، أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك
17 أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه
- لكن سبق للرب أن قطع هذه الوعود لإبراهيم ونوح حتى دون أن يقدما قرابين !
- أجل يا يعقوب . المشكلة مع الكاتب المؤلف الذي يصور الله على هذه الشاكلة .
18 ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي .
النسل سيكون مقدسا بحيث يتبارك به جميع الأمم !
- وهكذا تبارك ترامب بالنسل !
قلت ذلك وأنا أضحك . ضحك أبي بدوره . قال عارف :
- يبدو أن الوضع في زمننا هو فعلا هكذا ، فالجميع يتباركون بإسرائيل . المؤسف أن لا أحد يتبارك بالعرب والمسلمين مع أنهم من نسل ابراهيم أيضا وإن كانوا أبناء جارية !
19 ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه، فقاموا وذهبوا معا إلى بئر سبع. وسكن إبراهيم في بئر سبع
- ألم يطمئن على سارة وإسماعيل فهما طردا إلى بئر سبع ؟
- لم يعد أمرسارة وإسماعيل مهما .
20 وحدث بعد هذه الأمور أن إبراهيم أخبر وقيل له: هوذا ملكة قد ولدت هي أيضا بنين لناحور أخيك
21 عوصا بكره، وبوزا أخاه، وقموئيل أبا أرام
و سيصبح معه قبيلة !
22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل
23 وولد بتوئيل رفقة. هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور أخي إبراهيم
24 وأما سريته، واسمها رؤومة، فولدت هي أيضا: طابح وجاحم وتاحش ومعكة
- مؤلف أحمق كان يمكن أن يتابع مع أحد أبناء لوط موآب أو بن عمي! كونه أوجدهما على المسرح !
عقبت أنا.
- ربما لا يريد أبناء حرام !
عقب أبي، فضحكنا ..
******
- في الفصل الثالث والعشرين تموت سارة عن عمر127عاما وهو عمر مبالغ فيه كما الأعمار كلها في التوراة ، فمعدل عمر الإنسان كما أسلفنا كان أقل من ذلك بكثير ولا يتجاوز الخمسين عاما في أحسن أحواله غير أن خيال كتبة التوراة يصر على المبالغة والإغراق في الخيال غير الواقعي وغير التاريخي في كل شيء ، ليميز بني اسرائيل عن سائر البشر .تدفن سارة في مغارة المكفيلة في الحقل الذي ابتاعه ابراهيم من عفرون الحثي في حبرون ( الخليل ) ب أربعمئة شاقل فضة .
1 وكانت حياة سارة مئة وسبعا وعشرين سنة، سني حياة سارة
2 وماتت سارة في قرية أربع، التي هي حبرون، في أرض كنعان. فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها
3 وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلا
4 أنا غريب ونزيل عندكم. أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي
5 فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له
6 اسمعنا يا سيدي. أنت رئيس من الله بيننا. في أفضل قبورنا ادفن ميتك، لا يمنع أحد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك
وهذا كرم من بني حث دفع ابراهيم لأن يسجد لهم . تكريما منه بدوره :
7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض، لبني حث
8 وكلمهم قائلا: إن كان في نفوسكم أن أدفن ميتي من أمامي، فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر
9 أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له، التي في طرف حقله. بثمن كامل يعطيني إياها في وسطكم ملك قبر
10 وكان عفرون جالسا بين بني حث، فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث، لدى جميع الداخلين باب مدينته قائلا
11 لا يا سيدي، اسمعني . الحقل وهبتك إياه، والمغارة التي فيه لك وهبتها. لدى عيون بني شعبي وهبتك إياها. ادفن ميتك
12 فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض
13 وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلا: بل إن كنت أنت إياه فليتك تسمعني. أعطيك ثمن الحقل. خذ مني فأدفن ميتي هناك
14 فأجاب عفرون إبراهيم قائلا له
15 يا سيدي، اسمعني. أرض بأربع مئة شاقل فضة، ما هي بيني وبينك ؟ فادفن ميتك
16 فسمع إبراهيم لعفرون ، ووزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها في مسامع بني حث. أربع مئة شاقل فضة جائزة عند التجار
17 فوجب حقل عفرون الذي في المكفيلة التي أمام ممرا، الحقل والمغارة التي فيه، وجميع الشجر الذي في الحقل الذي في جميع حدوده حواليه
18 لإبراهيم ملكا لدى عيون بني حث، بين جميع الداخلين باب مدينته
19 وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة أمام ممرا، التي هي حبرون، في أرض كنعان
20 فوجب الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث
- ليت هذه المحبة تدوم !
