مَا الجَنَّةُ؟
فِي أيِّ سَمَاءٍ
أمْ أرضْ؟
مَا لذَّةُ ظَمَأٍ مالِحَةٍ في حَلْقٍ مُتَشَقِّقْ؟
الجَنَّةُ إمكانٌ مَحضْ
لا يَنطَفِئُ،
ولا يَتَحَقَّقْ
الذي كَانَ يَصعَدُ إلى السَّمَاءِ عَلَى سُلَّمٍ
لا يَرَاهُ سِوَاهُ،
يَشدُّ يَدَ اللهِ مِن عَرشِهِ:
لِيَتَجَوَّلَا في قِفَارِ الأرضِ،
ويَنثُرَا على الرِّمَالِ بُذورَ النَّعنَاعِ،
ثُمَّ يَجمَعَا الأصداف مِن أَعمَاقِ الصُّدُورِ.
الصَّغِيرُ احتَقَنَ بعُوَاءِ عُقَابٍ نَضِجَ عَلَى مِرجَلِ المَوجِ في جَوفِهِ، وتَضَخَّمَ، ثُمَّ فَقَأَ بِمِنقَارِهِ قِشرَةَ بَيضَةِ الصَّدرِ، وأطَلَّ على العَالَمِ نَهِمَ العَينَين.
الصَّغِيرُ (الذي لَمْ يَعُدْ صَغِيرًا مُنذُ تَلَبَّسَهُ الجِنِّيُّ) قَالَ:
"أَنَا اللهُ"!
أزرَقُ السَّمَاءِ الشَّاحِبُ لَمْ يَعُدْ لَائِقًا بِجَبَرُوتِهِ الدَّمَوِيِّ.
هَذَا العَالَمُ يَحتَاجُ إعَادَةَ خَلقٍ
في هَيْئَةِ الفِردَوسِ
(أيْ: جَمرَةٍ مُلتَهِبَةٍ تَتَكَوَّرُ فِي قَبضَتِهِ).
تَمَشَّى مَنفُوشَ الرِّيشِ، وصَاحَ:
"هَذَا عَرشِي"!
إذ رَأى البِئرَ تَلُوحُ عَلَى المَدَى.
سَعَى إليها مُكِبًّا عَلَى ريحِهِ،
وَإِذْ ظَنَّ أَنْ بَلَغَها:
خَلعَ مِئزَرِهِ،
ثُمَّ دَنَا،
فَتَدَلَّى.
فِي حَمأةِ الخَلقِ
بِئرُ الطَّمْثِ تَشربُنِي
عَينِي
تَقُومُ عَلَى سَاقِ الدُّخَانِ
إلى ما لا تَرَى،
ورُؤُوسُ الشَّوْكِ في بَدَنِي
تَنمُو عَلَى فَكِّيَ الأسنَانُ
أُفْقِيَّةً
تَرنُو لِفَكِّ المَدَى
كَيْ يُطبِقَا فَوقَ كُلَّ الأرضِ
والزَّمَنِ
كَيْ أَقْطُفَ الشَّمسَ فِي كَفِي
وأَقضمُهَا،
وَأُسرِجُ الْقَلْبَ
قِندِيلًا مِنَ السّننِ
أيُّهَا الليثُ
فاستَعِد لِنَهْشِ لَحمِكَ.
أنتَ الوَحِيدُ الذِي بَلَغَ السَّرَابَ،
وغَطَسَ إلَى قَاعِهِ،
وابتَلَعَهُ مَاءُ العَدَمِ.
تَنْفُضُ قُرُونَ التَّروِيضِ،
وتُوقِظُ جِينَاتِ أسلافِهَا الأسَدِيَّةِ؟
اللَّبُؤَةُ التِي كُنتَ تُرَاقِصُهَا،
وتَظُنُّهَا طَوْعَ بَنَانِكَ،
تَمُصُّ الآنَ، كأفعَى، دَمَكَ.
وأنتَ
لم تَعُدْ قَادِرًا على تَحرِيكِ إصبَعٍ.
الشمسُ لا زَالت خَضرَاءَ
كشَارِبِ المُرَاهِقِ
قَبلَ أنْ يَأكُلَهُ العَطَنُ.