علق أبي .
تابع عارف:
في الفصل الرابع والعشرين يرسل ابراهيم عبده ليأتي بزوجة لإسحق من بلاد آرام لرفضه أن يتزوج اسحق من بنات الكنعانيين .. يذهب العبد مع قافلة من الجمال والعبيد والجواهر ويأتي برفقة حفيدة أخ ابراهيم ناحور - الذي ظهر مجددا على مسرح الأحداث .. ويبدو أن المؤلف أظهره لهذا السبب وحده - ويتزوج اسحق منها..
1 وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام. وبارك الرب إبراهيم في كل شيء
2 وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له: ضع يدك تحت فخذي
3 فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم
غريب أن يتم الحلف بوضع اليد تحت الفخذ! والأغرب أن لا يرغب ابراهيم في تزويج اسحق من بنات الكنعانيين الذين استضافوه وأكرموه !
4 بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق
المفروض أن أرض ابراهيم وعشيرته في اورالكلدانية وليس في حاران آرام كما سنرى:
5 فقال له العبد: ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض. هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها
العبد يفكر بأرض اور!
6 فقال له إبراهيم: احترز من أن ترجع بابني إلى هناك
لا نعرف لماذا لا يريد ابراهيم أن يزوج ابنه من أور الكلدانية .
7 الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي، والذي كلمني والذي أقسم لي قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، هو يرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك
حتى الله سيكون له دور مهم في زواج اسحق. لكن من آرام وليس من اور . وثمة التباس بين حاران وآرام أيضا.
8 وإن لم تشإ المرأة أن تتبعك، تبرأت من حلفي هذا. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك
9 فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه، وحلف له على هذا الأمر
10 ثم أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده. فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور .
وأصبح لناحور مدينة خاصة به وأصبحت تنتمي إلى أرام النهرين وليس حاران أرام ! أي الآرامية كما هو معروف.
11 وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء، وقت خروج المستقيات
12 وقال: أيها الرب إله سيدي إبراهيم، يسر لي اليوم واصنع لطفا إلى سيدي إبراهيم
13 ها أنا واقف على عين الماء، وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء
14 فليكن أن الفتاة التي أقول لها: أميلي جرتك لأشرب، فتقول: اشرب وأنا أسقي جمالك أيضا، هي التي عينتها لعبدك إسحاق. وبها أعلم أنك صنعت لطفا إلى سيدي
طريقة عجيبة لاختيار العروس تتطلب مساعدة يهوه. لماذا لا يذهب إلى أبيها ويطلبها ؟
15 وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي ولدت لبتوئيل ابن ملكة امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرتها على كتفها
16 وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا، وعذراء لم يعرفها رجل. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت
يفترض أن الفتاة عذراء دون حاجة إلى أن يخبرنا المؤلف بذلك وهو لم يخبرنا كيف عرف!
17 فركض العبد للقائها وقال: اسقيني قليل ماء من جرتك
18 فقالت: اشرب يا سيدي. وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته
19 ولما فرغت من سقيه قالت: أستقي لجمالك أيضا حتى تفرغ من الشرب
20 فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة، وركضت أيضا إلى البئر لتستقي، فاستقت لكل جماله
21 والرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم: أأنجح الرب طريقه أم لا
22 وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب !
بدأ اغداق الذهب قبل ألتأكد من أن الفتاة هي الفتاة المطلوبة ؟
23 وقال: بنت من أنت ؟ أخبريني: هل في بيت أبيك مكان لنا لنبيت
24 فقالت له: أنا بنت بتوئيل ابن ملكة الذي ولدته لناحور
والإجابة لا بد أن تكون كاملة وكما يريد المؤلف!
25 وقالت له: عندنا تبن وعلف كثير، ومكان لتبيتوا أيضا
26 فخر الرجل وسجد للرب
تجري الأمور حسب إرادة يهوة والمؤلف !
27 وقال: مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي. إذ كنت أنا في الطريق، هداني الرب إلى بيت إخوة سيدي
28 فركضت الفتاة وأخبرت بيت أمها بحسب هذه الأمور
لا نعرف لماذا بيت الأم وليس بيت الأب!
29 وكان لرفقة أخ اسمه لابان، فركض لابان إلى الرجل خارجا إلى العين
30 وحدث أنه إذ رأى الخزامة والسوارين على يدي أخته، وإذ سمع كلام رفقة أخته قائلة: هكذا كلمني الرجل، جاء إلى الرجل، وإذا هو واقف عند الجمال على العين
31 فقال: ادخل يا مبارك الرب، لماذا تقف خارجا وأنا قد هيأت البيت ومكانا للجمال
الذهب قاد للترحيب ،ولا نعرف ماذا ستكون عليه الحال لو لم يكن هناك خزامة وأساور ذهبية !
32 فدخل الرجل إلى البيت وحل عن الجمال، فأعطى تبنا وعلفا للجمال، وماء لغسل رجليه وأرجل الرجال الذين معه
33 ووضع قدامه ليأكل. فقال: لا آكل حتى أتكلم كلامي. فقال:تكلم
34 فقال: أنا عبد إبراهيم
35 والرب قد بارك مولاي جدا فصار عظيما، وأعطاه غنما وبقرا وفضة وذهبا وعبيدا وإماء وجمالا وحميرا
36 وولدت سارة امرأة سيدي ابنا لسيدي بعد ما شاخت، فقد أعطاه كل ما له
37 واستحلفني سيدي قائلا: لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن في أرضهم
يسكن في ارضهم ويكرههم ، ولا يرغب في التقرب إليهم !
-إنها حالنا اليوم !
قال أبي ! فعقبت :
- التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام !
يعيد العبد الحديث الذي جرى بينه وبين سيده ابراهيم للابان أخ رفقة .
38 بل إلى بيت أبي تذهب وإلى عشيرتي، وتأخذ زوجة لابني
49 والآن إن كنتم تصنعون معروفا وأمانة إلى سيدي فأخبروني، وإلا فأخبروني لأنصرف يمينا أو شمالا
50 فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: من عند الرب خرج الأمر. لا نقدر أن نكلمك بشر أو خير
51 هوذا رفقة قدامك. خذها واذهب. فلتكن زوجة لابن سيدك، كما تكلم الرب
52 وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض
53 وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابا وأعطاها لرفقة، وأعطى تحفا لأخيها ولأمها
54 فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا. ثم قاموا صباحا فقال: اصرفوني إلى سيدي
55 فقال أخوها وأمها: لتمكث الفتاة عندنا أياما أو عشرة، بعد ذلك تمضي
56 فقال لهم: لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي. اصرفوني لأذهب إلى سيدي
57 فقالوا: ندعو الفتاة ونسألها شفاها
58 فدعوا رفقة وقالوا لها: هل تذهبين مع هذا الرجل ؟ فقالت: أذهب
59 فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله
60 وباركوا رفقة وقالوا لها: أنت أختنا. صيري ألوف ربوات، وليرث نسلك باب مبغضيه
61 فقامت رفقة وفتياتها وركبن على الجمال وتبعن الرجل. فأخذ العبد رفقة ومضى
62 وكان إسحاق قد أتى من ورود بئر لحي رئي، إذ كان ساكنا في أرض الجنوب
63 وخرج إسحاق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء، فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة
64 ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل
65 وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا ؟ فقال العبد: هو سيدي. فأخذت البرقع وتغطت
66 ثم حدث العبد إسحاق بكل الأمور التي صنع
67 فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه، وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها. فتعزى إسحاق بعد موت أمه
- مبروك !
عقبت أنا !
- ألله يبارك فيك سارة !
قال عارف ، وتساءل عمّا إذا كنت أطمح في عريس من بلاد أرام يأتيني راكبا على جمل برفقة عبيد وغلمان ! فضحكت من أعماقي ، فيما ابتسم أبي وقال :
- فكرة حلوة ساراي !!
*****
- في الفصل الخامس والعشرين يجدد ابراهيم شبابه ويتزوج من قطورة بعد أن تجاوز المئة وأربعين سنة حسب التوراة . ثم يقوم بطرد السراري إلى الشرق :
1 وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة
5 وأعطى إبراهيم إسحاق كل ما كان له
6 وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا، وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقا إلى أرض المشرق، وهو بعد حي
وهذا قد يعني أن ابراهيم كان يعاشر سراريه الأخريات وأن لديه أبناء منهن ، وهذا ما لم يخبرنا به المؤلف . فطرد الجميع إلى الشرق ، كما سبق وأن طرد هاجر وإسماعيل إنما ليس إلى الشرق!
يموت ابراهيم بعد ذلك ويدفن إلى جانب سارة في مغارة المكفيلة :
7 وهذه أيام سني حياة إبراهيم التي عاشها: مئة وخمس وسبعون سنة
8 وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة، شيخا وشبعان أياما، وانضم إلى قومه
9 ودفنه إسحاق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي الذي أمام ممرا
10 الحقل الذي اشتراه إبراهيم من بني حث. هناك دفن إبراهيم وسارة امرأته
*اسماعيل ينجب اثني عشر ابنا .. يصبحون زعماء قبائل ! ويموت عن 137 عاما !