يَثُورُ على الأزمِنَةِ غُبَارٌ،
وأنتَ مُتَكَوِّمٌ على الرَّصِيفِ،
تَرفَعُ إلى المَدَى عَينَيكَ المُرتَخِيَتَينِ،
وتَبتَسِمُ سَأمًا.
الحُلمُ/ بِئرُ المَدَى المَقلُوبَةُ
اندَلَقَتْ
ظَلَّتْ على الأُفْقِ: دَلوًا فَارِغًا
صَلصَلَتْ أجرَاسُهَا
كعِظَامٍ،
وانتَشَى عَدَمٌ،
ورَدَّدَتْ صَمتَهُ المَلعُونَ
أضلاعِي
أرنُو رِشَاءَ دِلاءٍ فَوقِيَ انتَصَبَتْ
فأرتَخِي،
ويَذُوبُ النَّبضُ فِي القَاعِ
نَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ
وسَجَدَ لِمَا سَوَّتْ يَدَاهُ.
انفَرَطَتْ فِي يَدِهِ آخِرُ حَبَّاتِ الكَونِ،
فأسلَمَ دَفَّتَهُ للخَوَارِزْمِيَّاتِ،
قَسَّمَ على رُمُوزِهَا -بِالسَّوِيَّةِ- لَحمَهُ ودَمَهُ،
وتَضَرَّعَ لِتَفُكَّ إسَارَهُ.
الإلَهُ لَاذَ بِالبَيدَاءِ.
الزَّهرَةُ البَرِّيَّةُ تُمَارِسُ جَفَافَهَا فِي هُدُوءٍ،
والنَّملُ يَحفُرُ فِردَوسَهُ فِي الصُّخُورِ،
والرِّمَالُ جَائِعَةٌ،
وعَمَّا قَرِيبٍ
سَتَنطَمِرُ آخِرُ عَظمَةٍ
تَحتَ الكُثبَانِ.
فِي أيِّ سَمَاءٍ
أمْ أرضْ؟
مَا لذَّةُ ظَمَأٍ مالِحَةٍ في حَلْقٍ مُتَشَقِّقْ؟
الجَنَّةُ إمكانٌ مَحضْ
لا يَنطَفِئُ،
ولا يَتَحَقَّقْ
1
الصَّغِيرُالذي كَانَ يَصعَدُ إلى السَّمَاءِ عَلَى سُلَّمٍ
لا يَرَاهُ سِوَاهُ،
يَشدُّ يَدَ اللهِ مِن عَرشِهِ:
لِيَتَجَوَّلَا في قِفَارِ الأرضِ،
ويَنثُرَا على الرِّمَالِ بُذورَ النَّعنَاعِ،
ثُمَّ يَجمَعَا الأصداف مِن أَعمَاقِ الصُّدُورِ.
الصَّغِيرُ احتَقَنَ بعُوَاءِ عُقَابٍ نَضِجَ عَلَى مِرجَلِ المَوجِ في جَوفِهِ، وتَضَخَّمَ، ثُمَّ فَقَأَ بِمِنقَارِهِ قِشرَةَ بَيضَةِ الصَّدرِ، وأطَلَّ على العَالَمِ نَهِمَ العَينَين.
الصَّغِيرُ (الذي لَمْ يَعُدْ صَغِيرًا مُنذُ تَلَبَّسَهُ الجِنِّيُّ) قَالَ:
"أَنَا اللهُ"!
أزرَقُ السَّمَاءِ الشَّاحِبُ لَمْ يَعُدْ لَائِقًا بِجَبَرُوتِهِ الدَّمَوِيِّ.
هَذَا العَالَمُ يَحتَاجُ إعَادَةَ خَلقٍ
في هَيْئَةِ الفِردَوسِ
(أيْ: جَمرَةٍ مُلتَهِبَةٍ تَتَكَوَّرُ فِي قَبضَتِهِ).
تَمَشَّى مَنفُوشَ الرِّيشِ، وصَاحَ:
"هَذَا عَرشِي"!
إذ رَأى البِئرَ تَلُوحُ عَلَى المَدَى.
سَعَى إليها مُكِبًّا عَلَى ريحِهِ،
وَإِذْ ظَنَّ أَنْ بَلَغَها:
خَلعَ مِئزَرِهِ،
ثُمَّ دَنَا،
فَتَدَلَّى.
فِي حَمأةِ الخَلقِ
بِئرُ الطَّمْثِ تَشربُنِي
عَينِي
تَقُومُ عَلَى سَاقِ الدُّخَانِ
إلى ما لا تَرَى،
ورُؤُوسُ الشَّوْكِ في بَدَنِي
تَنمُو عَلَى فَكِّيَ الأسنَانُ
أُفْقِيَّةً
تَرنُو لِفَكِّ المَدَى
كَيْ يُطبِقَا فَوقَ كُلَّ الأرضِ
والزَّمَنِ
كَيْ أَقْطُفَ الشَّمسَ فِي كَفِي
وأَقضمُهَا،
وَأُسرِجُ الْقَلْبَ
قِندِيلًا مِنَ السّننِ
٢
إذا التَهَمتَ الغَزَالَةَ الأَخِيرَةَأيُّهَا الليثُ
فاستَعِد لِنَهْشِ لَحمِكَ.
أنتَ الوَحِيدُ الذِي بَلَغَ السَّرَابَ،
وغَطَسَ إلَى قَاعِهِ،
وابتَلَعَهُ مَاءُ العَدَمِ.
٣
لِمَاذَا تَمُوءُ القِطَطُ فِي وَجهِكَ؟تَنْفُضُ قُرُونَ التَّروِيضِ،
وتُوقِظُ جِينَاتِ أسلافِهَا الأسَدِيَّةِ؟
اللَّبُؤَةُ التِي كُنتَ تُرَاقِصُهَا،
وتَظُنُّهَا طَوْعَ بَنَانِكَ،
تَمُصُّ الآنَ، كأفعَى، دَمَكَ.
وأنتَ
لم تَعُدْ قَادِرًا على تَحرِيكِ إصبَعٍ.
الشمسُ لا زَالت خَضرَاءَ
كشَارِبِ المُرَاهِقِ
قَبلَ أنْ يَأكُلَهُ العَطَنُ.
يَثُورُ على الأزمِنَةِ غُبَارٌ،
وأنتَ مُتَكَوِّمٌ على الرَّصِيفِ،
تَرفَعُ إلى المَدَى عَينَيكَ المُرتَخِيَتَينِ،
وتَبتَسِمُ سَأمًا.
الحُلمُ/ بِئرُ المَدَى المَقلُوبَةُ
اندَلَقَتْ
ظَلَّتْ على الأُفْقِ: دَلوًا فَارِغًا
صَلصَلَتْ أجرَاسُهَا
كعِظَامٍ،
وانتَشَى عَدَمٌ،
ورَدَّدَتْ صَمتَهُ المَلعُونَ
أضلاعِي
أرنُو رِشَاءَ دِلاءٍ فَوقِيَ انتَصَبَتْ
فأرتَخِي،
ويَذُوبُ النَّبضُ فِي القَاعِ
٤
الإلَهُ الذِي قَتَلَ أبَاهُنَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ
وسَجَدَ لِمَا سَوَّتْ يَدَاهُ.
انفَرَطَتْ فِي يَدِهِ آخِرُ حَبَّاتِ الكَونِ،
فأسلَمَ دَفَّتَهُ للخَوَارِزْمِيَّاتِ،
قَسَّمَ على رُمُوزِهَا -بِالسَّوِيَّةِ- لَحمَهُ ودَمَهُ،
وتَضَرَّعَ لِتَفُكَّ إسَارَهُ.
الإلَهُ لَاذَ بِالبَيدَاءِ.
الزَّهرَةُ البَرِّيَّةُ تُمَارِسُ جَفَافَهَا فِي هُدُوءٍ،
والنَّملُ يَحفُرُ فِردَوسَهُ فِي الصُّخُورِ،
والرِّمَالُ جَائِعَةٌ،
وعَمَّا قَرِيبٍ
سَتَنطَمِرُ آخِرُ عَظمَةٍ
تَحتَ الكُثبَانِ.