11 وكان بعد موت إبراهيم أن الله بارك إسحاق ابنه. وسكن إسحاق عند بئر لحي رئي
12 وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم، الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم
13 وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم: نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار، وأدبئيل ومبسام
14 ومشماع ودومة ومسا
15 وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة
16 هؤلاء هم بنو إسماعيل، وهذه أسماؤهم بديارهم وحصونهم. اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم
17 وهذه سنو حياة إسماعيل: مئة وسبع وثلاثون سنة، وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه
18 وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو أشور. أمام جميع إخوته نزل
أكيد هاجر قد لا تستحق أن يذكرمصيرها وكم سنة عاشت . فهي جارية . رفقة تكون عاقرا كمعظم نساء الأنبياء اللواتي يحبلن ويلدن أنبياء بأمر من يهوه! فتحبل وتلد توأما هما عيسو ويعقوب :
21 وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا، فاستجاب له الرب، فحبلت رفقة امرأته
22 وتزاحم الولدان في بطنها، فقالت: إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب
23 فقال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير
ترى أي شعبين يقصد المؤلف بنبوءة يهوه ؟ هل يقصد اليهود والعرب؟ أم أنه يقصد أحفاد يعقوب ( اسرائيل ) وأحفاد عيسو، وخاصة أن هذا الأخير سيختلط مع الفلسطينيين ويتزوج من بناتهم ويبقى في الأرض ، أما يعقوب فسيلتحق بابنه يوسف في مصر مع كامل أبنائه .. وحين يخرج اليهود من مصربقيادة موسى، بعد أكثر من 400 عام يكون نسل عيسو قد اكتسبوا نسب القوم الذين عاشوا بينهم وأصبحوا منهم . وبذلك سيصبحون عبيدا لنسل الصغير يعقوب ، أي لبني اسرائيل ! هذا ما يتنبأ به يهوة أو المؤلف الذي ينطق باسمه .
24 فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان
25 فخرج ألأول أحمر، كله كفروة شعر، فدعوا اسمه عيسو
26 وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو، فدعي اسمه يعقوب. وكان إسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما
27 فكبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، إنسان البرية، ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام
يعقوب (انسان كامل ) يسكن الخيام ؟ ألم يعد أحفاد آدم ونوح يبنون مدنا! لقد سبق لقابيل أن بنى مدينة ، وأحفاد نوح بنوا بابل ! هل عاد المؤلف إلى سكن الخيام ؟ ثم كيف يكون انسان الخيام كاملا ، أما إنسان الصيد فإنسان بريّة ، وكأنه يريد أن يقول لنا أنه أقرب إلى التوحش !
28 فأحب إسحاق عيسو لأن في فمه صيدا، وأما رفقة فكانت تحب يعقوب
عدنا إلى البدوي المحب للحوم!
29 وطبخ يعقوب طبيخا، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا
30 فقال عيسو ليعقوب: أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي اسمه أدوم
31 فقال يعقوب: بعني اليوم بكوريتك
32 فقال عيسو: ها أنا ماض إلى الموت، فلماذا لي بكورية
33 فقال يعقوب: احلف لي اليوم. فحلف له، فباع بكوريته ليعقوب
34 فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية
هذه البيعة لم تكن كافية لينال يعقوب البكورية ، كما سنرى لاحقا، فكان لا بد من مسرحية تحيك رفقة خيوطها !
1 وكان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان في أيام إبراهيم، فذهب إسحاق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين، إلى جرار
2 وظهر له الرب وقال: لا تنزل إلى مصر. اسكن في الأرض التي أقول لك
يا ليت أبا مالك عرف بوعود يهوه لإبراهيم وإسحق فيما بعد لربما تغيرت مسيرة التاريخ :
3 تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك، لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك
4 وأكثر نسلك كنجوم السماء، وأعطي نسلك جميع هذه البلاد، وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض
5 من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي: أوامري وفرائضي وشرائعي
6 فأقام إسحاق في جرار
7 وسأله أهل المكان عن امرأته، فقال: هي أختي. لأنه خاف أن يقول: امرأتي لعل أهل المكان: يقتلونني من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر
8 وحدث إذ طالت له الأيام هناك أن أبيمالك ملك الفلسطينيين أشرف من الكوة ونظر، وإذا إسحاق يلاعب رفقة امرأته
9 فدعا أبيمالك إسحاق وقال: إنما هي امرأتك فكيف قلت: هي أختي ؟ فقال له إسحاق: لأني قلت: لعلي أموت بسببها
يتصورون الناس قتلة ويكرهونهم، ولا يتزوجون من بناتهم، رغم كل ما يقدم لهم من إكرام ! هذا ما يريده المؤلف الذي يزرع بذور الشر أكثر مما يزرع بذور الخير .
10 فقال أبيمالك: ما هذا الذي صنعت بنا ؟ لولا قليل لاضطجع أحد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا
11 فأوصى أبيمالك جميع الشعب قائلا: الذي يمس هذا الرجل أو امرأته موتا يموت
كم هو شهم هذا الملك ؟ّ
وكما أصبح ابراهيم ثريا بفعل الكرم الفلسطيني أصبح اسحق كذلك، ويا ليته حفظ قدر المحسنين إليه .
12 وزرع إسحاق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف، وباركه الرب
13 فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيما جدا
14 فكان له مواش من الغنم ومواش من البقر وعبيد كثيرون. فحسده الفلسطينيون
يبدو أنه استغل الكرم والطيبة الفلسطينيين ولم يترك شبرا من الأرض دون أن يستغله . وكان من الطبيعي أن ينزعج الفلسطينيون ، فالضيف أصبح محتلا . وكان لا بد من مقاومته . وهكذا قاموا بطمر الآبارالإسرائيلية . وهكذا بدأت الحرب الإسرائيلية الفلسطينية التي ما تزال قائمة حتى اليوم !
15 وجميع الآبار، التي حفرها عبيد أبيه في أيام إبراهيم أبيه، طمها الفلسطينيون وملأوها ترابا
16 وقال أبيمالك لإسحاق : اذهب من عندنا لأنك صرت أقوى منا جدا
المؤلف هو من يريد هذا القول . يمكن أن أبا مالك قال : لقد استوليت على كل شيء يا اسحق ! كما يحدث اليوم ، التاريخ يعيد نفسه !
17 فمضى إسحاق من هناك ، ونزل في وادي جرار وأقام هناك
18 فعاد إسحاق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه، وطمها الفلسطينيون بعد موت أبيه، ودعاها بأسماء كالأسماء التي دعاها بها أبوه
19 وحفر عبيد إسحاق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حي
20 فخاصم رعاة جرار رعاة إسحاق قائلين: لنا الماء. فدعا اسم البئر عسق لأنهم نازعوه
21 ثم حفروا بئرا أخرى وتخاصموا عليها أيضا، فدعا اسمها سطنة
22 ثم نقل من هناك وحفر بئرا أخرى ولم يتخاصموا عليها، فدعا اسمها رحوبوت، وقال: إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض
23 ثم صعد من هناك إلى بئر سبع
24 فظهر له الرب في تلك الليلة وقال: أنا إله إبراهيم أبيك. لا تخف لأني معك، وأباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدي
25 فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب. ونصب هناك خيمته، وحفر هناك عبيد إسحاق بئرا
26 وذهب إليه من جرار أبيمالك وأحزات من أصحابه وفيكول رئيس جيشه
27 فقال لهم إسحاق: ما بالكم أتيتم إلي وأنتم قد أبغضتموني وصرفتموني من عندكم
28 فقالوا: إننا قد رأينا أن الرب كان معك، فقلنا: ليكن بيننا حلف، بيننا وبينك، ونقطع معك عهدا
29 أن لا تصنع بنا شرا ، كما لم نمسك وكما لم نصنع بك إلا خيرا وصرفناك بسلام. أنت الآن مبارك الرب
(هذه اوسلو الأولى في التاريخ الفلسطيني الإسرائيلي )
30 فصنع لهم ضيافة، فأكلوا وشربوا
31 ثم بكروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض، وصرفهم إسحاق. فمضوا من عنده بسلام
وكما لم تنجح اوسلو التاريخية لم تنجح اوسلو المعاصرة ! فقد عادوا ليحتلوا كل أرض كنعان فيما بعد
32 وحدث في ذلك اليوم أن عبيد إسحاق جاءوا وأخبروه عن البئر التي حفروا، وقالوا له: قد وجدنا ماء
33 فدعاها شبعة، لذلك اسم المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم
34 ولما كان عيسو ابن أربعين سنة اتخذ زوجة: يهوديت ابنة بيري الحثي، وبسمة ابنة إيلون الحثي
عيسو يخالف القانون ويتزوج من بنات الفلسطينيين !
35 فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة
كانتا مرارة نفس ! لأنهما فلسطينيتان ؟
وإلى اللقاء مع الفصل السابع والعشرين يا يعقوب !
*****